من كتابات آباء الكنيسة الأولين حول صلب السيد المسيح
تاريخ النشر: 18th, April 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شغلت قضية صلب السيد المسيح له المجد اهتمام آباء الكنيسة الأولين عبر العصور، نظرًا لأهميتها اللاهوتية والروحية، حتى أصبحت الصليب رمزًا للمسيحية ومركز خلاصها.
وفي هذا التقرير نعرض نماذج من كتابات الآباء، متناولين تنوع المدارس الآبائية، سواء كانت يونانية أو لاتينية أو ضمن التراث العربي المسيحي.
أولًا: كتابات الآباء الذين كتبوا باليونانية
القديس أثناسيوس الرسولي
يؤكد القديس أثناسيوس أن الصليب ليس مجرد أداة للموت، بل هو قوة روحية تبطل السحر والشهوات، وتنقل أنظار البشر من الأرض إلى السماء. ويرى أن موت المسيح بالصليب كان ضروريًا لطرد الشيطان وتطهير العالم.
القديس كيرلس الكبير
ربط بين صليب المسيح والوعد الإلهي لإبراهيم بإسحق، مؤكدًا أن الصليب جلب البركة لجميع الأمم. ويرى في موت المسيح تحقيقًا لفداء البشرية من لعنة الناموس.
القديس مكاريوس الكبير
يصف لقاءً روحانيًا بين الرب والنفس، حيث يظهر الرب آثار آلامه ليكشف عن محبته الأبدية. الآلام تتحول هنا إلى وسيلة لتحول النفس وتقديسها.
القديس غريغوريوس النزينزي
يعرض رؤية فلسفية لسر الصليب، حيث يرى أن المسيح أخذ ضعفنا ليعطينا مجده، مات لنحيا، وافتقر لنغتني. إنها مبادلة خلاصية عميقة.
القديس غريغوريوس أسقف نيصصيرى في شكل الصليب رمزية تجمع الأضداد، إذ يوحد بين العلويين والسفليين، ويوضح أن الصليب هو مركز انسجام الكون كله، كما كشف عنه بولس الرسول في رسالته إلى أفسس.
القديس يوحنا ذهبي الفم
يُظهر حب المسيح المتجسد في الصليب، لا في معجزاته. فالصليب هو البرهان الأسمى على محبة الله للبشر، وهو المثال الذي يطالبنا بولس الرسول أن نتبعه في محبتنا للآخرين.
القديس كيرلس الأورشليمي
يؤكد حقيقة آلام المسيح وموته، رافضًا أي تصور أن ما جرى كان مجرد وهم. فآلامه حقيقية، وكذلك فداؤه وخلاصه.
ثانيًا: كتابات الآباء الذين كتبوا باللاتينية
القديس أمبروسيوس
يرى أن موت المسيح كان ضروريًا ليتم القيامة، فالجسد البشري الفاني كان وسيلة لظهور سلطان القيامة. كما وصف الطبيعة الكونية التي رافقت الصلب ككسوف الشمس والظلمة، لتشير إلى عظمة الحدث.
القديس أغسطينوس
يقدم تأملًا روحانيًا ولاهوتيًا في مشهد الصليب، يراه سرًا للخلاص لا عارًا، ويعبر عن المفارقة بين عدل الله ورحمته، إذ يُدان البار ليخلص الأثيم.
القديس جيروم
يركز على التوبة التي تمثلها قصة اللص التائب، مؤكدًا أن الصليب كان أداة للغفران لا للهلاك، وقد حول المسيح الموت إلى شهادة إيمان.
ثالثًا: من التراث العربي المسيحي
ساويرس بن المقفع (القرن العاشر)
قدم فهمًا لاهوتيًا دقيقًا لطبيعة المسيح، موضحًا الفرق بين الناسوت واللاهوت، ومشددًا على أن الآلام تخص الجسد المتحد باللاهوت دون أن تمس الجوهر الإلهي.
بولس البوشي (القرن الثالث عشر)
أشاد بقوة الصليب في هزيمة الشيطان، مبرزًا أن المسيح منح الخلاص مجانًا للإنسانية التي كانت مسجونة بالموت، وأبطل شوكة الخطية بموت الحياة.
يوساب الأبح (القرن التاسع عشر)
قدّم عرضًا تمثيليًا لآلام المسيح كفدية عن آدم، مشددًا على أن الصليب كان فخًا إلهيًا للشيطان، حيث ظن أنه انتصر، لكنه وقع في قبضة الفادي.
تُظهر هذه النماذج كيف تعامل آباء الكنيسة مع قضية الصليب ليس فقط كحدث تاريخي بل كسر لاهوتي وروحي عظيم، متنوع في تفسيراته وغني في معانيه.
فمن خلاله تحقق الخلاص، وظهر الحب الإلهي في أسمى صوره، وصار رمزًا للغلبة والانتصار على الموت والخطية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أقباط أقباط الإرثوذكس أن الصلیب
إقرأ أيضاً:
ترامب: سأعود إلى واشنطن لأرى حفيدي
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه يتشوق للعودة إلى واشنطن لرؤية حفيده المولود حديثا، في لحظة عائلية وصفها بأنها "سعيدة وخاصة".
وقال ترامب خلال حوار الأعمال الإماراتي الأميركي في أبوظبي، الجمعة: "عندما أغادر دولة الإمارات سأعود إلى واشنطن لأرى حفيدي"، مؤكدا أن "الطفل بصحة جيدة الآن".
والخميس ولد الحفيد الحادي عشر لترامب، حسبما أعلنت ابنته تيفاني.
وكتبت تيفاني ترامب على منصة "إكس": "مرحبا بك في العالم يا طفلنا الصغير الجميل، ألكسندر ترامب بولس. نحبك بشكل تعجز الكلمات عن وصفه".
وتعد تيفاني، الحاصلة على شهادة في القانون، الابنة الوحيدة لترامب من زوجته الثانية مارلا مابلز، وكانت قد تزوجت من مايكل بولس عام 2022.
ويحمل مايكل بولس أصولا لبنانية، وولد في ولاية تكساس الأميركية عام 1997، ونشأ في نيجيريا حيث تدير عائلته الثرية مجموعة من الاستثمارات الكبرى.
والتحق بمدرسة أميركية دولية في لاغوس، ثم انتقل إلى بريطانيا لدراسة إدارة الأعمال والتمويل، وحصل على شهادتي البكالوريوس والماجستير في هذا المجال.