بعد رحيله.. ماذا تعرف عن البابا فرنسيس ؟
تاريخ النشر: 21st, April 2025 GMT
في صباح الإثنين، أسدل الفاتيكان الستار على فصل استثنائي في تاريخ الكنيسة الكاثوليكية، بإعلان وفاة البابا فرنسيس عن عمر ناهز 88 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض، أنهى رحلة بابوية امتدت 12 عامًا، تميزت بالتغيير، والانفتاح، والدعوة الصادقة إلى السلام والعدالة الاجتماعية.
زعيم بروح المصلحكان البابا فرنسيس – وُلد باسم خورخي ماريو بيرغوليو – أول بابا من أميركا اللاتينية، وأول يسوعي يصل إلى الكرسي الرسولي.
ومع بداية عهده، بدت ملامح التحول واضحة، إذ جمع بين البساطة الشخصية وجرأة المواقف، وأعاد تشكيل صورة الحبر الأعظم كراعٍ للفقراء والضعفاء، لا كحاكم باذخ في قصر.
من شوارع بوينس آيرس إلى عرش الفاتيكانوُلد البابا فرنسيس في العاصمة الأرجنتينية بوينس آيرس عام 1936 لعائلة من المهاجرين الإيطاليين. درس الكيمياء قبل أن يتجه إلى الرهبنة اليسوعية، حيث اتخذ نهجًا حياتيًا متواضعًا، رافضًا الامتيازات حتى حين أصبح رئيس أساقفة المدينة.
وقد عُرف بإنسانيته واهتمامه بقضايا العدالة، مما جعله محل إجماع نادر حين اختاره مجمع الكرادلة لقيادة الكنيسة في مرحلة دقيقة من تاريخها.
بابوية من أجل العالم لا الكنيسة فقط
تميّزت رسائل البابا فرنسيس بخروجها عن الإطار التقليدي، فقد كان يتحدث بلغة العالم، لا بلغة الكهنة فقط. دعا إلى "إسكات الأسلحة" في وجه الحروب، وكان من أبرز الأصوات التي نددت بالوضع الإنساني في غزة، وطالب بوقف فوري لإطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، كما حذّر من تصاعد الكراهية والانقسام، مؤكّدًا أن "الحرب هي هزيمة للإنسانية".
وفي وثيقته البيئية الشهيرة Laudato Si’ الصادرة عام 2015، دق ناقوس الخطر بشأن التغير المناخي، داعيًا البشرية إلى وقفة ضمير جماعية لحماية الكوكب. كما عبّر عن مواقف جريئة بشأن اللاجئين، الفقر، والظلم الاجتماعي، داعيًا الكنيسة إلى أن تكون "كنيسة ميدان معركة"، لا تكتفي بالجلوس في الأبراج العاجية.
جسور الحوار والإنسانيةلم يكن الحوار بين الأديان مجرد شعار في عهد البابا فرنسيس، بل خيارًا إستراتيجيًا. ففي عام 2019، قام بزيارة تاريخية إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث وقّع وثيقة "الأخوة الإنسانية" مع شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب، في مشهد تاريخي حمل رسائل قوية بالتسامح والتعايش.
كما حرص على زيارة أماكن متوترة أو مهمشة دينيًا، من العراق إلى ميانمار، ومن إفريقيا إلى أحياء الفقراء في البرازيل، حاملًا معه رسالة خلاص ومحبة.
إرث الإصلاح والمواجهةعلى الرغم من شعبيته الواسعة، لم تكن فترة البابا فرنسيس خالية من التحديات. فقد واجه معارضة داخلية من التيارات المحافظة داخل الكنيسة، خاصة في ما يتعلق بمواقفه من المثليين، والطلاق، ودور المرأة. كما اضطر للتعامل مع ملفات حساسة، أبرزها فضائح الاعتداءات الجنسية داخل الكنيسة، والتي تعامل معها بمواقف إصلاحية غير مسبوقة، تضمنت طرد أساقفة متورطين، ووضع آليات جديدة للمحاسبة.
وداعٌ بصدى عالميبرحيل البابا فرنسيس، تطوي الكنيسة الكاثوليكية صفحة استثنائية في تاريخها المعاصر. صفحة طبعها رجل رفض الألقاب المهيبة وفضّل أن يُعرف ببساطة بأنه "خادم خدام الله"، ارتدى الصليب الحديدي بدلًا من الذهب، وفضّل العيش في بيت الضيافة على القصر البابوي.
لقد شكّل فرنسيس بصوته ونمطه ولغته نداءً أخلاقيًا للعالم، في وقت تصاعدت فيه الأزمات الإنسانية والسياسية. وسواء اتفقت معه أو اختلفت، يبقى البابا فرنسيس علامة فارقة في زمن التحولات، ومثالًا حيًّا لزعيم ديني اختار أن يكون في صف الناس لا فوقهم.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: البابا فرنسيس الفاتيكان الكنيسة الكاثوليكية وفاة البابا أميركا اللاتينية الحوار بين الأديان العدالة الاجتماعية التغير المناخي وثيقة الأخوة الإنسانية شيخ الأزهر الكاثوليك الاعتداءات الجنسية الشرق الأوسط السلام العالمي الأرجنتين الإمارات غزة
إقرأ أيضاً:
أشهر 6 أماكن لها في مصر .. الكنيسة تواصل صوم العذراء مريم
في كل زمان ومكان تبقى السيدة العذراء مريم أيقونة النقاء والطهارة، وأم الرحمه، وتكرم في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وفي جميع الكنائس المسيحية حول العالم باعتبارها أطهر النساء.
وُلدت السيدة العذراء مريم في الناصرة من والديها القديسين يوآقيم وحنّة، وعاشت حياة الطهارة والتسليم الكامل لإرادة الله. بعد بشارة الملاك جبرائيل لها بحبلها بالروح القدس، أنجبت السيد المسيح في بيت لحم، ورافقت أحداث خدمته وصلبه وقيامته، ثم عاشت مع القديس يوحنا الحبيب حتى انتقالها.
وتحمل السيدة العذراء مكانة خاصة في التراث القبطي، حيث ارتبط اسمها بظهورات ومعجزات كثيرة.
وتواصل الكنيسة صوم السيدة العذراء مريم، ويمتد الصوم لمدة 15 يومًا، يختتمه الأقباط بعيد صعود جسد السيدة العذراء مريم، والموافق هذا العام الجمعة 22 أغسطس، وهو أيضًا يوم صيام، لذا سيكون الإفطار يوم السبت 23 أغسطس 2025.
أشهر الأديرة والكنائس المعروفة باسم السيدة العذراء في مصر هي:
دير السيدة العذراء (المحرق – أسيوط): يُعرف بـ"دير جبل قسقام"، وهو المكان الذي أقامت فيه العائلة المقدسة أطول فترة أثناء رحلتها إلى مصر.دير السيدة العذراء (البرشا – ملوي): دير تاريخي على الضفة الشرقية للنيل، ويقصده الزوار خاصة في صوم العذراء.دير السيدة العذراء (درنكة – أسيوط): يقع في جبل درنكة، ويشتهر بموسم العذراء الذي يجذب مئات الآلاف من الزوار سنوياً.كنيسة السيدة العذراء (الزيتون – القاهرة): اشتهرت بظهور العذراء فوق قبابها عام 1968 في حدث شاهده الآلاف.كنيسة السيدة العذراء (المعادي – القاهرة): ترتبط بمرور العائلة المقدسة من النيل، ويوجد بداخلها درج حجري قديم يصل إلى النهر.كنيسة السيدة العذراء (المعلقة – القاهرة القبطية): من أقدم الكنائس في مصر، بُنيت على بقايا الحصن الروماني، وتعد من أهم معالم القاهرة التاريخية.وتنطلق الاحتفالات والموالد فى الأديرة والكنائس التى تحمل اسم العذراء مريم خاصة في صيامها، كما يقيم دير العذراء مريم بدرنكة احتفالات يحضرها ما يقرب من مليون شخص سنوياً، بالإضافة لكنيسة السيدة العذراء بـ مسطرد، حيث توجد المغارة التى احتمت بها العائلة المقدسة فى مصر.