اقتصاد الترفيه.. نادي عُمان للرماية نموذجًا
تاريخ النشر: 26th, April 2025 GMT
خلفان الطوقي
أيقونة عصرية تضاف إلى مسقط، مع افتتاح نادي عُمان للرماية، وهو جزء من مبنى "أكتيف عُمان" الذي يضم مكونات عديدة تؤهله لأن يُسمى أيقونة مسقط الحديثة، ويمثل صورة واقعية لاقتصاد الترفيه.
تمَّ الافتتاح الرسمي لمبنى "أكتيف عُمان" الأسبوع الماضي؛ حيث بدأت ملامح التكامل الترفيهي في البروز؛ إذ بعد نادي عُمان للسيارات وأنشطته العديدة والنوعية والمتطورة والتي تتناسب مع فئات عديدة من العُمانيين والمُقيمين والزوار، يمكن القول إنَّ هذه المشروعات تمثل البذرة والمرحلة الأولى من المشروع الترفيهي في سلطنة عُمان.
بعدها تم إنشاء المرحلة الثانية من المشروع والتي ضمت ساحات إضافية وقاعات مغلقة وأنشطة رياضية وترفيهية استطاعت احتضان آلاف المحترفين والهواة، ونمَّت مواهبهم وهوايتهم، وبإمكانيات المرحلة الثانية استطاع نادي عُمان للسيارات احتضان وتنظيم البطولات المحلية والإقليمية والدولية، ومن خلالها تم تسويق السلطنة كوجهة مثالية للاستضافة وتنظيم البطولات وخاصة بطولات سباقات السيارات.
ورغم الجهود التي قامت بها إدارة نادي عُمان للسيارات، إلّا أنه لا يُمكن اكتمال منظومة اقتصاد الترفيه إلا باكتمال المرحلة الثالثة من خلال افتتاح المبنى العصري والمسمى "أكتيف عُمان" والذي يضم في طياته نادي عُمان للرماية وبأطوال ومسافات منوعة من 10 أمتار إلى 50 مترًا، ومسارات قابلة للتوسع إلى 60 مسارًا للمسدس والبندقية والشوزن. كما يتميز بتطبيق أحدث معايير الأمن والسلامة والجودة، كما يضم محلات تخصصية للهواة من محبي الأسلحة. ليس هذا فحسب، وإنما أي منتجات تخص الهوايات الشبابية كقيادة الدراجات الهوائية، ومحبي الألعاب الإلكترونية، وصالات للبولينج والبادل والسنوكر والبليارد والجمباز والجولف الإلكتروني، ولضمان استدامته تم توفير محلات منوعة من مقاهٍ ومطاعم ومجمع تجاري متكامل يمتاز بطلات مميزة وغاية في الجمال.
وبعد افتتاح هذه المرحلة، وامتزاج نادي عُمان للسيارات، ونادي عُمان للرماية، وتكامل المكونات النوعية والترفيهية العصرية والمتطورة في محيط واحد إنما يمثل نموذجًا حقيقيًا للاقتصاد الترفيهي في أبهى حُلة، والذي أصبح بكل ثقة واقتدار أهم حاضنة للشباب العُماني والمقيمين والزوار، ويحق لنا أن نفخر ونقول: أخيرا، تحقق لنا مثل هذا في عُمان.
ورسالتي الأخيرة لإدارة هذه الأندية والمكونات التابعة لها وبعد الشكر الجزيل، أرجو تكثيف التسويق لهذه الأندية ومكوناتها المنوعة، لكي لا يضيع زخم هذه الحاضنة الشبابية والمكونات العصرية المميزة، وتكوين الشراكات الاستراتيجية مع الجهات ذات العلاقة مثل وزارة الثقافة والرياضة والشباب ووزارة التراث والسياحة ومركز الشباب واللجنة العُمانية للألعاب والرياضات الإلكترونية ومؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص، وعلى هذا الزخم أن يتضاعف يومًا بعد يوم.
إنَّ "أكتيف عُمان" منظومة متكاملة وليست ترفيهية فقط؛ بل إنها حاضنة شبابية تُحقق أهدافاً عميقة ذات أبعاد اجتماعية واقتصادية وثقافية ورياضية وسياحية ومالية، ولأنها كذلك، يمكن اعتبارها نموذجًا واقعيًا لاقتصاد الترفيه.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
اقتصاد غزة تحت الركام.. ماذا عن إسرائيل؟
مرت عامان منذ الهجوم غير المسبوق الذي شنه حركة حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر 2023، ما أدى إلى اندلاع حرب مدمرة ما زالت آثارها مستمرة حتى اليوم، هذه الحرب لم تكن مجرد صراع عسكري، بل أدت إلى تدمير شامل للبنية التحتية والمرافق الاقتصادية والاجتماعية، مع خسائر بشرية واقتصادية هائلة.
الوضع البشري والإنساني قُتل ما لا يقل عن 67,160 فلسطينياً منذ بداية الحرب، وفق وزارة الصحة في غزة. نزح أكثر من مليونَي شخص، فيما فقدت 288 ألف أسرة منازلها. تعيش مئات الآلاف في مخيمات مزدحمة وأراضٍ مفتوحة، مع نقص حاد في الغذاء والمياه وانقطاع إمدادات الصرف الصحي. الوضع الصحي، التعليمي والخدمي في القطاع تعرض لضربة موجعة، مع 38 مستشفى و494 مؤسسة تعليمية خرجت عن الخدمة. حجم الخسائر الاقتصاديةالتقديرات الأولية تشير إلى خسائر مباشرة تقارب 68-70 مليار دولار، موزعة على القطاعات الحيوية:
الإسكان | 28 | تدمير شامل للبنية التحتية والمساكن |
الصحة | 5 | تدمير المستشفيات والمراكز الطبية |
التعليم | 4 | المدارس والجامعات ومرافق التعليم |
الصناعة | 4 | توقف الإنتاج الصناعي بالكامل تقريباً |
التجارة | 4.5 | انهيار نشاط التجارة المحلي |
الزراعة | 2.8 | 94% من الأراضي الزراعية غير صالحة للاستغلال |
النقل والمواصلات | 2.8 | تدمير نحو 2.8 مليون متر من الطرق |
الاتصالات والإنترنت | 3 | انقطاع الخدمات الحيوية |
الخدمات والبلديات | 6 | توقف الخدمات الأساسية |
الكهرباء | 1.4 | انقطاع التيار وفشل البنية الكهربائية |
القطاع المنزلي | 4 | محتويات المنازل مدمرة |
الترفيه والفنادق | 2 | خسائر في البنية السياحية والترفيهية |
الإعلام | 0.8 | تدمير وسائل الإعلام |
القطاع الديني | 1 | المساجد والكنائس والمقابر متضررة |
أكد رئيس الوزراء الفلسطيني السابق، د. محمد اشتية:
تكلفة إعادة الإعمار قد تصل إلى 80 مليار دولار، مع 20 مليار دولار عاجلة لتوفير الخدمات الأساسية (ماء، كهرباء، مساكن مؤقتة) خلال السنوات الثلاث الأولى. الأولويات العاجلة تشمل وقف نزيف الدم، إدخال المواد الغذائية بانتظام، وإعادة شبكات المياه والكهرباء لتأمين الحد الأدنى من الحياة. تمتلك السلطة الوطنية الفلسطينية 19 ألف عنصر أمني وأكثر من 18 ألف موظف مدني جاهزين لإدارة المؤسسات فور توفر الدعم السياسي والدولي. ضرورة توفير ضمانات دولية ملزمة لمنع استخدام إعادة الإعمار كأداة ابتزاز سياسي من أي طرف، وضمان إشراف فلسطيني كامل وشفافية في الصرف والمتابعة.إسرائيل تغرق في خسائر اقتصادية هائلة بعد عامين من حرب غزة
بعد عامين على حرب السابع من أكتوبر، لا تقتصر تداعيات النزاع على غزة فحسب، بل امتدت لتلقي بظلالها على الاقتصاد الإسرائيلي، الذي يعيش واحدة من أعمق أزماته منذ تأسيس الدولة. تقديرات متعددة تكشف عن فاتورة مالية هائلة تتجاوز مئات المليارات من الشواكل، تؤثر على الموازنة العامة وسوق العمل والقطاع العقاري، وحتى على السياسات النقدية لبنك إسرائيل.
وبحسب بنك إسرائيل، بلغت الكلفة الإجمالية للحرب نحو 330 مليار شيكل (ما يعادل 100 مليار دولار)، أي ما يضع عبئاً نظرياً يقدّر بـ111 ألف شيكل لكل أسرة (33.6 ألف دولار). وفي الوقت نفسه، يقدر وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، تكلفة الحرب بنحو 300 مليار شيكل (89.4 مليار دولار).
وتمتد الخسائر لتشمل النفقات العسكرية الضخمة التي بلغت 168 مليار شيكل (51.3 مليار دولار) في 2024، بزيادة تفوق الضعف مقارنة بعام 2022، إضافة إلى دمار البنية التحتية وتراجع النشاط في قطاعات حيوية مثل السياحة والتجارة والصناعة، كل ذلك أثر مباشرة على الاحتياطيات المالية وأضعف قدرة الاقتصاد على الصمود، ما دفع بنك إسرائيل إلى خفض توقعاته للنمو إلى 2.5% مقابل تقديرات سابقة بلغت 3.3%.
تقديرات معهد دراسات الأمن القومي في جامعة تل أبيب تشير إلى أن الخسائر المباشرة تتجاوز 60 مليار دولار، في حين قد يكون الأثر الحقيقي أكبر بكثير بالنظر إلى تأثير الحرب على الصناعة والتجارة والسياحة والعقارات.
كما أصاب النزاع قطاعات استراتيجية مثل التكنولوجيا والابتكار، التي كانت تشكل دعامة للنمو وجذب الاستثمارات الأجنبية، ما أدى إلى تراجع وتيرة الاستثمارات الدولية وصفقات التمويل، وزيادة نقص الكفاءات بسبب استدعاء الاحتياط، ما أضعف إنتاجية الشركات وأربك المشاريع. كما تراجعت صادرات التكنولوجيا نتيجة اضطراب سلاسل الإمداد.
قطاع الطاقة والغاز الطبيعي تلقى ضربة قاسية مع توقف الإنتاج في بعض الحقول البحرية وتعليق الصادرات إلى مصر والأردن، ما كبّد الحكومة خسائر بمليارات الدولارات وأثر على الإيرادات وزاد المخاطر الأمنية حول مشاريع الغاز الإقليمية. أما قطاع السياحة، فشهد انهياراً شبه كامل بعد تراجع أعداد الزوار وإلغاء الفعاليات الكبرى، ما سبب خسائر تقارب 12 مليار شيكل (3.4 مليارات دولار)، وانعكس ذلك على سوق العمل والدخل العام، فيما شهد قطاع الطيران تحوّلاً في حركة النقل بسبب تراجع الشركات الأجنبية وارتفاع حصة الشركات المحلية، في مؤشر على تصاعد العزلة الجوية للبلاد.
كما تأثرت الاستثمارات والتجارة الدولية بعد إلغاء مؤتمرات وصفقات بمليارات الدولارات، بينما تلقت الصناعات العسكرية ضربة قوية بعد إلغاء عقود تسليح من دول أوروبية وآسيوية، ما أدى إلى فقدان إسرائيل جزءاً من أسواقها الدفاعية.
الخسائر المالية انعكست أيضاً على المؤشرات الاقتصادية الكلية؛ حيث بلغ العجز في الموازنة العامة أكثر من 5% من الناتج المحلي، وارتفع الدين العام إلى نحو 70%، ما دفع وكالات التصنيف الائتماني العالمية إلى خفض التصنيف مرتين متتاليتين، في ظل تباطؤ النمو وانكماش قطاعات الإنتاج.
آخر تحديث: 7 أكتوبر 2025 - 13:29