ألغام وتعزيزات.. استعدادات حوثية في الحديدة تحسبًا لأي هجوم بري مرتقب
تاريخ النشر: 20th, April 2025 GMT
كثّفت مليشيا الحوثي المدعومة من إيران من عمليات زراعة الألغام الأرضية في المناطق الخاضعة لسيطرتها بمحافظة الحديدة (غربي اليمن)، تحسّباً لأي هجوم بري محتمل من القوات المناوئة لها.
وبحسب مصادر ميدانية، ركزت الميليشيا زراعة الألغام في نطاق واسع من المديريات القريبة من خطوط التماس، بما في ذلك: مركز مديرية الدريهمي والمناطق الشرقية منها، والمناطق الشمالية الشرقية من مديرية حيس، والجزء الشرقي من مديرية التحيتا، ومديرية بيت الفقيه، والمناطق الشمالية والشمالية الشرقية من مديرية الجراحي.
كما قامت الميليشيا بزرع كميات كبيرة من الألغام في محيط ميناء الحديدة الاستراتيجي على البحر الأحمر، ما يهدد سلامة الملاحة ويضاعف من المخاطر على المدنيين.
في السياق ذاته، دفعت ميليشيا الحوثي خلال الأسبوعين الماضيين بتعزيزات عسكرية كبيرة، ضمّت مئات المقاتلين والآليات والأطقم العسكرية إلى مديريات المحافظة، بالإضافة إلى الأحياء الجنوبية الشرقية من مدينة الحديدة.
وتأتي هذه التحركات عقب تقرير نشرته مجلة "وول ستريت جورنال"، أكدت فيه أن "فصائل يمنية تستعد لشن هجوم بري ضد الحوثيين، مستغلة الضربات الجوية الأمريكية الأخيرة التي أضعفت القدرات القتالية للميليشيا".
وأضاف التقرير أن "مسؤولين أمريكيين أبدوا انفتاحاً على دعم عملية برية تقودها قوات يمنية محلية ضد الحوثيين، لكن لم يُتخذ بعد قرار نهائي بشأن طبيعة هذا الدعم أو توقيته".
المصدر: وكالة خبر للأنباء
كلمات دلالية: الشرقیة من
إقرأ أيضاً:
تصاعدت بشكل لافت...كيف تستفيد مليشيا الحوثي من قضايا الثأر في اليمن
قالت صحيفة «الشرق الأوسط» أن مناطق سيطرة المليشيا الحوثية تشهد ارتفاعاً لافتاً في قضايا الثأر والنزاعات العائلية، على الرغم من إعلان الجماعة تبني مبادرات للصلح القبلي وإنهاء الخصومات.
ووفقاً لمصادر أمنية وقضائية تحدثت للصحيفة، فإن الأشهر الماضية سجلت عشرات الحوادث الدموية المرتبطة بالثأر، بعضها وقع خلال محاولات حلّ كانت تحت إشراف قيادات ومشرفين تابعين للجماعة.
وأشارت الصحيفة إلى أن إحدى أبرز هذه الحوادث اندلعت في نوفمبر الماضي بين عائلتين في محيط مدينة رداع بمحافظة البيضاء، وأسفرت عن مقتل نحو 20 شخصاً وإصابة أكثر من 30، قبل أن تتحول إلى موجة ثأرية استمرت لأيام، وتسببت في شلل شبه تام للحياة في المنطقة.
ووفق مصادر خاصة تحدثت لصحيفة «الشرق الأوسط» فإن الجماعة تتحفظ على الإحصائيات الدقيقة لحوادث الانفلات الأمني في مناطق سيطرتها، في محاولة للتستر على فشلها في إدارة هذه الملفات.
وتربط المصادر بين تصاعد النزاعات وبين اختفاء قيادات حوثية معروفة، خشية الاستهداف بعد تصعيد الجماعة ضد إسرائيل، وهو ما دفعها إلى تكليف مستويات دنيا بإدارة ملف الصلح، الأمر الذي زاد من تعقيد المشهد وأضعف فاعلية الوساطات القبلية.
الصلح القبلي… أداة نفوذ
وتنظر مليشيا الحوثب إلى ملف الصلح القبلي باعتباره وسيلة لبسط النفوذ داخل القبائل وتعزيز حضورها الاجتماعي، أكثر من كونه آلية لحل النزاعات.
وتنقل «الشرق الأوسط» عن مصدر قضائي في صنعاء أن بعض القيادات التابعة للجماعة تفرض حلولاً غير عادلة، وتميل لصالح الأطراف الأقوى نفوذاً أو الأغنى، بهدف تحقيق مكاسب مالية أو سياسية.
ويضيف المصدر أن الأطراف الضعيفة تُجبر على القبول بقرارات الصلح تحت تهديد توجيه اتهامات تتعلق بمخالفة توجيهات زعيم الجماعة.
نزاعات متوارثة
ليست قضايا الثأر جديدة على المجتمع اليمني، إذ أن بعض المناطق تشهد نزاعات قبلية وقضايا ثأر منذ سنوات طويلة ماضية، يعود بعضها لعقود.
الجدير بالذكر أن المناطق القبلية تعتبر أكثر عرضة لاندلاع الثأر نتيجة لغياب الدولة وانتشار السلاح في الأوساط القبلية بصورة كبيرة، ولا يمكن إغفال السياق الاجتماعي والأعراف التي تنظر للثأر باعتباره واجباً اجتماعياً لا يُمكن تجاهله أو نسيانه.
وخلال العقود الماضية عملت الحكومات اليمنية المتعاقبة على الحد من هذه الظاهرة عبر حملات توعية، ومبادرات صلح، وبرامج تأهيل، لتأتي الحرب لتعيد ظاهرة الثأر إلى الواجهة بسبب غياب أجهزة الدولة.
تشير تقارير حقوقية إلى أن حوادث الثأر خلال السنوات الأخيرة أصبحت أكثر دموية وتعقيداً، نظراً لانتشار الأسلحة الثقيلة، وغياب القضاء الفاعل، وتداخل النزاعات مع الولاءات السياسية.
في السياق، يلفت تقرير «الشرق الأوسط» إلى أن مناطق سيطرة مليشيا الحوثي باتت بيئة خصبة لعودة الصراعات القبلية، نتيجة غياب الأمن، وتعدد مراكز القوة، وتدخل المشرفين في شؤون السكان.
وتستخدم الجماعة هذه الصراعات لفرض الجبايات والنفقات على أطراف النزاع وإجبار بعضهم على بيع ممتلكاتهم مقابل إغلاق الملفات.
تبقى قضية الثأر في اليمن مشكلة قائمة تعجز المليشيات الحوثية عن احتوائها والحد من انتشارها، فالسلاح بات في يد كل من يملك المال، كما أن المجتمعات القبلية تنظر لمن لم يأخذ بثأره نظرة استنقاص واستضعاف، وهذا ما يزيد من خطورة المشكلة التي لم تستطع مؤسسات الدولة قبل سنوات إنهائها!