"البيجيدي": "بلوكاج" بنكيران و"إرباك" حكومة العثماني وانتخابات 2021 عوامل شككت المواطنين في الجدوى من السياسة
تاريخ النشر: 27th, April 2025 GMT
عاد حزب العدالة والتنمية ليؤكد أن المقاربة السياسية الخاطئة التي اعتمدت قبل حوالي تسع سنوات، وخاصة أثناء تدبير مرحلة ما بعد انتخابات 2016، والبلوكاج الذي حصل لزعيمه عبد الإله ابن كيران، ثم الإرباك السياسي الحزبي لحكومة سعد الدين العثماني المشكلة في أبريل 2017، والإعداد لانتخابات 08 شتنبر 2021 وما تبعها، عوامل كلها أدت لإرباك قواعد التعددية الحزبية، وإضعاف وتهميش المؤسسات الحزبية الوطنية، وبث الشك في نفوس المناضلين وعموم المواطنين من جدوى الانخراط في العمل السياسي والحزبي والاهتمام بالشأن العام ومن جدية وصدقية العملية الانتخابية برمتها.
كما أدت في نظر « البيجيدي »، من جهة أخرى، إلى إرباك المسار الديمقراطي والتنموي، والمس بالتراكم الذي حققته البلاد على مستوى تكريس الاختيار الديمقراطي، مما فتح المجال لزواج المال بالنفوذ السياسي والفساد المالي والانتخابي، ولتصدر المشهد السياسي والحكومي من طرف حكومة ضعيفة سياسيا وغائبة تواصليا وغير قادرة على مواجهة الملفات الاقتصادية والاجتماعية والقطاعية، يطبع عملها التأخر والارتباك وضعف الاستباقية وغياب الحس السياسي، وهو فراغ أدى إلى بروز ظواهر اجتماعية احتجاجية جديدة تربك المشهد السياسي وترفض كل أشكال الوساطة المؤسساتية.
وقال الحزب في تقريره السياسي الذي عرضه، عبد الإله ابن كيران، أمينه العام، على هامش افتتاح مؤتمره الوطني التاسع في مدينة بوزنيقة، إن ما تشهده البلاد من انتكاسة متفاقمة، وفقدان الثقة في السياسة والسياسيين، وما عرفته بشكل غير مسبوق على مدار الشهور الأخيرة من سلسلة من المتابعات والتوقيفات والمحاكمات المتتالية في حق عدد ممن يتولون مهام نيابية وطنية أو منتخبين ومسؤولين بجماعات ترابية بشبهة جرائم الفساد المالي والانتخابي والاتجار في مواد محرمة قانونا، سببه بالأساس إضعاف الأحزاب الوطنية الحقيقية والمناضلين الحقيقيين والشرفاء من أبناء الوطن، والدفع إلى الواجهة بكائنات انتخابية فاسدة وانتهازية وغريبة عن الجسم السياسي والحزبي.
وهو أمر، يرى الحزب، زرع الشك في العملية الديمقراطية برمتها، وأفرغ الانتخابات من وظيفتها النبيلة وأفقدها رمزيتها ومكانتها لدى المواطنين.
كل هذا، يضيف « البيجيدي »، في الوقت الذي بوأ فيه الدستور الأحزاب السياسية مكانة أساسية وأناط بها مهمة تأطير المواطنات والمواطنين وتكوينهم السياسي، وتعزيز انخراطهم في الحياة الوطنية، وتدبير الشأن العام، والتعبير عن إرادة الناخبين؛ كما كرس الاختيار الديمقراطي ضمن الثوابت الأربعة الجامعة للأمة المغربية، ونص على أن تختار الأمة ممثليها في المؤسسات المنتخبة بالاقتراع الحر والنزيه والمنتظم.
وشدد الحزب في تقريره، على أن معركة الديمقراطية اليوم، باتت تمر عبر انتخابات نزيهة وشفافة وحرة حقيقية، فقد انتهى في تصوره زمن التلاعب بالإرادة الشعبية، وفشلت وصفة 2021، ومستقبل البلد رهين بمؤسسات منتخبة مسؤولة وذات مصداقية وبأحزاب مستقلة تشتغل في إطار تعاقد جديد مبني على احترام الدستور، وحماية الحقوق والحريات وضمان استقلال القضاء ونزاهة الانتخابات.
وهو أمر، يرى حزب العدالة والتنمية، يتطلب إرادة سياسية وإصلاحا قانونيا وتقنيا وعمليا للمنظومة الانتخابية، في غيابها ستظل الممارسة الانتخابية، على حد تعبيره، « مشوهة وغير صادقة ومحكومة بشبكات الإفساد والتلاعب بالنتائج لمصلحة لوبيات مصالح متنفذة ».
كلمات دلالية ابن كيران الأحزاب البلوكاج العثماني المؤتمر التاسع تهميش. حزب العدالة والتنميةالمصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: ابن كيران الأحزاب البلوكاج العثماني المؤتمر التاسع تهميش حزب العدالة والتنمية
إقرأ أيضاً:
مصر تفتح بوابة الأمل لغزة| وقف النار يدخل حيز التنفيذ.. وخبير: القاهرة انتصرت للإنسانية قبل السياسة
في لحظة فارقة من تاريخ الصراع الممتد في غزة، تحركت قافلة المساعدات الإنسانية المصرية رقم 48، كرمز جديد لصبر القاهرة وإصرارها على أن تكون الإنسانية هي العنوان الأول قبل أي حسابات سياسية. وبينما يعلن العالم اتفاقاً جديداً لوقف إطلاق النار، كانت مصر على الأرض تُجسّد المعنى الحقيقي للدبلوماسية الإنسانية، بجهود لا تعرف التوقف في سبيل إنقاذ المدنيين وسط ركام الحرب.
قافلة مصر الـ48.. شريان حياة لا ينقطعتحركت عشرات الشاحنات المصرية المحمّلة بآلاف الأطنان من المواد الغذائية والإغاثية، في إطار قافلة المساعدات الـ48 التي تشق طريقها من القاهرة إلى غزة.
هذه القوافل أصبحت مشهداً متكرراً يحمل دلالات أعمق من مجرد شحنات إغاثة؛ إنها امتداد لموقف مصري ثابت يرى أن الدفاع عن حياة الإنسان الفلسطيني لا يقل أهمية عن الدفاع عن قضايا الأمن الإقليمي.
وأكدت قناة "القاهرة الإخبارية" أن المساعدات المصرية المتواصلة تعكس التزام الدولة الكامل بمسؤوليتها الإنسانية تجاه الأشقاء في غزة، في وقت تتعقد فيه الأوضاع الميدانية والسياسية.
الأمم المتحدة: المساعدات جاهزة تنتظر الضوء الأخضروفي موازاة التحركات المصرية، أعلنت الأمم المتحدة أن نحو 170 ألف طن متري من الغذاء والدواء والمساعدات الإنسانية جاهزة للدخول إلى غزة، لكنها تنتظر الضوء الأخضر من إسرائيل.
وقال توم فليتشر، وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية، إن المجتمع الدولي لم يتمكن خلال الأشهر الماضية إلا من إيصال 20% فقط من الاحتياجات الضرورية، ما فاقم الكارثة الإنسانية التي يعيشها أكثر من مليوني فلسطيني.
أعلنت الحكومة الإسرائيلية في بيان رسمي أنها وافقت على إطار عمل لإطلاق سراح جميع الرهائن المحتجزين في غزة، سواء أحياء أو موتى، في خطوة تمهد لتطبيق وقف إطلاق النار الشامل.
ونقلت القناة 12 الإسرائيلية أن المرحلة الأولى من الاتفاق تشمل وقف العمليات العسكرية ودخول المساعدات بشكل موسّع، وهو ما رحبت به الأمم المتحدة وعدد من القوى الإقليمية، وعلى رأسها مصر التي لعبت الدور المحوري في إنجاز هذا التفاهم.
في تعليقه على الاتفاق والتحركات الجارية، قال الخبير الاستراتيجي اللواء محمد حمد إن مصر أثبتت مجدداً أنها الضامن الحقيقي للاستقرار في الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن القاهرة نجحت في الجمع بين الضغط السياسي والتدخل الإنساني في آنٍ واحد.
وأوضح اللواء حمد أن وقف إطلاق النار ليس مجرد نتيجة تفاوضية، بل هو ثمرة لعمل دبلوماسي مصري دؤوب بدأ منذ اليوم الأول للأزمة، لافتاً إلى أن "القاهرة تحركت في ثلاثة اتجاهات متوازية: أولها الوساطة السياسية، وثانيها التحرك الإنساني عبر القوافل المتواصلة، وثالثها التنسيق الأمني لمنع امتداد الصراع".
وأضاف أن مصر "لم تتعامل مع القضية من منظور إغاثي فقط، بل من زاوية استراتيجية، تهدف إلى إعادة بناء الثقة بين الأطراف المتصارعة وتهيئة المناخ لاستئناف العملية السياسية الشاملة".
رسالة القاهرة: السلام لا يُفرض بالقوةوشدد اللواء محمد حمد على أن موقف مصر كان واضحاً منذ البداية: لا يمكن لأي تسوية أن تنجح طالما تُركت غزة تحت الحصار والجوع.
وقال إن القاهرة كانت الطرف الوحيد القادر على التحدث إلى الجميع دون استثناء، بفضل علاقاتها المتوازنة مع واشنطن وتل أبيب والفصائل الفلسطينية.
وأضاف أن "التحرك المصري منح الاتفاق الجديد مصداقية حقيقية"، مشيراً إلى أن مصر لا تسعى إلى أضواء سياسية، بل إلى استعادة روح العدالة التي افتقدها الشرق الأوسط منذ عقود.
أبعاد إنسانية وأمنية للاتفاقيرى اللواء محمد حمد أن نجاح وقف إطلاق النار، إذا التزم به الطرفان، سيفتح الباب أمام مرحلة جديدة من إعادة الإعمار، ويمهّد لعودة التنسيق الأمني الإقليمي في مواجهة الإرهاب والتطرف.
وقال إن مصر تدرك أن التهدئة الدائمة في غزة ليست هدفاً بحد ذاتها، بل وسيلة لتحقيق استقرار أوسع يشمل الحدود المصرية والفلسطينية والإسرائيلية، مما يجعل الاتفاق خطوة في طريق طويل نحو الأمن الشامل.
يؤكد الخبير الاستراتيجي أن ما تقوم به مصر ليس مجرد وساطة، بل قيادة ميدانية حقيقية في العمل الإنساني، وأن القاهرة باتت الجهة الأكثر ثقة لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية في تنسيق مرور المساعدات عبر معبر رفح.
كما لفت إلى أن تكرار إرسال القوافل المصرية يؤكد أن الدولة المصرية تنظر إلى معاناة غزة كـ"أزمة إنسانية تخص الأمة كلها"، وليست شأناً إقليمياً محدوداً.
بين هدير الشاحنات المصرية التي تخترق طريقها إلى غزة، وقرارات دولية تبحث عن توازن بين السياسة والرحمة، تقف مصر في قلب المشهد، تحمل على كتفيها عبء التاريخ ودور الريادة.
فالاتفاق الجديد لوقف إطلاق النار، كما يقول اللواء محمد حمد، ليس مجرد هدنة مؤقتة، بل نافذة أمل لشعب أنهكته الحرب، ورسالة إلى العالم بأن القاهرة ما زالت قادرة على صياغة السلام بيدٍ إنسانية قبل أن تكون سياسية.