تجلس الشابة الفلسطينية آية السكافي في أحد أماكن النزوح التي لجأت إليها بقطاع غزة، تمسك بهاتفها المحمول وتنظر بعيون دامعة إلى صورة رضيعتها جَنان، التي توفيت بين ذراعيها السبت، بسبب سوء التغذية ونقص الدواء، جراء تداعيات حرب الإبادة الإسرائيلية.

يأتي ذلك بينما يواصل الاحتلال الإسرائيلي حصاره المشدد على قطاع غزة وإغلاقه المعابر أمام دخول المساعدات والبضائع منذ الثاني من مارس/آذار الماضي.

ولدت جنان (4 أشهر) خلال حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بدعم أميركي بالقطاع، ووسط دخان القصف وهدير الانفجارات، وعاشت شهورا قصيرة ملؤها الجوع وانعدام أبسط مقومات الحياة.

جوع وحصار وموت

لم يمهلها الجوع ولا الحصار طويلا، فكانت جنان واحدة من عشرات الأطفال الذين سقطوا ضحايا لسياسة التجويع الممنهجة التي يتبعها الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني.

وأعلن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، ارتفاع عدد الوفيات بسبب سياسة التجويع الإسرائيلية إلى 57 فلسطينيا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، محذرا من تزايد العدد جراء إغلاق تل أبيب للمعابر ومنعها دخول المساعدات الإغاثية منذ شهرين.

ولأكثر من مرة، حذر مسؤولون فلسطينيون حكوميون وأمميون من مخاطر استمرار إغلاق إسرائيل للمعابر ومنعها دخول الإمدادات الأساسية من غذاء وأدوية ووقود ومياه للقطاع منذ شهرين.

يمنع الاحتلال دخول الإمدادات الأساسية من غذاء وأدوية ووقود ومياه لغزة منذ شهرين (الأناضول) خوف بعد الفقد

وتخشى الأم السكافي (21 عاما) على حياة طفلها (نحو 4 سنوات) الوحيد لها الآن، من أن يلقى مصير رضيعتها جنان التي توفيت بمستشفى "الرنتيسي للأطفال" بمدينة غزة، وسط استمرار نقص الغذاء والدواء، ومواصلة إسرائيل الإبادة بحق المدنيين المحاصرين.

إعلان

وأوضحت الأم أنها أنجبت طفلتها بشكل طبيعي لكنها بدأت تضعف شيئا فشيئا، حيث لم يكن هناك حليب، ولا دواء، ولا غذاء.

وقالت إن طفلتها توفيت بسبب سوء التغذية، وعدم تمكننا من مغادرة قطاع غزة لتلقي العلاج، نتيجة إغلاق إسرائيل للمعابر.

وأضافت أن طفلتها كانت بحاجة إلى السفر لتلقي العلاج في الخارج، مشيرة إلى أنها وجهت نداءات متكررة للعالم من أجل إنقاذها، لكن دون جدوى.

ووصفت فترة مُكثها في المستشفى بأنها "مؤلمة"، إذ كانت تبحث يوميا عن عبوة حليب واحدة لطفلتها في قطاع غزة، دون أن تجدها.

الأمم المتحدة وصفت المجاعة في غزة بأنها تجاوزت مرحلة الكارثة (الأناضول-أرشيف) أزمة غذاء خانقة

بدوره، قال المدير العام لوزارة الصحة في قطاع غزة منير البرش، إن 91% من سكان القطاع يعانون "أزمة غذائية" جراء الحصار الإسرائيلي المتواصل وإغلاق المعابر.

وأضاف أن غزة تعيش مأساة إنسانية مروعة، تجمع بين الجوع والفقر والمرض، نتيجة الإبادة الجماعية والحصار الإسرائيلي الخانق من خلال إغلاق المعابر وعدم دخول المساعدات.

وأوضح أن 65% من سكان غزة لا يحصلون على مياه نظيفة صالحة للشرب، وحوالي 92% من الأطفال والمرضعات يعانون من نقص غذائي حاد، ما يشكل تهديدا مباشرا لحياتهم ونموهم.

وأكد البرش أن غزة تشهد انهيارا جماعيا في جميع القطاعات، بفعل ما تمارسه إسرائيل من استخدام التجويع كسلاح حرب، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني.

والخميس، أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أن القطاع دخل مرحلة متقدمة من المجاعة جراء الحصار الإسرائيلي.

ومطلع مارس/آذار 2025، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وإسرائيل بدأ سريانه في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، لكن إسرائيل تنصلت منه، واستأنفت الإبادة في 18 من الشهر نفسه.

دخل قطاع غزة مرحلة متقدمة من المجاعة جراء الحصار الإسرائيلي (غيتي-أرشيف)

ومنذ الثاني من مارس/آذار الماضي، أغلقت إسرائيل معابر القطاع أمام دخول المساعدات الغذائية والإغاثية والطبية والبضائع، مما تسبب بتدهور كبير في الأوضاع الإنسانية للفلسطينيين وفق ما أكدته تقارير حكومية وحقوقية ودولية.

إعلان

ويعتمد فلسطينيو غزة البالغ عددهم 2.2 مليون نسمة، بشكل كامل على تلك المساعدات بعدما حولتهم الإبادة الجماعية التي تواصل إسرائيل ارتكابها منذ 19 شهرا إلى فقراء، وفق ما أكدته بيانات البنك الدولي.

وتأتي هذه الأزمة الإنسانية في ظل نزوح أكثر من 90% من فلسطينيي القطاع من منازلهم، بعضهم مر بهذه التجربة لأكثر من مرة، حيث يعيشون داخل ملاجئ مكتظة أو في العراء، ما زاد من تفشي الأمراض والأوبئة.

وبدعم أميركي ، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل جرائم إبادة جماعية في غزة خلّفت أكثر من 170 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الحصار الإسرائیلی دخول المساعدات قطاع غزة فی غزة

إقرأ أيضاً:

حماس: 66 طفلا فقدوا حياتهم بغزة جراء التجويع الإسرائيلي

قالت حركة حماس ، اليوم الاحد 29 يونيو 2025، إن 66 طفلا فلسطينيا فقدوا حياتهم في غزة بسبب مضاعفات سوء التغذية والمجاعة جراء الحصار الذي تفرضه إسرائيل على القطاع في إطار حرب الإبادة المستمرة منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وأضافت الحركة في بيان لها أن "حكومة مجرم الحرب نتنياهو تفرض حصارا مطبقا وتجويعا ممنهجا على قطاع غزة منذ بداية مارس/ آذار 2025".

وأشارت إلى أن "الجرائم الوحشية بحق الأطفال، بالتجويع والقصف والمجازر؛ تمثل انتهاكاً مريعاً للقوانين والقيم الإنسانية والدولية".

وتابعت: "الاحتلال يرتكب الجرائم وهو يعلم أنه محميّ من المحاسبة".

وطالبت حماس العالم بالتحرك الفوري والعاجل لوقف جريمة التجويع المستمرة.

المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين الصحة تنشر أحدث حصيلة لعدد شهداء غزة إصابة 4 مواطنين بينهم امرأة في اعتداء للمستوطنين جنوب الخليل 5 شهداء ومصابون من منتظري المساعدات برصاص الاحتلال شمال مدينة رفح الأكثر قراءة لجنة الامتحانات العامة تُصدر تعميما إلى طلبة الثانوية العامة الولايات المتحدة استخدمت 7 قاذفات "بي-2" شبحية في الهجوم على إيران وزير الدفاع الأميركية: دمرنا البرنامج النووي الإيراني القسام: قنص جندي إسرائيلي واستهداف آخرين شرق الشجاعية بقذائف هاون عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

مقالات مشابهة

  • وفاة شاب بسوء التغذية في غزة جراء التجويع الإسرائيلي
  • جراء التجويع الإسرائيلي.. استشهاد شاب بسوء التغذية في غزة
  • التعاون الإسلامي تدين تصعيد الإبادة في غزة وتدعو لتحرك دولي عاجل
  • الصحة العالمية: الوضع بغزة أكثر من كارثي والموت جوعا يجب أن يتوقف
  • بعد أن هتفت ضد إسرائيل في مهرجان ضخم... الولايات المتحدة تمنع فرقة بريطانية من دخول أراضيها
  • الاحتلال الإسرائيلي يواصل حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة لليوم الـ633
  • الأمم المتحدة لحقوق الإنسان: إسرائيل تقتل عائلات فلسطينية بأكملها
  • ‏وزير الخارجية الإسرائيلي: وجهة نظرنا هي أن قيام دولة فلسطينية من شأنه أن يهدد أمن دولة إسرائيل
  • حماس: 66 طفلا فقدوا حياتهم بغزة جراء التجويع الإسرائيلي
  • وزير المالية الإسرائيلي: لن نسمح بإقامة دولة فلسطينية .. وترامب سيحرر الشرق الأوسط