رضيعة فلسطينية تموت جوعا بين ذراعي أمها في غزة المحاصرة
تاريخ النشر: 4th, May 2025 GMT
تجلس الشابة الفلسطينية آية السكافي في أحد أماكن النزوح التي لجأت إليها بقطاع غزة، تمسك بهاتفها المحمول وتنظر بعيون دامعة إلى صورة رضيعتها جَنان، التي توفيت بين ذراعيها السبت، بسبب سوء التغذية ونقص الدواء، جراء تداعيات حرب الإبادة الإسرائيلية.
يأتي ذلك بينما يواصل الاحتلال الإسرائيلي حصاره المشدد على قطاع غزة وإغلاقه المعابر أمام دخول المساعدات والبضائع منذ الثاني من مارس/آذار الماضي.
ولدت جنان (4 أشهر) خلال حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بدعم أميركي بالقطاع، ووسط دخان القصف وهدير الانفجارات، وعاشت شهورا قصيرة ملؤها الجوع وانعدام أبسط مقومات الحياة.
جوع وحصار وموت
لم يمهلها الجوع ولا الحصار طويلا، فكانت جنان واحدة من عشرات الأطفال الذين سقطوا ضحايا لسياسة التجويع الممنهجة التي يتبعها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.
وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، ارتفاع عدد الوفيات بسبب سياسة التجويع الإسرائيلية إلى 57 فلسطينيا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، محذرا من تزايد العدد جراء إغلاق تل أبيب للمعابر ومنعها دخول المساعدات الإغاثية منذ شهرين.
ولأكثر من مرة، حذر مسؤولون فلسطينيون حكوميون وأمميون من مخاطر استمرار إغلاق إسرائيل للمعابر ومنعها دخول الإمدادات الأساسية من غذاء وأدوية ووقود ومياه للقطاع منذ شهرين.
وتخشى الأم السكافي (21 عاما) على حياة طفلها (نحو 4 سنوات) الوحيد لها الآن، من أن يلقى مصير رضيعتها جنان التي توفيت بمستشفى "الرنتيسي للأطفال" بمدينة غزة، وسط استمرار نقص الغذاء والدواء، ومواصلة إسرائيل الإبادة بحق المدنيين المحاصرين.
إعلانوأوضحت الأم أنها أنجبت طفلتها بشكل طبيعي لكنها بدأت تضعف شيئا فشيئا، حيث لم يكن هناك حليب، ولا دواء، ولا غذاء.
وقالت إن طفلتها توفيت بسبب سوء التغذية، وعدم تمكننا من مغادرة قطاع غزة لتلقي العلاج، نتيجة إغلاق إسرائيل للمعابر.
وأضافت أن طفلتها كانت بحاجة إلى السفر لتلقي العلاج في الخارج، مشيرة إلى أنها وجهت نداءات متكررة للعالم من أجل إنقاذها، لكن دون جدوى.
ووصفت فترة مُكثها في المستشفى بأنها "مؤلمة"، إذ كانت تبحث يوميا عن عبوة حليب واحدة لطفلتها في قطاع غزة، دون أن تجدها.
بدوره، قال المدير العام لوزارة الصحة في قطاع غزة منير البرش، إن 91% من سكان القطاع يعانون "أزمة غذائية" جراء الحصار الإسرائيلي المتواصل وإغلاق المعابر.
وأضاف أن غزة تعيش مأساة إنسانية مروعة، تجمع بين الجوع والفقر والمرض، نتيجة الإبادة الجماعية والحصار الإسرائيلي الخانق من خلال إغلاق المعابر وعدم دخول المساعدات.
وأوضح أن 65% من سكان غزة لا يحصلون على مياه نظيفة صالحة للشرب، وحوالي 92% من الأطفال والمرضعات يعانون من نقص غذائي حاد، ما يشكل تهديدا مباشرا لحياتهم ونموهم.
وأكد البرش أن غزة تشهد انهيارا جماعيا في جميع القطاعات، بفعل ما تمارسه إسرائيل من استخدام التجويع كسلاح حرب، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني.
والخميس، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أن القطاع دخل مرحلة متقدمة من المجاعة جراء الحصار الإسرائيلي.
ومطلع مارس/آذار 2025، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، لكن إسرائيل تنصلت منه، واستأنفت الإبادة في 18 من الشهر نفسه.
ومنذ الثاني من مارس/آذار الماضي، أغلقت إسرائيل معابر القطاع أمام دخول المساعدات الغذائية والإغاثية والطبية والبضائع، مما تسبب بتدهور كبير في الأوضاع الإنسانية للفلسطينيين وفق ما أكدته تقارير حكومية وحقوقية ودولية.
إعلانويعتمد فلسطينيو غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة، بشكل كامل على تلك المساعدات بعدما حولتهم الإبادة الجماعية التي تواصل إسرائيل ارتكابها منذ 19 شهرا إلى فقراء، وفق ما أكدته بيانات البنك الدولي.
وتأتي هذه الأزمة الإنسانية في ظل نزوح أكثر من 90% من فلسطينيي القطاع من منازلهم، بعضهم مر بهذه التجربة لأكثر من مرة، حيث يعيشون داخل ملاجئ مكتظة أو في العراء، ما زاد من تفشي الأمراض والأوبئة.
وبدعم أميركي ، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 170 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الحصار الإسرائیلی دخول المساعدات قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
احتجاجات في العاصمة السويدية على انتهاك “إسرائيل” لاتفاق وقف النار بغزة
الثورة نت /..
شهدت العاصمة السويدية ستوكهولم، اليوم السبت، احتجاجات على انتهاك الكيان الإسرائيلي اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، ومواصلته استهداف الفلسطينيين في القطاع والضفة الغربية بفلسطين المحتلة.
وتجمع مئات المتظاهرين في ميدان “أودنبلان” بستوكهولم، تلبية لدعوة العديد من منظمات المجتمع المدني.
وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها عبارات تطالب بـ “إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين فورا” و”إنهاء الإبادة والحصار” و”تأمين وصول المساعدات الإنسانية” و”إعادة إعمار غزة”.
كما دعا المحتجون الحكومة السويدية إلى فرض حظر عسكري شامل على “إسرائيل”.
ونقلت وكالة الأناضول، عن الناشط السويدي، فريدريك إريكسون، إنهم خرجوا إلى الشوارع للاحتجاج على “إسرائيل” لانتهاكها اتفاق وقف إطلاق النار.
وقال إريكسون، إن “السلام ليس موجودا لا في غزة ولا خارجها”.
وأوضح أن قطاع غزة والضفة الغربية، وحتى في الأماكن التي لا تتواجد فيها حركة “حماس”، تشهد تسجيل انتهاكات يومية لحقوق الإنسان.
واستشهد إريكسون، بما يقوم به المستوطنون وبمساعدة الجيش “الإسرائيلي”، بتهجير المدنيين الفلسطينيين قسرا وبشكل يومي في الضفة الغربية.
وأكد أنهم سيواصلون الاحتجاجات في الميادين “حتى تتحرر فلسطين”.
وأكمل إريكسون: “إذا لم تكن فلسطين حرة، فنحن أيضاً لسنا أحرارا. لذلك نرفض الصمت، لأنه إذا صمتنا، فنحن نشارك في الإبادة المستمرة التي ترتكبها إسرائيل”.
ويواصل جيش العدو الإسرائيلي والمستوطنون الصهاينة اعتداءاتهم وتصعيدهم في الضفة الغربية منذ بدء حرب الإبادة على غزة ما أسفر عن مقتل أكثر من 1119 فلسطينيا، وإصابة قرابة 11 ألفًا، واعتقال ما يزيد على 21 ألفًا آخرين.
وبدعم أمريكي وأوروبي، ارتكب جيش العدو الإسرائيلي منذ السابع من أكتوبر 2023، جرائم إبادة جماعية وحصار وتجويع في قطاع غزة أسفرت عن استشهاد 70,100 مدنياً فلسطينياً، غالبيتهم من الأطفال والنساء، وإصابة 170,983 آخرين، حتى اليوم، في حصيلة غير نهائية، حيث لا يزال الآلاف من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.
ودخل اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الماضي، بعد حرب إبادة جماعية صهيونية استمرت عامين متواصلين، غير أن جيش العدو الإسرائيلي يمارس خروقات يومية للاتفاق، وما يزال يمنع دخول غالبية المساعدات الإنسانية إلى القطاع.