وأوضح العيدروس في الرسالة أن العدوان الأمريكي صعد عدوانه الوحشي على اليمن منذ الـ 15 من مارس الماضي واستهدف بشكل مباشر الأعيان المدنية والأحياء السكنية والأسواق الشعبية والمدن التاريخية، وأدى إلى استشهاد وجرح المئات من المدنيين جلهم من النساء والأطفال، إضافة إلى استهداف المهاجرين الأفارقة في مركز الإيواء بمحافظة صعدة ما أسفر عن قتل وجرح نحو 115 مهاجرا.

وأشار إلى أن ما تقوم به أمريكا من عدوان غاشم على اليمن واستهداف للمدنيين والمهاجرين يعد انتهاكا صارخا لسيادة اليمن وتعديا سافرا على القانون الدولي والإنساني ومواثيق الأمم المتحدة وتجاوزا فاضحا لكل قواعد الاشتباك.

وأكد رئيس مجلس الشورى أن الإدارة الأمريكية كشفت بعدوانها على اليمن زيف ادعاءاتها عن احترام حقوق الإنسان وحرية الشعوب في التعبير عن إرادتها ورفض الظلم والغطرسة التي ما زالت الإدارات الأمريكية المتعاقبة تحاول فرضها على شعوب العالم.

وأشار إلى أن إدارة ترامب صعدت عدوانها على الشعب اليمني بعد عجزها عن ثنيه عن موقفه الديني والإنساني والأخلاقي المناصر للشعب الفلسطيني الذي يتعرض لحرب إبادة جماعية، لتثبت بعدوانها الهمجي والهستيري مدى فشلها وانحدارها الأخلاقي.

وأدان العيدروس في الرسالة بأشد العبارات العدوان الهمجي وغير المبرر الذي تشنه الإدارة الأمريكية على اليمن وإمعانها في ارتكاب المجازر الوحشية بحق المدنيين في عدد من المحافظات اليمنية، وكذا مركز إيواء المهاجرين غير الشرعيين في صعدة.

وطالب الرابطة بالوقوف أمام الجريمة النكراء التي ارتكبها العدوان الأمريكي بحق المهاجرين والضغط في المحافل الدولية من أجل تشكيل لجنة لتقصي الحقائق والمطالبة بتقديم مرتكبي الجريمة للعدالة.

ودعا رئيس مجلس الشورى أعضاء الرابطة إلى إدانة جرائم العدوان الأمريكي في اليمن، واستخدامه للقوة المفرطة تجاه مركز إيواء المهاجرين المعروف لدى اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمنظمة الدولية للهجرة.

وحمل العدوان الأمريكي المسؤولية القانونية والأخلاقية عن كل الجرائم التي يرتكبها بحق الشعب اليمني والتي ترقى إلى جرائم حرب ضد الإنسانية، وكذا تبعات عسكرة البحر الأحمر وتهديد الأمن والسلم الدوليين.

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: العدوان الأمریکی على الیمن

إقرأ أيضاً:

العدوان الصهيوني على إيران والخداع الاستراتيجي الأمريكي

كانت المفاوضات الأمريكية الإيرانية تجري بشكل إيجابي من خلال جهود بلادنا سلطنة عمان الديبلوماسية؛ بهدف الوصول إلى اتفاق يبعد الحرب والتصعيد عن المنطقة. وكانت الجولة السادسة من المفاوضات على وشك الانطلاق الأحد الماضي، لكن كانت خفافيش الظلام في الكيان الصهيوني تخطط لإفشال كل المساعي الحميدة للتوصل إلى اتفاق عادل وملزم يضمن سلمية البرنامج النووي الإيراني من خلال الإشراف الكامل لوكالة الطاقة الذرية مع رفع العقوبات الاقتصادية عن الجمهورية الإسلامية الإيرانية. الخداع الاستراتيجي بين الكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية هدف إلى خلط الأوراق والقيام بعدوان عسكري غاشم على إيران دون مبرر ما خلق أجواء صادمة بإشعال حرب عدوانية.

الرئيس الأمريكي ترامب هو جزء أساسي من الخداع الاستراتيجي، وكان يعلم بمخطط العدوان الإسرائيلي منذ البداية. ومن هنا فإن مصداقيته تلاشت حتى على صعيد عدد من المفكرين والمراقبين للشأن الأمريكي؛ حيث يقول الشيء ونقيضه في نفس الوقت، ولا يحترم الأسس القانونية والسلوك السوي الحضاري للعلاقات الدولية. ومن هنا فإن المشهد المتوتر في المنطقة جاء بسبب عدم الإحساس بالمسؤولية من قبل رجل مهزوز لا يعي أهمية قيادة دولة كبرى في العالم كان ينبغي أن تحافظ على السلم والأمن الدوليين، وخضع لحكومة صهيونية متطرفة يقودها متطرف ومجرم حرب مطلوب للعدالة الدولية.

ولعل السؤال الجوهري هنا: كيف يمكن الثقة بمصداقية رئيس الولايات المتحدة الأمريكية وهو يناقض أقواله وأفعاله بشكل يومي، ويهاجم الصحفيين، وينعتهم بأوصاف لا تليق بزملاء المهنة؟ وعلى ضوء ذلك؛ فإن الرجل خضع بشكل واضح للأجندة الصهيونية التي قدمت له الملايين من الدولارات؛ للوصول إلى السلطة في البيت الأبيض، وهو الآن ينفذ الوعود حتى لو كانت على حساب مصالح الولايات المتحدة الأمريكية نفسها.

إذن الخداع الاستراتيجي حدث مع انطلاق جولات المفاوضات. وكانت المعلومات حول سير المفاوضات تنقل إلى الكيان الإسرائيلي، بل إن بعض المسؤولين في الكيان الصهيوني وجدوا في روما لمتابعة سير المفاوضات؛ لأن الكيان الصهيوني يرفض أي نجاح لتلك المفاوضات. كما أقنع ترامب عام ٢٠١٨ بالانسحاب من الاتفاق النووي الذي لعبت من خلاله الديبلوماسية العمانية دورا محوريا وجنب منطقة الخليج العربي أهوال الحرب. ومن هنا؛ فإن مصداقية الرئيس الأمريكي ترامب أصبحت متدنية، ومن الصعب الثقة في أقواله وتصريحاته الغامضة، فهو ينفذ أجندة الصهيونية العالمية بامتياز.

هذه المقدمة ضرورية للدخول في مشهد الحرب العدوانية التي شنها الكيان الصهيوني بغدر فجر الجمعة الماضي على الجمهورية الإسلامية الإيرانية والتي كانت تواصل المفاوضات مع الولايات المتحدة الأمريكية؛ بهدف الوصول إلى اتفاق كان على وشك الحدوث. ومن هنا كان العدوان صادما وغير مبرر، وأدخل المنطقة في مناخ من التوتر وعدم الاستقرار، خاصة إذا تمددت الحرب إلى مدى أبعد جغرافيا في ظل توسع الحرب العدوانية التي طالت عددا من المنشآت النووية؛ حيث خطر الإشعاع النووي ليس فقط علي إيران، ولكن على دول المنطقة القريبة جغرافيا من الساحل الإيراني خاصة مفاعل خورمشهر. كما أن سقوط عشرات الأبرياء من المدنيين الإيرانيين يعيد للأذهان عدوانية الكيان الصهيوني، وجريمته الكبرى ضد المدنيين في قطاع غزة؛ حيث استشهد أكثر من ٥٥ ألف إنسان معظمهم من الأطفال والنساء، وتدمير القطاع الصحي، وقطع الإمدادات الغذائية. كما أن الكيان الصهيوني يريد وفق مشروعه المشبوه السيطرة على المنطقة بكل مقدراتها لتصبح إسرائيل هي المتسيدة على الشرق الأوسط كما قال المتطرف نتنياهو.

الجمهورية الإسلامية الإيرانية محاصرة منذ عام ١٩٧٩ من الولايات المتحدة الأمريكية؛ لأن إيران لها مشروع علمي وتقني للنهوض بأوضاع التنمية المستدامة، خاصة وأنها دولة لها إمكانات بشرية وطبيعية وقدرات. كما أن القيادة الإيرانية أكدت على عدم نيتها امتلاك السلاح النووي خاصة وأنها موقعة على معاهدة عدم الانتشار. كما أن وكالة الطاقة الذرية تتابع النشاط النووي الإيراني في مجال الطاقة السلمية، وفرضت عقوبات قاسية على إيران لعقود. ورغم ذلك استطاعت إيران أن تكيف أوضاعها وخبرتها الوطنية في المجال العلمي.

الحرب الآن مشتعلة بين الكيان الصهيوني وإيران، ووصلت الصواريخ الباليستية إلى قلب مدن الكيان خاصة تل أبيب وحيفا وهي مسألة ردع العدوان في حين دمرت إسرائيل مجمعات مدنية وحتى مبنى الإذاعة والتلفزيون الإيراني وهو مبني مدني. كما أن الولايات المتحدة الأمريكية مشاركة في الحرب من خلال مد الكيان الصهيوني بالسلاح والمعلومات الاستخباراتية والتقنية علاوة على عدد من الدول الغربية. ومن هنا فإن الحرب هي في حقيقتها بين إيران من ناحية والكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية والغرب من ناحية أخرى، كما هو الحال في الحرب على قطاع غزة.

إن الكيان الصهيوني لوحده لا يستطيع أن يشن حربا عدوانية على دولة كبيرة ومهمة كإيران، ولكن الولايات المتحدة الأمريكية والدول الغربية هي التي تساعد الكيان عسكريا ولوجستيا. ومن هنا فإن المعادلة العسكرية ليس بها توازن، ورغم ذلك فإن الأداء العسكري الإيراني كان مزلزلا خاصة على صعيد إرسال الصواريخ الباليستية والمسيرات.

وأمام الحرب العدوانية التي يشنها الكيان الإسرائيلي دون مبرر فإن الحالة السياسية تفرض بذل الجهود الديبلوماسية لإنهاء عدوان الكيان الصهيوني من خلال مساع روسية وتركية وعمانية وقطرية؛ حيث إن امتداد الحرب ودخول واشنطن للحرب ضد إيران سوف يشعلان المنطقة لتشهد حربا إقليمية كبيرة يصعب السيطرة عليها، وهذا الأمر هو ما يسعى إلى تحقيقه المتطرف نتنياهو وحكومته المتشددة. كما أن موضوع الإشعاع النووي في غاية الخطورة، خاصة إذا تدخلت واشنطن في الحرب في ظل تناغم المواقف الأمريكية وحكومة الكيان الصهيوني. كما أن وجود المتشددين الصهاينة في حكومة ترامب يحرض على دخول واشنطن للحرب خاصة وأن افتعال أي أزمة في ظل تواصل الخداع الاستراتيجي قد يوفر أرضية لتهور ترامب.

لقد وعد الرئيس الأمريكي ترامب عند انتخابه وخلال حملاته الانتخابية أنه سوف ينهي الحروب والصراعات في المنطقة، وسوف يركز على التعاون والازدهار الاقتصادي، ولكن الصورة الآن متناقضة كتناقض سلوكه السياسي،؛حيث ضرب بتلك الوعود عرض الحائط، وبدأ بسياسة متهورة لا تتماشى مع الدور المفترض لدولة كبرى ينبغي أن تقود العالم للسلام والاستقرار. وعلى ضوء ذلك؛ فإن المشهد السياسي في غاية الخطورة إذا لم يُلجم نتنياهو ومشروعه الخبيث للمنطقة العربية ومواردها، ودخل التطبيع الخطير على منطقة لها جذورها التاريخية والحضارية والإسلامية وعاداتها وتقاليدها الراسخة؛ حيث إن الكيان الصهيوني يهدف إلى إدخال المنطقة العربية في أتون المشروع الصهيوني العالمي، وهذا مشروع في غاية الخطورة بل إن إسقاط النظام السياسي في إيران هو جزء أساسي من مشروع إدماج إيران في مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي تكون قاعدته الأساسية إسرائيل.

ومن هنا فإن أهداف الحرب العدوانية الحالية التي شنها الكيان الصهيوني على الجمهورية الإسلامية الإيرانية لا تقتصر على تدمير البرنامج النووي الإيراني فقط، ولكن إشعال فوضى شعبية في إيران، وخلق حالة تسيطر من خلاله إسرائيل على المشهد العربي والإسلامي ليتواصل المشروع الصهيوني إلى بقية الدول العربية والإسلامية.

إن الدول العربية أمام أوقات صعبة ومعقدة، وتحتاج إلى تكاتف وتنسيق سياسي واستراتيجي؛ لأن أهداف الكيان الصهيوني لن تنتهي حتى مع اختفاء المتطرف نتنياهو وحكومته المتطرفة من المشهد السياسي؛ لأن المشروع تسنده الصهيونية العالمية وأذرعها المختلفة من خلال أدوات ناعمة وصلبة. ومن المهم الآن وقف العدوان وعودة المفاوضات؛ بهدف التوصل إلى اتفاق ملزم وعادل، وهو ما تحرص عليه الديبلوماسية العمانية المخلصة لإيجاد السلام والاستقرار. ومع ذلك فإن مصداقية الرئيس الأمريكي أمام شعبه وأمام المفكرين ووسائل الإعلام الأمريكية أصبحت محل شك، وهذه أصعب نتيجة قد يصل لها رئيس دولة كبرى كالولايات المتحدة الأمريكية.

عوض بن سعيد باقوير صحفـي وكاتب سياسي وعضو مجلس الدولة

مقالات مشابهة

  • استمرار تدفق المهاجرين الأفارقة إلى اليمن وتسجيل أكثر من 670 مهاجراً منذ مطلع يونيو
  • العدوان الصهيوني على إيران والخداع الاستراتيجي الأمريكي
  • المهيدب يوجه رسالة لجماهير النصر
  • رونالدو يهدي هدية خاصة للرئيس الأمريكي ترامب
  • وزير الدفاع الأمريكي يوجه البنتاغون بنشر قدرات إضافية في الشرق الأوسط
  • لماذا تتفاقم جرائم قتل الأقارب في اليمن؟
  • وزير الدفاع الأمريكي: ملتزمون بالدفاع عن الأصول الأمريكية في الشرق الأوسط
  • ترامب يتراجع بشأن ترحيل المهاجرين العاملين بقطاعات حيوية
  • صبحي يوضح مسار العاملين بمحاضر مجالس إدارة مراكز الشباب والأندية
  • مجلس الشيوخ الباكستاني يقر دعم إيران في مواجهة العدوان الصهيوني