أكد المرصد الأورومتوسطي، أن الولايات المتحدة الأمريكية تتصرف في اليمن كقوة فوق القانون الدولي، متجاوزةً قواعد المساءلة، في تعليقه على الجريمة التي استهدفت مهاجرين أفارقة في مركز إيواء بمحافظة صعدة شمال اليمن.

 

وقال المرصد في بيان له، إن استهداف الجيش الأمريكي لمركز احتجاز للمهاجرين في اليمن أسفر عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، حيث "يمثل هذا الهجوم تصعيدًا خطيرًا في عملية "راف رايدر"، ويشكل انتهاكًا واضحًا للقانون الإنساني الدولي، وقد يرقى إلى جريمة حرب بموجب نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية".

 

وأوضح أن لقطاتٌ استعرضها المرصد الأورومتوسطي تظهر لآثار الهجوم مباشرةً أن المبنى - المُشيّد بجدران خرسانية وسقف من الصفيح - قد تعرّض لتدمير شبه كامل، مما يُشير إلى استهداف مركز الاحتجاز بشكل مباشر. انتشلت فرق الطوارئ والدفاع المدني جثثًا من تحت الأنقاض، بينما نُقل العشرات من المصابين بجروح خطيرة إلى مستشفى الجمهورية في صعدة.

 

وأشار البيان، إلى أن "غياب أي دليل يُثبت اتخاذ الجيش الأمريكي تدابير احترازية للحد من الأضرار المدنية - كما هو الحال في حوادث عنف أمريكية أخرى ضد المدنيين في اليمن مؤخرًا - يُثير مخاوف جدية بشأن الامتثال للقانون الإنساني الدولي. وعلى وجه الخصوص، يُرجَّح أن الولايات المتحدة لم تلتزم بمبادئ التمييز بين الأهداف العسكرية والمدنية، والتناسب، والالتزام باتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لتجنب وقوع إصابات بين المدنيين".

 

ولفت إلى أن القيادة المركزية الأمريكية، لم تُقدّم أي تفسير أو مبرر رسمي للهجوم. واكتفت بإصدار بيان عام قبل ساعات قليلة من الحادث، جاء فيه: "حفاظًا على أمن العمليات، حرصنا عمدًا على الحد من الإفصاح عن تفاصيل عملياتنا الجارية أو المستقبلية (...) ولن نكشف تفاصيل محددة عما قمنا به أو ما سنفعله".

 

وأشار المرصد، إلى أن النهج الذي تمارسه الولايات المتحدة في إدارة عملية "راف رايدر" يتجاوز مجرد التعتيم، لـ "يعكس نمطًا أوسع نطاقًا من التعامل مع إطار القانون الدولي كمجموعة توجيهية اختيارية". مضيفا: "تتصرف الولايات المتحدة كقوة فوق القانون الدولي، متجاوزةً قواعد المساءلة، ومن الواضح أنها تعتبر نفسها معفاة من تقديم المبررات أو الالتزام بمعايير الشفافية التي قد تؤدي إلى المساءلة. إن استمرار هذه السياسة يكشف عن الأسس المنحازة للنظام الدولي، ويُضعف آليات الحماية الجماعية، ويُرسّخ الإفلات من العقاب على نطاق واسع".

 

وأردف البيان: إن مجرد مطالبة الولايات المتحدة بالشفافية لا يكفي؛ بل يتعين على المؤسسات الدولية أن تبدأ على الفور تحقيقات مستقلة وشاملة في الهجوم الأخير، بغض النظر عن موقف الجاني أو رفضه الكشف عن المعلومات.

 

وأكد المرصد، أن "التحقيق في ملابسات الهجوم، وتحديد المسؤولين عنه، ومحاسبتهم بموجب القانون الإنساني الدولي، ليس خيارًا طوعيًا، بل التزام قانوني وأخلاقي تفرضه قواعد حماية المدنيين أثناء النزاعات المسلحة. وأي تقاعس عن فتح مثل هذه التحقيقات أو تفعيل آليات المساءلة يُشكل تواطؤًا فعليًا في ترسيخ الإفلات من العقاب، ويكشف حقيقة الجهات التي يخدمها النظام القانوني الدولي بقيادة الغرب".

 

وقال البيان، إن "طبيعة الموقع المستهدف، إلى جانب الخسائر المدنية الفادحة الناجمة عن الهجوم، تثير شكوكًا جدية حول ارتكاب جريمة حرب بموجب القانون الدولي، بما في ذلك اتفاقيات جنيف لعام 1949، والبروتوكول الإضافي الأول لعام 1977، ونظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية لعام 1998، والقواعد العرفية للقانون الإنساني الدولي. تفرض هذه الصكوك حظرًا مطلقًا على استهداف المدنيين أو الأعيان المدنية، وتشترط اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لحماية المدنيين وتجنيبهم الأعمال العدائية وتقليل الضرر الذي يلحق بهم، حتى في حالة وجود أهداف عسكرية مشروعة في المنطقة".

 

وبحسب البيان، فإن عمليات الحوثيين وهجماتهم العسكرية على الملاحة البحرية تأتي للرد على ما يجري من حرب في غزة، مؤكدة أن ذلك يستدعي معالجة أسباب التصعيد ومعالجة جذور المشكلة، في الوقت الذي تعاملت واشنطن بعكس ما يستدعي خفض التصعيد، مشيرة إلى أن هذا السلوك يعكس بوضوح ازدواجية معايير الولايات المتحدة في التعامل مع النزاعات. فبالنسبة للحكومة الأمريكية، يُمكن دائمًا تبرير التدخل العسكري بحجة حماية "الأمن الإقليمي"، بينما في الواقع، يُؤجج العنف الأمريكي في المنطقة النزاعات، ويُفاقم الكوارث الإنسانية، ويُطيل أمد المعاناة.

 

ودعا المرصد، الهيئات الأممية المعنية لتشكيل لجنة تحقيق دولية مستقلة تتمتع بصلاحيات كاملة وإرسالها إلى اليمن لتوثيق الانتهاكات وإجراء تحقيقات ميدانية وتحديد المسؤوليات القانونية الفردية والجماعية في الهجوم على مركز احتجاز المهاجرين في صعدة.

 

وطالب البيان، الولايات المتحدة بوقف فوراً حملتها العسكرية غير القانونية ضد اليمن، وأن تمتنع عن استهداف المدنيين أو البنية التحتية الحيوية تحت أي ذريعة، وأن تلتزم بشكل كامل بالقانون الإنساني الدولي، وخاصة مبادئ التمييز والتناسب والضرورة.

 

كما طالب الأورومتوسطي، الولايات المتحدة الامتثال التام لالتزاماتها القانونية الدولية، ووقف تواطؤها الموثق مع إسرائيل في ارتكاب الجرائم، بما في ذلك الإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة، مشددا على وقف جميع أشكال الدعم العسكري والسياسي الذي يُمكّن إسرائيل من مواصلة ارتكاب هذه الجرائم.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: صعدة اليمن الاورومتوسطي مليشيا الحوثي واشنطن الولایات المتحدة الإنسانی الدولی القانون الدولی فی الیمن إلى أن

إقرأ أيضاً:

إيران تتوعد الولايات المتحدة : مهاجمة المنشآت النووية جريمة لا تغتفر ولن تمر بدون رد (تفاصيل)

يمانيون / خاص

في أول تعليق رسمي على العدوان الأمريكي الذي استهدف منشآت نووية داخل الأراضي الإيرانية فجر اليوم، وصف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقتشي الهجوم بأنه “جريمة لا تُغتفر”، مؤكداً أن بلاده ستواصل الدفاع عن سيادتها ولن تسمح للأعداء بفرض إرادتهم أو تحقيق أهدافهم الاستراتيجية.

وفي معرض حديثه عن العدوان الأمريكي ، أشار عراقتشي إلى أن استهداف المنشآت النووية الإيرانية يمثل تصعيداً خطيراً يتجاوز الخطوط الحمراء، وقال: “مهاجمة المنشآت النووية جريمة لا تُغتفر، ولن تمر دون رد”. وأضاف أن إيران تعتبر هذا الهجوم امتداداً لحرب غير معلنة تستهدف تطورها العلمي وقدراتها الدفاعية.

وقال ’’عراقتشي’’ إن العدو الصهيوني انهزم أمام إيران في ساحات المواجهة المختلفة، فلجأ إلى واشنطن”، مضيفاً أن “البيت الأبيض يخضع لنفوذ نتنياهو، ويعمل على تنفيذ أجندته العدائية في المنطقة.

هذا التصريح يكشف بوضوح صلابة الموقف الإيراني، ويؤشر إلى احتمالات توسع دائرة المواجهة بين طهران وواشنطن، خاصة في ظل تصعيد متبادل .

وأكد عراقتشي أن طهران “ستواصل الدفاع عن نفسها بكل السبل”، مضيفاً: “لن نسمح للأعداء بتحقيق أهدافهم، وسنرد في المكان والزمان المناسبين”.

تصريحات عراقتشي تعكس تصميماً إيرانياً على الرد، لكنها أيضاً تفتح الباب أمام جهود دبلوماسية مضادة قد تبذلها طهران لإبراز الهجوم الأمريكي كخرق للقانون الدولي، خصوصاً أن المنشآت النووية مدنية.

من جهة أخرى، فإن توجيه الاتهام للولايات المتحدة بالخضوع لنفوذ الكيان الصهيوني بمثابة ورقة ضغط في الخطاب الإيراني الموجه للرأي العام العالمي، لا سيما في ظل تزايد الأصوات المنتقدة للدور الأمريكي في المنطقة.

مقالات مشابهة

  • عراقجي يحذر الولايات المتحدة: "جاهزون للرد مجددا"
  • دبلوماسى لبنانى سابق: إيران حاولت توجيه رسالة دون جر الولايات المتحدة إلى معركة شاملة
  • قطر تؤكد عدم وقوع خسائر بشرية إثر الهجوم الإيراني
  • الولايات المتحدة تكشف عن تكتيك جديد في ضرب المنشآت النووية الإيرانية
  • أمريكا.. كيان إرهابي فوق القانون الدولي
  • أكد الاحتفاظ بكافة الخيارات للرد.. عراقجي: هجوم واشنطن انتهاك صارخ للقانون الدولي
  • إيران تتوعد الولايات المتحدة : مهاجمة المنشآت النووية جريمة لا تغتفر ولن تمر بدون رد (تفاصيل)
  • الولايات المتحدة استخدمت 7 قاذفات "بي-2" شبحية في الهجوم على إيران
  • البرادعي :حرب عدوانية على إيران مخالفة لميثاق الأمم المتحدة وكل أحكام القانون الدولي
  • عاجل.. عراقجي: واشنطن ارتكبت انتهاكا جسيما لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي بمهاجمتها منشآتنا النووية السلمية