تباطؤ اقتصادي حاد في روسيا مع تراجع أسعار النفط
تاريخ النشر: 29th, April 2025 GMT
كشفت "إيكونوميست" أن الاقتصاد الروسي يشهد تباطؤًا ملحوظًا بعد سنوات من الأداء القوي المفاجئ، حيث توضح المؤشرات أن نمو الناتج المحلي الإجمالي السنوي تراجع من نحو 5% إلى الصفر منذ نهاية العام الماضي، وفقًا لمؤشر أعده بنك "غولدمان ساكس".
وبحسب المجلة، سجل كل من بنك التنمية الروسي "في إي بي" (VEB) والمؤشرات -التي تصدرها "سبيربنك" أكبر البنوك الروسية- اتجاهات مماثلة تظهر انخفاض النشاط الاقتصادي.
وأقرت الحكومة الروسية ضمنيًا بوجود تراجع، حيث أشار البنك المركزي مطلع أبريل/نيسان إلى "انخفاض الإنتاج في عدد من القطاعات بسبب تراجع الطلب".
تباطؤ بعد 3 سنوات من الصمودجاء هذا التباطؤ بعد 3 سنوات من مقاومة الاقتصاد الروسي للعقوبات الغربية والتوقعات السلبية، مدعومًا بارتفاع أسعار السلع الأساسية والإنفاق العسكري المكثف.
ففي أعقاب اشتعال الحرب الروسية الأوكرانية عام 2022، توقّع محللون انكماش الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تصل إلى 15%، إلا أن الانكماش الفعلي لم يتجاوز 1.4% في ذلك العام، تلاه نمو بنسبة 4.1% عام 2023 و4.3% العام الماضي.
ومع تحسن توقعات التسوية في الحرب بفضل الموقف الأميركي الجديد، كانت بعض التقديرات تتوقع تسارع الاقتصاد الروسي هذا العام، غير أن الواقع جاء مغايرًا.
إعلان عوامل رئيسية وراء التباطؤوأوضحت "إيكونوميست" أن 3 عوامل رئيسية تفسر هذا التباطؤ المفاجئ:
أولًا: التحول الهيكلي للاقتصاد، إذ تحولت روسيا إلى اقتصاد حربي موجه نحو الشرق منذ عام 2022، مما تطلب استثمارات ضخمة في الصناعات العسكرية وسلاسل الإمداد مع الصين والهند. وارتفع الإنفاق الاستثماري الحقيقي بنسبة 23% منتصف 2024 مقارنة بنهاية 2021. ومع اكتمال هذا التحول، بدأ أثره على النمو بالتراجع. ثانيًا: السياسة النقدية المشددة، حيث تجاوز التضخم السنوي هدف البنك المركزي البالغ 4% ووصل إلى أكثر من 10% في فبراير/شباط ومارس/آذار 2025، مدفوعًا بإنفاق عسكري جامح ونقص اليد العاملة نتيجة التجنيد والهجرة. وردًا على ذلك، أبقى المركزي الروسي سعر الفائدة الأساسي عند مستوى 21% المرتفع جدًا منذ أوائل العقد الأول من القرن الحالي. ثالثًا: تدهور الظروف الخارجية، خاصة مع تصاعد الحرب التجارية التي قادها الرئيس الأميركي. فقد تراجعت توقعات النمو العالمي وانخفضت أسعار النفط، مما وجه ضربة قاسية للاقتصاد الروسي الذي يعتمد بشكل كبير على صادرات الطاقة.وخفض صندوق النقد الدولي توقعاته لنمو الناتج المحلي الإجمالي الصيني لعام 2025 من 4.6% إلى 4%، مما زاد من المخاوف الروسية نظرًا لاعتماد موسكو على مبيعات النفط إلى بكين.
وذكرت "إيكونوميست" أن أسعار النفط المنخفضة أثرت سلبًا على سوق الأسهم الروسية، حيث فقد مؤشر "موكس" (MOEX) حوالي 10% من ذروته الأخيرة، في وقت تراجعت فيه عائدات الضرائب على النفط والغاز بنسبة 17% على أساس سنوي في مارس/آذار.
وبحسب وثائق رسمية أوردتها وكالة رويترز يوم 22 أبريل/نيسان، تتوقع الحكومة الروسية انخفاضًا حادًا في عائدات مبيعات النفط والغاز هذا العام.
إعلانواختتمت المجلة البريطانية تقريرها بالإشارة إلى أن السياسات الحمائية للرئيس الأميركي، رغم وده الظاهري تجاه نظيره الروسي فلاديمير بوتين، قد وجّهت ضربة مؤلمة لاقتصاد روسيا المنهك.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
تراجع مبيعات تسلا في اثنين من أكبر أسواق أوروبا مع تقدم منافستها الصينية
رغم بدايتها القوية في سوق السيارات الكهربائية، تواجه تسلا الآن تحديات كبيرة للحفاظ على مكانتها داخل أوروبا.
تكشف بيانات المبيعات الأخيرة عن هبوط حاد في عدة أسواق رئيسية، بينما يواصل المنافسون الصينيون، وعلى رأسهم BYD، توسيع حصتهم السوقية بسرعة.
انهيار مبيعات تسلا في بريطانياوفقًا لجمعية مصنعي وتجار السيارات البريطانية (SMMT)، سجلت تسلا في يوليو 2025 بيع 987 سيارة جديدة فقط، مقارنةً بـ 2,462 وحدة خلال الشهر نفسه من العام الماضي، أي انخفاض بنسبة 60% تقريبًا.
ويأتي هذا التراجع رغم طرح موديل Y المحدث في السوق البريطاني، ما يثير التساؤلات حول جاذبية طرازات الشركة في ظل المنافسة الشرسة.
BYD الصينية تتفوق على تسلا في بريطانيافي المقابل، حققت BYD قفزة هائلة في مبيعاتها داخل المملكة المتحدة، حيث باعت 3,184 سيارة كهربائية في يوليو، أي أكثر من أربعة أضعاف مبيعاتها في العام الماضي، لتتجاوز مبيعات تسلا بشكل واضح.
يعكس هذا النجاح سرعة صعود السيارات الكهربائية الصينية في أوروبا بفضل الأسعار التنافسية والتجهيزات المتطورة.
في ألمانيا، ورغم نمو سوق السيارات الكهربائية بنسبة 58% في يوليو 2025، تراجعت مبيعات تسلا بنسبة 55.1% لتسجل 1,110 سيارات فقط.
ومنذ بداية العام، بلغت نسبة الانخفاض 57.8% بمبيعات لم تتجاوز 10,000 سيارة، بينما ارتفعت مبيعات BYD بنسبة 390% لتصل إلى 7,449 سيارة خلال الفترة نفسها، بل وتجاوزت مبيعات تسلا في يوليو بفارق طفيف.
يشير الوضع الراهن إلى أن تسلا تواجه معركة صعبة للحفاظ على حصتها في السوق الأوروبية، خاصة مع استمرار تدفق السيارات الكهربائية الصينية ذات القيمة العالية مقابل السعر.
وفي الوقت الذي تتراجع فيه مبيعات تسلا، يبدو أن BYD ومنافسين آخرين يستعدون لاقتناص المزيد من العملاء الأوروبيين.