الأمم المتحدة تعرب عن قلقها البالغ من غارات أمريكا على ميناء رأس عيسى باليمن وتحذر من كارثة إنسانية
تاريخ النشر: 20th, April 2025 GMT
أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش عن قلقه البالغ إزاء الغارات الجوية التي نفذتها الولايات المتحدة الأمريكية خلال يومي 17 و18 أبريل الجاري، والتي استهدفت ميناء رأس عيسى ومحيطه غربي اليمن، مؤكدًا أن الضربات أسفرت عن عشرات الضحايا المدنيين وتسببت في أضرار جسيمة بالبنية التحتية الحيوية.
الأمم المتحدة: سقوط ضحايا وتضرر المنشآت الإنسانيةووفقًا لما ورد في بيان صادر عن المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، فإن التقارير الأولية أفادت بمقتل نحو 80 شخصًا وإصابة أكثر من 150 آخرين، من بينهم خمسة من العاملين في المجال الإنساني، كما تم حشد المساعدات الإنسانية لدعم المرافق الصحية القريبة من الميناء.
وأشار البيان إلى وجود مخاوف متزايدة من تسرب نفطي محتمل في البحر الأحمر نتيجة استهداف البنية التحتية لميناء رأس عيسى، ما ينذر بوقوع كارثة بيئية جديدة في المنطقة.
تحذير من تصعيد أوسعوأكد جوتيريش أن هذه الغارات تشكل تصعيدًا خطيرًا في الصراع الدائر بالمنطقة، ودعا جميع الأطراف إلى ممارسة أقصى درجات ضبط النفس، مشددًا على ضرورة احترام القانون الدولي، بما في ذلك القانون الدولي الإنساني، وخاصة فيما يتعلق بحماية المدنيين والمنشآت المدنية.
وفي الوقت نفسه، أعرب الأمين العام عن قلقه إزاء استمرار هجمات الحوثيين، سواء في اتجاه إسرائيل أو السفن التجارية في البحر الأحمر، مؤكدًا على ضرورة الالتزام الكامل بقرار مجلس الأمن رقم 2768 (2025) الذي يُدين الهجمات الحوثية ويطالب بوقفها الفوري.
دعوة للإفراج عن موظفي الأمم المتحدةوجدد جوتيريش دعوته إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع موظفي الأمم المتحدة والعاملين في المجال الإنساني الذين تم احتجازهم تعسفيًا من قبل جماعة الحوثي، مشيرًا إلى أن مثل هذه الأفعال تُعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي وتهدد بتقويض الجهود الإنسانية في البلاد.
واشنطن: الغارات تهدف لقطع الإمداداتوكان الجيش الأمريكي قد أعلن، الخميس الماضي، أن قواته استهدفت ميناء رأس عيسى في محاولة لقطع طرق الإمداد والتمويل عن الحوثيين، ضمن حملة جوية موسعة أطلقتها واشنطن ضد مواقع الجماعة في اليمن.
وتُعد هذه الغارات الأكثر دموية منذ بدء التصعيد الأمريكي الأخير، وهو ما أثار موجة انتقادات واسعة من منظمات حقوقية وإنسانية، إضافة إلى تحذيرات إقليمية من انفجار الوضع في البحر الأحمر.
مخاوف من أزمة بيئية وإنسانيةويحذر مراقبون من أن استمرار العمليات العسكرية قرب منشآت حيوية مثل ميناء رأس عيسى النفطي قد يؤدي إلى كارثة بيئية غير مسبوقة في منطقة البحر الأحمر، إلى جانب تفاقم الوضع الإنساني المتردي أصلًا في اليمن، الذي يشهد حربًا مدمرة منذ سنوات.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: غارات أمريكية اليمن رأس عيسى أنطونيو جوتيريش الأمم المتحدة الحوثيون البحر الاحمر القانون الدولي تسرب نفطي تصعيد عسكري میناء رأس عیسى الأمم المتحدة البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
«أوتشا» لـ«الاتحاد»: الإمارات شريك أساسي في العمل الإنساني العالمي
سامي عبد الرؤوف (أبوظبي)
أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في دولة الإمارات (أوتشا)، أن الأمم المتحدة تعتبر الإمارات شريكاً أساسياً وفاعلاً في العمل الإنساني العالمي، فلقد أثبتت الإمارات التزامها القوي بالمبادئ الإنسانية من خلال دعمها المستمر للعمليات الطارئة، وتمويلها المرن، واستثماراتها في الحلول المستدامة.
أخبار ذات صلةوقال في تصريح لـ«الاتحاد»: إن «التعاون مع الإمارات خلال السنوات الماضية كان مثمراً وبنّاءً، حيث أسهم في تعزيز تأثير الاستجابة الإنسانية، ودعم جهود التعافي المبكر، وتمكين المجتمعات من بناء قدراتها على مواجهة الصدمات المستقبلية.
وأشار إلى أن الدعم الذي أعلنت عنه دولة الإمارات لخطة الاستجابة الإنسانية العالمية لعام 2026 يمثل خطوة بالغة الأهمية، فهو يأتي في وقت يواجه فيه العالم مستويات غير مسبوقة من الاحتياجات الإنسانية.
وكانت بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، أعلنت دولة الإمارات عن تعهد جديد بقيمة 550 مليون دولار أميركي لدعم خطة الاستجابة الإنسانية الشاملة التي أطلقتها الأمم المتحدة، والتي تهدف إلى جمع 33 مليار دولار في عام 2026 لتقديم الإغاثة لما يقارب 135 مليون شخص في 23 عملية إنسانية حول العالم، بالإضافة إلى خطط مخصصة لدعم اللاجئين والمهاجرين.
ووصفت ساجدة الشوا، مديرة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية في الإمارات، في تصريح لـ«الاتحاد»، هذا الدعم، بأنه «نموذج للشراكات الفاعلة» التي تربط بين العمل الإنساني والاستدامة، ويستشرف الاحتياجات المستقبلية بطريقة مسؤولة وشاملة.
وقالت: «يعكس الدعم التزام الإمارات الراسخ بالعمل الإنساني الدولي، ويتيح لمنظومة الأمم المتحدة تعزيز قدرتها على توفير المساعدات المنقذة للحياة والتدخلات العاجلة في المناطق الأكثر تضرراً بالأزمات، كما أن هذا النوع من التمويل المرن والمبكر يسمح لـ«أوتشا» وشركائها بالتحرك السريع والاستجابة بفعالية قبل تفاقم الأوضاع».
وأضافت: «نوجّه تقديراً كبيراً لدولة الإمارات العربية المتحدة على ريادتها الإنسانية ودورها البارز كأحد أكبر المانحين عالمياً وشريكاً أساسياً في الميدان. فبدعمها المتواصل، تُعزّز الإمارات قدرة الأمم المتحدة على الوصول إلى الفئات الأكثر ضعفاً، وتؤكد مجدداً مكانتها كنموذج عالمي في التضامن الإنساني والمسؤولية المشتركة».
وحول تأثير الدعم الذي تقدمه دولة الإمارات على تنفيذ خطط وبرامج المنظمة حول العالم، بما في ذلك تنسيق العمل الإنساني، ذكرت الشوا، أن الدعم السخي الذي تقدمه دولة الإمارات يمثل دفعة قوية لقدرة الأمم المتحدة على تنفيذ خطط وبرامج العمل الإنساني حول العالم.
وأفادت أنه يتيح لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية تعزيز فعالية الاستجابة للأزمات الطارئة، وتوسيع نطاق التدخلات في القطاعات الحيوية، مثل الصحة والغذاء والحماية والمياه والتعليم، كما يعزز هذا الدعم تنسيق العمل الإنساني بين وكالات الأمم المتحدة والشركاء المحليين والدوليين، مما يضمن وصول المساعدات إلى الفئات الأكثر ضعفاً بكفاءة وسرعة أكبر، ويعزز قدرة المنظومة الإنسانية على التخطيط الاستراتيجي وتنفيذ العمليات بصورة متكاملة ومتسقة.
وعن تقدير عدد المستفيدين من الدعم الإماراتي من بين 135 مليون شخص تستهدفهم الأمم المتحدة في 23 عملية إنسانية، أجابت الشوا: من المبكر تحديد رقم دقيق للمستفيدين من مساهمة الإمارات إلى أن يتم توزيع التمويل على الخطط القطاعية والعمليات الميدانية».
آليات التعاون
تحدثت عن آليات التعاون بين الإمارات والأمم المتحدة خلال عام 2026، مشيرة إلى أنه يعتمد تعاوننا مع دولة الإمارات على شراكة استراتيجية طويلة الأمد، وخلال عام 2026، ستواصل «أوتشا» العمل بشكل وثيق مع وزارة الخارجية والهيئات الإماراتية المعنية لتعزيز تنسيق التمويل الإنساني وضمان تخصيصه وفقاً لأولويات خطة الاستجابة العالمية.
وأفادت أن التعاون يشمل تبادل المعلومات، وتنظيم إحاطات مشتركة حول الاحتياجات، وتسهيل مشاركة الإمارات في آليات التمويل مثل الصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ وصناديق الاستجابة المشتركة في الدول المتأثرة، ونسعى أيضاً لتعزيز التعاون الفني في مجالات البيانات الإنسانية والإنذار المبكر، وبناء القدرات الإنسانية.