تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شغلت قضية صلب السيد المسيح له المجد اهتمام آباء الكنيسة الأولين عبر العصور، نظرًا لأهميتها اللاهوتية والروحية، حتى أصبحت الصليب رمزًا للمسيحية ومركز خلاصها.

 وفي هذا التقرير نعرض نماذج من كتابات الآباء، متناولين تنوع المدارس الآبائية، سواء كانت يونانية أو لاتينية أو ضمن التراث العربي المسيحي.

أولًا: كتابات الآباء الذين كتبوا باليونانية


القديس أثناسيوس الرسولي


يؤكد القديس أثناسيوس أن الصليب ليس مجرد أداة للموت، بل هو قوة روحية تبطل السحر والشهوات، وتنقل أنظار البشر من الأرض إلى السماء. ويرى أن موت المسيح بالصليب كان ضروريًا لطرد الشيطان وتطهير العالم.


 القديس كيرلس الكبير

ربط بين صليب المسيح والوعد الإلهي لإبراهيم بإسحق، مؤكدًا أن الصليب جلب البركة لجميع الأمم. ويرى في موت المسيح تحقيقًا لفداء البشرية من لعنة الناموس.


 القديس مكاريوس الكبير

يصف لقاءً روحانيًا بين الرب والنفس، حيث يظهر الرب آثار آلامه ليكشف عن محبته الأبدية. الآلام تتحول هنا إلى وسيلة لتحول النفس وتقديسها.


 القديس غريغوريوس النزينزي

يعرض رؤية فلسفية لسر الصليب، حيث يرى أن المسيح أخذ ضعفنا ليعطينا مجده، مات لنحيا، وافتقر لنغتني. إنها مبادلة خلاصية عميقة.


القديس غريغوريوس أسقف نيصصيرى في شكل الصليب رمزية تجمع الأضداد، إذ يوحد بين العلويين والسفليين، ويوضح أن الصليب هو مركز انسجام الكون كله، كما كشف عنه بولس الرسول في رسالته إلى أفسس.


 القديس يوحنا ذهبي الفم
 

يُظهر حب المسيح المتجسد في الصليب، لا في معجزاته. فالصليب هو البرهان الأسمى على محبة الله للبشر، وهو المثال الذي يطالبنا بولس الرسول أن نتبعه في محبتنا للآخرين.


 القديس كيرلس الأورشليمي


 يؤكد حقيقة آلام المسيح وموته، رافضًا أي تصور أن ما جرى كان مجرد وهم. فآلامه حقيقية، وكذلك فداؤه وخلاصه.


 ثانيًا: كتابات الآباء الذين كتبوا باللاتينية


 القديس أمبروسيوس

يرى أن موت المسيح كان ضروريًا ليتم القيامة، فالجسد البشري الفاني كان وسيلة لظهور سلطان القيامة. كما وصف الطبيعة الكونية التي رافقت الصلب ككسوف الشمس والظلمة، لتشير إلى عظمة الحدث.


 القديس أغسطينوس

يقدم تأملًا روحانيًا ولاهوتيًا في مشهد الصليب، يراه سرًا للخلاص لا عارًا، ويعبر عن المفارقة بين عدل الله ورحمته، إذ يُدان البار ليخلص الأثيم.


 القديس جيروم

يركز على التوبة التي تمثلها قصة اللص التائب، مؤكدًا أن الصليب كان أداة للغفران لا للهلاك، وقد حول المسيح الموت إلى شهادة إيمان.


 ثالثًا: من التراث العربي المسيحي


ساويرس بن المقفع (القرن العاشر)

قدم فهمًا لاهوتيًا دقيقًا لطبيعة المسيح، موضحًا الفرق بين الناسوت واللاهوت، ومشددًا على أن الآلام تخص الجسد المتحد باللاهوت دون أن تمس الجوهر الإلهي.


بولس البوشي (القرن الثالث عشر)

أشاد بقوة الصليب في هزيمة الشيطان، مبرزًا أن المسيح منح الخلاص مجانًا للإنسانية التي كانت مسجونة بالموت، وأبطل شوكة الخطية بموت الحياة.


 يوساب الأبح (القرن التاسع عشر)

قدّم عرضًا تمثيليًا لآلام المسيح كفدية عن آدم، مشددًا على أن الصليب كان فخًا إلهيًا للشيطان، حيث ظن أنه انتصر، لكنه وقع في قبضة الفادي.

تُظهر هذه النماذج كيف تعامل آباء الكنيسة مع قضية الصليب ليس فقط كحدث تاريخي بل كسر لاهوتي وروحي عظيم، متنوع في تفسيراته وغني في معانيه. 

 

فمن خلاله تحقق الخلاص، وظهر الحب الإلهي في أسمى صوره، وصار رمزًا للغلبة والانتصار على الموت والخطية.


 

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: أقباط أقباط الإرثوذكس أن الصلیب

إقرأ أيضاً:

حكاية جينا وميلاد.. كورال الكنيسة جمعهم وبيغنوا مع بعض بـ 17 لغة

كشف الثنائي الغنائي ميلاد وجيه وجينا سامي، عن كواليس مشروعهما الفني، الذي يقدمان من خلاله أغاني شهيرة بعدة لغات، بالإضافة إلى دمج اللغات المختلفة في الأغنية الواحدة، مؤكدين أن الفكرة ولدت من رغبتهما في تقديم لون فني مختلف ومميز عن المنتشر.

بحضور الأنبا مارتيروس.. مؤتمر الخدام بكنائس شرق السكة الحديدالكنيسة الكاثوليكية بمصر تهنئ القيادات القضائية العليا الجديدة

وأوضح ميلاد خلال لقاءه في برنامج "صباح البلد"، الذي يقدمه الإعلاميان نهاد سمير وأحمد دياب عبر قناة "صدى البلد"، أن البداية كانت منذ حوالي 4 سنوات، حين كانا لا يزالان مجرد زملاء في كورال الكنيسة.

وقال: "في تلك الفترة كانت الأفلام الهندية تحقق انتشارًا كبيرًا، واتفقنا على غناء أغنية شهيرة للنجم شاروخان، وكانت هذه هي أصعب خطوة، ومن هنا بدأت الفكرة تتطور".

وأضاف أنهما بعد ارتباطهما رسميًا، قررا استكمال المشروع بشكل احترافي، بتقديم مزيج بين اللغات، مثل غناء النسخة العربية والإنجليزية من أغاني ديزني الشهيرة، أو تحويل أغنية مصرية كلاسيكية مثل "يا سلام على حبي وحبك" لفريد الأطرش إلى الفرنسية.

من جانبها، أكدت جينا سامي أنها هي وميلاد لا يتقنان كل اللغات التي يغنيان بها، قائلة: "الأمر أشبه بالمذاكرة، أستمع للأغنية الأصلية وأحفظ طريقة النطق واللهجة بدقة شديدة حتى أقدمها بشكل صحيح، في البداية تلقيت بعض التعليقات السلبية، لكن بالإصرار والممارسة أصبح الأداء أفضل وتقبله الجمهور".

طباعة شارك دمج اللغات كورال الكنيسة الكنيسة

مقالات مشابهة

  • بطريركية الأرمن في القدس تدين اعتداءات باشينيان على الكنيسة
  • إدارة ترامب تستعد لتوقيع اتفاق في البيت الأبيض يُنهي نزاع الصحراء و يُلزم الجزائر بتفكيك خيام البوليساريو
  • عبد المسيح: دم الشهيد الياس طوق لم يجفّ بعد
  • البطريرك الأنبا إبراهيم إسحق يحتفل بعيد الرسل بكاتدرائية القديس أنطونيوس الكبير بالفجالة
  • لافروف: الوضع في أرمينيا شأن داخلي لكن الهجمات على الكنيسة تثير القلق
  • حكاية جينا وميلاد.. كورال الكنيسة جمعهم وبيغنوا مع بعض بـ 17 لغة
  • عبد المسيح: أدعم العمل الإنساني والاجتماعي الذي تقوم به كاريتاس
  • دعاء يحميك من فتنة المسيح الدجال.. اعرف صفاته وتعوذ منه
  • عودة في أحد القديسين بطرس وبولس: أملنا ألا تمر جريمة الكنيسة من دون عقاب
  • واشنطن: وجهتنا المقبلة السودان