تيجان ثيام مصرفي دولي يسعى لرئاسة كوت ديفوار
تاريخ النشر: 22nd, April 2025 GMT
تيجان ثيام، مصرفي وسياسي إيفواري، وُلد عام 1962 في مدينة أبيدجان، وينحدر من أسرة سياسية بارزة تربطها صلات وثيقة بالرئيس الأول للبلاد.
تلقى تعليمه في فرنسا، وتخرج في أبرز مدارسها، وعمل في مؤسسات كبرى، مثل البنك الدولي وشركة ماكينزي للاستشارات، إضافة إلى مناصب في الحكومة الإيفوارية. وفي عام 2015، تولى قيادة مصرف "كريدي سويس" السويسري.
عاد عام 2023 إلى كوت ديفوار (ساحل العاج)، وفاز برئاسة حزب الديمقراطيين المعارض، وأُعلن رسميا مرشحا لانتخابات الرئاسة عام 2025.
المولد والنشأةوُلد تيجان أمادو ثيام يوم 29 يوليو/تموز 1962 في مدينة أبيدجان بكوت ديفوار، وينتمي إلى أسرة سياسية بارزة، إذ كان والده -السنغالي الأصل- صحفيا ووزيرا في حكومة الرئيس فيليكس هوفويت بوانيي، بينما كانت والدته ابنة شقيقة الرئيس. أما عمه حبيب ثيام، فقد شغل منصب رئيس الوزراء لمدة 10 سنوات.
وقد أمضى ثيام طفولته المبكرة في فرنسا، التي حصل على جنسيتها عام 1987.
أكمل ثيام تعليمه الثانوي في المدرسة الكلاسيكية في أبيدجان، ثم أصبح عام 1982 أول إيفواري ينجح في امتحان القبول في مدرسة البوليتكنيك العريقة بالعاصمة الفرنسية باريس.
التحق بعد عامين بالمدرسة الوطنية العليا للمناجم في باريس، وتخرج فيها عام 1986، وحصل على منحة لمتابعة دراسة ماجستير إدارة الأعمال من المعهد الأوربي لإدارة الأعمال، وهو معهد فرنسي مرموق، بالتوازي مع مشاركته في برنامج زمالة ماكينزي الفرنسية.
التجربة العملية والسياسيةفي عام 1989، انضم ثيام لفترة قصيرة إلى البنك الدولي في العاصمة الأميركية واشنطن، ضمن برنامج المهنيين الشباب، ثم عمل في شركة "ماكينزي وشركاؤه" للاستشارات لمدة 4 سنوات في نيويورك وباريس.
إعلانعاد ثيام عام 1994 إلى بلاده، بناء على طلب من الرئيس السابق هنري كونان بيديه، لتولي منصب المدير التنفيذي للمكتب الوطني للدراسات الفنية والتنمية، وشملت مهامه التفاوض مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي.
بحلول عام 1998، عُين رسميا رئيس مجلس إدارة المكتب، ثم أصبح وزيرا للتخطيط والتنمية حتى عام 1999.
نال ثيام تقديرا كبيرا لدوره في إشراك القطاع الخاص في عديد من القطاعات الحيوية، وإسهامه في جذب الاستثمارات الأجنبية التي كانت البلاد في أمس الحاجة إليها، مما قاد إلى إدراج اسمه ضمن قائمة "100 قائد عالمي للمستقبل" الصادرة عن المنتدى الاقتصادي العالمي عام 1998.
وفي عام 1999، سافر ثيام في مهمة إلى باريس، ثم عاد إلى بلاده بعد انقلاب عسكري قاده الجنرال روبرت غي، الذي وضعه قيد الإقامة الجبرية، وعرض عليه منصب مدير مكتب الرئيس، غير أنه اختار العودة إلى فرنسا.
وصف ثيام فترته في العمل السياسي بأنها كانت صعبة، وأنه شارك في إدارة بلدٍ مر بمرحلة قاسية، مشيرا إلى تفضيله حياة الأعمال على السياسة.
أصبح ثيام عام 2000 شريكا في شركة ماكينزي، ثم عمل بعد عامين في شركة "أفيفا" البريطانية للتأمين، ورُقي إلى منصب الرئيس التنفيذي.
وفي عام 2007، انضم إلى شركة "برودينشال بي إل سي" البريطانية للتأمين، ثم أصبح عام 2009 رئيسا تنفيذيا لها، ليصبح أول أفريقي يتولى رئاسة شركة مدرجة ضمن مؤشر "فوتسي 100" للأوراق المالية.
استقال ثيام عام 2015 من شركة برودينشال، وتولى قيادة مصرف "كريدي سويس" السويسري، أحد أكبر بنوك الاستثمار في العالم.
في أثناء عمله في القطاع المصرفي المؤسسي، أطلق مع آخرين في فبراير/شباط 2012 شركة "فريدوم أكويزيشن" للاستحواذ، التي اتخذت من نيويورك مقرا لها.
إعلانوقد أطلق ثيام خطة جذرية، مدتها 3 سنوات، لإعادة تنظيم المصرف السويسري، الأمر الذي دفع "مجلة يوروموني" إلى منحه عام 2018 لقب "مصرفي العام".
قدم ثيام عام 2020 استقالته من مصرف كريدي سويس بعد اتهامه بالتورط في فضيحة "تجسس إداري".
وإلى جانب عمله المصرفي، شغل منصب رئيس لجنة الاستثمار رفيعة المستوى، التي أنشئت في أثناء قمة مجموعة العشرين عام 2010، إضافة إلى عضويته في اللجنة الأولمبية الدولية، وتعيينه عام 2020 مبعوثا خاصا للاتحاد الأفريقي إلى الجهات الدولية بشأن جائحة كوفيد-19.
كما مُنح عام 2011 وسام جوقة الشرف الفرنسي برتبة فارس، تقديرا لمساهمته القيمة في الحياة المدنية أكثر من 20 عاما.
عاد ثيام إلى كوت ديفوار للمشاركة في سباق رئاسة "حزب الديمقراطيين" المعارض، الذي أسسه جده فيليكس بوانيي، ليفوز بزعامته في أثناء مؤتمر ياموسكرو أواخر 2023.
بدأ ثيام إعادة هيكلة الحزب وتحضير قواعده لخوض الانتخابات الرئاسية التي تقرر عقدها في أكتوبر/تشرين الأول 2025، مركزا على الخطاب التنموي والشفافية ومحاربة الفساد.
وبموجب الدستور الإيفواري، أعلن ثيام تخليه عن جنسيته الفرنسية تمهيدا لترشحه في الانتخابات الرئاسية. وفي 18 أبريل/نيسان 2025، أعلن الحزب رسميا ترشيحه لخوض الانتخابات بعد حصوله على 99.5% من أصوات مندوبي الحزب.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات کریدی سویس فی عام
إقرأ أيضاً:
يوم أسود للصحافة.. هكذا عالجت الصحف الفرنسية اغتيال أنس الشريف
أولت الصحف الفرنسية اهتماما كبيرا لمقتل صحفيي الجزيرة على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي، وذكرت بالغضب الذي أثاره في المنظمات الدولية، مشيرة إلى أن الصحفي أنس الشريف شاهد أصبح مصدر إحراج لإسرائيل، وتساءلت هل أصبح الصحفيون أهدافا؟
وركزت صحيفة ليبراسيون على ردود الفعل الغاضبة على فعل إسرائيل، وأشارت إلى أن تفسير إسرائيل لاستهداف أنس الشريف مباشرة، ووصفها له بأنه إرهابي مأجور لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) "انتحل صفة صحفي"، لم يقنع منظمة "مراسلون بلا حدود" المعنية بحقوق الصحافة، التي وصفته بأنه "صوت المعاناة التي تفرضها إسرائيل على فلسطينيي غزة".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2خبير سويدي: حرب جديدة بين إسرائيل وإيران تقترب وستكون أشد عنفاlist 2 of 2كيف غطى الإعلام الدولي اغتيال شهداء الجزيرة في غزة؟end of listودعت "مراسلون بلا حدود" إلى "عقد اجتماع عاجل لمجلس الأمن بناء على القرار 2222 لعام 2015 بشأن حماية الصحفيين في النزاعات المسلحة"، لمنع "عمليات القتل خارج نطاق القضاء للإعلاميين"، وقالت إنها رفعت "أربع شكاوى" ضد الجيش الإسرائيلي "إلى المحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب ضد الصحفيين في غزة".
واتهمت مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان إسرائيل باستهداف الخيمة التي كان يقيم فيها 5 من موظفي الجزيرة، وقالت إن ذلك "يشكل انتهاكا خطيرا للقانون الإنساني الدولي".
مصدر إحراج لإسرائيلوشددت المفوضية على أنه "يجب على إسرائيل احترام وحماية جميع المدنيين، بمن فيهم الصحفيون"، مذكرة بأن "ما لا يقل عن 242 صحفيا فلسطينيا قتلوا في غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023″، كما جددت الأمم المتحدة مطالبتها بـ"وصول فوري وآمن ودون عوائق لجميع الصحفيين إلى غزة".
وقال المصور محمد الزعنون "أن تكون صحفيا في غزة خطر في حد ذاته"، وعبر رئيس وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني، عن "صدمته"، قائلا إن "الجيش الإسرائيلي يواصل إسكات الأصوات التي تبلغ عن الفظائع المرتكبة في غزة".
إعلانكما أدانت لجنة حماية الصحفيين في نيويورك الحادث، وقالت جودي غينسبيرغ مديرة اللجنة إن "الصحفيين مدنيون"، واستهدافهم في أوقات الحرب "جريمة حرب".
وأفادت صحيفة لاكروا بأن أنس الشريف، الذي يتابعه 500 ألف شخص على منصة إكس، شاهد أصبح مصدر إحراج لإسرائيل، وقالت إنه أصبح مرجعا في العالم العربي لرصد الحرب في قطاع غزة، خاصة أن وسائل الإعلام حول العالم تعتمد على الصحفيين الفلسطينيين الموجودين بالفعل بسبب منع إسرائيل دخول الصحافة لقطاع غزة.
وذكرت الصحيفة بوصية أنس الشريف، مشيرة إلى قوله "لقد عشت الألم بكل تفاصيله، وذقت المعاناة والفقد مرات عديدة، لكنني لم أتردد يوما في نقل الحقيقة كما هي"، في إشارة لمخالفة ذلك للتهمة الإسرائيلية الموجهة إليه دون دليل.
ووضحت لاكروا أن أنس الشريف يعلم أنه تحت تهديد شخصي منذ عدة أشهر، بعد أن صنفته إسرائيل إرهابيا في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وقتل والده في قصف في ديسمبر/كانون الأول 2023، ودمر منزله، وقد ختم وصيته بالدعوة إلى "عدم نسيان غزة".
عمليات القتل والاعتداءات والاعتقالات التعسفية ومضايقة الصحفيين الفلسطينيين، بالإضافة إلى تدمير المرافق والمعدات الإعلامية في غزة والضفة الغربية، جزء من إستراتيجية إسرائيلية متعمدة لطمس الحقيقة
بواسطة إيرين خان
الهدف التعتيم الإعلاميأما موقع ميديا بارت فقدم الخبر، وسرد ردود الفعل التي صدرت عن قناة الجزيرة وصحفييها، وذكر بأن أنس الشريف كان أحد الصحفيين القلائل الذين بقوا في شمال غزة بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول، وقد صور وعلق على القصف والغزو الإسرائيلي الذي بلغ حد التطهير العرقي في مخيم جباليا وشمال مدينة غزة في خريف عام 2024، ووثق جوع وإرهاق مواطنيه الذي أصابه هو نفسه.
وذكر الموقع أيضا بالصحفيين الخمسة الآخرين وسائقهم، وأوضح أن 3 منهم كانوا من فريق الجزيرة، وهم المراسل محمد قريقع، وصحفيا الفيديو إبراهيم ظاهر ومحمد نوفل، أما الاثنان الآخران، محمود عليوة ومحمد الخالدي، فكانا صحفيين مستقلين.
ونقل ميديا بارت شجب المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحماية حرية الرأي والتعبير إيرين خان للتهديدات التي تعرض لها صحفي الجزيرة قبل اغتياله، وكتبت "أن عمليات القتل والاعتداءات والاعتقالات التعسفية ومضايقة الصحفيين الفلسطينيين، بالإضافة إلى تدمير المرافق والمعدات الإعلامية في غزة والضفة الغربية، جزء من إستراتيجية إسرائيلية متعمدة لطمس الحقيقة".
وفي تقرير بعنوان هل أصبح الصحفيون أهدافا؟ علقت صحيفة لوباريزيان بأن يوم قتل إسرائيل 6 صحفيين، 5 منهم من قناة الجزيرة القطرية والآخر مستقل، يعد يوما أسود لحرية الصحافة، مشيرة إلى أنه أثار موجة عارمة من الغضب.
وسردت الصحيفة بعض ردود الفعل، مركزة على ما أعربت عنه لجنة حماية الصحفيين من غضب، وقولها إنه "يجب ألا يستهدف الصحفيون أبدا في أوقات الحرب"، وقالت لويز ألوين بيشيه، مديرة مشروع منظمة مراسلون بلا حدود "هناك استهداف واضح للغاية للإعلاميين، ولجميع الأشخاص الذين يعملون بشكل مباشر أو غير مباشر في إنتاج معلومات موثوقة. الهدف هو فرض تعتيم إعلامي".
قتل نحو 200 صحفي
واستشهدت الجمعية بالعدد الهائل من الصحفيين الذين قتلوا خلال عامين من الصراع كدليل، وقالت إن أسماء، أنس الشريف، ومحمد قريقع، بالإضافة إلى المصورين إبراهيم زاهر، ومحمد نوفل، ومؤمن عليوة، والصحفي المستقل محمد الخالدي، أضيفت يوم الأحد إلى قائمة تضم أكثر من 200 صحفي قتلوا في الحرب التي تشنها إسرائيل في غزة.
إعلانوأشارت الصحيفة إلى أن هذا السجل محزن في تاريخ الحروب، وقال كريم إميل بيطار، الأستاذ في معهد الدراسات السياسية بباريس والمتخصص في شؤون الشرق الأوسط إن "عدد من قتل في هذه الحرب منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، أكبر بكثير من عدد الصحفيين الذين قتلوا في أوكرانيا، وخلال حرب فيتنام، والحرب العالمية الثانية مجتمعين".
وذكرت الصحيفة باتهام منظمة مراسلون بلا حدود "بتكرار ممارسة معروفة ومثبتة، لا ضد صحفيي الجزيرة" المحظورة من البث من إسرائيل، حيث قتل 10 من موظفيها على يد الجيش الإسرائيلي منذ بداية الحرب، موضحة أن استهداف الصحفيين لا يقتصر على قناة الجزيرة، بل "بدأ سريعا" بالتدمير الممنهج للبنية التحتية الإعلامية، مثل مكاتب وكالة الصحافة الفرنسية واستمر ذلك على مدار العامين التاليين.