الشارقة (الاتحاد)
أكدت كاتبات ومتخصصات في أدب الطفل أن الجيل الجديد يتطلب أساليب جديدة في التعليم والتواصل، تقوم على التفاعل والمرافقة المستمرة، لا الاكتفاء بتقديم الإجابات الجاهزة، كما أشرن إلى ضرورة إعادة النظر في منهجيات الخطاب التربوي بما يتناسب مع تطلعات الأطفال وفضولهم المتنامي نحو المعرفة.
جاء ذلك خلال ندوة فكرية بعنوان «عقول صغيرة.

.. أحلام كبيرة»، استضافتها فعاليات الدورة الـ 16 من مهرجان الشارقة القرائي للطفل، شارك فيها كلٌّ من الكاتبة والقاصة الإماراتية إيمان اليوسف، والباحثة الأكاديمية ورائدة حقوق الطفل والإبداع الطفولي في ليبيا، آمال محمد إبراهيم الهنقاري، والكاتبة والرسامة الصينية شين لي، الحاصل كتابها «عشتُ في بطن الحوت» على جائزة «بارنز آند نوبل» لأفضل كتاب مصور للأطفال والشباب لعام 2024.
هوية متجددة
استهلت الباحثة آمال محمد إبراهيم الهنقاري الجلسة بحديثها حول أهمية الفضول الفكري لدى الأطفال، بوصفه أساساً في بناء المهارات الإبداعية والتفكيرية، لا مجرد سلوك عابر. وأكدت أن الطفل يولد بفضول فطري، وأن دور الكبار لا يتمثل في الإجابة عن الأسئلة فحسب، بل في توجيهها وصقلها، وتحفيز الطفل على الاستمرار في البحث.
في هذا السياق قالت: «الفضول لا يُزرع... بل يُروى، لأن الطفل فضولي بطبعه، ونحن إما أن نغذيه أو نطفئه». وتطرقت الهنقاري للحديث عن كيفية التعامل مع أسئلة الأطفال في عالم بات مفتوحاً على مصراعيه بفعل الذكاء الاصطناعي والمنصات الرقمية، حيث يمكن للطفل أن يحصل على إجابات مشوهة أو منافية لقيمه، وأوضحت أن السؤال ليس هل نسمح له بالبحث أم لا؟ بل كيف نرافقه في رحلته، ونحميه من دون أن نكسر دهشته.
أب وأم 
من جانبها، تطرقت الكاتبة والروائية الإماراتية إيمان اليوسف للحديث عن العلاقة بين الأطفال ومقدمي الرعاية كالآباء والمعلمين في المدرسة، حيث ترى اليوسف أنه من الضروري ألا تكون علاقة تلقين جافة، بل شراكة معرفية. وقالت: «أهم ما يمكن منحه للطفل ليس الجواب بل القدرة على التفكير، وعندما يشعر الطفل بالأمان، يبدأ بالأسئلة، والطفل الذي يسأل يفكر، والطفل الذي يفكر يتغير».
وتحدثت اليوسف عن إصدارها الأخير «خيوط تربطنا»، وهو سلسلة موجهة لليافعين تسلط الضوء على الدبلوماسية الثقافية، وتُعيد الناشئة إلى جذورهم الثقافية واللغوية من خلال قصص تربط الهوية بالواقع. وأضافت «في عالم تتغير فيه الرموز، لم يعد الدبلوماسي الرسمي وحده من يمثل وطنه، بل حتى لاعب كرة أو مؤثر على وسائل التواصل... لذا، نحن بحاجة لمحتوى ناعم، يُربي، ويُصادق، لا يُلقن ولا يُخيف».
الإعلام الجديد 
أما الكاتبة والرسامة الصينية شين لي، فتطرقت في ورقتها التي قدمتها للحديث عن التحول الحاصل في الإعلام، وتأثير التكنولوجيا على طريقة استكشاف الأطفال للعالم من حولهم، مشيرة إلى أن الوسيلة لم تختفِ، بل تطورت، وبشكل لا يمكن تخيله، مشيرة إلى أنه لا بد أن يعي القائمون على صناعة المحتوى الإعلامي للطفل هذا التطور جيداً، ويعملوا على إنتاج إعلام صديق للطفل، يحاكي أسئلته، ويفتح ذهنه بشكل آمن وصحي.
وفي هذا السياق، تُحذر شين لي من أن تحجيم الطفل وحصره في قالب الكبار يؤدي إلى تلاشي خياله، وتوقفت عند مسألة المحتوى الرقمي وتطوره المستمر، لكنها رأت أنه لا يمكن أن يحل محل التجارب الواقعية.
وقالت «هناك فرق هائل بين أن يُقال لك إن الرمل ناعم، وأن تشعر به فعلاً بين أصابع قدميك»، محذرة من مخاطر العزلة الرقمية.
في نهاية الجلسة، فتحتْ المتحدثات المجال أمام الحضور من المختصين والمربين والآباء لتلقي الأسئلة ومناقشة القضايا حول التربية الحديثة وأهمية الأسئلة وكيف يجيب الآباء عنها بطريقة ذكية لا تخيب أمل الطفل في انتظار إجابة شافية.

أخبار ذات صلة «جانكلانديا».. عرض مسرحي بـ «الشارقة القرائي للطفل» شراكات استراتيجية تبرز أهمية «الشارقة القرائي للطفل»

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: أدب الطفل مهرجان الشارقة القرائي للطفل

إقرأ أيضاً:

شوكت المصري مديرًا لمهرجان القاهرة الدولي للطفل العربي في دورته الثالثة

أعلن مهرجان القاهرة الدولي للطفل العربي برئاسة الدكتورة داليا همام، اختيار الدكتور شوكت المصري مديراً للمهرجان في دورته الثالثة، المقرر إقامتها في نوفمبر المقبل.

أشرف زكي يلتقي مخرجي المسرح ويتعهد بسرعة تنفيذ مقترحاتهم

يشار إلى أن الدكتور شوكت المصري هو ناقد وأكاديمي مصري بارز، يشغل منصب أستاذ مساعد للنقد الحديث بأكاديمية الفنون بالقاهرة، ورئيس قسم النقد الأدبي بأكاديمية الفنون بالإسكندرية. له إسهامات واسعة في مجالات النقد الأدبي والدراسات الثقافية، وصدر له عدد من المؤلفات والدراسات .

 شارك الدكتور شوكت في لجان تحكيم العديد من الجوائز والمسابقات الأدبية والثقافية، وأدار فعاليات ثقافية كبرى على المستويين المحلي والعربي، منها المدير التنفيذى وعضو اللجنة العليا لمعرض القاهرة الدولى للكتاب من ٢٠١٩ الى ٢٠٢٢.و يتميز برؤية ثقافية متكاملة تجمع بين الخبرة الأكاديمية والعمل الميداني في إدارة وتنظيم الفعاليات، مما يجعله إضافة نوعية لإدارة مهرجان القاهرة الدولي للطفل العربي.

وقالت الدكتورة داليا همام، رئيس المهرجان: “اختيار الدكتور شوكت المصري لإدارة الدورة الثالثة جاء لما يمتلكه من خبرة أكاديمية وثقافية واسعة، ورؤية إبداعية تساهم في تطوير المهرجان وتحقيق أهدافه لخدمة الطفل العربي.

جدير بالذكر أن مهرجان القاهرة الدولي للطفل العربي يُقام تحت رعاية جمعية الفن والثقافة “بتاح”، وبدعم من وزارة الثقافة المصرية، ووزارة الشباب والرياضة، وأكاديمية الفنون.

طباعة شارك شوكت المصري مهرجان الطفل مهرجانات مصرية

مقالات مشابهة

  • مادونا تناشد بابا الفاتيكان أن يزور غزة قبل فوات الأوان: الوحيد الذي لا يمكن منعه
  • القانون يحظر العمل الليلي للأطفال.. تفاصيل
  • إيدا إجه تعود إلى الشاشة بمسلسل الأم الجيل الجديد
  • «الشارقة للتعليم الخاص» تعزّز جاهزية المدارس للعام الدراسي الجديد
  • خيرية الشارقة تختتم مخيمها الطلابي بزيارة دار المسنين
  • شوكت المصري مديرًا لمهرجان القاهرة الدولي للطفل العربي في دورته الثالثة
  • شرطة الشارقة تؤكد جاهزيتها لاستقبال العام الدراسي الجديد
  • تأهيل المختصين في التعامل مع الأطفال ضحايا الإساءة
  • أسباب غير متوقعة للتبول اللاإرادي
  • مستشارة أسرية: المحتوى الهابط يدفع 41% من الأطفال لحلم الشهرة.. فيديو