"اتهام نتنياهو".. جدل واسع في إسرائيل حول تسريب خطة مهاجمة إيران
تاريخ النشر: 17th, April 2025 GMT
شهدت الأوساط الإسرائيلية، اليوم الخميس، 17 إبريل 2025، جدلا واسعا في أعقاب تسريب صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية، تقريرًا يتحدث عن منع الرئيس الأميركي دونالد ترامب خطة إسرائيلية لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية الشهر المقبل.
واعتبرت أوساط أمنية وسياسية في تل أبيب أن الكشف عن الخطط الإسرائيلية قد يضر بتحركات تل أبيب لمواجهة "التهديد النووي الإيراني".
وأشارت تقديرات في إسرائيل إلى أن التسريب قد يكون خرج من مكتب نتنياهو نفسه، في محاولة لخلق انطباع بأنه كان على وشك تنفيذ ضربة حاسمة، لولا عرقلة خارجية، وذلك في ظل التأييد الواسع في إسرائيل للخيار العسكري في مواجهة النووي الإيراني؛ وقال مسؤول أمني إسرائيلي إن "الجميع كان يعرف أن هناك استعدادًا لضربة، لكن نشر التفاصيل بهذا الشكل أمر غير مسبوق. نحن نستعد لكل السيناريوهات، بمعزل عن التسريبات".
ووفق التقرير، فإن إسرائيل كانت قد أعدّت خطة تشمل ضربات جوية مكثفة يتبعها إنزال بري لقوات كوماندوز لتدمير منشآت نووية إيرانية تحت الأرض، في عملية شبيهة بما نفذته في سورية العام الماضي. وذكرت مصادر إسرائيلية رفيعة أن الخطة طُرحت على الأميركيين، مع طلب بأن تتولى الطائرات الأميركية تنفيذ غارات موازية وتوفير الحماية الجوية لقوات النخبة.
اقرأ أيضا/ صحيفة أميركية: ترامب منع خطة إسرائيلية لضرب منشآت نووية إيرانية
وقالت مصادر في الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، وفق ما ورد في التقرير، أن "التقديرات العسكرية رجّحت أن العملية لن تكون جاهزة قبل تشرين الأول/ أكتوبر"، بينما "أصرّ نتنياهو على تنفيذها في أيار، رغم التحذيرات"، قبل أن يوقفها ترامب ويتجه للمفاوضات.
وفي هذا السياق، قال مسؤول أمني إن "القيادة السياسية في إسرائيل لطالما أبقت الخيار العسكري على الطاولة، لكننا الآن تلقّينا فرملة حادة"، مشيرًا إلى أن "مدى تأثير إسرائيل على قرارات الإدارة الأميركية بات محدودًا جدًا".
ةفي الأوساط السياسية، قال رئيس المعارضة الإسرائيلية، يائير لبيد، إنه "في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، اقترحتُ مهاجمة حقول النفط الإيرانية. تدمير صناعة النفط سيقوّض الاقتصاد الإيراني ويُسقط النظام في النهاية، لكن نتنياهو خاف وأوقف ذلك".
من جانبه، هاجم رئيس الحكومة الأسبق، نفتالي بينيت، ما وصفه بـ"إستراتيجية نتنياهو الخطابية"، ملمحا إلى أن رئيس الحكومة الإسرائيلية هو من سرّب المعلومات للصحيفة الأميركية للإيحاء بأنه كان يعتزم الذهاب إلى الخيار العسكري ومنع من ذلك.
وقال بينيت إن "مبدأ بيغن في المسألة النووية كان الهجوم والتدمير، كما جرى في العراق وسورية. أما مبدأ نتنياهو فهو التهديد، التهديد، التهديد... ثم تسريب أنه كان ينوي الهجوم لكنهم منعوه. هذه توجه خطير لا يجب أن ينفجر في وجوهنا. لن تكون هناك فرصة أخرى".
وفي منشور عبر منصة "إكس"، علّق رئيس حزب "المعسكر الوطني"، بيني غانتس ، على ما ورد في التقرير بالقول: "النظام الإيراني خبير في المماطلة. على إسرائيل أن تكون قادرة على الهجوم داخل إيران، ويجب علينا حشد الولايات المتحدة وتغيير وجه الشرق الأوسط".
وقال مصدر عسكري إسرائيلي إن "الجميع كان يدرك أن هناك استعدادات لهجوم"، مشددًا على أن "النشر هذا الصباح استثنائي للغاية"، في إشارة إلى تقرير الصحيفة الأميركية، وأضاف "نحن نستعد لكل السيناريوهات في كل الأحوال. وهذا لا علاقة له بتسريب معين أو تقرير صحافي".
وعبّر مصادر عسكرية إسرائيلية عن استياء بالغ من توقيت وحجم التسريب، ورأت أنه "أضرّ بشكل كبير بقدرة إسرائيل على المناورة أمام واشنطن"، لا سيما أن التقرير كشف عن تفاصيل دقيقة حول نوعية المساعدات الأميركية العسكرية التي نُقلت مؤخرًا إلى الشرق الأوسط، والتي قد تكون جزءًا من الخطة المعدّة لمساندة إسرائيل في حال نشوب مواجهة مع إيران.
وقالت المصادر "ليس من الواضح ما هي التحركات أو النفوذ الذي تمتلكه إسرائيل على الإدارة الأميركية لتغيير القرار ودعم الهجوم على إيران، أو حتى تنفيذه بمساعدتها. ومن غير الواضح أيضًا ما هي الخطوات التي يمكن اتخاذها للدفع نحو التوي لاتفاق بين الولايات المتحدة وإيران يكون مفيدًا لإسرائيل".
وكانت الصحيفة الأميركية قد أشارت إلى أن الرئيس الأميركي رفض مناقشة الملف الإيراني عبر الهاتف في اتصال أجراه نتنياهو مع ترامب في الثالث من نيسان/ أبريل، ودعاه إلى البيت الأبيض، حيث اتّضح لاحقًا أن اللقاء لم يكن مخصصًا لبحث الرسوم الجمركية كما أُعلن رسميًا، بل لمناقشة الخطة الهجومية على إيران، التي رفض ترامب أن يمنح الدعم الأميركي لتنفيذها.
المصدر : عرب 48 اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار الإسرائيلية نتنياهو يُسابق الزمن لإقالة رئيس الشاباك قبل هذا الأمر صحيفة أميركية: ترامب منع خطة إسرائيلية لضرب منشآت نووية إيرانية نقاشات في إسرائيل بشأن إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة الأكثر قراءة المجلس الوطني يرحب بقرارات "اليونسكو" حول القضية الفلسطينية أحدث إحصائية لعدد شهداء غزة إسرائيل تزعم: حماس تمتنع عن القتال في الأنفاق وتُركز على هذا الأمر الرئيس عباس ينعى المناضلة الكبيرة سلوى الحوت عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025
المصدر: وكالة سوا الإخبارية
كلمات دلالية: فی إسرائیل إلى أن
إقرأ أيضاً:
رويترز: رئيس الوزراء القطري حصل على مواقفة إيران على وقف الحرب مع إسرائيل
نقلت وكالة رويترز عن مصدر مطّلع أن رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، نجح في الحصول على موافقة طهران الرسمية على وقف إطلاق النار مع إسرائيل.
جاء هذا الإنجاز إثر اتصال هاتفي مع مسؤولين إيرانيين، عقب سلسلة حوارية رعتها الولايات المتحدة بقيادة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وفقا لـ رويترز.
وأوضح المصدر أن الاتصال جاء عقب هجوم إيراني على قاعدة العديد الجوية الأمريكية في قطر، تلاه تدخل ترامب الذي أبلغ أمير قطر بأن إسرائيل وافقت على الهدنة، وطلب دوراً نشطاً لقطر في إقناع إيران بالالتزام أيضاً. وبذلك، لعبت الدوحة دور الوسيط الحاسم في تأمين موافقة طهران على مقترح وقف إطلاق النار الأمريكي.
التنفيذ خلال 6 ساعات .. ترامب: التوصل إلى اتفاق نهائي لوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل
إيران تنذر سكان منطقة "رمات غان" في تل أبيب بإسرائيل بالإخلاء فورا
ويأتي ذلك في إطار اتفاق أوسع أعلن عنه ترامب عبر حسابه على "تروث سوشيال"، يتضمن وقفًا كاملاً لإطلاق النار بين إسرائيل وإيران، يبدأ تدريجياً خلال 6 ساعات من الإعلان، تُطلق فيه إيران الهدنة أولًا، ثم تنضم إسرائيل بعد 12 ساعة، على أن يُعلن عن الانتهاء الرسمي للحرب بعد مرور 24 ساعة
وصدّق ترامب على الاتفاق بعبارات من قبيل: "بارك الله إسرائيل وإيران والشرق الأوسط"، واصفاً الخطوة بأنها "أنقذت الشرق الأوسط من حرب مدمرة كانت ستستمر لسنوات" .
وأثنى محللون على هذا الدور القطري الفريد، معتبرين أن قطر نجحت في بناء جسر دبلوماسي بين واشنطن وطهران، استفادت منه جميع الأطراف.
وتبدو النتيجة أنه للمرة الأولى، تدخل الوسيط القطري بشكل مباشر وفعّال في إنهاء أزمة وصراع مسلح بين إيران وإسرائيل، بعدما كانت علاقات طهران بأربعة دول خليجية (بما فيها قطر) وثيقة ومستخدمّة كقنوات خلفية للوصول إلى طاولة التفاوض الدولية .
ومع ذلك، بقيت الأسئلة حول مصداقية التزام إيران وإسرائيل بالاتفاق معلقة، خصوصاً في ظل غياب بيانات رسمية من حكومتي البلدين تؤكد التوقيتات المرحلية أو النهائية للهدنة. ولم تؤكد طهران أو تل أبيب حتى الآن الترتيبات التي أعلنها ترامب .
في الجانب التنفيذي، يُرجح أن خطة وقف إطلاق النار تتضمن خطوات متسلسلة تعتمد على مراقبة محايدة، ربما عبر مراقبين دوليين أو عبر نظام اتصالات مشترك يتتبع التزام الطرفين بالاستجابة المرحلية. ويرتبط هذا الترتيب الدقيق بانخراط دولية ودبلوماسية وسياسية واسعة تدفع نحو تهدئة حقيقية ومحافظة على شروط الابتعاد عن حادث تصعيد مؤلم قد يعيد المنطقة إلى فتيل حرب أوسع .
من زاوية قطر، يمثل هذا التطور انتصارًا دبلوماسيًا يؤكد دور الدوحة كقوة ناعمة تؤثر بملامح مهمة في التوازن الإقليمي. وبهذا الدور، ترتكز الدوحة على نهجها الوسيط في النزاعات الإقليمية، الذي يعود إلى ما قبل تسوية علاقاتها مع دول الخليج الكبرى في 2021. كما يعزز من رصيد مكانتها في المحافل الدولية كدولة ترعى الأمن والاستقرار وتعزز ثقافة الحوار والوساطة.
لعل أبرز ما تقدمه هذه الحكاية هو إعادة تعريف دور الوسيط القطري في إدارة أزمات بين جبهات عربية وإقليمية كبرى، وهو ما يقلّل احتمال انفلات الوضع ويعطي منبرا سياسيًا جديدًا لقطر، يحملها مسؤولية نوعية في ضبط مصالحها وتحقيق السلام في الشرق الأوسط.