من الطيارين إلى قادة الموساد.. موجة احتجاج واسعة بإسرائيل ضد الحرب
تاريخ النشر: 18th, April 2025 GMT
في مشهد غير مسبوق، يشهد الداخل الإسرائيلي تمرّدا صامتا آخذا في الاتساع، يتجاوز حدود الجيش والمؤسسة الأمنية، ليصل إلى نخبة المجتمع من أكاديميين وأطباء وأدباء، جميعهم يطالبون بوقف الحرب على غزة، وإعادة الأسرى الإسرائيليين فورا.
وبدأت هذه الموجة من الاحتجاجات في التاسع من أبريل/نيسان، حين وقّع أكثر من 1020 طيارا على عريضة رفض لمواصلة الخدمة العسكرية، من بينهم رئيس الأركان الأسبق دان حلوتس، وذلك بدعوة من ضباط كبار مثل غي بوران وكوبي ديختر.
وبينما كانت وحدات النخبة تترنح من تبعات الحرب، أطلق أكاديميون بارزون في 11 أبريل/نيسان صرختهم، وبلغ عددهم أكثر من 1800، من بينهم رؤساء سابقون لجامعات بن غوريون وتل أبيب وأريئيل.
ولم تكن الاحتجاجات معزولة، فقد تتابعت ككرة ثلج. أطباء، ضباط بحرية، ومجندون من سلاح المدرعات، وحتى جنود الاحتياط وخريجو كلية الأمن الوطني، جميعهم أعلنوا بوضوح: "نرفض هذه الحرب، ونطالب بإعادة الأسرى فورا".
أما الصدمة الكبرى، فجاءت من داخل جهاز الاستخبارات الشهير "الموساد" 250 من العاملين سابقا في الجهاز، بينهم 3 من رؤسائه السابقين، أعلنوا موقفهم المناهض للحرب.
وامتد التمرّد ليشمل وحدات النخبة كـ"شالداغ" و"شيطت 13″، وحتى ضباط الشرطة المتقاعدين والمفوضين السابقين.
إعلانولم تعد هذه التوقيعات مجرد بيانات رمزية، بل تعبيرا عن حالة من التململ والانقسام في العمق الإسرائيلي، تتزامن مع تعثر المفاوضات بشأن الأسرى، وضغوط داخلية متزايدة تطالب بإنهاء الحرب.
ومن أبرز الشخصيات الموقّعة على العرائض نجد قادة سابقين للموساد، مثل داني ياتوم وأفرايم هاليفي وتمير باردو، إضافة إلى نخبة من الأطباء والباحثين وأساتذة الجامعات، والضباط السابقين في الجيش والاستخبارات.
احتجاج لا يشبه سابقاتهوبالرغم من تنوع الخلفيات، فإن هؤلاء المحتجين يجتمعون على مطلبين أساسيين: وقف الحرب فورا، وإعادة الأسرى الإسرائيليين من غزة، إلا أن دلالة هذه الاحتجاجات تتعدى المطالب المباشرة، فهي تعبّر عن تصدّع داخلي يتغلغل في عمق المجتمع الإسرائيلي، لا سيما في أوساط النخبة التي كانت لعقود تشكل دعامة الدولة.
وفي ظل غياب أفق سياسي واضح، وتعثر مساعي الوساطة، بات هذا التمرّد الصامت مؤشرا على حالة من الانقسام الحاد، قد تُحدث تحولا في ميزان القرار داخل إسرائيل.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
عشرات القتلى بينهم صحافيون.. مجازر إسرائيلية جديدة في غزة
البلاد (غزة)
يشهد قطاع غزة، موجة جديدة من التصعيد العسكري الإسرائيلي، تمثلت في قصف جوي وبحري ومدفعي مكثف، أسفر عن عشرات القتلى بينهم صحافيون، في وقت تتواصل فيه الاستعدادات الإسرائيلية لتنفيذ خطة اجتياح كامل للقطاع خلال الأيام المقبلة.
وكثف الجيش الإسرائيلي ضرباته على شرق مدينة غزة، مستهدفاً أحياء سكنية ومباني مدنية، في حين استهدفت المدفعية الإسرائيلية محيط محور نتساريم وسط القطاع، وتولت المروحيات شن هجمات على شرقي مخيم البريج، فيما قصفت الزوارق الحربية مناطق غربية من مخيم النصيرات، وخلال 24 ساعة فقط، قُتل 66 فلسطينياً في هذه الهجمات، بينهم 29 من طالبي المساعدات الإنسانية، في مشهد دموي بات يتكرر بشكل شبه يومي، وفق مصادر محلية. وفي تطور أثار موجة غضب محلية ودولية، قصفت طائرة إسرائيلية خيمة للصحافيين أمام مستشفى الشفاء غرب مدينة غزة، ما أسفر عن مقتل 7 أشخاص، بينهم 4 صحافيين، من ضمنهم أنس الشريف الذي اعترف الجيش الإسرائيلي باستهدافه متهماً إياه بالانتماء إلى خلية تابعة لحماس. ورفع هذا الحادث عدد الصحافيين القتلى منذ بدء الحرب إلى 237، بحسب المكتب الإعلامي في غزة.منظمة”مراسلون بلا حدود” جددت اتهامها لإسرائيل بفرض “حصار إعلامي” على القطاع، عبر منع دخول الصحافيين الأجانب وفرض رقابة عسكرية على أي تغطية داخلية.على الصعيد العسكري، كشفت مصادر إسرائيلية أن الجيش بصدد استكمال الترتيبات النهائية لبدء هجوم بري واسع على مدينة غزة خلال أسبوع، في إطار خطة أقرها المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) لاحتلال كامل القطاع.
وتتضمن الخطة دفع سكان مدينة غزة، البالغ عددهم نحو مليون نسمة، إلى جنوب القطاع، ثم تطويق المدينة والبدء بعمليات توغل داخل الأحياء، يعقبها احتلال مخيمات اللاجئين وسط القطاع. ولم يحسم الجيش بعد ما إذا كان الهجوم سينفذ دفعة واحدة أم على مراحل، فيما ستُستدعى قوات الاحتياط لتعويض القوات النظامية في جبهات أخرى أو للمشاركة المباشرة في العملية.
الخطة الإسرائيلية واجهت انتقادات من المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى، التي اتهمت رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالسعي لإطالة أمد الحرب لأغراض سياسية. كما حذرت الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية وعدة دول أوروبية وعربية من تفاقم الكارثة الإنسانية، مع ارتفاع مخاطر سوء التغذية وانهيار الخدمات الصحية، خاصة للأطفال.
وبحسب وزارة الصحة في غزة، ارتفع إجمالي ضحايا الحرب المستمرة منذ 7 أكتوبر 2023 إلى أكثر من 61,430 قتيلًا، غالبيتهم من المدنيين، في حين تعتبر الأمم المتحدة هذه الأرقام موثوقة.