عقدت نقابة المهندسين المصرية مؤتمرًا صحفيًا، ظهر اليوم الأربعاء بمقر النقابة العامة بالقاهرة، وذلك للإعلان عن رؤية اللجنة الاستشارية لإعمار قطاع غزة برئاسة اللواء المهندس أحمد زكي عابدين، بشأن المرحلة العاجلة من جهود إعادة الإعمار في قطاع غزة، في ظل الكارثة الإنسانية والعمرانية التي يمر بها القطاع جراء العدوان المتواصل.

وأعلنت نقابة المهندسين في حضور لفيف من القيادات الهندسية وعدد من نواب البرلمان، وعدد كبير من الوسائل الإعلامية المقروءة والمرئية. رؤيتها للتحرك الهندسي العاجل في الملفات الحيوية، ومنها ملف إعادة إعمار قطاع غزة.

وأكد المهندس محمود عرفات، أمين عام نقابة المهندسين، أن النقابة حملت على عاتقها مسؤولية التصدي لقضية إعمار غزة، باعتبارها قضية وطنية وقومية ترتبط بجوهر مهنة الهندسة، مشيرا إلى أنه "بحكم القانون، تُعد نقابة المهندسين الاستشاري الأول للدولة في كل ما يتعلق بمجال تخصصها".

وأضاف عرفات، أن ما تقوم به النقابة في ملف إعمار غزة ليس مجرد واجب مهني فحسب؛ بل هو أيضًا واجب وطني وإنساني وقومي"، مشيرًا إلى أن غزة عانت على مدار قرن من الزمان من التدمير والتهجير، ورغم ذلك، قدّم أهلها نموذجًا فريدًا في الصمود والتشبث بأرضهم.

ووجّه عرفات تحية تقدير لأعضاء اللجنة الاستشارية لإعمار غزة على جهودهم المخلصة في سبيل إعادة الحياة إلى هذا القطاع، متمنيًا أن تُكلل تلك الجهود بإعادة إعمار غزة في أسرع وقت ممكن.

خطة إعمار قطاع غزة 

أشار المهندس كريم الكسار، الأمين العام المساعد لنقابة المهندسين والمنسق العام للجنة، إلى أن اللجنة الاستشارية لإعمار غزة بالنقابة شُكلت في فبراير الماضي، وتضم عددًا من الوزراء والمحافظين السابقين وكبار الخبراء والقامات الهندسية المصرية من جميع الشُّعب الهندسية، وتبذل جهودًا كبيرة في التواصل مع جميع الجهات المعنية بإعمار غزة، سواء داخل مصر أو في فلسطين أو الأردن، وغيرها.

إسرائيل تعلن إجلاء مئات الآلاف من سكان غزة ومنع المساعدات تماما.. فيديوارتفاع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 51.025شيخ الأزهر ورئيسة البرلمان السلوفيني يتَّفقان على تكثيف الضَّغط لإنهاء العدوان على غزةملامح خطة نقابة المهندسين العاجلة لإعادة إعمار قطاع غزةتمرد داخل جيش الاحتلال| جنود يحتجون ويطالبون بوقف الحرب.. وخبير: الأسرى ورقة غزة الأقوىستظل مصر سندا لفلسطين.. نقابة المهندسين تعلن خطتها لإعادة إعمار غزة

وقال الكسار، إن اللجنة منذ قرار تشكيلها بالنقابة، باشرت عملها حتى وصلت إلى خطة عاجلة لإعادة الإعمار، ونأمل أن تحوز  تلك الخطة على ثقة الجميع".

وأضاف: "إعمار غزة حاليًا مطلب لكل عربي، ولكل مسلم ولكل مسيحي في العالم، ولكل مَنْ لديه بقايا مِن أخلاق وإنسانية في جميع أرجاء الكرة الأرضية".

من جهته، أكد اللواء المهندس أحمد زكي عابدين، رئيس اللجنة الاستشارية لإعادة إعمار غزة بنقابة المهندسين، أن الادعاء بأن إعمار غزة لا يمكن أن يتم إلّا بعد تفريغها من سكانها وتهجير أهاليها؛ هو ادِّعاء غريب ومشبوه، وغرضه تصفية القضية الفلسطينية والاستيلاء على الأراضي الفلسطينية.

ونوه بأن نقابة المهندسين المصرية لديها خبرات كبيرة، ووضعت- من خلال اللجنة الاستشارية لإعادة إعمار غزة- خطة عاجلة لإيواء أهل غزة كخطوة أولى لبدء الإعمار الكامل والشامل في القطاع، في وجود أهله وسكانه.

وأشار إلى أن اللجنة بذلت جهدًا كبيرًا لجمع بيانات متكاملة حول حجم التدمير الذي تعرض له قطاع غزة، وتواصلنا مع مهندسي غزة ونقابة المهندسين بالسلطة الفلسطينية والخبراء الفلسطينيين، وبِناءً على كل هذه البيانات؛ وضعنا خطة عاجلة لتأمين البقاء وتوفير السبُل الأساسية للحياة، وتدبير الاحتياجات الحيوية في القطاع من خلال مناطق إيواء عاجلة تضم مبانٍ مؤقتة ومدارس ومستشفيات، وغيرها من مراكز الخدمة العامة؛ حتى يستطيع أهل غزة العيش بشكل مؤقت لحين الإعمار الكامل".

ولفت عابدين، إلى أن الخطة التي وضعتها لجنة نقابة المهندسين هي خطة واقعية ودقيقة، وتراعي النسيج الاجتماعي والتركيب العشائري لسكان غزة، مردفا : "سنقدم هذه الخطة للجهات المعنية؛ لتكون جاهزة للتنفيذ فور وقف إطلاق النار".

من جهته، قال الدكتور المهندس محمد عبد الغني، عضو اللجنة الاستشارية لإعمار غزة بنقابة المهندسين، إن ما يجري في غزة ليس مجرد دمارا عمرانيا؛ بل هو جريمة بحق الإنسانية والأرض والهوية، ومن هنا فإن مسؤوليتنا لا تتوقف عند حدود الدعم الفني، بل تمتد لتشمل الموقف الأخلاقي والوطني والمهني.

وأضاف: "نحن في اللجنة الاستشارية لإعمار غزة بنقابة المهندسين نؤمن بأن إعادة إعمار القطاع ليست مهمة طارئة فحسب؛ بل هي التزام تاريخي تجاه شعب صامد، ودور أصيل من صميم رسالتنا الهندسية والإنسانية".

وأكد الدكتور عبد الغني، أن اللجنة تُسخِّر كل إمكانياتها وخبراتها في تقديم خطة إعمار عاجلة وفعّالة، وبما يضمن تحقيق إعادة بناء حقيقية تحفظ كرامة الإنسان الفلسطيني وتعيد الحياة إلى هذا الجزء الغالي من الوطن العربي.

وأكد واقعية الخطة المقدمة، والتي تستلزم لتنفيذها مدة حوالي 6 أشهر، وتتكلف نحو 6 مليارات دولار، وكذلك ضرورة العمل بشكل متوازٍ؛ لتوفير التمويل اللازم لبدء إعادة الإعمار.


بدوره استعرض الأستاذ الدكتور طارق وفيق، عضو اللجنة الاستشارية لإعادة إعمار غزة، الرؤية الأولية لإعداد خطة المرحلة الأولى لإعمار القطاع، والتي وضعتها لجنة مصغرة منبثقة من لجنة إعادة الإعمار.

وأوضح أن هذه اللجنة المصغرة، مكونة من: الدكتور عبد القوي خليفة، الدكتور كمال شاروبيم، الدكتور شريف أبو المجد.

ونوه بأن خطة المرحلة الأولى، وضعت من خلال التعاون والتواصل مع هيئات وخبراء من فلسطين والدول العربية، وبالاستعانة ببعض الدراسات المرجعية، والبيانات والمعلومات من الهيئة العربية للإعمار في فلسطين.

وأكد وفيق، أن الخطة العاجلة والتي تمتد لستة أشهر، ترتكز علي منهجية موضوعية، لتحقيق متطلبات الإيواء المؤقت والاحتياجات الأساسية لإعادة الإعمار، لافتًا إلى أنها رؤية أولية وتتناول الواقع الموجود في القطاع بصورة دقيقة، موضحًا أن المرحلة العاجلة تشمل توفير مساكن وطرق وتعليم وصحة، وضمان الأمن الغذائي وبناء مؤسسات الدولة مما يصب في إيجاد سبل الحياة.

وكشف وفيق، أن نسبة إزالة حطام المباني التي تم تدميرها بالكامل تبلغ 44% من المباني التي كانت قائمة في القطاع، وأن مساحات الأراضي الضخمة المطلوبة لتجمعات الإيواء المؤقت كبيرة الحجم ستحاول تجنب التعدي على الملكيات الخاصة لسكان القطاع والتي تصل إلى 65 % تقريبًا من إجمالي مساحة القطاع، وأن حوالي 85% من المباني تأثرت بالقصف، بمستويات مختلفة، وعدد المساكن المتضررة تجاوز 77%.

وأضاف أن عدد السكان نحو 2.2 مليون نسمة، بينهم 350 ألف يقيمون في مساكن متضررة وعدد السكان المقيمين مع أقاربهم حوالي 200,000 نسمة، مشددًا على أن إعادة التقدير واردة في إطار التعامل المباشر مع المعطيات والأوضاع المختلفة على الأرض.

وأكد أن اختيار الأراضي المستهدفة تم وفقًا لمعايير دقيقة، من بينها القرب من مصادر الطاقة، وصلاحية الأرض للمعيشة، وقربها من الطرق الرئيسية.

وكشف التقرير الذي استعرضه، أحدث تقدير لكمية الحطام تبلغ 51 مليون طن، لافتًا إلى أن إزالة الحطام تشكل بالضرورة مكونًا أساسيًا في خطة المرحلة العاجلة لتهيئة مواقع تجمعات الإيواء المؤقت وفتح مسارات الحركة، وإنجاز ما يمكن في الخطة الشاملة لإزاحة وتدوير الحطام في مراحل الإعمار التالية.

كما تناول التحديات والإشكاليات في إدارة تنفيذ الخطة، من بينها تأمين الدعم السياسي والمؤسسي، والقدرات الإدارية والفاعلة، والكوادر الفنية، والتحديات التقنية المتمثلة في توفر المعدات والتكنولوجيا، وكفاءة التعامل مع المواد والنفايات الخطرة فنيًا باستخدام التكنولوجيات المناسبة، ومراعاة وتأمين المعايير البيئية في تنفيذ الخطة.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: إعمار قطاع غزة إعادة إعمار قطاع غزة قطاع غزة نقابة المهندسين المصرية خطة إعمار قطاع غزة فلسطين المزيد اللجنة الاستشاریة لإعمار غزة لإعادة إعمار غزة نقابة المهندسین إعمار قطاع غزة إعادة الإعمار فی القطاع ا إلى أن

إقرأ أيضاً:

السودان يتجه لرفع دعوى جنائية تعويضية ضد حديقة حيوان أمريكية لاسترداد وحيد القرن الأبيض

السودان يتجه لرفع دعوى جنائية تعويضية ضد حديقة حيوان أمريكية لاسترداد وحيد القرن الأبيض الشمالي (إنجاليفو) المهدد بالانقراض
بورتسودان: السوداني
تتجه وزارة العدل السودانية لرفع دعوى جنائية تعويضية ضد حديقة حيوان أمريكية، للمطالبة بحقوق السودان في وحيد القرن الأبيض الشمالي (إنجاليفو) المهدد بالانقراض، وضمان عودته إلى السودان أو التعويض عنه.
وعلمت صحيفة (السوداني) أن رئاسة قوات حماية الحياة البرية فتحت تحقيقاً في مصير وحيد القرن الأبيض الشمالي (إنجاليفو) المهدد بالانقراض، والذي يُعد أحد أهم الثروات القومية للسودان. ويأتي هذا التحرك في إطار سعي قوات حماية الحياة البرية للحفاظ على الموروثات الطبيعية المهددة بالانقراض.
وحيد القرن الأبيض الشمالي، الذي يتميز بحجمه الضخم وفمه العريض ولونه الرمادي المائل إلى الأبيض، يُعد من الأنواع المهددة بالانقراض بشكل حرج. وكان (إنجاليفو) يعيش في حديقة الحيوان بالخرطوم حتى عام 1990. ومع تبقي ستة أفراد فقط من هذا النوع في العالم بحلول عام 2014، ونفوق آخر ذكر يُدعى (سودان) في مارس 2018، أصبحت قيمة (إنجاليفو) كتراث وطني لا تُقدّر بثمن.
في عام 1990، تم نقل (إنجاليفو) إلى حديقة سان دييغو سفاري في أمريكا على سبيل الإعارة، بهدف تزاوجه مع أنثى من نفس النوع تُدعى (نولا). لاحقاً، ضمن برنامج تبناه الاتحاد العالمي لصون الطبيعة (IUCN)، تم نقل (إنجاليفو) إلى موقع تربية آخر في حديقة دفور كرالوف. لكن مع مرور السنين، فقدت الجهات السودانية أي معلومات عن مصير هذا الحيوان النادر أو نسله.
في إطار البحث عن (إنجاليفو)، خاطبت قوات حماية الحياة البرية وزارة الداخلية السودانية، التي بدورها راسلت وزارة الخارجية للتواصل مع حديقة سان دييغو سفاري عبر سفارة السودان في واشنطن. وبتاريخ 7 مايو 2024، تلقت الجهات السودانية ردّاً من الحديقة الأمريكية يفيد بأن آخر اثنين من وحيد القرن الأبيض الشمالي موجودان حالياً في محمية أول بيجيتا في كينيا. ومع ذلك، لم يوضح الرد مصير (إنجاليفو) أو ما إذا كان قد تم نقله إلى كينيا دون علم حكومة السودان الجهة المالكة.
في 17 يوليو 2024، أرسلت سفارة السودان في واشنطن برقية إلى وزارة الخارجية تحمل رد حديقة سان دييغو، والتي عكستها بدورها إلى وزارة الداخلية. وفي خطوة لاحقة، خاطبت رئاسة قوات حماية الحياة البرية وزارة الداخلية لمطالبة وزارة العدل برفع دعوى جنائية ضد حديقة سان دييغو سفاري بسبب عدم تقديمها أي معلومات عن (إنجاليفو) منذ إعارته في عام 1990.
وبتاريخ 21 مايو 2025، وافقت وزارة العدل السودانية على رفع دعوى تعويضية ضد الحديقة الأمريكية، وقررت تشكيل لجنة تضم الجهات المعنية لتقييم الوقائع ودراسة إمكانية التقاضي. وسترفع اللجنة توصياتها إلى وزير العدل، على أن يتولى المحامي العام لجمهورية السودان الترافع نيابة عن الحكومة أمام المحكمة المختصة.
من جانبه أكد اللواء شرطة عصام الدين جابر حقار، المدير العام لقوات حماية الحياة البرية، التزام القوات بمتابعة هذا الملف حتى استرداد حقوق السودان كاملة. وقال: “إنجاليفو ليس مجرد حيوان، بل هو جزء من تراثنا الوطني، وسنعمل بكل جهد لضمان عودة هذا الأصل القومي إلى السودان أو التعويض عنه”.
تُعد هذه القضية سابقة مهمة في إطار حماية الثروة الحيوانية السودانية النادرة. ومع استمرار التحقيقات، تترقب الأوساط المحلية والدولية نتائج هذا الملف، الذي قد يفتح الباب أمام قضايا مماثلة تتعلق بحماية الأنواع المهددة بالانقراض على مستوى العالم، بالإضافة إلى استرداد الآثار السودانية المنهوبة مؤخراً من قبل ميليشيا الدعم السريع، حيث باعتها لمهربي الآثار حول العالم.
على صعيد آخر، للحفاظ على وحيد القرن الأبيض الشمالي من الانقراض، يعمل دعاة الحفاظ على البيئة على تحسين التقنيات لإنشاء أجنة يمكن أن تحملها وحيد القرن الأبيض الجنوبي حتى الولادة. تتضمن إحدى التقنيات حصاد بعض البيض القابل للحياة المتبقي من إناث وحيد القرن الأبيض الشمالي المتبقية وتخصيبها بالحيوانات المنوية التي تم جمعها مسبقًا من ذكور وحيد القرن الأبيض الشمالي. تم تجميد العديد من الأجنة القابلة للحياة، التي تم إنشاؤها باستخدام التلقيح الصناعي، للسماح بالتقدم في نقل أجنة وحيد القرن للتعويض. تتضمن تقنية أخرى تغيير خلايا جلد وحيد القرن الأبيض الشمالي مرة أخرى إلى خلايا جذعية، والتي يمكن استخدامها لإنتاج خلايا الحيوانات المنوية وخلايا البويضات.

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • جهود متواصلة لإعادة إعمار بلدة سلمى بريف اللاذقية وتهيئة الظروف لعودة أهلها
  • أستاذ علوم سياسية: خطة إعادة احتلال غزة مناورة لفرض واقع جديد
  • غرفة صناعة دمشق وريفها: الاستثمارات الجديدة خطوة إستراتيجية لإعادة الإعمار وتحريك الاقتصاد
  • بعضوية مفتي الجمهورية.. إعادة تشكيل اللجنة العليا لجائزة الفنجري
  • اجتماع عربي أمريكي لبحث سبل دعم إعادة إعمار سوريا
  • الأردن يستضيف اجتماعا لبحث دعم إعمار سوريا
  • السودان يتجه لرفع دعوى جنائية تعويضية ضد حديقة حيوان أمريكية لاسترداد وحيد القرن الأبيض
  • دعم إعادة التمويل العقاري
  • الديهي عن قرار إسرائيل إعادة احتلال غزة: هدف سلطة فاشية
  • الخارجية الفلسطينية: «مصر تقود جهود إعادة إعمار غزة»