آخر تحديث: 23 أبريل 2025 - 3:08 مبقلم:شرشيد الخيّون ما كان في الخاطر ظهور مثقفين، تجمَحَ بهم الطّائفيَّة إلى تسمِّية القنابل النَّوويَّة بالأديان والمذاهب، توصلوا إلى هذه الأفكار الجهنميَّة بعد الحديث عن نِفطٍ شِيعيٍّ وماءٍ سُنيٍّ، فعندهم الأوطان مؤامرات على الطَّوائف، لا العكس. إنَّها ضمائرٌ غاطسةٌ في الكراهيَّة، مع أنَّ القهر ينبع في داخل الطَّائفة وبشدةٍ أيضاً، لكنَّ هؤلاء يعتبرون القتل داخل الطَّائفة بتراً لخيانة المقدس، فقد شمتوا بمئات الشّباب، القتلى بسلاح طائفتهم، لأنَّهم كفروا بسلطة الطّائفة.

عندما انتجت الهند القنبلة «النَّوويَّة» (1974)، لم تسمِّها بـ«الهندوسيَّة»، ولما لحقتها باكستان (1998) لم تُقدمها «الإسلاميَّة»، ولا الاتحاد السُّوفييتي عَرَّفها بـ«الشّيوعيَّة». كذلك أميركا انتجت «النَّوويَّة»، ولم تسمِّها بـ«المسيحيَّة»، وإذا كانت بريطانيا إنجيليّة بروتستانيَّة، وفرنسا كاثوليكيَّة، فهما لم يدعوا قنبلتيهما بمذهب الكنيسة، التي يتعبدون بتقاليدها. كذلك بعد (يونيو1967)، أعلنت الصّين إنتاج «الهيدروجينيَّة»، لكنها لم تسمِّها «كونفوشوسيّة»، وفقاً لعقيدتها الفلسفيَّة، أو «بوذيَّة» لديانتها، ولا بالشّيوعيّة مجاراةً لحزبها الحاكم، فإطلاق اسم الدِّين والمذهب على سلاح الإبادة، ليس في ذاكرة حكومة مِن الحكومات، ولا حزب مِن الأحزاب، مثلما عَشعَش في عقول الطّائفيين، فاطلقوا الحديث عن قنبلة شيعية، يقولون إن إيران تنوي إنتاجها، وسُنيّة كالتي أنتجتها باكستان، على أنَّ إيران شيعيّة وباكستان سُنيّة. لم تتحدث الدول عن شيعيّة أو سُنيّة قنابلها النَّووية، إنما يقترحها السَّادِلون في طائفيتهم، وبينهم مَن يملك الموهبة والقدرة في التأليف والخِطابة، لكنْه خسرها وأَضاعها بالغلو الطّائفيّ، فلا تجد له فكراً ولا ثقافةً، غير الأراجيف لتعميق الضَّغائن. تجاوز إلى القنابل المذهبيَّة، ولم يحسب للأوطان حساباً، أخذته الطَّائفيَّة إلى أوطانٍ متخيلةٍ، وبها تتحول المجتمعات، المختلطة دينيّاً منذ قرون، إلى جزرٍ عائمةٍ على الدِّماء. يُقدم أصحاب تقابل القنبلة الشِّيعيّة مع السُّنيّة، أنفسهم بمثقفي الطَّائفة، وقد صدعوا الرُّؤوس بدعواتهم إلى بيوت طائفيَّة، وثقافة شيعيّة خصيمتها السُّنيّة، وهم ذاتهم، المحامون عن الطَّائفة، يعلمون أنَّ هتك الطّائفة بهتك الوطن، فمِن الواقع أنّ الوطن واحد يشمل الجميع، والطّائفة لم تكن واحدة، فعصر الإمبراطوريات الدّينيَّة والمذَّهبيَّة والعرقيّة- على مثال صفويّة وعثمانيّة، ورومان وساسان- قد ولى. أحسبُ دعوات تسليح الطّوائف بالنَّوويّ، ستكون مفاتيح إطلاقها بيد مرضى الخرافة، الذين يعيشون في أوهام الماضي الغابر، عندها تصبح أتانين لحرق الطّوائف نفسها، وأصحاب مثل هذه الثّقافة الأنانيّة، إذا تمكنوا تطبيق دعواتهم، سيحرقون اليابسة والخضراء. شتان بين الجامحين طائفيّاً، إلى حدّ تقسيم المذاهب نوويَّاً، ممَن لا يعدّون الأوطان التي لامست جلودهم ترابها، سوى خرائب، وبين صاحب العِمامة البيضاء، الشَّيخ العراقيّ الحليّ عبد الكريم الماشطة (ت: 1959)، وكان مِن دُعاة السّلم والإنسانية، وقف مع الدّعاة العالميين ضد السّلاح النّوويّ، وهم أشراف العالم، من الذين عرفوه زميلاً في مجلس السِّلم العالمي، كان الهدف وقاية البشرية من حرب نووية مرتقبة، بينما المقصودون في مقالنا هذا، ظلوا يتفاخرون بانتصارات طائفيّة طاعونيَّة. أقول للطائفيّ: «خفف الوطء» ما أظن خراب الأوطان إلا من هذه الأفكار. فلا الأوطان ولا الطَّوائف تتحمل زيادة الخراب، بجِماح عابر إلى نوويّة شيعيَّة وسُنيَّة! قيل: «العين أنطق مِن اللِّسان، وأوقد مِن النّيران» (التّوحيدي، الصّداقة والصّديق)، فهل ترى عيونكم أنَّ باكستان نصرت السُّنَّة بها، أو إيران لو ملكتها ستنصر الشّيعة؟ ولا ندري كم سيكون عدد قنابل كلّ طائفة، والطَّوائف لها اِنشطارات داخلها، وكل شطر له قنبلته حسب دعوتكم. يجري التفكير بالنَّوويّ والبلدان وطوائفها «عاشقاها» الفقرُ والجهلُ. لكنَّ العقول الرَّخوة تفتقد رؤية الحقِّ، ولمسكين الدَّارميّ (ت: 89 هـ): «ثلاثةُ أملاكٍ رَبوا في حجُورنا/ فهل قائلُ حقَّاً كمن هو كاذبُ» (الدّيوان)، أنتم كاذبون واهمون ياسادة، بقولكم مِن مصلحة الطَّائفة أنْ تكون «نوويّة» شيعيَّة ومقابلها أخرى سُنيَّة!

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: ة شیعی

إقرأ أيضاً:

الرئيس الإيراني: لا نسعى لامتلاك سلاح نووي

قال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان اليوم الأربعاء بإن الدولة الإيرانية لاتسعى لامتلاك سلاح نووي كما يروج أصحاب الفتنة حول إيران.

إيران تُرحب باستخدام الأساليب الدبلوماسية

وتابع بإن إيران ترفض الإملاءات الأوروبية،والأمريكية حول برنامجها النووي السلمي،ولاتزال تُرحب باستخدام الأساليب الدبلوماسية وجاءت كلمة الرئيس الإيراني قبل عقد جولة سادسة من المفاوضات الأمريكية الإيرانية حول برنامجها النووي.

وشملت جولات التفاوض بين الجانبين اقتراحات أمريكية بتفكيك المفاعلات النووية الإيرانية،ووقف إيران تخصيب اليورانيوم بالكامل وهو ما رفضه الدبلوماسيين الإيرانيين.

أمريكا قد تسمح لطهران بتخصيب اليورانيوم بنسبة3%

في إتجاه آخر قالت أكسيوس عن مسؤولون أمريكيون بوقت سابق بإن أمريكا قد تسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم بنسبة3% فقط.

وعرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الوساطة الدبلوماسية بين أمريكا وإيران خلال تعقد مراحل التفاوض في ظل تلويح أمريكي بتوجيه ضربة عسكرية لإيران قد تؤدي لاندلاع صراع أوسع بسبب طلبات نتنياهو بتوجيه تلك الضربة،وهو ما يرفضه الرئيس الامريكي ترامب،ويفضل استخدام المفاوضات بدلا من الحرب.

طباعة شارك مسعود بزشكيان الرئيس الإيراني لامتلاك سلاح نووي الأساليب الدبلوماسية ترامب

مقالات مشابهة

  • الهجوم الإسرائيلي على إيران مستمر.. وتركيز على "نووي أصفهان"
  • خبير نووي: الهجوم الإسرائيلي على إيران شمل عددا من المواقع الهامة
  • عاجل | نتنياهو يحذر: نووي إيران يعني نهاية وجودنا بالمنطقة
  • نتنياهو: بعد اغتيال نصر الله وكسر المحور الإيراني تقدمت طهران نحو تصنيع سلاح نووي
  • ترامب يُحذر إيران: إما اتفاق نووي أو هجمات أكثر وحشية
  • ضياء رشوان: إسرائيل لديها على الأقل 200 رأس نووي
  • ترامب: لن نسمح لإيران بامتلاك سلاح نووي على الإطلاق
  • الرئيس الإيراني: لا نسعى لامتلاك سلاح نووي
  • السوداني يؤكد لوفد شيعي أهمية استقرار سوريا وما يمثله للأمن العراقي
  • ترامب: ثقتي بشأن التوصل إلى اتفاق نووي مع إيران تتراجع