تُصوّر هوليود أمريكا كقوة عظمى لا تُقهر، تنتصر دائمًا في ساحات المعارك وتقود العالم نحو المستقبل. لكن وراء هذا الإبهار السينمائي، تكشف الوقائع عن تناقض صارخ؛ فهل أمريكا مجرد “قوة كرتونية” تُخفي هشاشتها خلف شاشات السينما؟
تعتبر هوليود الذراع الثقافي الأقوى لأمريكا، حيث تُصدر أفلامًا مثل “توب غن” و”إندبندنس داي” تروج لأسطورة البطولة الأمريكية والتفوق التكنولوجي والعسكري.

هذه الأعمال لا تبيع الترفيه فحسب، بل تُشكل الوعي العالمي، مُرسخة صورة “المنقذ العالمي” الذي يتجاهل تعقيدات التاريخ. ففي الواقع، كثير من “الانتصارات” السينمائية تتناقض مع إخفاقات حقيقية، كحرب فيتنام أو الانسحاب الفوضوي من أفغانستان.
رغم تصوير الجيش الأمريكي كآلة لا تُهزم، تكشف الوقائع عن إخفاقات استراتيجية. تكلفة الحروب في العراق وأفغانستان تجاوزت التريليونات دولار، دون تحقيق أهداف معلنة مثل نشر الديمقراطية أو القضاء على الإرهاب. حتى “النصر” في حرب الخليج الثانية ترك منطقة مُزعزعة، مما يُظهر الفجوة بين الرواية الهوليودية وتعقيدات الجغرافيا السياسية.
بينما تظهر الأفلام أمريكا كجنة الرفاهية، يواجه الاقتصاد تحديات، كالدين الوطني الذي تجاوز 31 تريليون دولار، واتساع فجوة الثروة، وضعف البنية التحتية. الأزمات مثل الانهيار المالي (2008) وجائحة كورونا كشفت هشاشة النظام، حيث تحول “الحلم الأمريكي” إلى كابوس للكثيرين.
تحت سطح الأفلام التي تروج لوحدة المجتمع، تعصف بأمريكا انقسامات عنصرية وسياسية. حركات مثل “حياة السود مهمة” وأحداث اقتحام الكابيتول (2021) تعكس أزمة هوية عميقة. حتى في هوليود نفسها، تتعالى أصوات نقدية تكشف التناقض بين الخطاب التقدمي وواقع التمييز.
من سيناريو الهيمنة إلى واقع التعددية القطبية
أمريكا ليست “قوة كرتونية” بالكامل، لكنها أيضًا ليست الأسطورة التي تبيعها هوليود. صعود قوى مثل الصين وروسيا، وتحديات الداخل، تجبرها على التعامل مع عالم متعدد الأقطاب. السينما قد تصنع الأساطير، لكن التاريخ يُكتب بالواقع — واقع تتراجع فيه الهيمنة لصالح حقبة جديدة من التنافس العالمي.

المصدر: الثورة نت

إقرأ أيضاً:

عاجل. في تحدّ للحزبين الجمهوري والديمقراطي.. ماسك يعلن عن تأسيس حزب سياسي جديد في أمريكا

أعلن إيلون ماسك عن تأسيس "حزب أمريكا" لتحدي الحزبين التقليديين، بعد خلاف مع ترامب حول مشروع قانون الإنفاق الذي رفضه ووصفه بالضار. اعلان

في يوم استقلال الولايات المتحدة، توجه إيلون ماسك للشعب الأمريكي بالقول أنا "أعلن عن تشكيل حزب أمريكا ليعيد لكم الحرية"

وكان الملياردير صاحب شركتي "تسلا" و"سبيس إكس"، قد ألمح في وقت سابق إلى إمكانية تأسيسه حزبًا سياسيًا جديدًا، في سلسلة منشورات على منصته الاجتماعية "إكس" يوم الجمعة 5 يوليو/تموز.

وكتب ماسك أن الحزب الجديد يمكن أن يركز أولًا على الفوز بمقعدين أو ثلاثة في مجلس الشيوخ و8 إلى 10 مقاعد في مجلس النواب، مشيرًا إلى أن ذلك سيكون كافيًا لجعله القوة الحاسمة في اتخاذ القرارات المتعلقة بالقوانين الرئيسية، في ظل التوازنات الضيقة في الكونغرس.

وجاءت تصريحات رجل الأعمال الملياردير بعد خلاف علني مع الرئيس الأمريكي حول مشروع قانون الإنفاق الذي وقّعه ترامب ليصبح نافذًا في نفس اليوم. وكان ماسك قد هدد سابقًا بتقديم دعم مالي لأي مرشحين يواجهون أعضاء الكونغرس الذين صوتوا لصالح مشروع القانون، كما تعهد بتأسيس الحزب الجديد إذا تم تمريره.

وفي استطلاع رأي نشره ماسك أيضًا يوم الجمعة، طرح سؤالاً على متابعيه على "إكس" حول ما إذا كان يجب عليه تأسيس "حزب أمريكا" لمنافسة الحزبين الجمهوري والديمقراطي. وقد بلغ عدد المشاركين في الاستطلاع حوالي 1.25 مليون رد بحلول صباح السبت، مع موافقة أكثر من 65% على الفكرة.

وكان ماسك قد أنفق 277 مليون دولار لدعم حملة ترامب الانتخابية في 2024، وعيّنه الأخير لاحقًا رئيسًا لما عُرف باسم "وزارة كفاءة الحكومة" (DOGE)، وهي هيئة قامت بخفض فوري وغير منظم للوظائف والبرامج الحكومية، تحت زعم تحقيق وفورات بلغت 190 مليار دولار. لكن تحليلًا من "الشراكة من أجل الخدمة العامة" أشار إلى أن إجراءات "دوج" ربما كلّفت دافعي الضرائب 135 مليار دولار.

واستقال ماسك من منصبه في "دوج" نهاية مايو الماضي، وانتقد مؤخرًا مشروع قانون الموازنة الذي دعمه ترامب، والذي سيزيد ديون الولايات المتحدة بمقدار 3.3 تريليون دولار.

Related"لم تعد الابن المدلل".. هل تهتز إمبراطورية "ستارلينك" بعد خلاف ترامب وماسك؟أميركا: إيلون ماسك يلوّح بتأسيس حزب جديد ردًا على مشروع قانون ترامبشجار ترامب وماسك هديةُ السماء لموسكو: تهكم وسخرية ودعوة للملياردير للعمل في روسيا

وصوّت مجلس النواب لصالح مشروع القانون بأغلبية 218 مقابل 214 صوتًا، حيث انضم فقط عضوان جمهوريان إلى معسكر الديمقراطيين في معارضة المشروع. وفي مجلس الشيوخ، حل نائب الرئيس جي دي فانس التعادل 50-50 لصالح مشروع القانون، قبل أن يوقّعه ترامب في نفس اليوم الذي نشر فيه ماسك استطلاع الرأي المرتبط بحزبه المقترح.

وحذر ترامب ماسك من أن مواجهة برنامجه السياسي ستكون له كلفة شخصية، مشيرًا إلى إمكانية ترحيله من البلاد وإلغاء العقود الحكومية لشركاته.

وقال ترامب على منصته "تروث سوشال": "بدون الدعم الحكومي، قد يضطر ماسك لإغلاق شركاته والعودة إلى جنوب إفريقيا."

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • أنجيليك كيدجو.. أول فنانة إفريقية تتوّج بنجمة على ممشى هوليود
  • بعد أمريكا والصين.. الإمارات في المرتبة الثالثة بثرواتها السيادية
  • سكارليت جوهانسون تصبح الممثلة الأعلى تحقيقًا للإيرادات في تاريخ شباك التذاكر العالمي
  • ماسك يحذر: سياسات ترمب تقود أمريكا للإفلاس
  • عاجل. في تحدّ للحزبين الجمهوري والديمقراطي.. ماسك يعلن عن تأسيس حزب سياسي جديد في أمريكا
  • حزب أمريكا .. إيلون ماسك يهدد بتأسيس حزب سياسي للتأثير على الكونجرس
  • ألعاب القوى تكشف عن البطولات التي تنتظر المنتخبات العراقية
  • هونغ كونغ.. مدينة الثراء الفاحش التي تمتلئ بالمكتئبين
  • فرنسا بين شعارات الجمهورية وواقع التمييز.. المسلمون في مرمى السياسة
  • «بين دولارات أمريكا وأموال الخليج».. العروض تنهال على وسام أبو علي