اعتقلت الشرطة الألمانية مجموعة من الطلاب في جامعة هومبولت بالعاصمة برلين خلال مشاركتهم في مظاهرة تضامنية مع فلسطين، في حين تظاهر فرنسيون في باريس ومارسيليا للاحتجاج على استهداف الصحفيين في الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

ودخل مجموعة من الطلاب إلى مبنى يضم قاعة إميل فيشر للمحاضرات في جامعة هومبولت أمس الأربعاء للاحتجاج على هجمات إسرائيل في غزة وخطط حكومة ولاية برلين لترحيل 4 ناشطين مؤيدين لفلسطين.

وعلق الطلاب خلال المظاهرة لافتات على نوافذ المبنى كُتب عليها "أنتم متواطئون في الإبادة الجماعية" و"لا يوجد سوى دولة واحدة وهي فلسطين" و"انتفاضة حتى النصر".

المحتجون رفعوا لافتات على نوافذ مبنى في جامعة هومبولت (رويترز)

 

وخارج المبنى، تجمع حوالي 20 شخصا لدعم المحتجين في الداخل، وهتفوا بشعارات مثل "الحرية لفلسطين" و"مقاطعة إسرائيل" و"لا للحدود، لا للترحيل"، و"ألمانيا دولة فاشية"، و"المقاومة حق دولي".

وطلبت إدارة الجامعة من الطلاب مغادرة المبنى، لكنهم أغلقوا الأبواب وأقاموا حواجز. وتدخلت الشرطة التي فرضت إجراءات أمنية مشددة، واعتقلت 5 أشخاص على الأقل من المتظاهرين خارج المبنى.

واستخدمت الشرطة أداة اقتحام لفتح الأبواب المغلقة، وانتزعت اللافتات من النوافذ، ثم أخلت المبنى واعتقلت المحتجين.

إعلان

وقال المتحدث باسم الشرطة مارتن هيلفيغ، في تصريحات للصحفيين في مكان الحدث، إن الشرطة اقتحمت المبنى باستخدام القوة، وأوضح أنه تم إخراج حوالي 90 محتجا من المبنى، وسيتم التحقيق معهم بتهم "تقويض حرمة المسكن" و"إلحاق الضرر بالممتلكات".

وأضاف أن المعتقلين سيطلق سراحهم بعد التحقق من هوياتهم إذا لم تكن هناك تهم أخرى ضدهم.

قوات الأمن استخدمت القوة لإخلاء المبنى من المحتجين (غيتي) تضامن فرنسي

وفي فرنسا، خرج متظاهرون في باريس ومارسيليا تلبية لدعوة من جمعيات ومنظمات صحفية منددين باستشهاد عشرات الصحفيين في الحرب المتواصلة على غزة.

وارتمى أرضا نحو 200 شخص بشكل رمزي على درج دار أوبرا الباستيل في باريس وقد حملوا صور الضحايا وارتدوا قمصانا لطّخت باللون الأحمر كُتب عليها "صحافة"، بينما كان المنظمون يتلون أسماء الصحافيين الذين استشهدوا في القطاع.

واستشهد 210 صحفيين في غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي على القطاع في أكتوبر/تشرين الأول 2023، وفقا للمكتب الإعلامي الحكومي في غزة.

المحتجون ارتموا أرضا بشكل رمزي على درج دار أوبرا الباستيل في باريس (الأناضول)

وكتب على صور الصحافيين الشهداء التي رفعت في التظاهر شعار "غزة: وجوه وليست مجرد أرقام". وهتف بعض المتظاهرين "لن نصمت، هناك إبادة جماعية في غزة" و"فلسطين حرة".

وندّد رئيس نقابة الصحافيين الفلسطينيين في أوروبا يوسف حبش بـ"إبادة جماعية" في غزة، مطالبا بإنهاء الحصار المفروض على القطاع.

بدوره، قال بابلو أيكيل متحدثا باسم الاتحاد الدولي للصحفيين إنه "لم يسبق أن شهدنا هذا العدد الكبير من الضحايا في مهنتنا. إن حق مواطني العالم في الحصول على المعلومات مُهدد".

بدوره قال المدير العام لمنظمة "مراسلون بلا حدود" تيبو بروتان إن "هذا التجمع يأتي متأخرا، وربما متأخرا جدا. (…) لم أشهد قط نزاعا يقال فيه عندما يموت صحفي إنه كان إرهابيا".

المحتجون رفعوا صور الصحفيين الشهداء في احتجاجات باريس (الأناضول)

وفي جنوب البلاد، شارك نحو 160 شخصا في مظاهرة بمارسيليا قرأت خلالها أسماء الصحفيين الذين استشهدوا في غزة، قبل أن يقف المشاركون دقيقة صمت حدادا عليهم.

وفي مقال نشرته صحيفة لوموند الاثنين، نددت منظمات ونقابات صحفية ونحو 40 مؤسسة إعلامية بما يحدث في غزة من "مذبحة لم نشهد لها مثيلا من قبل".

إعلان

وجاء في المقال أنّ "الجيش الإسرائيلي يحاول أن يفرض تعتيما إعلاميا على غزة، وأن يُسكت قدر الإمكان شهود العيان على جرائم الحرب التي ارتكبتها قواته".

وبدعم أميركي، ترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 167 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات فی باریس فی غزة

إقرأ أيضاً:

الداخلية بغزة: الاحتلال ينتهج سياسة لهندسة تجويع شعبنا

غزة - صفا

قالت وزارة الداخلية والأمن الوطني بقطاع غزة، إن الاحتلال الإسرائيلي ينتهج سياسة لهندسة التجويع لشعبنا، وصناعة فوضى المساعدات الإنسانية، عبر السماح بدخول محدود للمساعدات في ظل اشتداد المجاعة التي يعاني منها المواطنون، وحصار مشدد ومنع تدفق المواد الغذائية الأساسية منذ شهر مارس الماضي.

وأضافت الداخلية، في بيان وصل وكالة "صفا"، يوم الخميس، أن الاحتلال اتبع نهج استهداف منتسبي أجهزة الوزارة أثناء القيام بواجبهم في تأمين شاحنات المساعدات التي تشرف على توزيعها المؤسسات الدولية؛ كي لا تصل إلى مستحقيها بطريقة آمنة، وبذلك تستمر مظاهر الفوضى.

وتابعت: "أمام هذه السياسة الإجرامية التي استمرت خلال الشهور الماضية، آثرنا أن نعطي المساحة لمبادرات محلية كي تقوم بدورها في تأمين شاحنات المساعدات لدحض مبررات الاحتلال واتهاماته الكاذبة".

وأشارت إلى أنه كان آخرها الدور الذي قامت به العائلات والعشائر في القطاع، لكن الاحتلال أقدم على استهداف شباب العشائر والعائلات الفلسطينية التي أخذت على عاتقها القيام بهذا الواجب، وارتقى منهم عشرات الشهداء، مما أحبط مبادرة العائلات في القيام بدورها المجتمعي في هذه الظروف المعقدة.

وحملت الداخلية، الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية عن نشر الفوضى في القطاع، ورعايته لشبكات اللصوص والبلطجية في السيطرة على شاحنات المساعدات؛ لحرمان أكثر من 2 مليون مواطن من الحصول عليها بطريقة آمنة، وكي تستمر المجاعة في القطاع، في محاولة مكشوفة من الاحتلال لإعفاء نفسه من المسؤولية القانونية في استخدام التجويع كسلاح في وقت الحرب.

وأكدت أن "الاحتلال لم يرق له أي مظهر من مظاهر النظام في مجتمعنا بقطاع غزة، ويعمد على الفور لإفشال كل محاولات ومبادرات إحلال النظام بغض النظر عن الجهة التي تقوم بذلك، في مسعى واضح لإبقاء حالة الفوضى هي السائدة في القطاع".

وشددت على أن سماح الاحتلال بدخول عدد قليل من شاحنات المساعدات وسيطرة اللصوص والبلطجية عليها برعاية الاحتلال، لا يغير من واقع المجاعة المنتشرة في قطاع غزة شيء.

ودعت المجتمع الدولي لممارسة أقصى درجات الضغط على الاحتلال الإسرائيلي من أجل وقف استهداف الطواقم المدنية المكلفة بتأمين خط سير شاحنات المساعدات، والسماح بتدفقها بكميات كافية وتوزيعها عبر مؤسسات الأمم المتحدة صاحبة الخبرة الطويلة في هذا المجال؛ كي تصل إلى مستحقيها.

ولفتت الداخلية، إلى أن سياسة الاحتلال في رعاية اللصوص والبلطجية للسطو على شاحنات المساعدات، دفع عشرات آلاف المواطنين للنزول إلى الشوارع والاضطرار لقطع مسافات طويلة جداً وتعريض أنفسهم للخطر في محاولة لسد جوع أطفالهم، ما يتسبب بتلف جزء من تلك المساعدات بسبب التدافع والزحام.

وأردفت أن ذلك جاء في الوقت الذي يقوم فيه الاحتلال باستهدافهم بشكل مباشر وارتكاب المجازر بقتل العشرات يومياً قرب المسارات المؤدية لدخول المساعدات، كما جرى أمس واليوم من مجازر في شمال القطاع ووسطه وجنوبه.

وأوضحت أن ادعاء الاحتلال بتوزيع المواد الغذائية من خلال ما يسمى "مؤسسة غزة الإنسانية" سيئة الصيت والسمعة، هو مجرد وهم وخداع للرأي العام، في الوقت الذي يقتل فيه المئات من المواطنين خلال محاولتهم الحصول على ما يسد جوعهم من المؤسسة المذكورة التي أنشأها الاحتلال لأغراض مشبوهة وأهداف أمنية تخدم مخططاته الإجرامية.

وحذرت من استمرار عمليات الإسقاط الجوي للمساعدات لما تمثله من خطورة على حياة المواطنين بسبب الاكتظاظ الشديد وانتشار خيام النازحين في كل مكان، وهي الطريقة التي يريدها الاحتلال لخلق مزيد من الفوضى بركض عشرات الآلاف خلف صناديق المساعدات ووقوع إصابات في الأرواح وأضرار في الممتلكات؛ كل ذلك في إطار تسويق الوهم لخداع الرأي العام العالمي والدولي.

وذكرت أن الشرطة والأجهزة الأمنية ستواصل القيام بواجبها في ملاحقة شبكات اللصوص والبلطجية عملاء الاحتلال، واتخاذ الإجراءات الميدانية المشددة بحقهم في ظل حالة الطوارئ التي نعيشها.

كما دعت أبناء شعبنا جميعاً في محافظات قطاع غزة لتجنب التواجد في مسارات دخول شاحنات المساعدات؛ حرصاً على حياتهم ومنعاً للفوضى التي يحاول الاحتلال ترسيخها في مجتمعنا؛ كي نفرض على الاحتلال تغيير المعادلة ووقف استهداف طواقم التأمين لضمان وصول المساعدات لجميع المواطنين في مناطق سكنهم بطريقة آمنة.

 

 

مقالات مشابهة

  • وقفة طلابية في إب تنديدًا بجرائم الكيان الصهيوني في قطاع غزة
  • عشرات الشهداء والجرحى باستهداف الاحتلال المجوعين وخيام النازحين
  • 65 شهيدا بغزة منذ الفجر وسط تحذيرات أممية من تجاوز عتبة المجاعة
  • إسرائيل تقتل 12 فلسطينيا بغزة منذ فجر الجمعة
  • الطفل أحمد.. جائع ومبتور اليد في مستشفى بلا أدوية بغزة
  • الشرطة الإسرائيلية تعتدي على متظاهرين بتل أبيب
  • الداخلية بغزة: الاحتلال ينتهج سياسة لهندسة تجويع شعبنا
  • "الصحة بغزة": حالتا وفاة جديدتان جراء المجاعة ترفعان الحصيلة إلى 159 شهيدًا
  • غزة: حطام المعنى وركام المبنى
  • أصوات من مجلس الشيوخ تندد بمجازر الاحتلال بغزة.. أوقفوا تمويل إسرائيل