حضور عربي غير مسبوق في مجمع الكرادلة
تاريخ النشر: 24th, April 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تتجه الأنظار عالميًا نحو الدولة الصغيرة المستقلة الواقعة في قلب العاصمة الإيطالية روما، حيث تستعد الكنيسة الكاثوليكية لانتخاب خليفة جديد للبابا فرنسيس، الذي توفي عن عمر يناهز 88 عامًا. وبهذا تدخل الكنيسة مرحلة “الكرسي الشاغر”، وهي فترة مؤقتة يتم فيها تسيير شؤون الفاتيكان من قبل الكاردينال الأمريكي الإيرلندي كيفن فاريل بصفته “الكاميرلنغو”.
تستمر هذه المرحلة عادة ما بين 15 و20 يومًا، وخلالها تُعقد اجتماعات داخلية تحت إشراف لجنة مكونة من أربعة كرادلة لمعالجة الأمور الطارئة، بينما يجتمع مجمع الكرادلة خلف أبواب مغلقة في كنيسة سيستينا. يمنع خلال هذه الفترة استخدام أي وسائل اتصال حديثة لضمان سرية العملية بالكامل.
وبينما ينتظر الملايين حول العالم لحظة تصاعد الدخان الأبيض، الذي يشير إلى نجاح انتخاب البابا الجديد، برزت أسماء عربية بين المرشحين، وهو ما قد يشكل سابقة تاريخية ويؤسس لحقبة جديدة في قيادة الكنيسة الكاثوليكية.
لطالما كانت قيادة الفاتيكان محصورة في الأسماء الأوروبية، باستثناء حالات نادرة، أبرزها البابا القادم من الأرجنتين. لكن التوجه نحو الانفتاح الثقافي والديني الذي اتسم به عهد البابا الراحل قد يكون فرصة لإعادة النظر في تلك الأعراف غير المكتوبة.
ويأتي بروز الكرادلة العرب في هذا المجمع ليعكس حضورًا لافتًا لدور الكنائس في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، لا سيما في مجالات الحوار الديني ومواجهة التحديات السياسية والاجتماعية. ومن أبرز الأسماء المطروحة:
الكاردينال لويس رفائيل ساكو (العراق - 75 عامًا)
بطريرك الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية، ويُعرف بمواقفه الثابتة في الدفاع عن المسيحيين العراقيين وتعزيز التعايش الديني. يمتلك شبكة علاقات قوية داخل الفاتيكان وخبرة دبلوماسية طويلة تعزز فرصه.
الكاردينال جان-بول فاسكو (الجزائر - 63 عامًا)
رئيس أساقفة الجزائر، برز بدعواته المتكررة لتعميق الحوار الإسلامي المسيحي في المنطقة المغاربية وأوروبا، وله مكانة مرموقة داخل الكنيسة
الكاردينال ستيفن أوميو مارتن مُلّا (جنوب السودان - 61 عامًا)
رغم انتمائه الجغرافي الإفريقي، فإن قربه من العالم العربي وخدمته الطويلة في المنطقة أكسبته أهمية رمزية خاصة.
الكاردينال دومينيك جوزيف ماثيو (إيران - 61 عامًا)
فرنسي الجنسية، لكن تجربته الطويلة في إيران جعلته من أبرز وجوه الحوار بين الأديان، ما يمنحه بعدًا عالميًا وثقافيًا فريدًا.
وإلى جانب المرشحين الفاعلين، هناك شخصيات عربية بارزة تجاوزت السن القانوني للانتخاب (80 عامًا)، إلا أن لها تأثيرًا روحيًا ومعنويًا كبيرًا، مثل: بشارة بطرس الراعي (لبنان - 85 عامًا)
بطريرك الموارنة وصوت مؤثر في قضايا المنطقة، خاصة لبنان و غابرييل زوبير واكو (السودان - 84 عامًا) أول كاردينال سوداني، يُعد رمزًا لصمود الكنيسة في وجه الأزمات.
حظي ترشيح الكاردينال ساكو تحديدًا باهتمام واسع في الأوساط السياسية، خاصة في العراق، حيث عبّر رئيس الوزراء محمد شياع السوداني عن دعمه له باعتباره ممثلًا عن العراق في لحظة تاريخية، وأشاد بدوره في تعزيز الوحدة والدفاع عن الأقليات.
يشارك في المجمع الانتخابي 135 كاردينالًا ممن تقل أعمارهم عن 80 عامًا، ويقيمون داخل بيت القديسة مرتا بالفاتيكان. تُفتتح المراسم بقداس صباحي، ثم يُنقل الكرادلة إلى كنيسة سيستينا، حيث تُغلق الأبواب وتُعزل الأجواء عن العالم الخارجي.
تُجرى أربع جولات تصويت يوميًا، ويشترط حصول المرشح على ثلثي الأصوات للفوز. وعند كل جولة، يتم حرق أوراق الاقتراع؛ إذا كان الدخان أسود فهذا يعني فشل التصويت، أما الأبيض فيعلن اختيار البابا الجديد.
وبعد انتخابه، يُسأل المرشح عما إذا كان يقبل المهمة والاسم الذي سيُعرف به، ليُعلن بعد ذلك للعالم بعبارة: “لدينا بابا”، ويُطل على الجماهير من شرفة كاتدرائية القديس بطرس ليمنحهم البركة الأولى.
رغم هيمنة الأسماء الأوروبية والأميركية اللاتينية، فإن ترشيح أسماء عربية قوية يحمل دلالات رمزية لتحول عميق داخل الكنيسة الكاثوليكية، ما قد يفتح الباب مستقبلًا أمام انتخاب بابا من خارج الإطار التقليدي، وربما من قلب الشرق الأوسط.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الفاتيكان البابا فرنسيس
إقرأ أيضاً:
«يحيى» يقتحم قائمة الأسماء الأكثر رواجاً في بريطانيا.. هل وراءه قصة غير متوقعة؟
شهد عام 2024 دخول اسمي “يحيى” و”أثينا” للمرة الأولى ضمن قائمة المئة اسم الأكثر شيوعًا للأطفال المولودين في إنكلترا وويلز، وفقًا لبيانات مكتب الإحصاءات الوطنية (ONS)، وبرز اسم “يحيى” كواحد من الأسماء الجديدة للذكور التي شهدت ارتفاعًا ملحوظًا، محتلاً المرتبة 93، بعد أن أُطلق على 583 طفلاً.
وتصدر اسم “محمد” قائمة أسماء الأولاد للعام الثاني على التوالي، حيث سُمي به 5721 طفلاً، محافظًا على مكانته كأكثر الأسماء شعبية في خمس من تسع مناطق إنجليزية، بينما جاء في المرتبة 57 في ويلز، تلاه اسما “نوح” و”أوليفر” في المركزين الثاني والثالث على التوالي، كما ظهرت عدة تهجئات للاسم “محمد” على القائمة مثل “Mohammed” و”Mohammad” في المراتب 21 و53.
أما أسماء البنات، فقد استمر اسما “أوليفيا” و”أميليا” في احتلال المركزين الأول والثاني للسنة الثالثة على التوالي، بينما شهد اسم “ليلي” صعودًا ليحل محل “إيسلا” في المركز الثالث، كما دخلت أسماء جديدة مثل “إلويز”، “نورا”، “مايلا”، “روزا”، “أثينا”، “سارة”، و”زوي” قائمة المئة أسماء الأكثر شعبية للفتيات.
وتشرح الخبيرة في أسماء الأطفال، إس جي ستروم، سبب استمرار الأسماء التقليدية في الظهور بين الأكثر تفضيلاً، مع الإشارة إلى تأثير الثقافة الشعبية على اختيار الأسماء الجديدة.
وأضافت: “الآباء يميلون إلى اختيار أسماء تقليدية لأبنائهم في محاولة لتهيئتهم للنجاح في الحياة العملية”. كما أشارت إلى عودة بعض الأسماء التي كانت شائعة قبل أكثر من قرن، مثل “آرثر”، والذي بات ضمن العشرة الأوائل بعد غياب طويل.
كما لفتت الخبيرة كلير غرين إلى ظاهرة تعرف بـ”قاعدة المئة عام”، التي تفسر عودة الأسماء القديمة إلى قوائم الأكثر شعبية، حيث تبدأ الأسماء التي مضى عليها أكثر من قرن بالانتعاش مجددًا بعد أن تنحسر عن ذاكرة الأجيال السابقة.
الظاهرة لم تقتصر على الأسماء التقليدية فقط، بل شملت أسماء مستوحاة من الطبيعة مثل “ليلي”، “بوبي” و”آيفي”، التي تصنف ضمن “الأسماء الخضراء الدائمة” بسبب استمرار حضورها في قوائم الأكثر شيوعًا.
وفي ملاحظة مثيرة للاهتمام، سلطت صحيفة “The Jewish Chronicle” البريطانية الضوء على دخول اسم “يحيى” إلى القائمة، مع الإشارة إلى أن هذا الاسم يرتبط بالقائد السابق لحركة حماس، يحيى السنوار، الذي يحمل الاسم ذاته.
وأوضح التقرير أن ارتفاع شعبية اسم “يحيى” لم تثبت له علاقة مباشرة بالأحداث السياسية، خاصة وأن بيانات الولادات بدأت تُجمع بعد أكثر من شهرين من أحداث 7 أكتوبر 2023.
في المقابل، تضمنت القائمة أسماء نادرة جداً، أُطلقت على أقل من خمس مرات خلال العام، منها أسماء للأولاد مثل “أوسوم”، “كَثبِرت”، “كريسبن”، و”بِكهام”، وأسماء للبنات مثل “سيشيلي”، “إيفرست”، “أوركيد”، و”بُوِيم”.