الخرطوم- كشف وزير الداخلية السوداني خليل باشا سايرين للجزيرة نت، أن عدد "النزلاء" الذين أخرجتهم قوات الدعم السريع من السجون بعد اندلاع الحرب في 15 أبريل/نيسان 2023 بلغ أكثر من 19 ألفا.

وقال الوزير إن الذين غادروا السجون في الولايات المتأثرة بالحرب -في الخرطوم والجزيرة وسنار ودارفور- تم إخراجهم بواسطة قوات الدعم السريع ولم يهربوا طوعا أو بإرادتهم.

وأضاف أن بياناتهم موجودة لدى رئاسة قوات السجون، وقد تم إدراجهم في قوائم الحظر من السفر حتى لا يغادروا لخارج السودان عبر المطارات والمعابر الرسمية، لكنه لم يستبعد مغادرة بعضهم عن طريق التهريب عبر الحدود البرية الشاسعة للسودان مع دول الجوار.

وأوضح باشا أن هناك 5 سجون في ولاية الخرطوم تتفاوت درجة تهيئتها حسب مستوى الدمار والتخريب الذي طال كل سجن. وأكد أن "أوضاع السجون بالخرطوم مطمئنة، وستسهم في استعادة نشاط أجهزة العدالة بالمستوى المطلوب".

وزير الداخلية خليل باشا: سنطلب المساعدة من "الإنتربول" لإعادة السجناء الفارين خارج السودان (مواقع التواصل) حال السجون والنزلاء

وأوضح وزير الداخلية السوداني أن "معظم النزلاء الذين خرجوا من السجون انضموا للدعم السريع، وبعضهم أصلا كان من عناصر المليشيا المحكوم عليهم بجرائم مختلفة، حيث كان بسجن الهدى لوحده أكثر من 300 سجين من عناصر القوات".

إعلان

وأفاد أن عددا من هؤلاء النزلاء عادوا إلى السجون طوعا، في حين جرى القبض على عدد آخر محدود بواسطة المباحث وإعادتهم إلى السجون، أما الغالبية فلم تتم إعادتهم بعد.

وأضاف أنه سيتم الإعلان عن الإجراءات القانونية للعودة طوعا، ومن لم يستجب سيتم تعميم أسمائهم من خلال عمليات البحث والإعلام للقبض عليهم في كل الولايات الآمنة والمحررة.

وشدد باشا على أنهم سيفعِّلون كل الإجراءات الإدارية والجنائية لإعادتهم، بما في ذلك التعاون مع مكاتب الشرطة الجنائية الدولية "الإنتربول" في دول الجوار، للمساعدة في إعادة من غادر من السجناء إلى خارج السودان.

وأشار إلى أن حجم الضرر ليس كبيرا في سجون الهدى وسوبا ودبك بولاية الخرطوم، حيث بدأ تشغيلها بالفعل، وتم تخصيص سجني سوبا ودبك لمعتقلي الدعم السريع ومعاونيهم، وخُصص سجن الهدى للنزلاء والمحكومين العاديين في ولاية الخرطوم والولايات الأخرى، التي تعاني سجونها من التكدس.

أما سجن كوبر، فإن حجم الضرر فيه كبير، ويحتاج لصيانة وإعادة تأهيل، بينما تمت صيانة سجن أم درمان منذ تحرير المدينة وبه حاليا نحو 600 نزيل.

وأكملت إدارة السجون بالشرطة السودانية -خلال الأيام الماضية- انتقال قواتها لممارسة عملها من مقر رئاستها بمنطقة المقرن بالخرطوم، بعد استقرار الأحوال الأمنية عقب سيطرة الجيش السوداني على العاصمة، وأكدت استعدادها لتأمين كافة السجون والبدء بإجراءات الصيانة والتأهيل بكل مقرات السجون بالخرطوم.

كما شهدت الخرطوم زيارات لعدد من المسؤولين لتفقد السجون والوقوف على مدى جاهزيتها لاستقبال النزلاء سواء الهاربون أو الجدد، وتعهد رئيس القضاء السوداني مولانا عبد العزيز فتح الرحمن، خلال زيارته لولاية الخرطوم في أبريل/نيسان الماضي، بالتواصل مع السلطات المختصة لإعادة فتح السجون واستكمال المنظومة العدلية، بينما رحب النائب العام بالسودان الفاتح طيفور بعودة سجون ولاية الخرطوم للعمل.

إعلان شهادة سجين

التقت الجزيرة نت في دولة مجاورة للسودان بأحد المحكومين على ذمة قضية جنائية بإحدى مناطق وسط السودان، وقال للجزيرة نت إنه بعد هروبه من السجن تورّط -للأسف- في جريمة أخرى باضطراره للتعاون مع الدعم السريع قبل أن يتمكن من الهرب من المنطقة التي كانوا يُحكمون سيطرتهم عليها لخارج البلاد عن طريق التهريب.

وجزم أمير (اسم مستعار) أنه لم يكن ُيفكر في الهرب، ولكن "تم دفعهم لهذا الأمر دفعا" بعد اقتحام الدعم السريع لسجن الهدى، الذي خلا بعد اقتحامهم من السجانين والمسجونين، وقال إن "ما رآه بعينيه من جرائم ترتكبها المليشيا دون وازع من أخلاق أو ضمير لم يسمع به من كبار المجرمين الذين زاملهم في السجن لأكثر من 3 سنوات".

وترك أمير الباب مواربا أمام احتمال عودته للسودان وتسليم نفسه للسلطات المختصة بالخرطوم لقضاء ما تبقى من فترة حكمه، وقال إنه الآن محتار بين العودة وتسليم نفسه، أو البقاء مختبئا خارج السودان. وأضاف أن "الأمرين أحلاهما مرٌّ" بالنسبة له.

شرطة السجون السودانية أعلنت استئناف العمل بسجن كوبر الاتحادي (المركز الصحفي) "أسوأ إفرازات الحرب"

وحول إمكانية إعادة المحكومين الهاربين من السجون لخارج السودان، قال الصحفي السوداني المتخصص في قضايا الجريمة طارق عبد الله للجزيرة نت، إنه سيتم إعادتهم عن طريق "الإنتربول"، لكنه لم يستبعد فشل هذه الطريقة في حال تمكن الهاربون من الوصول لدول غير مستقرة أمنيا، وقال إن معظم حالات الهروب اتجهت إلى 3 دول هي ليبيا وتشاد وجنوب السودان.

واعتبر عبد الله أن عملية إطلاق سراح النزلاء والمحكومين تعد واحدة من أسوأ إفرازات الحرب الراهنة "لأنها أضاعت الحقوق الخاصة، وتم إطلاق سراح الآلاف من القتلة والمغتصبين وبعض المحكومين في قضايا إرهاب". وأشار إلى أن "هناك محكومين في قضايا حق خاص، سيجتهد المتضررون فيها بجمع المعلومات عن المتهمين في قضاياهم".

إعلان

وتوقّع أن يمتد تأثير هذه القضية وتهديدها للأمن بسبب خروج عصابات خطرة من السجن وجدت التسليح وأصبح لها شكل تنظيمي وقيادة، ويصاحبها تراجع في أداء الشرطة بسبب فقدانها الآلاف من منتسبيها وفقدانها لكميات من الأسلحة والآليات.

وأكد عبد الله الذي سبق أن اعتقلته قوات الدعم السريع بسجن سوبا أن "معظم الفارين من السجون -خاصة من الذين ينحدرون من حواضن التمرد- قد التحقوا بمليشيا الدعم السريع، فمات بعضهم وتم أسر آخرين، في حين لا يزال آخرون يقاتلون مع المليشيا، مثل علي رزق الله السافنا، الذي قاد هجوما فاشلا أمس على منطقة النهود بغرب كردفان" حسب قوله.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الدعم السریع من السجون

إقرأ أيضاً:

نشطاء يعلنون سقوط عشرات القتلى بهجوم لقوات دعم السريع في غرب السودان

(CNN)-- أعلن ناشطون محليون مقتل 60 شخصًا على الأقل في قصف شنته قوات الدعم السريع شبه العسكرية بطائرات مسيرة ومدفعية على ملجأ بمدينة الفاشر السودانية، مساء الجمعة وصباح السبت.

وتخضع مدينة الفاشر غرب السودان لحصار من قوات الدعم السريع، في محاولة منها للسيطرة على آخر معاقل الجيش السوداني في إقليم دارفور.

وأدى الحصار إلى انتشار الجوع والمرض في المدينة، كما استهدفت ضربات متواصلة شنتها طائرات بدون طيار والمدفعية ملاجئ النازحين والمساجد والمستشفيات والعيادات.

وقالت لجان مقاومة الفاشر في بيان، السبت: "لا تزال هناك جثث تحت الأنقاض، وآخرون احترقوا وهم أحياء داخل كرفانات الإيواء، أطفال ونساء وكبار قُتلوا بدم بارد". 

وأضافت لجان مقاومة الفاشر في بيان لاحق أن الملجأ تعرض للقصف مرتين بطائرات بدون طيار، و8 مرات بقذائف المدفعية.

وقالت لجان المقاومة إن مئات المدنيين قُتلوا جراء الهجمات، وقال سكان تحدثوا لوكالة "رويترز" إنهم حفروا مخابئ في منازلهم وأحيائهم من أجل الحماية.

وأضافت اللجنة أن المدينة تفقد 30 شخصا في المتوسط ​​يوميا بسبب العنف والجوع والمرض.

وبحسب وكالة الأنباء السودانية الرسمية "سونا"، فقد أدانت المقاومة الشعبية بولاية شمال دارفور بأشد العبارات ما وصفتها بـ"المجزرة البشعة" التي ارتكبتها مليشيا الدعم السريع استهدفت المدنيين العزّل في مراكز الإيواء بدار الأرقم وجامعة أم درمان الإسلامية في شمال دارفور.

مقالات مشابهة

  • (السيادة السوداني): نستنكر الصمت الدولي على جرائم (الدعم السريع)
  • السودان يدين الصمت الدولي تجاه هجمات «الدعم السريع» في الفاشر
  • السيادة السوداني يستنكر الصمت الدولي على جرائم الدعم السريع
  • سقوط قذائف داخل أحياء الدلنج إثر قصف لقوات الدعم السريع أمس
  • حكومة السودان تُطالب بمُساندة دولية للقضاء على الدعم السريع
  • عضو بمجلس السيادة يشيد بجهود مصر الدائمة لدعم السودان
  • نشطاء يعلنون سقوط عشرات القتلى بهجوم لقوات دعم السريع في غرب السودان
  • عضو مجلس السيادة السوداني الانتقالي: مطار الخرطوم يعود للخدمة قريبا
  • مقتل 53 وإصابة 21 في قصف ميليشيا الدعم السريع لمركز إيواء بالفاشر
  • 13 قتيلا في قصف لقوات الدعم السريع على مسجد في الفاشر في السودان