بعد إعلان أول إصابة بشرية بدودة "آكلة لحوم البشر" في المكسيك.. كل ما تريد معرفته عن هذه الدودة الخطيرة
تاريخ النشر: 20th, April 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعلنت السلطات الصحية المكسيكية عن تسجيل أول حالة إصابة بشرية نادرة بدودة تعرف باسم "آكلة لحوم البشر"، أو ما يُعرف علميًا بـالذبابة الحلزونية (Screwworm Fly)، وهو تطور أثار القلق عالميًا نظرًا لخطورة هذه الطفيليات النادرة التي قد تؤدي إلى مضاعفات صحية شديدة.
في هذا التقرير، نعرض لك كل ما تحتاج معرفته عن هذه الدودة: من هي؟ كيف تصيب الإنسان؟ ما مدى خطورتها؟ وكيف يمكن الوقاية منها؟
ما هي دودة آكلة لحوم البشر؟
دودة آكلة لحوم البشر هي التسمية الشائعة التي تُطلق على يرقة ذبابة اللحم الحلزونية (بالإنجليزية: New World Screwworm)، واسمها العلمي هو Cochliomyia hominivorax.
التهديد الأكبر في هذه الحالة هو أن الذبابة الحلزونية يمكن أن تكون مدمرة في بيئات غير مراقبة أو في المناطق ذات الرعاية الصحية المحدودة. وعلى الرغم من البرامج الوقائية الناجحة التي تمت في الماضي، تبقى الوقاية والرصد المستمرين أمرين بالغين في الأهمية لتجنب انتشار مثل هذه الإصابات. يمكن أن تتسبب الظروف البيئية السيئة، مثل الحرارة والرطوبة المرتفعة، في زيادة قدرة الذباب على التكاثر، مما يعزز من فرص حدوث إصابات في مناطق جديدة.
أين تنتشر هذه الدودة؟
على الرغم من أن المكسيك قد سجلت مؤخرًا أول حالة إصابة بشرية بدودة "آكلة لحوم البشر"، إلا أن هذه الطفيليات كانت موجودة في مناطق عديدة من أمريكا الجنوبية وأمريكا الوسطى لفترات طويلة. في الواقع، تعتبر هذه الدودة، التي تُعرف أيضًا باسم الذبابة الحلزونية (Cochliomyia hominivorax)، أحد التهديدات الصحية النادرة ولكن الخطيرة التي تنشأ من بيئة استوائية. ومع ذلك، تمكنت الولايات المتحدة الأمريكية من القضاء على الذبابة الحلزونية بحلول ثمانينيات القرن الماضي بفضل برامج مكافحة فعّالة، مثل رش المبيدات الحشرية واستخدام تقنية الذباب العقيم، التي كانت تهدف إلى تقليص تكاثر الذباب في البيئة من خلال إطلاق ذباب عقيم لا يمكنه التزاوج.
ولكن، ورغم تلك النجاحات في القضاء على الطفيلي في بعض المناطق، إعادة ظهور الإصابة البشرية بهذا النوع من الطفيليات لا يزال أمرًا نادرًا ولكنه خطير جدًا. إن العودة المفاجئة لهذا التهديد تستدعي استجابة صحية سريعة وعاجلة، إذ أن الإصابات البشرية قد تؤدي إلى مضاعفات مهددة للحياة في حال لم يتم علاجها على الفور.
كيف تصيب الإنسان؟
1. دورة حياة الذبابة الحلزونية
تبدأ عملية الإصابة بدودة "آكلة لحوم البشر" عندما تضع أنثى الذبابة الحلزونية بيضها على سطح الجرح أو الإصابة أو المنطقة المتقرحة في جلد الإنسان أو الحيوان. وتتم هذه العملية في ظروف بيئية دافئة ورطبة، حيث يفضل الذباب هذا النوع من الظروف لتكاثر بيضه.
2. مرحلة وضع البيض:
البيض يتم وضعه بشكل رئيسي على الجروح المفتوحة أو الأماكن المصابة بالبكتيريا. يمكن أن تكون هذه الجروح نتيجة إصابات أو حروق أو التهابات جلدية.
عادةً ما تضع الأنثى البيض على الجلد، ويمكن أن تكون هذه البيوض غير مرئية للعين المجردة نظرًا لصغر حجمها.
3. فقس البيض إلى يرقات:
بعد فترة زمنية قصيرة تتراوح بين 6-24 ساعة، يبدأ البيض في الفقس. تظهر اليرقات، التي تكون صغيرة جدًا في البداية وتُعرف أيضًا بـ "الدود" أو "الدودة الصغيرة".
هذه اليرقات تبدأ في الزحف على الجلد مباشرة نحو منطقة الجرح أو الإصابة.
المرحلة الأولى من الإصابة (اختراق الأنسجة):
اليرقات تبدأ فورًا في اختراق الأنسجة الحية، أي الأنسجة التي لا تزال حية وصحية في الجسم.
تغذي اليرقات نفسها على خلايا الأنسجة الحية، مما يؤدي إلى تدميرها. اليرقات تستخدم أنابيب تنفس في جسدها لتمرير الهواء داخل الأنسجة الحية أثناء تغذيتها.
في هذه المرحلة، يكون الجرح مغطى باليرقات التي تتحرك داخله وتؤدي إلى ظهور جروح متقرحة، ويتسبب ذلك في ألم شديد للمصاب.
المرحلة الثانية (التغذية على الأنسجة الحية):
اليرقات لا تقتصر فقط على تغذية الأنسجة المتقرحة، بل تغزو الأنسجة العميقة في المنطقة المصابة مثل العضلات والدهون والأوتار.
هذه اليرقات تتغذى على الأنسجة الحية، ما يسبب التورم الشديد والتهيج في المنطقة المصابة.
الألم في الجرح يزداد مع مرور الوقت بسبب هذا التفاعل بين اليرقات والأنسجة.
قد يؤدي وجود اليرقات داخل الأنسجة إلى التعفن وتسبب عدوى ثانوية نتيجة للبكتيريا التي قد تدخل إلى الجرح.
المرحلة المتقدمة (الانتقال إلى الأنسجة الأعمق):
إذا لم يتم علاج الإصابة بشكل فوري، قد تنتقل اليرقات إلى الأنسجة الأعمق في الجسم، مثل العضلات، العظام، أو الأعضاء الداخلية.
في بعض الحالات النادرة جدًا، قد تهاجم اليرقات الدماغ أو العين أو الأعضاء الداخلية الأخرى، مما يزيد من خطر الإصابة بالعدوى المنتشرة أو التسمم الدموي.
في الحالات المتقدمة، قد يؤدي الوضع إلى تدمير الأنسجة الداخلية بشكل كبير إذا لم يتم التدخل الجراحي.
أعراض الإصابة:
تشمل الأعراض الشائعة للإصابة بدودة "آكلة لحوم البشر":
تورم واحمرار في منطقة الجرح أو الإصابة.
ألم شديد في المنطقة المصابة نتيجة تغذية اليرقات على الأنسجة الحية.
وجود إفرازات كريهة الرائحة، ناتجة عن تحلل الأنسجة.
ظهور اليرقات داخل الجرح، وهو أحد المؤشرات الرئيسية للإصابة.
ارتفاع الحرارة أو حمى بسبب العدوى المتزايدة.
صعوبة في التنفس (إذا كانت الإصابة في منطقة الرئتين أو الأعضاء الحيوية).
انتقال العدوى إلى الدم:
في الحالات التي يتم فيها ترك الإصابة دون علاج، قد تدخل اليرقات إلى مجرى الدم وتنتشر العدوى إلى باقي أجزاء الجسم، ما يُعرف بالتسمم الدموي.
في مثل هذه الحالات، قد تتسبب العدوى في فشل الأعضاء أو حتى الوفاة إذا لم يتم التدخل الطبي بشكل عاجل.
كيفية انتقال الإصابة:
المجال الرئيسي للإصابة هو من خلال الجروح المفتوحة أو الإصابات الجلدية، حيث توفر هذه المناطق بيئة مثالية للذباب لوضع بيضه.
في الغالب، فإن الأشخاص الذين يعانون من نظافة ضعيفة أو إصابات غير معالجة يكونون أكثر عرضة للإصابة.
ما مدى خطورتها؟
الإصابة يمكن أن تكون قاتلة إذا لم تُعالج، خاصة إذا انتقلت العدوى إلى الدم أو أصابت مناطق حساسة مثل الرأس أو الأعضاء الحيوية. لكن مع التشخيص المبكر والعلاج المناسب، يمكن إزالة اليرقات وإنقاذ المريض.
الوقاية والعلاج:
الوقاية: تكمن في الحفاظ على نظافة الجروح أو المناطق المتقرحة، وتغطيتها بشكل جيد للحماية من الذباب.
العلاج: في حالة الإصابة، يجب إزالة اليرقات بشكل فوري بواسطة التدخل الطبي تحت إشراف مختص. قد يتم استخدام أدوات جراحية معقمة لإزالة اليرقات وتطهير الجرح.
في بعض الحالات، يُستخدم الإيفرمكتين (دواء مضاد للطفيليات) لمعالجة الإصابة.
يجب تعقيم الجرح بشكل جيد بعد إزالة اليرقات، وفي بعض الحالات قد يتطلب العلاج مضادات حيوية لمنع حدوث العدوى.
هل هذه الإصابة تهدد بانتشار أوسع؟
حتى الآن، تعتبر الإصابة حالة فردية ونادرة، لكنها تنبه السلطات إلى أهمية مراقبة الحدود البيئية والبيطرية والصحية، خصوصًا في المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية. وقد تكون الهجرة غير المضبوطة أو نقل الحيوانات المصابة أحد الأسباب لظهور مثل هذه الحالات خارج نطاقها التقليدي.
عودة ظهور "دودة آكلة لحوم البشر" في البشر ليس فقط تحديًا طبيًا، بل تحذيرًا بيئيًا وصحيًا يتطلب تنسيقًا محليًا ودوليًا لمنع انتشارها. وعلى الرغم من خطورتها، فإن الاكتشاف المبكر والعلاج الفوري يرفع فرص الشفاء بشكل كبير.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: اصابة بشرية المكسيك اختراق الأنسجة أعراض الإصابة انتقال العدوى إلى الدم آکلة لحوم البشر یمکن أن تکون هذه الدودة أو الأعضاء لم یتم التی ت إذا لم فی بعض
إقرأ أيضاً:
«الصحة العالمية» تراقب: متحور جديد أخطر من كورونا يهدد البشر | فيديو
قال أشرف عقبة، رئيس قسم المناعة السابق، إن هناك تحورات جديدة تحدث لفيروس كورونا كل فترة، وكل متحور له خصائص مختلفة تميز المتحور عن غيره من حيث قدرته على الإصابة واستجابته للقاحات.
وأضاف عقبة، خلال حواره في برنامج صباح الخير يا مصر المذاع على القناة الأولى، أن متحور نيمبوس لديه قدرة على الانتشار أعلى من باق المتحورات، لحدوث تحور في الشوكة البروتينية التي تساعده على دخول الخلايا البشرية.
وتابع: التحور والتغير ساهما في جعل متحور نيمبوس يصيب الإنسان بشكل أعلى وعدد حالاته أكبر من المتحورات السابقة، ولذلك وضعته منظمة الصحة العالمية تحت المراقبة.
ولفت إلى أن الدراسات أشارت إلى احتمالية زيادة أعداد الإصابات بالمتحور الجديد خلال فصل الصيف، موضحا أن أعراضه تتمثل في ارتفاع درجات الحرارة، وآلام العضلات، وكحة، وسيولة الأنف، وآلام في الأنف، والشعور بالغثيان والإسهال.
اقرأ أيضاً«الصحة العالمية» تحذر من متحور جديد لـ «كوفيد 19»
عاجل.. الحكومة تنفي تفشي متحورات أو فيروسات وبائية بين الدواجن
هل دور البرد المنتشر حاليا متحور جديد من فيروس كورونا؟.. الصحة تجيب