مرصد الأزهر يدين تدنيس مقابر المسلمين في واتفورد
تاريخ النشر: 17th, April 2025 GMT
أدان مرصد الأزهر لمكافحة التطرف الجريمة المروعة التي هزت مدينة واتفورد البريطانية، حيث تعرضت مقبرة Carpenders Park Lawn لاعتداء تخريبي طال ما لا يقل عن 85 قبرًا لمسلمين، من بينهم أطفال ورضع.
. الأزهر يجيب
وذكرت صحيفة "The Daily Mail" أن الشرطة استُدعيت على الفور لفتح تحقيق موسع في الحادث الذي وصفه مسؤولون محليون بأنه "جريمة كراهية بدافع الإسلاموفوبيا".
وأعرب المستشار محمد بات، زعيم مجلس برنت لندن، عن صدمته وأسفه الشديدين، مشيرًا إلى استهداف ما يصل إلى 100 مقبرة. وقال في بيان: "قلوبنا مع أسر ساكني هذه القبور التي دُنست، فلا يمكنني أن أتخيل مشاعرهم الآن. إن هذا حدث جلل ونحن نواصل العمل من كثب مع شرطة هارتفوردشير لإبلاغ الأسر والوصول إلى الجناة وتقديمهم للعدالة." ودعا أي شخص يملك معلومات قد تساعد في التحقيق إلى الاتصال بالشرطة.
يأتي هذا الحادث ليثير مجددًا المخاوف بشأن تنامي جرائم الكراهية ضد المسلمين في بريطانيا، مما يستدعي تكاتف المجتمع بأسره لمواجهة هذه الظاهرة المقيتة.
من جهته، يدين مرصد الأزهر لمكافحة التطرف التأخر المستمر للحكومة البريطانية في اعتماد تعريف رسمي للإسلاموفوبيا، على الرغم من إطلاقها صندوقًا لرصد جرائم الكراهية ودعم الضحايا بقيمة 650 ألف جنيه إسترليني في 2025.
ويؤكد المرصد أن التعريف الواضح للإسلاموفوبيا يعد خطوة أساسية لتمكين السلطات من التعامل الفعال مع هذه الجرائم وملاحقة مرتكبيها قانونيًا.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مقابر المسلمين المقابر مرصد الأزهر إنجلترا الإسلاموفوبيا المزيد
إقرأ أيضاً:
أمير التطرف يدعو لـمحاربة التطرف
أتذكرون ما كتبه أمير الشعراء أحمد شوقي في إحدى قصائده والتي بدأها بـ"برز الثعلب يوما في ثياب الواعظين"، وختمها: "مخطئ من ظن يوما أن للثعلب دينا"؟ أرجو ألا تكونوا قد نسيتم، لماذا يجب ألا ننسى؟
المتأملُ في سياسة إسرائيل منذ أُنشئت، يجدها تتسم بالعدوانية تجاه الآخرين، على اعتبار أن الحرب هي سر بقائها، وأن الحقد الدفين في قلوب قادتها؛ لا يهدأ حتى يلتهموا الفريسة حتى لو طال زمن التخطيط والإعداد، ولا خلاف على "من يفعل"، المهم أن يتم الفعل، ولنا في أقوال زعماء إسرائيل المتتابعين دليل، فقد قال "مناحيم بيجن": "نحنُ نقاتلُ، فنحنُ إذن موجودون بالدم والنار والدموع، ويجب أن نبدأ بالهجوم".
قرأتُ مؤخرا كتاب "محاربة التطرف" لمؤلفه الذي خطه بالحقد والكراهية، سيد الطغاة في القرن الواحد والعشرين "بنيامين نتنياهو"، وإليكم بعض ما جاء فيه:
المتأملُ في سياسة إسرائيل منذ أُنشئت، يجدها تتسم بالعدوانية تجاه الآخرين، على اعتبار أن الحرب هي سر بقائها، وأن الحقد الدفين في قلوب قادتها؛ لا يهدأ حتى يلتهموا الفريسة حتى لو طال زمن التخطيط والإعداد
يقول نتنياهو: "أؤمن بالسلام القائم على الخوف والردع، وقد اشتركتُ في الصراع ضد الإرهاب عندما كنتُ جنديا في "جيش الدفاع" في وحدة خاصة بالجيش الإسرائيلي، وبعد ذلك كواحدٍ من مؤسسي معهد تخصص في بحث الإرهاب، ثم كدبلوماسي حاول توحيد الجهود الحرة، وفي جهد إعلامي ودبلوماسي رائع هدفه القضاء على "الإرهاب"، وفي منتصف الثمانينات اشتركتُ في حملة لإقناع مواطني الدول الديمقراطية وزعمائها بأنه يمكن القضاء على هذا الإرهاب".
ويضيف: "ليس ثمة شك في أن القوى الجديدة المهمة جدا التي تحفز الإرهاب الدولي وتدفعه دفعا في التسعينات هي الجمهورية الإيرانية الإسلامية والحركات السنية الإسلامية المسلحة التي تزيت بزي دولي"، كما أشار إلى الحرس الثوري وحزب الله.
في "محاربة التطرف" خلط نتنياهو بين المنظمات التي نشأت في أوروبا مع المنظمات الثورية الفلسطينية والعربية التي نشأت بعد اغتصاب فلسطين، وهذا خلط مقصود لإثارة غضب الرأي الدولي الشعبي والرسمي ضد المقاومة الفلسطينية، وكأنه يقول للغرب الرسمي والشعبي بأن ديمقراطيتكم يهددها الإرهاب الإسلامي، حيث كرر كثيرا "الدول الديمقراطية الحرة"، في إشارة واضحة إلى أن العالم غير العربي ليس حرا ولا ديمقراطيا، وأنه منبع الإرهاب، خاصة مع نفوذ واسع يتمتع به اللوبي اليهودي في المؤسسات الإعلامية الدولية.
رغم أن الفرق واضح بأن تلك المنظمات كانت تهدف للحصول على حقوق في بلادها من زعيم البلاد الذي رأت فيه أنه يمنع هذه الحقوق، بينما المنظمات الفلسطينية والعربية نشأت نتيجة احتلال بلادها من عدو خارجي هو "إسرائيل".
لقد احتقر أمير التطرف المقاومين بقوله: "يجب أن نقول ونكرر لمواطني المجتمعات الحرة بأن الإرهابيين حيوانات مفترسة متوحشة يجب معاملتهم تبعا لذلك"، و"الإرهاب لا يستحق أي تعاطف فكري"، كما ركز على ضرورة منع أي دولة إسلامية من امتلاك السلاح النووي خاصة إيران، محذرا من أن دخولها للنادي النووي من شأنه فتح الباب لإيصال القنابل الذرية للإرهابيين.
من يتابع مسيرة نتنياهو في العمل السياسي يجد أنه أكثر شخصية إسرائيلية تولت منصب رئيس الوزراء، وأن ما خطه في كتابه يجري تنفيذه الآن خاصة فيما يتعلق بإيران
لم يكتف الطاغية برغبته في محاربة التطرف فقط، بل طرح أفكارا ووسائل لتنفيذ رغباته، وقد أورد ذلك ضمن "ما ينبغي عمله": فرض عقوبات على موردي التقنية النووية للدول الإرهابية، وعقوبات دبلوماسية واقتصادية وعسكرية على الدول الإرهابية ذاتها، وتحييد الجيوب الإرهابية، وتجميد ثروات الدول الإرهابية المودعة في الغرب، وتعاون استخباراتي، وإدخال تغييرات على القوانين والتشريعات تمكّن من المتابعة والقيام بعمليات أكثر شمولية ضد المنظمات المحرضة على العنف.
إن من يتابع مسيرة نتنياهو في العمل السياسي يجد أنه أكثر شخصية إسرائيلية تولت منصب رئيس الوزراء، وأن ما خطه في كتابه يجري تنفيذه الآن خاصة فيما يتعلق بإيران، فقد حرّض حكومات أمريكية على توجيه ضربات للبرنامج النووي الإيراني، لكن دعواته قوبلت بالتأني والرفض المبطن، أما مع ترامب فقد حدث ما كان يرغبه أمير التطرف، فقد اعتدت إسرائيل على إيران بضربات أفرحت نتنياهو، لكنها ستجلب الخطر على الشرق الأوسط بكامله، وعلى "إسرائيل".
إن هذا الكتاب يزيد عمره عن ربع قرن من الزمن، وفيه طرح نتنياهو أفكاره، أيعقل أن أحدا من العالم العربي الرسمي لم يقرأه؟ إن كان الجواب "نعم" فتلك مصيبة، وإن كانت "لا" فالمصيبة أعظم، أعلمتم لماذا يجب ألا ننسى ما قاله أحمد شوقي "مخطئ من ظن يوما أن للثعلب دينا"؟