نعم للسلام لا للحرب.. ماذا حدث باليوم الأخير للبابا فرنسيس؟
تاريخ النشر: 22nd, April 2025 GMT
في لحظات غير مدرجة ضمن جدول البروتوكولات الرسمية، فاجأ البابا فرنسيس باب الفاتيكان فى الأخير قبل وفاته عشرات الآلاف من المصلين في ساحة القديس بطرس بجولة وداعية على متن "الباباموبيل"، ملوحًا لهم بكلمات خافتة ومباركة خاشعة، تعكس حالته الصحية المتدهورة، لكنها حملت دلالات روحية عميقة.
. ما العلاقة بين وفاة البابا فرنسيس ويوم القيامة؟
وسط حضور كثيف تجاوز 50 ألف شخص اجتمعوا احتفالًا بعيد الفصح، ظهر البابا فرنسيس من شرفة كاتدرائية القديس بطرس، رافعًا يده بتحية خافتة.
رغم ضعف صوته وكلماته المتقطعة، إلا أن الحشود قرأت في صمته رسالة وداع، واختلطت المشاعر بين الفرح برؤيته والحزن لما بدا أنه ظهوره الأخير.
مشهد مؤثر لبابا الفاتيكان قبل رحيلهوتحول البابا بسيارته البيضاء وسط الجموع، واضعا يده بحنو على رؤوس الأطفال، في مشهد مؤثر طغت عليه علامات الإرهاق، كل حركة صدرت عنه بدت ثقيلة، لكنها كانت محملة بالحب والأمل.
بيان أخير لا للحرب ونعم للسلاموعبر بيان ختامي نُقل بصوت مسؤول المراسم البابوية، أعاد البابا التأكيد على مواقفه الثابتة من القضايا الإنسانية، مجددًا رفضه للحروب، والتسلح، وكافة أشكال الاضطهاد.
ودعا إلى السلام الدائم واستقبال المهاجرين بروح إنسانية دون تمييز، في ما وصفه مراقبون بأنه "رسالة حياة" تلخّص جوهر فكره ومبادئه.
زيارة أخيرة ولقاء عرفانتخللت ساعات البابا الأخيرة تذكير بزيارته الوحيدة خارج جدران الفاتيكان منذ خروجه من المستشفى، حيث زار سجن "ريجينا كويلي" في خميس الأسرار.
كما حرص على لقاء الطاقم الطبي الذي رافقه في رحلة علاجه منذ 14 فبراير وحتى 23 مارس، في لحظة امتنان واضحة.
رحيل بابا الفاتيكانوفي وقت لاحق، أعلن الفاتيكان رسميا وفاة البابا فرنسيس عن عمر يناهز 88 عامًا، بعد معاناة مع مشاكل تنفسية استمرت لأسابيع.
وكان قد نُقل إلى مستشفى "جميللي" في روما لتلقي العلاج، قبل أن يعود للفاتيكان ويواجه أيامه الأخيرة بروح من الصبر والتسليم.
برحيله، يطوي الفاتيكان صفحة بابوية طبعتها الإنسانية والدعوة الدائمة للسلام، وترك إرثا روحيا لا يُنسى.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: بابا الفاتيكان البابا فرانسيس رحيل بابا الفاتيكان رحيل البابا فرانسيس وفاة البابا فرانسيس المزيد البابا فرنسیس
إقرأ أيضاً:
زوجونى قاصر.. وخطفوا أولادى للحرب.. اليوم السابع يرصد رحلة عذاب هند.. فيديو
خرجت هند عبد العزيز من مدرستها الإعدادية "عبد الخالق حسونة" الكائنة بحي المنتزه في الإسكندرية، والفرحة تشكل ملامح وجهها، بعد وضع أسمها في قائمة المتفوقين، لتنطلق نحو كورنيش المندرة الشهير ويشاركها الشاطئ فرحة نجاحها الباهر.
توجهت "هند"، لمنزلها لتخبر والدها بالخبر السعيد، فدائما ما يراودها حلم التحاقها بكلية الطب، ليرد عليها بكلمات حطمت أحلامها : جهزي نفسك للزواج ..جايلك عريس "، صدمت من كلام والدها الذي نزل عليها كالصاعقة، قبل أن يستكمل الأب: العريس سوداني وأنت كام شهر وهتكملى 16 سنة وهروح أكتب عليكي في بلدهم وهتسافري معاه السعودية.
"هند"، واحدة من ألاف الفتيات اللواتي تعرضن لزواج القاصرات، فنسبة الزواج المبكر تقارب الـ 15%، من إجمالي حالات الزواج عموما في مصر، طبقا لتصريحات الدكتورة ماجدة إمام، مديرة مركز التخطيط الاجتماعي والثقافي، بمعهد التخطيط القومي، وكشف بيان الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، أن نسبة زواج الفتيات في الفئة العمرية "15-17 سنة" وصل لـ 2.1%.
عقد الزواج
قرر والد "هند" السفر للسودان، ليكون وكيل ابنته في تحرير عقد زواجها الاجباري، وتزويجها لشخص يكبرها بـ 12 سنة دون رضاها ودون حضورها، فالقانون المصري يجرم زواج الفتيات دون سن الـ 18، حيث تنص المادة "2" من قانون الطفل رقم 126 لسنة 2008، على أنه يقصد بالطفل في مجال الرعاية المنصوص عليها في هذا القانون كل من لم يتجاوز سنه الثامنة عشرة سنة ميلادية كاملة.
المقابلة الأولى بين هند وزوجها
في نهاية شهر يوليو 2011، حضر والد "هند"، من السودان بعد إتمام عقد زواج ابنته بتوكيل ومعه شخص يكبرها بـ 12 سنة، ليتحدث لها والدها :" سلمي يا هند على عريسك"، انهارت الطفلة ودخلت في نوبة بكاء، فالأب زوجها مقابل حفنة من المال، حسب كلام الضحية.
مطلع شهر أغسطس2011، توجهت "هند" برفقة زوجها محمد عبد الله سعد الله، الذى يحضر دكتوراه في الفقة الاسلامى، إلى مطار برج العرب، شرق محافظة الإسكندرية، لاستقلال الطائرة المتجهة لمدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، تمهيدا للإقامة في المدينة المنورة.
رحلة تعذيب
بعد مرور أيام من وصول "هند"، لمكان إقامتها بالسعودية، تقول: تحول الزوج من فقيه في الدين إلى متطرف، وبدأ يعاملها ك"أمة" فقد أخفى جواز سفرها، ليس هذا فحسب بل بدأت أفكاره المتطرفة تظهر فى تعامله معها والتعدى عليها بالضرب والتعذيب وحبسها داخل شقة الزوجية، ومنعها من الاتصال بأهلها، أو التواصل مع جيرانها، وحولها إلى أداة لتفريغ شهواته الجنسية فقط.
تضيف هند وعلامات الحزن تسيطر عليها: تقبلت كل هذا رغم أنه لم يعاملني كما قال الدين، وانا صابرة وعايشه علشان الأولاد وأهلي في مصر مش هيصرفوا عليا وعلى أولادي، فهم السبب في تحويل حياتي لكبوس بسبب اجباري على الزواج رغم صغر سنى".
قررت "صاحبة القصة" تحدي واقعها وأفكار زوجها الرجعية، لتقرر استكمال دراستها وتحقيق حلمها في الحصول على مؤهل عالي حيث التحقت بالتعليم الثانوي، واستكملت تعليمها الجامعي وحصلت على شهادة جامعية في أصول الفقه، من كلية المسجد النبوي بالمدينة المنورة.
شهادة تخرج الزوجة
امتنع "الزوج" الأنفاق على أسرته، لتقرر "هند"، البحث عن فرصة عمل لرعاية أسرتها بعد ان فقد الآمل في زوجها، لتنجب طفلها الأول عمر في عام 2013، ثم رزقت بأبنها عبد الله في 2015، وثالث أبنائها هدى سبع سنوات، والرابع أحمد 5 سنوات، أويس أصغر أبنائها عمره سنتين ونصف.
الطلاق من أول جلسة
بعد 11 سنة من زواج الضحية ومعاملة زوجها السيئة التي تنوعت ما بين الضرب والسب والقذف والإهانة والتهديد بالقتل أحيانا وتعرضها لجلطة في المخ، اتخذت قرارا تأخر نسبيا وهو طلب الطلاق.. لتعلق على تصرفاته قائله: الإنسان دا غير سوي، حتي زملائه في العمل أكدوا أنه إنسان غير طبيعي"، لتحصل على حكما بالطلاق من المحكمة مع نظر أول جلسة.
طلبت ضحية زواج القاصرات، من طليقها مساعدتها في مصاريف أولادها فقوبل طلبها بالرفض، وبعد تدخل أمير المدينة حصلت "هند"، على موافقته بسفر أبنائها إلى الإسكندرية، ليقرر طليقها التخطيط لخطف أبنائه وتسفيرهم لمسقط رأسه بمدينة "أم درمان"، في السودان.
أبناء الضحية
بحيلة شيطانية قرر طليق "هند"، التخطيط لخطف أبنائه بمساعدة عمه أبو بكر عبد الله سعد الله، فجهز تذاكر سفرهم وذهب لمكان إقامه طليقته وطلب منها رؤية أبنائه، وبحسن نية وافقت على طلبه، وبعد مرور ساعات من خروجهم اكتشفت أن طليقها تمكن من تهريبهم إلى السودان عبر مطار جدة.
العودة للإسكندرية
اعتقدت "هند"، أن محاولة تغير حياتها للأفضل واستكمال تعليمها وحصولها على مؤهل جامعي سيداوي جراحها، وأنها ستتفرغ لتعليم أبنائها لتحصد ثمرة جهدها وتعبها، ومداواة جراحها بعد تزويجها في سن مبكر، وانها ستستريح من التعب والعناء، ولكنها بدأت رحلة جديدة من القهر بعد خطف أولادها، خاصة أن مكان تواجدهم في "أم درمان" يشهد صراعات وحرب بين مليشيات الدعم السريع الإرهابية والحكومة السودانية، ومكان تواجد أطفالها يفتقر لمقومات الحياة من تعليم وكهرباء وحياة صحية.
الضحية وملابس أبنائها
عادت "هند" محطمة للإسكندرية، بعد سنوات في الغربة تشكوا للشاطئ فى المندرة الذي كانت تحتفل عليه بنجاحاتها في التعليم ويحمل معها ذكريات طفولتها الجميلة، معاناتها على مدار 13 سنة عاشتها بين قهر والدها الذي أجبرها على الزواج المبكر وبين تعذيب طليقها لها خلال سنوات الزواج وحرمانها من أولادها.. ورغم كل العقبات والظروف لم تستسلم وبدأت فصل جديد من المعاناة وهو البحث عن أولادها على آمل عودتهم لحضنها فهل تنجح وتستعيد هند قدر من راحة البال الذى افتقدته بفعل من يعتقد أنه الاحن من بين بنى الإنسان وهو والدها.. لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا
الضحية وحذاء أحد أبنائها
مشاركة