«نظارة» تُغرم تشيكوني في «دراجات الألب»!
تاريخ النشر: 22nd, April 2025 GMT
روما (رويترز)
حقق المتسابق الإيطالي جوليو تشيكوني أول فوز له بمرحلة منذ عامين تقريباً، وذلك في سباق الألب للدراجات، لكنه ربما يفكر في تغيير طريقة احتفاله المتميزة بعد تلقيه غرامة مالية بسبب رمي نظارته الشمسية على الجماهير.
وحقق تشيكوني متسابق فريق ليدل-تريك الفوز في المرحلة الافتتاحية يوم الاثنين، ليطيح بنظارته الشمسية وهو في قمة السعادة بفوزه الأول منذ عام 2023، عندما عبر خط النهاية في سان لورينزو دورسينو.
وسبق له أن احتفل بطريقة مماثلة عند فوزه بمراحل سابقة، بما في ذلك في سباق إيطاليا، لكن هذه هي المرة الأولى التي يعاقب فيها بموجب القاعدة التي تم إدخالها في عام 2021 بشأن التخلص من الأشياء بطريقة مهملة أو خطيرة.
وقال تشيكوني للصحفيين قبل المرحلة الثانية «بالنسبة لي كان شيئاً، لا أريد أن أقول سخيفاً، لكنني أقبل الغرامة في نهاية المطاف».
وأضاف «في النهاية من الصعب أن أقول شيئاً لأن القوانين تتغير دائماً كل عام، لذا كان من الخطأ عدم دراسة القوانين والآن أنا أعرف ذلك».
وكلف الحماس تشيكوني 250 فرنكاً سويسرياً (307 دولارات) و15 نقطة في تصنيف الاتحاد الدولي للدراجات، لكنه لم يكن مقتنعاً تماماً بتغيير أسلوبه عندما سُئل عما إذا كان يستخدم نفس الاحتفال إذا فاز بالمرحلة الثانية.
وقال تشيكوني «من الصعب حقاً أن أقول ذلك لأنه من الغريب دوما أن تتلقى غرامة مالية عندما تفوز بسباق».
وأضاف «لا أوافق بصراحة (على ما حدث) لكن الأمر هكذا، لا يمكننا فعل شيء».
وفي النهاية، انهى تشيكوني في المركز الخامس بالمرحلة الثانية واحتل المركز الثالث في الترتيب العام. ويُختتم السباق المكون من خمس مراحل يوم الجمعة المقبل.
كما تأثرت احتفالات سباقات الدراجات أيضاً بتشديد الاتحاد الدولي للدراجات لقواعده الخاصة بمناطق السباقات في وقت سابق من هذا العام، حيث حظر احتفال المتسابقين ضمن المجموعة الرئيسة عندما يفوز زميل لهم في سباق السرعة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: إيطاليا الدراجات اتحاد الدراجات
إقرأ أيضاً:
«ضريبة الغياب»
تسرقنا انشغالاتنا التي لا تنتهي، أو ربما لا نريد لها أن تنتهي، من أنفسنا ومن هم تحت مسؤوليتنا، فنصحو متأخرين وقد خلّفت فيهم خرابًا هائلًا لا سبيل لإصلاحه، ولن تكفي السنوات المتبقية من أعمارنا لترميمه.
تأخذنا الأعمال واللُّهاث الذي لا يهدأ وراء الحياة من أبنائنا في أعمارٍ هم فيها بحاجة ماسة إلى وجودنا، حتى نفيق ذات يوم على حالة من العجز والشلل لا يمكن وصفها إزاء ما يمكن فِعله لابن ضل الطريق، أو ابنة سقطت نفسيًا، أو لنشوب إشكال عائلي بالغ التعقيد.
انعدام وجود علاقة «صحية» مع الأبناء لا يمكن تبريره في ظل عالم مُشَرَّعة أبواب التواصل فيه مع العالم الخارجي دون أدنى رقابة؛ فما يمكن أن يوفره جهاز صغير كالهاتف النقال من مساحة غير محدودة للانفتاح، كفيل بتدمير أي منظومة أخلاقية جرى الاشتغال عليها من قِبل مؤسسات تربوية كالأسرة والمدرسة والمجتمع، فكيف إذا كان دور الأسرة بالذات مفقودًا ولا وجود له؟
تمرّ علينا مواقف كثيرة، ونسمع عن حكايات عجيبة تشهد أحداثها انحراف ابن أو ابنة كانا موضع ثقة، ليس بسبب افتقار الأسرة للإمكانات المادية وما يدور في فلكها، إنما لغياب دور الأب الغارق حتى أذنيه في مؤسسته وأعماله واهتماماته، أو لانحسار دور الأم المأخوذة بريادة الأنشطة الاجتماعية وهوس الظهور، أو الجري وراء صرعات الملابس والحقائب والأحذية و.....
قد نستغرب أن شابًا نعدّه مُتزنًا ينتمي لأسرة محافظة ينزلق إلى مستنقع إدمان المخدرات أو الكحول، أو أن شابة تتورط في علاقة منحرفة، لكن هذه الدهشة ستتبدد عندما نكتشف الهوّة التي أوجدها انصراف أحد الوالدين عن واجبه الحقيقي.
نفقد قيمة مهمة عندما لا نصل إلى مرحلة يعتبرُ فيها الوالدُ ابنَه صديقًا، ولا تعدّ الوالدةُ ابنتَها أختًا مُقرّبة.. عندما لا نكترث لتأسيس أرضية صلبة من الحوار، تقوم على الثقة المتبادلة، بعيدًا عن أجواء التهيّب وانتظار ردة الفعل.
رائعة هي العلاقة الودية التي يُؤسسها الوالدان مع أبنائهما، كونها تسمح بالحديث الشفاف، والتعبير بلا خوف عن ما اعتاد المجتمع السكوت عنه، وتقف سدًّا منيعًا دون دخول أي غريب إلى المناطق المحظور عليه دخولها، ولذلك فلا تقاليد أو أعراف أو حياء تبرر لهما الغياب عن عوالمهم.
لا حُجج تمنع الوالدين من فتح أبواب النقاش الحر، لا مبررات -مهما تكن- لأن يغرقوا في لُجّة عالم تسود فيه فوضى الأخلاق.
النقطة الأخيرة..
اعتبار الأبناء بمثابة الأصدقاء، جدير بهزيمة أي مشكلة قد تعترض طريقهم مستقبلًا، إنها وسيلة مُجربة لصناعة محاربين أشداء، لا يُخشى عليهم الانكسار عند أول هبّة ريح عابرة، أو النكوص عند أي مواجهة حاسمة أو معضلة حياتية.
عُمر العبري كاتب عُماني