جريدة الرؤية العمانية:
2025-06-03@13:35:53 GMT

الحب في زمن التوباكو (6)

تاريخ النشر: 30th, April 2025 GMT

الحب في زمن التوباكو (6)

 

مُزنة المسافر

غرقتُ يا جولي في مياهٍ راكدةٍ، ووقعتُ على وجهي، ونسيتُ أنه حولي، وادَّعيتُ أنني ميتة، وجاء لينقذني ألف مرة من بركٍ راكدة، وبحيرات جامدة، وبراكين خامدة.

جوليتا: وماذا حدث بعد ذلك يا عمتي؟

ماتيلدا: علمني كلمة لم اسمعها من باقي الرجال في ذلك الزمن الغابر، كنتُ أعتقدُ أن حظي- يا إلهي- عاثرٌ حتى وجدني رجل القطار، وكانت مقطورة حياتي من المفترض أنها الأفضل على الإطلاق؛ لأنه علمني لغاتٍ فرنجية، وسلوكًا مُهذَّبًا مع الغرباء، وكنتُ أنوي أن أراه كل ليلة قبل أن أُغني، وكُنَّا نحتسي القهوة سويةً كل نهار، ونقول بكلمات السعادة، كنتُ أضحكُ كثيرًا يا جولي، وكانت عيناي تلمعان دائمًا، كنتُ لطيفةً وآلامي صغيرة، وأفكاري كثيرة، ومشاعري مثيرة وأردتُ أن أُنير حياتي بشيء متوقد غير الحب.

جوليتا: ما هو يا عمتي؟

ماتيلدا: صوتي صار بطبقةٍ حلوةٍ للغاية، وكنتُ أستمتعُ وأنا أسمعه جيدًا كل ليلة على المسرح مع الميكرفون والجوقة والبشر الذين جاءوا ليُردِّدوا كلماتٍ كتبتُها، كنتُ أكتبُ القصص الممتعة أكثر من الغناء بالآهات.. كل يومٍ كان لي بطلٌ وقصة، وبطلة ونص.

وكان أبطال مغناي يتكررون ويتعاظمون، ويحملون السيوف أو يعتلون الخيول، وأحيانًا كنتُ أنسجُ أُحجيات غريبة، وأمنيات عميقة، وكان جمهوري يزيد ويريد الكثير من صوتي.

ولم يكن لي الوقت لأرى رجل القطار أو أسيرُ بين المعجبين الجُدد، كان لي جمهور باسمي، ويردد ما تقوله نفسي، ويعبرون ويخبرون عني كل الخير. وحين جاءت الانتخابات، كان الساسة ورجال كثر يتجمعون، يطالبون أن أغني في محافل مهمة، وأقول بكلمات وجلة حول شخص ما، ومنحوا لي تذكرة لباخرة كانت مغادرة إلى آفق غريب.

كنتُ أذهبُ وأعودُ، لا يمكنني أن أرحل كثيرًا، كان غنائي لهذا الجمهور الذي يسأل عني حين كنتُ أعتذرُ في أيام العلل، وكان جمهوري لا يشعر بالملل، ويحب أن يردد مغناي دون كللٍ.

وكنتُ أحبُ ذلك كثيرًا يا ابنة أخي.. كان مجدًا مُهمًا، وكان وَجدي قد اتخذ صندوقًا محكمًا داخل قلبي، فلم أشعر أنني بحاجة إلى رجل القطار، وكان قلبي لا يقفز أبدًا إلّا للحن والكلمات؛ لأنه كان أكل عيشي، والمكان الذي أشعرُ فيه أنني أعيشُ بكل حواسي وإحساسي، وكنتُ أكتبُ دون توقفٍ، أغنياتٍ جميلةً، حرفًا بجانب حرفٍ، وقافية ناصية في كل سطر، وألحانًا عاصية على النسيان. كان همِّي الكبير أن أكون أصدق إنسان، وأن أحكي ما يشعرُ به المستضعفون والبشر الذين فقدوا عطايا الله من أحباء وأصدقاء، وكان لي رغبة كبيرة- يا جولي- أن أُشعلَ حياتهم بشموع الحياة، وأراهم سعداء، كنتُ أسمعُ صلواتهم أحيانًا في آحادٍ وحيدةٍ، وفي دروبٍ بعيدة، وأرى آلامهم متكررة، وأحزانهم متوسِّدة، وكان خوفي أن تسقط مني كلمة جارحة، كنتُ أخشى أن أقول لهم أنني أراهم للقريحة، واتخذ من مشاعرهم موطنًا لها. وغيَّرتُ سلوكي وقلتُ إنَّ شعوري ليس للقصائد ولوسائد اللحن العظيم؛ بل هي للأرواح الضائعة، والهائمة، والقائمة على الخير، والراغبة رغبة كبيرة في أن يكون هذا الكون متوازنًا، وأنني لن أكتب شيئًا مستعجلًا؛ بل سأكتبُ للنبلاء من الناس، ولمن نسوا الخيلاء، ولمن يحب الكبرياء والكرامة، ولمن يسيرون في هذه الحياة بسلامة.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

زوجة دياز تودّع جماهير ليفربول وسط أنباء اقترابه من النصر

ماجد محمد

في خطوة لافتة، قامت زوجة النجم الكولومبي لويس دياز بتوديع جماهير نادي ليفربول الإنجليزي عبر رسالة مؤثرة نشرتها على منصات التواصل الاجتماعي، أثارت التكهنات حول مستقبل اللاعب الذي ارتبط اسمه مؤخرًا بالانتقال إلى نادي النصر.

وجاءت كلمات الوداع لتُعزز من الشائعات المتداولة حول رحيل دياز هذا الصيف، خصوصًا مع تداول أنباء عن وجود عرض ضخم من نادي النصر ضمن خططه لتعزيز صفوفه بلاعبين عالميين.

كما كتب دياز على منصات التواصل الاجتماعي، رسالة تلميحية وداعية، قال فيها: “منذ اليوم الأول الذي وصلنا فيه، شعرنا بشكل مباشر بما يعنيه أن نكون جزءًا من هذا النادي.. كنا نعرف أن الشعار هو “لن تمشي وحدك أبدًا”، ولكن سماعهم يغنونه بشغف كبير، ودعمهم لنا في كل لحظة، وإظهارهم هذا الحب غير المشروط… أكد لنا أنك هنا لن تمشي وحدك أبدًا”.

وأضاف: “هذا المشجع لا يدعم فقط، بل يشعر، وما جعلتموه صديقي وعائلتنا بأكملها يشعرون به هو شيء نحمله في أرواحنا”.

وتابع: “شكرًا لكم على كل هذا الحب، وعلى كل هذا التفاني، وعلى جعلنا نشعر وكأننا في وطننا، إن كوني جزءًا من هذا المشجع هو شرف كبير. لا شك في أنهم الأفضل في العالم”.

دياز، الذي قدّم مستويات لافتة مع ليفربول، يحظى باهتمام عدد من الأندية الأوروبية أيضًا، إلا أن العرض السعودي يبدو مغريًا من الناحيتين المالية والمشروع الرياضي.

حتى اللحظة، لم يصدر أي تأكيد رسمي من اللاعب أو نادي ليفربول، لكن وداع زوجته فتح باب التأويلات على مصراعيه بشأن وجهته المقبلة.

اقرأ أيضا:

دياز يكشف حقيقة رحيله عن ليفربول

 

 

 

 

مقالات مشابهة

  • العم كمال يوجه رساله لجماهير الاتحاد: اللي عملوه عشاني كثير.. فيديو
  • مصطفى غريب: بدأت التمثيل من مسرح المدرسة.. وكنت شقي ومش دحيح
  • ياسمين صبري: “عشت في الكويت وأحببت طعامهم كثيرًا.. وأسكن في منطقة السرة”
  • وزيرة البيئة: عاصفة الإسكندرية تندرج تحت مسمى التكيف.. وكان معلوم إنه جاي
  • قلعة بفاس.. سيرة مغربية في أرض الحب والأيديولوجيا
  • تبت إلى الله.. شاهد أحمد سعد رفقة شيوخ الأزهر داخل المسجد النبوي
  • زوجة دياز تودّع جماهير ليفربول وسط أنباء اقترابه من النصر
  • لماذا أشعر بالحنين إلى عصر ما قبل الإنترنت رغم أنني لم أعشه؟
  • «كلام فارغ».. أحدث أغاني أصالة مع تامر عاشور
  • بايدن يتحدث بتفاؤل عن مواجهته للسرطان.. أشعر أنني بحالة جيدة