أعلنت الصين -أمس الجمعة- أن إنتاجها من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح تجاوز للمرة الأولى إنتاج الطاقة الحرارية التي تعتمد بشكل رئيسي على الفحم، المصدر التقليدي للطاقة في البلاد، في تحول تاريخي يُبرز تسارع التحول نحو الطاقة النظيفة.

وذكرت هيئة الطاقة الصينية -في بيان- أن الطاقات المتجددة سجلت خلال الربع الأول من عام 2025 إنتاجا بلغ 74.

33 مليون كيلوواط، رافعة بذلك السعة الإجمالية للطاقة المتجددة إلى 1482 مليار كيلوواط.

وأضافت أن هذا يتجاوز "للمرة الأولى إنتاج الطاقة الحرارية الذي يصل إلى 1451 مليار كيلوواط، من دون أن تحدّد ما يندرج من ضمن هذه الفئة.

ويعد هذا التحول لحظة مفصلية للصين، التي لطالما اعتُبرت من أكبر المصادر للغازات المسببة للاحتباس الحراري عالميا، إذ كانت تعتمد بشكل كثيف على الفحم لتغذية اقتصادها العملاق بالطاقة.

ولكن، مع تسارع بناء منشآت الطاقة الشمسية والرياح خلال السنوات الأخيرة، أصبحت الصين اليوم تنتج طاقة متجددة تفوق إنتاجها التقليدي القائم على الوقود الأحفوري.

هذا الإنجاز يعزز مكانة الصين كقوة محركة للتحول العالمي إلى الطاقة النظيفة، خاصة وأنها تنتج من الطاقة الشمسية وطاقة الرياح ضعف ما تنتجه بقية دول العالم مجتمعة، حسب دراسات حديثة.

إعلان التزام صيني

وفي ظل انسحاب الولايات المتحدة بقيادة الرئيس دونالد ترامب من اتفاقية باريس للمناخ، جدد الرئيس الصيني شي جين بينغ هذا الأسبوع التزام بلاده بمواصلة جهود مكافحة تغير المناخ، مؤكدا أن هذه الجهود "لن تتباطأ بغض النظر عن التغيرات الدولية".

كما كشف شي عن خطط بلاده للإعلان عن أهداف مناخية جديدة تشمل جميع الغازات المسببة للاحتباس الحراري، وليس فقط ثاني أكسيد الكربون، قبل انعقاد قمة المناخ "كوب30" في البرازيل في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

ويأتي هذا التحول إذ تتسابق الدول للحد من ارتفاع حرارة الأرض إلى أقل من 1.5 درجة مئوية فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، في محاولة لتفادي الكوارث المناخية الكارثية المتوقعة مع استمرار الاعتماد على الوقود الأحفوري.

يذكر أن تفوق الطاقات المتجددة على الفحم في الصين، حتى وإن كان حتى الآن على مستوى القدرة الإنتاجية لا الاستهلاك الفعلي، يمثل خطوة رمزية وعملية كبرى نحو تحقيق الحياد الكربوني الذي تعهدت به بكين بحلول عام 2060، ويعزز الآمال بدور صيني رائد في الجهود العالمية لمواجهة أزمة المناخ.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

«نماء» تستضيف النسخة الرابعة من مؤتمر عمان للكهرباء والطاقة

أعلنت شركة نماء لتوزيع الكهرباء في مؤتمرها الصحفي اليوم عن استضافتها الرسمية للنسخة الرابعة من مؤتمر عمان للكهرباء والطاقة IEEE Oman Power Talks) 2025) ، والذي سيُعقد في الفترة من 13 إلى 15 أكتوبر المقبل في مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض، بمشاركة واسعة من الجهات الحكومية والخاصة المعنية بقطاع الكهرباء والطاقة.

ويُعد المؤتمر أحد أبرز الفعاليات المتخصصة في المنطقة، ويُنظم بالتعاون مع رابطة مهندسي الكهرباء والإلكترونيات العمانية IEEE Oman وبدعم من هيئة تنظيم الخدمات العام (APSR)، ليجمع نخبة من الخبراء الدوليين، وصناع القرار، وممثلي الجهات التنظيمية، والمبتكرين، والمهنيين من مختلف دول العالم.

دعم رؤية عمان 2040

ويتمحور مؤتمر هذا العام حول موضوع "تسريع التحول في قطاع الطاقة في سلطنة عُمان"؛ وذلك في إطار الجهود الوطنية المستمرة لدعم استراتيجيات الطاقة المستدامة، وتحقيق مستهدفات رؤية عُمان 2040. ويناقش المؤتمر فرص تطوير مزيج الطاقة، وتعزيز كفاءة الشبكات، واستخدام التقنيات الحديثة كالذكاء الاصطناعي في القطاع.

وينعقد المؤتمر في وقت تشهد فيه سلطنة عُمان تحولاً متسارعاً نحو الطاقة المتجددة والاستدامة من خلال أهداف طموحة تشمل رفع نسبة الطاقة المتجددة إلى 30% بحلول عام 2030، والاستثمار في مشاريع الهيدروجين الأخضر، وخفض الانبعاثات الكربونية، ومع توقعات بزيادة الطلب على الطاقة من 350 إلى ما بين 800 و1100 تيرا واط/ساعة بحلول عام 2050. يشكل المؤتمر منصة مهمة؛ لمناقشة هذه التوجهات، وتبادل الخبرات حول أفضل السبل لتحقيقها.

ومن المتوقع أن يستقطب المؤتمر أكثر من 2000 مشارك، وما يزيد على 100 متحدث من أكثر من 30 دولة. كما يتضمن برنامجًا متنوعًا من الجلسات الحوارية وورش العمل بالإضافة إلى مشاركة أكثر من 30 شركة ومؤسسة متخصصة في المعرض المصاحب الذي سيتيح لهذه للمؤسسات استعراض أحدث الحلول والتقنيات في مجال الكهرباء والطاقة.

تقارب الأفكار والابتكار

وقال المهندس علاء موسى الرئيس التنفيذي لشركة نماء لتوزيع الكهرباء: نفخر باستضافة مؤتمر IEEE Oman Power Talks 2025 والمساهمة في الحوار حول مستقبل الطاقة في منطقتنا. ويأتي هذا الحدث في إطار التزامنا بدعم توجهات سلطنة عُمان نحو تطوير قطاع الطاقة، وتمكين الابتكار كعنصر أساسي لتحقيق الاستدامة. كما تعكس استضافتنا لهذا المؤتمر حرصنا على الإسهام في قيادة التحول في القطاع، وإيماننا بأهمية التعاون الإقليمي والدولي؛ لتسريع التقدم، وتعزيز تبنّي التقنيات الحديثة.

وتعكس الشراكة بين شركة نماء لتوزيع الكهرباء ورابطة مهندسي الكهرباء والإلكترونيات (IEEE Oman) التزاماً مشتركاً بدعم الابتكار في قطاع الطاقة وتطوير الممارسات التقنية المستدامة. ويعتمد هذا التعاون على خبرات شركة نماء في إدارة شبكات الطاقة، وفهمها للتحديات، والفرص المحلية، بالإضافة إلى شبكةOman IEEE العالمية من الخبراء والباحثين والمتخصصين في المجال.

استدامة وتحول رقمي

من جانبه أوضح الدكتور أحمد بن زايد الشقصي مدير عام الاستراتيجية والاستدامة بشركة نماء لتوزيع الكهرباء أن استضافة الشركة لمؤتمر عُمان للطاقة في نسخته الرابعة تأتي تأكيدًا على التزامها بدورها الوطني في دعم تطوير قطاع الطاقة.

وأكد أن المؤتمر يهدف إلى جمع نخبة من المختصين، والخبراء، وصنّاع القرار من داخل السلطنة وخارجها؛ لمناقشة مستقبل قطاع الطاقة، وتبادل المعارف، واستعراض التجارب الناجحة في مجالات حيوية من أبرزها الطاقة المتجددة، ومزيج الطاقة، وتطوير شبكات التوزيع، وكفاءة الطاقة، والتحول الرقمي.

وأضاف الشقصي أن تنظيم المؤتمر يأتي في وقت يشهد فيه القطاع تحولات متسارعة، ما يستدعي تعزيز التعاون بين الجهات المعنية معربًا عن تطلعه لأن يشكل المؤتمر منصة فعالة للحوار، وبناء شراكات تسهم في دعم أهداف رؤية عُمان 2040 في مجالي الطاقة والاستدامة.

وأكد الدكتور أحمد بن سعيد المعشري رئيس رابطة مهندسي الكهرباء والإلكترونيات "IEEE Oman" أن المؤتمر يُعد منصة مهمة؛ لمناقشة التحول في قطاع الطاقة، ويتماشى مع الأهداف الرامية إلى تسخير التكنولوجيا لخدمة المجتمعات. كما أشار إلى أن التزام سلطنة عُمان بالتحول في مجال الطاقة يفتح آفاقًا واعدة للنقاش والتطوير.

وأضاف المعشري أن دور الرابطة يتمثل في استقطاب الخبرات الدولية للمشاركة في المؤتمر، وتهيئة بيئة محفزة لتبادل التجارب والمعارف في القطاع مشيرًا إلى أهمية تعزيز التعاون الإقليمي والدولي؛ لمواجهة التحديات المقبلة، ومؤكدًا أن المرحلة الراهنة تتطلب جهودًا مشتركة؛ لبناء منظومة قوية لأمن الطاقة تستجيب للمتغيرات المتسارعة.

وسيتضمن المؤتمر مسارات تقنية متعددة تغطي اللوائح والسياسات، وتقنيات الشبكات الذكية، والحفاظ على الطاقة وكفاءتها، وتكامل الطاقة المتجددة، وإدارة الأصول، وحلول تخزين الطاقة، وتحسين نظام التوزيع، مع التركيز على تسريع أهداف التحول في الطاقة في السلطنة. وقد صُممت هذه الجلسات؛ لتسهيل نقل المعرفة بين الخبراء الدوليين والمتخصصين الإقليميين، ما يخلق فرصًا للتعاون في حل المشكلات والابتكار.

مقالات مشابهة

  • 2000 ميجاوات.. زيادة قدرات الطاقة النظيفة والربط الكهربائي بالنصف الأول من 2025
  • شريحة جوجل Tensor G6 تتفوق في الأداء والكفاءة على التوقعات السابقة
  • وزير الطاقة الروسي: 35% من طاقة العالم تُستخرج من الفحم
  • وزير روسي: قطاع الطاقة يواجه تحديات خطيرة تتطلب مسؤولية مشتركة
  • الصين تحطم الأرقام القياسية في مجال الطاقة المتجددة
  • عقب وصوله إلى الصين.. وزير الكهرباء يبحث إنشاء مصنع لبطاريات تخزين الطاقة
  • التلسكوب “جيمس ويب” يرصد كوكبًا غازيًا جديدًا خارج المجموعة الشمسية
  • وزير الكهرباء يشارك بمؤتمر شنغهاي لدعم الطاقة المتجددة مع الصين
  • خام برنت يتجاوز 81 دولارا للبرميل للمرة الأولى منذ 20 يناير
  • «نماء» تستضيف النسخة الرابعة من مؤتمر عمان للكهرباء والطاقة