الأمم المتحدة تعلن 26 يناير يوماً عالمـياً للطاقـة النظيفـة
تاريخ النشر: 26th, August 2023 GMT
اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة، 26 يناير يوماً عالمياً للطاقة النظيفة والذي يصادف ذكرى تأسيس الوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا) عام 2009.
وتقرّ الدول الأعضاء ال 193 في الجمعية العامة للأمم المتحدة بالدور الرائد الذي تؤديه «آيرينا» في تسريع التحول العالمي للطاقة القائم على مصادر الطاقة المتجددة.
وأشاد فرانشيسكو لا كاميرا، المدير العام للوكالة بقرار الأمم المتحدة، وقال أشيد بحماسة كبيرة بالأمم المتحدة والدول الأعضاء، خصوصاً الإمارات وبنما بصفتهما الراعيتين المشاركتين للقرار، على قرار تخصيص يوم عالمي للطاقة النظيفة.
ولفت إلى أن ذلك يدل على احتلال تحول الطاقة لمركز الصدارة في مكافحة التغير المناخي منذ تأسيس آيرينا يوم 26 يناير 2009، وتعزيز رفاه الإنسان، ودفع عجلة التحول العاجل والمنهجي باتجاه زيادة الوصول إلى الطاقة، وتقليص التفاوتات، وتحسين أمن الطاقة، وضمان ازدهار ومرونة الاقتصادات والمجتمعات."
وأوضح أنه عن طريق تخصيص يوم يركز على الطاقة النظيفة، تبرز الأمم المتحدة أهمية الشمولية وتوفر يوماً مكرساً للجهات الفاعلة التقليدية وغير التقليدية لاستعراض مساهماتها في أنظمة الطاقة الحديثة الأقل تكلفة والأكثر موثوقية واستدامة والتي تدعم في نهاية المطاف تسريع التقدم نحو تحقيق أجندة التنمية المستدامة 2030.
وأضاف أن إطلاق اليوم العالمي للطاقة النظيفة يشكّل نهجاً قوياً لتذكير العالم بالتزامه تجاه إتاحة الوصول الشامل للطاقة النظيفة وتحقيق الأهداف المناخية لاتفاق باريس، ومع اقتراب انعقاد مؤتمر COP28 في دبي، يلقي قرار الأمم المتحدة الضوء على ضرورة تبني نهج عالمي موحد تجاه قضايا الطاقة، وتماشياً مع سيناريو 1.5 درجة مئوية الذي تعتمده آيرينا وجدول أعمال مؤتمر COP28، يشدد قرار الأمم المتحدة على وجوب زيادة حصة مصادر الطاقة المتجددة والطاقة النظيفة بحلول عام 2030 لضمان تحول عادل ومستدام للطاقة.
ويدعو تقرير «توقعات تحولات الطاقة العالمية2023» الصادر عن «آيرينا» إلى مضاعفة الإضافات السنوية لقدرات الطاقة المتجددة بثلاث أضعاف من حوالي 300 جيجاوات إلى ما معدله 1000 جيجاوات بحلول عام 2030 على مستوى العالم. (وام)
المصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات آيرينا للطاقة النظیفة الأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
افتتاحية.. معضلة التحول إلى الطاقة المتجددة
يعيش العالم لحظة يمكن أن توصف بالرومانسية في رسم مسار علاقته بالطاقة المتجددة، ويبدو الأمر ظاهريا وكأنه قضية محسومة: الاستغناء التدريجي عن الوقود الأحفوري لصالح مصادر أنظف وأكثر استدامة. لكن الواقع الاقتصادي والاستراتيجي أكثر تعقيدا بكثير مما يبدو في هذه الصورة الرومانسية التي نتصورها أمامنا الآن. فما يُروج له كمسار تقني واضح، هو في الحقيقة معضلة مركبة تتشابك فيها اعتبارات السيادة الوطنية، والربحية الصناعية، واستقرار الأسواق، وتوازنات القوى الجيوسياسية.
المعضلة لا تكمن فقط في الانتقال إلى طاقات بديلة، بل في إدارة التحول ذاته: من سيموّله؟ من سيقوده؟ ومن سيدفع ثمن تباطؤه أو تسارعه؟ في الاقتصادات الريعية، كما في بعض دول الخليج، يتحول هذا التحدي إلى اختبار لمصداقية الخطط التنموية بعيدة المدى.
الهيدروجين الأخضر، مثلا، يُطرح اليوم كمصدر واعد للطاقة وصناعة المستقبل، لكن الأسئلة الكبرى حول جدواه التجارية، وتكلفة إنتاجه، وبنية توزيعه، ما زالت بلا إجابات واضحة. في الوقت نفسه، يُعاد تعريف أمن الطاقة: من تأمين الإمدادات الأحفورية إلى ضمان استقرار الشبكات الكهربائية، وسلاسة سلاسل التوريد الجديدة، وقدرة النظم الاقتصادية على التكيف مع صدمات العرض والطلب في أسواق الطاقة المتجددة، التي تتسم حاليا بتقلبات أعلى من تلك التقليدية.
ثم يأتي الذكاء الاصطناعي كلاعب حاسم، لا في تسريع الابتكار فحسب، بل في إدارة تعقيدات منظومة طاقة أكثر لا مركزية ومرونة. تكمن الفرصة هنا في أن تسهّل الأدوات الرقمية اتخاذ القرار الاستثماري، وتحسين كفاءة الاستهلاك، والتنبؤ بالطلب، وتعزيز التكامل بين مصادر الطاقة المتجددة والتقليدية على السواء.
أما الاقتصاد الدائري، فهو ليس مجرد مفهوم بيئي، بل استراتيجية اقتصادية لمواجهة اختلالات النمو القائم على الاستنزاف. تقف سلطنة عُمان – التي تتبنى هذا النهج – أمام فرصة نادرة لدمج الاستدامة في جوهر إنتاجها الوطني، لكن ذلك يتطلب إصلاحات هيكلية جريئة، من سوق العمل إلى النظام الضريبي، ومن الحوكمة البيئية إلى منظومة الابتكار المحلي.
التحول في الطاقة، إذن، ليس خطا مستقيما، بل حقل تنازعي تتقاطع فيه مصالح المستثمرين، والدول، والتقنيات، والمجتمعات. في هذا العدد من ملحق جريدة عُمان الاقتصادي، نفتح نقاشا معمقا حول سُبل تحويل معضلة التحول إلى فرصة استراتيجية. ويجد القارئ الكثير من المقالات والحوارات والتحليلات التي تحاول بلورة تصور حول المعضلة في طريق فهمها أولا والبحث عن حلول عملية لها منذ العتبات الأولى وقبل أن نتفاجأ بتفاصيل العلاقة الرومانسية التي تتشكل بيننا وبين الطاقة المتجددة التي تشغل العالم أجمع هذه الأيام.