أكد الدكتور رضا حجازي، رئيس جامعة الريادة ووزير التربية والتعليم الأسبق، في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، على أن الذكاء الاصطناعي أصبح جزءًا لا يتجزأ من مستقبل التعليم، لكنه لا يأتي بديلًا عن المعلم بأي حال من الأحوال، بل يمثل أداة داعمة تسهم في تمكين المعلم من أداء دوره التربوي بكفاءة أعلى، وفي صياغة تجربة تعليمية أكثر تفاعلًا وشمولًا.

جاء ذلك على هامش مشاركته في المؤتمر الدولي العاشر لكلية الدراسات العليا للتربية بجامعة القاهرة، والرابع للجمعية العربية للدراسات المتقدمة في المناهج العلمية، الذي أقيم تحت عنوان: "الذكاء الاصطناعي ودوره في الاستثمار في التعليم وتحسين جودة الإنتاجية البحثية"، بحضور عدد من الشخصيات الأكاديمية والبحثية رفيعة المستوى من مختلف الجامعات المصرية والعربية.

وقال حجازي، خلال ترؤسه الجلسة الثالثة بالمؤتمر والتي جاءت تحت عنوان "الذكاء الاصطناعي وتمكين وتأهيل القيادات التربوية"، إن التعليم في العصر الرقمي يمر بتحول عميق، يستدعي إعادة النظر في آليات إعداد المعلمين وتأهيلهم، مؤكدًا أن المعلم يظل العنصر المحوري في العملية التعليمية، إلا أن دوره يجب أن يتطور ليواكب التغيرات السريعة التي يشهدها العالم.

وأضاف: "نحن أمام بيئة تعليمية جديدة تعتمد على التفاعل والتكنولوجيا، ولم يعد من المقبول أن يبقى المعلم ناقلًا للمعلومة فحسب. بل يجب أن يتحول إلى موجه يساعد الطالب على اكتساب المعرفة بطرق حديثة تتناسب مع طبيعته الرقمية، وتواكب أدوات العصر."

وأوضح حجازي أن الذكاء الاصطناعي يمثل فرصة ذهبية لتطوير جودة التعليم، إذا ما تم توظيفه بالشكل الأمثل، مشددًا على أن تطوير التعليم لا يتحقق بالتكنولوجيا وحدها، وإنما بوجود قيادة تربوية قادرة على فهم تلك الأدوات، وقيادة التحول الرقمي من داخل المؤسسة التعليمية وليس من خارجها.

كما أشار إلى أن الندوة التي أدارها بالمؤتمر استهدفت تسليط الضوء على أهمية بناء قدرات القيادات التربوية في مجالات التكنولوجيا والتحول الرقمي، موضحًا أن تأهيل هذه القيادات يُعد حجر الأساس لتطوير الأداء المؤسسي داخل قطاع التعليم، ورفع كفاءة مؤسساته في مواجهة تحديات العصر.

ولفت حجازي إلى أن التحول الرقمي لم يعد خيارًا مؤجلًا، بل أصبح ضرورة ملحة لضمان عدالة الوصول إلى التعليم، وتحقيق التفاعل الحقيقي بين الطالب والمعلم، سواء داخل الفصل الدراسي أو من خلال بيئات التعلم الإلكتروني، قائلًا: "إذا لم نتحرك سريعًا نحو رقمنة المناهج والبرامج الدراسية، سنفقد القدرة على التواصل مع الأجيال الجديدة التي تنتمي بالكامل للعصر الرقمي."

كما نوه بـ أن توظيف الذكاء الاصطناعي في قطاع التعليم يمكن أن يحدث تحولًا كبيرًا في تطوير المحتوى التعليمي، وتصميم أنشطة تعليمية أكثر تفاعلًا ومرونة، داعيًا إلى دعم المبادرات التي تستهدف بناء محتوى رقمي تفاعلي يُلبّي احتياجات الطلاب، ويراعي الفروق الفردية، ويُشجّع على التفكير النقدي والإبداعي.

وأضاف رئيس جامعة الريادة: "المعلم الذي يمتلك أدوات التكنولوجيا هو معلم أقوى، وأكثر قدرة على التأثير. لكن من الضروري أن نوفّر له البيئة المناسبة للتدريب المستمر، والدعم التقني، والتطوير المهني، حتى يتمكن من الاستفادة الكاملة من هذه الأدوات."

وفي تصريحاته لـ "الفجر"، أكد الدكتور حجازي أهمية تحقيق توازن مدروس بين العنصر البشري والتكنولوجي في العملية التعليمية، موضحًا أن التكنولوجيا مهما بلغت من تطور، تظل في حاجة إلى الإنسان الذي يوجهها ويضبط استخدامها بما يتفق مع الأهداف التربوية، وقال: "إذا نجحنا في تحقيق هذه الموازنة، سنتمكن من بناء نظام تعليمي أكثر شمولًا، يستجيب لمتطلبات التنمية المستدامة، ويؤهل طلابًا يمتلكون مهارات المستقبل."

وتحدث حجازي عن الدور المحوري للقيادات التربوية في تحقيق هذا التحول، مشيرًا إلى أن القائد التربوي اليوم يجب أن يكون على دراية تامة بتكنولوجيا التعليم، ويمتلك رؤية واضحة حول كيفية دمجها داخل المؤسسات التعليمية بطريقة تعزز من جودة المخرجات وتواكب التوجهات العالمية.

وعن رؤيته لتطوير التعليم في مصر، قال وزير التعليم الأسبق: "علينا أن ننتقل من مرحلة الكلام عن التحول الرقمي إلى التطبيق الفعلي، من خلال برامج تدريبية جادة، ومناهج محدثة، وقيادات واعية بأهمية التغيير. المعلم والقيادة هما جناحا هذا التطوير، ولن تنجح المنظومة إلا بهما معًا."

ووجه حجازي الشكر لجامعة القاهرة وكلية الدراسات العليا للتربية على تنظيم المؤتمر، مشيدًا بالمحاور العلمية التي تم تناولها، والطرح العميق الذي تميزت به الجلسات، مشيرًا إلى أن المؤتمر يعد منصة علمية مهمة لدعم جهود التطوير في التعليم العالي، وتعزيز التعاون الأكاديمي بين الجامعات العربية، في مجالات الذكاء الاصطناعي والبحث العلمي والتخطيط التربوي.

وقد شهد المؤتمر حضورًا لافتًا لعدد من القيادات الجامعية، من بينهم الدكتور محمد سامي عبد الصادق، رئيس جامعة القاهرة، والدكتور محمود السعيد، نائب رئيس الجامعة لشؤون الدراسات العليا والبحوث، والدكتورة غادة أحمد عبد الباري، نائب رئيس الجامعة لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، فيما تولت الإشراف على تنظيم الفعاليات الدكتورة إيمان أحمد هريدي، عميدة كلية الدراسات العليا للتربية، بالتعاون مع الدكتورة وفاء مصطفى كفافي، رئيس مجلس إدارة الجمعية العربية للدراسات المتقدمة في المناهج العلمية.

ويأتي هذا المؤتمر في سياق الجهود الوطنية لتطوير التعليم في مصر، ودعم رؤية الدولة للتحول الرقمي، وتحقيق أهداف استراتيجية "مصر الرقمية" التي تسعى إلى إتاحة التعليم الجيد والمنصف للجميع، عبر توظيف التكنولوجيا الحديثة، ورفع كفاءة العنصر البشري، وتحديث البنية التحتية للمدارس والجامعات.

وفي ختام تصريحاته، أكد الدكتور رضا حجازي لـ "الفجر" أن التعليم في المستقبل لن يكون تقليديًا كما عهدناه، بل سيقوم على مبدأ التعلُّم المستمر، والتفاعل بين البشر والتقنيات الذكية، داعيًا إلى أن يكون المعلم المصري في طليعة هذا التغيير، باعتباره صانع الأمل، وحامل راية التقدم.

واختتم بقوله: "لسنا أمام خيار، بل أمام ضرورة. إما أن نتحرك بجرأة نحو تعليم رقمي متكامل يقوده الإنسان، أو نتأخر عن ركب المستقبل. والتاريخ لن يرحم المترددين."


أبرز 5 تصريحات للدكتور رضا حجازي من المؤتمر الدولي العاشر للتربية:


1.أكد الدكتور رضا حجازي أن الذكاء الاصطناعي لن يكون بديلًا عن المعلم، بل أداة تمكّنه من الانتقال من دور ناقل للمعلومة إلى مرشد وموجه في بيئة تعليمية تفاعلية.


2. حجازي شدد على ضرورة التحول الرقمي في التعليم، معتبرًا أن الرقمنة لم تعد رفاهية بل ضرورة ملحة لضمان تفاعل أوسع بين الطالب والمعلم.


3. في حديثه عن المستقبل، قال: "إذا نجحنا في الموازنة بين العنصر الإنساني والتكنولوجي، سنتمكن من بناء نظام تعليمي أكثر شمولًا وجودة."


4. حجازي دعا إلى تأهيل القيادات التربوية لتكون في طليعة التحول الرقمي، مشيرًا إلى أن القائد التربوي اليوم يجب أن يكون على دراية تامة بتكنولوجيا التعليم.


5. أكد أن التعليم الرقمي هو خيار لا بديل له لمواكبة التغيرات المتسارعة، محذرًا من تأخر النظام التعليمي إذا لم يتم تبني هذه الأدوات بشكل فعّال.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: وزير التربية والتعليم جامعة القاهرة المؤتمر الدولي العاشر كلية الدراسات العليا وزير التربية والتعليم الأسبق كلية الدراسات العليا للتربية الذکاء الاصطناعی الدراسات العلیا التحول الرقمی جامعة القاهرة أکد الدکتور التعلیم فی رضا حجازی ا إلى أن ا حجازی یجب أن

إقرأ أيضاً:

رئيس جامعة حلوان: استكمال التحول الرقمي للوصول نحو الإدارة الذكية

أكد الدكتور السيد قنديل رئيس جامعة حلوان على أهمية التوجه نحو الاعتماد الدولي كمكون أساسي في خطة الجامعة للتطوير الشامل، مشددًا على ضرورة إعداد البرامج الأكاديمية وفقًا للمعايير الدولية، ودعم قدرات أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة والجهاز الإداري، والارتقاء بالبنية التحتية والخدمات التعليمية بما يتماشى مع متطلبات جهات الاعتماد العالمية.

وأشار رئيس الجامعة إلى أن التوسع في الاعتماد الدولي يسهم في رفع تصنيف الجامعة عالميًا، ويعزز ثقة المجتمع المحلي والدولي في جودة مخرجات التعليم والبحث العلمي بجامعة حلوان، لافتًا إلى ضرورة تكاتف كافة القطاعات الجامعية لتحقيق هذا الهدف الحيوي.

جاء ذلك خلال اجتماع "مراجعة الإدارة العليا للجودة" الذي عقد بحضور الدكتور حسام رفاعي نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، والدكتور نبيل عبد السلام مدير مركز ضمان الجودة والدكتورة أمل عبد الله عميد كلية علوم الرياضة بنات، الدكتورة صفاء صلاح عميد كلية التمريض، الدكتور عمرو عبد الهادي عميد كلية الهندسة بالمطرية، والدكتورة عبير أمين "خبير" بمركز ضمان الجودة، والدكتور عمرو السيد مدير مركز الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات،  الدكتور رضوان عبد الحميد مدير ادارة المشروعات بالجامعة ، واللواء محمد أبو شقة أمين عام الجامعة، والأستاذ هشام رفعت، و فريدة هاشم، و وفاء السيد أمناء الجامعة المساعدين، و نشوة مدير عام الإدارة العامة لرعاية الطلاب،  صفاء محمود مدير الإدارة العامة للعلاقات الثقافيه،  سماح عبد المنعم، مدير وحدة جودة النظم الإدارية، وعدد من القيادات الجامعية، في إطار جهود الجامعة لتعزيز جودة الأداء المؤسسي والأكاديمي وتحقيق معايير التميز.

وناقش الاجتماع محاور تطوير الأداء الجامعي، وناقش الحضور موقف كليات الجامعة والإدارات من تطبيق منظومة الجودة ومعايير الاعتماد، مؤشرات الأداء، تم عرض تقارير المراجعة الداخلية ومتابعة تنفيذ الخطط الاستراتيجية، مدي تحقق أهداف الجودة، فعالية الاجراءات المتخذة للتعامل مع المخاطر والفرص، فرص التحسين والقرارات المقترحة، كما ناقش الحضور أهمية تبني ثقافة التقييم والتحسين المستمر، وتعزيز نظم ضمان الجودة في جميع الكليات والإدارات، بما يواكب التحديات العالمية في مجال التعليم العالي، ويؤهل جامعة حلوان لتكون مؤسسة تعليمية رائدة على المستوى الإقليمي والدولي.

هذا بالإضافة إلى مناقشة آليات رفع كفاءة أعضاء الجهاز الإداري وتنمية مهاراتهم من خلال إعتماد حزم من البرامج التدريبية في المجالات التخصصية وكذلك فى مجال التحول الرقمي واهميته، وضرورة العمل لاستكمال منظومة التحول الرقمي لتحقيق الهدف الإستراتيجي للجامعة "نحو الإدارة الذكية"، الاستمرارية في القياس الدوري لرضا العملاء (داخليا وخارجيا) والتحقق من تلبية متطلباتهم وتطلعاتهم.

وتوصل الاجتماع لمجموعة من التوصيات تضمنت تحسين الأداء الأكاديمي والإداري بالجامعة وتم التصديق عليها لعرضها بمجلس الجامعة.

طباعة شارك جامعة حلوان رئيس جامعة حلوان متطلبات جهات الاعتماد العالمية

مقالات مشابهة

  • ديوان المحاسبة يؤكد على ضرورة الشفافية وترشيد الإنفاق في مشاريع الإسكان
  • رئيس جنوب افريقيا يؤكد على ضرورة حق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره
  • الرئيس العراقي يؤكد ضرورة توحيد الجهود لوقف العدوان في قطاع غزة
  • الجدل الاقتصادي في شأن الذكاء الاصطناعي 1/5
  • الذكاء الاصطناعي يفضّل الاستشهاد بالمحتوى الصحفي
  • نواب ليبيا يشاركون في مناقشات البرلمان الأفريقي حول الذكاء الاصطناعي والابتكار الرقمي
  • أعضاء مجلس النواب يشاركون في جلسات البرلمان الأفريقي ومناقشات حول الذكاء الاصطناعي والابتكار الرقمي
  • رئيس جامعة حلوان: استكمال التحول الرقمي للوصول نحو الإدارة الذكية
  • مصروفات كليات الذكاء الاصطناعي 2025.. وتوقعات التنسيق
  • أهم ما يميز أداة الذكاء الاصطناعي نوت بوك إل إم من غوغل