ملتقى ريميني بإيطاليا يناقش "مستقبل الإنسان" في عالم "الميتافيرس"
تاريخ النشر: 25th, August 2023 GMT
"ميتافيرس" كلمة تُستخدم اليوم بقدر ما هي غير معروفة، وهدفها، ليس فقط لشركة مارك زوكربيرج ولكن لأي شخص مهتم بالواقع الافتراضي بأي شكل من الأشكال، هو عبور الحدود المعروفة حتى الآن واكتشاف عوالم جديدة تشبه بشكل متزايد العالم الحقيقي، حسبما ذكرت وكالة نوفا الإيطالية للأنباء.
وانطلاقًا من هذا الهدف، عقدت النسخة الـ44 لملتقى ريميني للصداقة بين الشعوب جلسة "مستقبل الإنسان بين المستقبل والآمال"، أدارها أندريا سيمونسيني، نائب رئيس مؤسسة ملتقى ريميني للصداقة بين الشعوب وأستاذ القانون الدستوري بجامعة فلورنسا، وحضرها روبرتو باتيستون، عالم فيزياء تجريبية، الرئيس السابق لوكالة الفضاء الإيطالية؛ ماركو كاسو، باحث في مؤسسة ليوناردو؛ جينيفرا ليجانزا، باحثة في مؤسسة ليوناردو؛ وماسيميليانو نيكوليني، مدير قسم البحث والتطوير في شركة أوليمانت – أوليتك؛ ولوتشيانو فيولانتي، رئيس مؤسسة ليوناردو.
وخلال الجلسة، قال فيولانتي، رئيس مؤسسة ليوناردو "تبدأ مؤسسة ليوناردو من فكرة أن الشباب يعرفون المستقبل لأن هذا هو حاضرهم، لذلك يجب على الأطفال أن يعرفوا مزايا ومخاطر هذا "الحاضر والمستقبل، ولذلك فمن الضروري، قبل كل شيء، الاستثمار في التعليم؛ ثانياً، من الضروري دعم الشباب ومعرفة ملهماتهم. إنهم الأشخاص الذين يمكنهم مساعدتنا في فهم الواقع الذي يرغبون في العيش فيه".
وقالت ليجانزا "لا يمكن معرفة المستقبل، ولكن في الوقت نفسه، من الممكن التعمق في الحاضر: فهو يتكون من أبعاد مختلفة يجب النظر إليها في تعقيدها حتى تكون قادرًا على التخيل والبناء مع المستقبل. الأجيال الجديدة مستقبلنا وحاضرهم".
هل السعادة حق دستوري؟
شارك الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتريلا في النسخة الـ44 لملتقى ريميني للصداقة بين الشعوب، حيث سلط الضوء على حقوق الإنسان والصراع الروسي الأوكراني وتعدد الذرائع لتأجيج مختلف الصراعات، حسبما ذكرت وكالة نوفا الإيطالية للأنباء.
وأشار ماتريلا إلى أن "السعادة" حق من حقوق الإنسان وإن لم تتضمنها الدساتير المختلفة، فقد قال إنه رغم عدم وجود أي إشارة في الدستور إلى "الحق في السعادة"، فلا شك أن الميثاق الأساسي يشير إلى حقوق تتضمن مجموعة من الأفعال الإيجابية التي تجعل الوجود مجزيا، مضيفا أن هذا "ولو من دون الادعاء بأن السعادة حالة دائمة؛ وكأن الحياة، بتقلباتها، لا تقدم لحظات ذات علامة مختلفة".
وتابع ماتريلا "لقد ولد دستورنا مع الصداقة كمورد يمكن الاعتماد عليه للتغلب على الحواجز والعقبات معًا والتعبير عن إنسانيتنا. التغلب على الكراهية وطردها كمقياس للعلاقات الإنسانية، تلك الكراهية التي تطلب منا الحضارة الإنسانية هزيمتها في العلاقات بين الناس؛ ومعاقبة سلوكهم بشدة، وبالتالي خلق الأساس لقواعد تعايشنا".
ثم استشهد ماتاريلا بـ”المادة 2 من الدستور الإيطالي، التي تنص على أن الجمهورية يجب أن تعترف وتضمن حقوق الإنسان غير القابلة للانتهاك، سواء كفرد أو في التكوينات الاجتماعية التي تحدث فيها شخصيته؛ ويجب أن يتطلب الوفاء بواجبات التضامن الإلزامية. وفي المادة 3 التي تطالب الجمهورية بإزالة العقبات التي تحول دون التنمية الكاملة للإنسان؛ بعد أن أقر أن جميع المواطنين متساوون في الكرامة، وهم متساوون أمام القانون".
صراعات طبقية
قال ماتريلا، خلال الجلسة العامة للملتقى، إن "هناك دائما ذرائع لتأجيج الصراعات، وما يحدث اليوم في أوكرانيا دليل على ذلك"، مشيرًا إلى أن مثل هذه التناقضات "قد تكون استحضارًا للمعارضات الأيديولوجية؛ الخصائص العرقية؛ من الصراعات الطبقية الخادعة أو المطالبة بإحياء القوميات التي عفا عليها الزمن".
وأشار الرئيس الإيطالي إلى أن "ما يحدث على حدود أوروبا بعد غزو الاتحاد الروسي لأوكرانيا يشهد على ذلك بشكل درامي".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: شركة مارك زوكربيرج مستقبل الإنسان السعادة ميتافيرس
إقرأ أيضاً:
عالم بالأزهر يوضح مفهوم الوسطية في الإسلام (فيديو)
كشف الشيخ أحمد المشد، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، عن مفهوم الوسطية في الإسلام، موضحًا أن الوسطية تعني أن يكون المسلم متوازنًا لا يميل إلى الغلو أو التشدّد، وفي الوقت نفسه لا ينحرف نحو الانفلات أو عدم الالتزام، مشيرًا إلى أن الأمة الإسلامية ميزتها أنها أمة وسط بين طرفين، تمارس دينها دون عداء مع الحياة ومع الآخرين، وتستفيد من نعم الله ونتائج جهود البشر بما لا يخالف الشريعة.
وأضاف أحمد المشد خلال لقائه مع محمد جوهر وأحمد دياب ببرنامج "صباح البلد" المذاع على قناة صدى البلد، أن الوسطية تشمل فهم الدين بشكل صحيح بحيث يكون الإنسان متدينًا وملتزمًا، لكنه في الوقت نفسه متفاعل مع مجتمعه ومستفيد من الكون الذي خلقه الله، مشددًا على أن الالتزام الديني لا يعني التعالي أو منع الاستفادة من الأشياء الطيبة في الحياة، بل يجب التمييز بين ما أحله الله وما حرمه، مع توخي الحذر من الفهم الخاطئ الذي قد يستغل رغبة الإنسان في التقرب إلى الله لتقديم صورة مشوهة عن الدين.
التمييز بين الطيب والخبيثوأوضح المشد أن فهم الوسطية يعني أن يكون الإنسان واعيًا لهدفه في الحياة ووظيفته في هذا الكون، وأن يتعامل مع الدنيا بصدر مفتوح مستفيدًا من كل ما هو طيب، ومتجنبًا ما حرم الله، مستشهدًا بالآية الكريمة: "وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ"، مؤكدًا أن التمييز بين الطيب والخبيث هو أساس الفهم الصحيح للدين، وأن على المسلم أن يحذر من أي تفسير خاطئ يستغل رغبته في الاقتراب من الله لتحقيق مآرب شخصية أو لتقديم صورة مغلوطة عن التعاليم الدينية.