هل يجوز للزوجة التصدق من مال زوجها دون علمه؟ الأزهر للفتوى يجيب
تاريخ النشر: 4th, May 2025 GMT
تلقى مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية سؤالًا من سيدة تستفسر عن جواز التصدّق من مال زوجها دون علمه.
أجاب المركز قائلًا: الْحَمْدُ لِلهِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَىٰ سَيِّدِنَا وَمولَانَا رَسُولِ اللهِ، وَعَلَىٰ آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ وَالَاهُ. وبعد؛ فالتصدق من مال الغير بالشيء الثمين مشروط بإذن صاحب المال أو العلم برضاه؛ فلا يجوز للزوجة أن تتصدَّق بالثمين من مال زوجِها إلا بإذنه، أما الشيء اليسير الزهيد عادة وتعلم من حال زوجها رضاه عن تصرفها فيه؛ فلا حرج على الزوجة في التصدق به دون إذنه؛ لأنه يدخل في المأذون لها بالتصرُف فيه، ويحصُل به الأجر إن شاء الله تعالى؛ لحديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، قالت قال رسول الله ﷺ:«إِذَا أَنْفَقَتِ المَرْأَةُ مِنْ طَعَامِ بَيْتِهَا غَيْرَ مُفْسِدَةٍ كَانَ لَهَا أَجْرُهَا بِمَا أَنْفَقَتْ، وَلِزَوْجِهَا بِمَا كَسَبَ، وَلِلْخَازِنِ مِثْلُ ذَلِكَ، لاَ يَنْقُصُ بَعْضُهُمْ أَجْرَ بَعْضٍ شَيْئًا».
[صحيح البخاري]
قال الإمام الصنعاني رحمه الله: "فيه دليل على جواز تصدق المرأة من بيت زوجها، والمراد إنفاقها من الطعام الذي لها فيه تصرف بصنعته للزوج ومن يتعلق به، بشرط أن يكون ذلك بغير إضرار، وأن لا يخل بنفقتهم". [سبل السلام (4/ 65 )] ولحديث أسماء بنت أبي بكر؛ أنها جاءت النبي ﷺ فقالت: يَا نَبِيَّ اللَّهِ! لَيْسَ لِي شَيْءٌ إِلَّا مَا أَدْخَلَ عَلَيَّ الزُّبَيْرُ. فَهَلْ عَلَيَّ جُنَاحٌ أَنْ أَرْضَخَ مِمَّا يُدْخِلُ عَلَيَّ؟ فقال ﷺ: «ارْضَخِي مَا اسْتَطَعْتِ وَلَا تُوعِي فَيُوعِيَ اللَّهُ عَلَيْكِ». [متفق عليه] والرضخ: إعطاء شيء ليس بالكثير؛ أي لك أن تعطي مما تعلمي أن الزبير يرضاه. وعليه؛ فلا حرج على الزوجة في التصدق باليسير من مال الزوج الذي تطيب به نفسه في العادة ويحصُل به الأجر إن شاء الله، فإن عُلم من حاله أنه لا يرضى به لا يجوز لها التصدق دون إذنه. وَصَلَّىٰ اللَّه وَسَلَّمَ وبارَكَ علىٰ سَيِّدِنَا ومَولَانَا مُحَمَّد، وَعَلَىٰ آلِهِ وصَحبِهِ والتَّابِعِينَ، والحَمْدُ للَّه ربِّ العَالَمِينَ.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: هل يجوز الزوجة رسول الله ام المؤمنين رحمة الله صاحب مركز الأزهر مركز الازهر العالمي للفتوى الالكترونية أم المؤمنين عائشة الأزهر العالمي للفتوى عائشة رضي الله عنها صحيح البخاري مال زوجها من مال
إقرأ أيضاً:
هل يجب على الزوجة خدمة أهل زوجها؟.. احرصي عليها لسبب واحد
لاشك أن السؤال عن هل يجب على الزوجة خدمة أهل زوجها ؟، يعد أحد الأمور التي يترتب عليها الكثير من المشاكل الزوجية ، والتي قد تصل في بعض الأحيان إلى هدم البيوت وخرابها، لما يدور في نطاق سؤال : هل يجب على الزوجة خدمة أهل زوجها ؟ اعتقادات خاطئة وعدم معرفة بالحقوق والواجبات، لذا فإنه ينبغي معرفة حقيقة هل يجب على الزوجة خدمة أهل زوجها ؟ منعًا للمشاكل.
قال الشيخ هشام ربيع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن هناك بعض المشاكل الأسرية التي تنشأ بسبب تدخل أهل الزوج أو الزوجة، خاصة في الريف، حيث يُطلب من الزوجة أن تهتم بأهل زوجها، وهذا يعتبر خطأ.
وأوضح " ربيع " في إجابته عن سؤال : هل يجب على الزوجة خدمة أهل زوجها ، فأنا زوجة أعيش مع حمايا وحماتي وأواجه بعض المشاكل منها أن الحما أحيانًا يكون تعامله معي سيئًا، فهل أُحاسب على معاملته؟، أنه ليس من الشرع أن تكون الزوجة ملزمة بخدمة ورعاية أهل زوجها.
وأضافت: ولكن من العرف الاجتماعي أن يُعتبر الحما كوالديها ، منوهًا بأنه لا يجب أن تشعر بأي إثم في معاملتها له، بل على العكس، يظهر ذلك طيب معدنها وحسن أخلاقها، إذ أنها تقوم بعمل ليس مفروضًا عليها.
وأشار إلى أننا هنا نتحدث عن العدل والإنصاف، لا يمكن لأحد أن يُلزمها بخدمة حماتها أو حماها، ولكن، يجب أن تحترم الأعراف الاجتماعية ولطف الأصل، وعليها أن تأخذ في اعتبارها أن زوجها يحتاج إلى دعمها ورعايتها.
حكم خدمة الزوجة لأهل زوجهاقالت الدكتورة نادية عمارة ، الداعية الإسلامية، إن خدمة المرأة لأهل زوجها أمر مستحب ومشروع وليس واجبًا عليها، لكنه يعد من باب البر بالزوج وحسن العشرة معه، وجرت العادة بذلك، إلا إذا شق عليها، وترتب عليه ضرر بنفسها أو بيتها وزوجها وأولادها.
واستشهدت «عمارة» في حكم خدمة الزوجة لأهل زوجها ، بما ورد في الصحيحين عن جابرٍ رضي الله عنهما أنَّه تزوَّج ثيِّبًا، فقال لهُ رسولُ الله صلَّى الله عليه وسلم: «أَفَلاَ جَارِيَةً تُلاَعِبُهَا وَتُلاَعِبُكَ!»، فقال: يا رسولَ الله، قُتِلَ أبي يومَ أُحُدٍ وتَرَكَ تِسْعَ بناتٍ فَكَرِهْتُ أن أجْمَع إليهنَّ خرقاءَ مِثْلهُنَّ، ولكن امرأة تُمشطهنَّ وتقوم عليهنَّ، قال: «بَارَكَ اللَّهُ لَكَ أَوْ قَالَ خَيْرًا» وفي رواية قال: «أحسنت».
وأوضحت في ردها على سؤال حول حكم خدمة الزوجة لأهل زوجها وعلى وجه الخصوص أمه.. وهل هو أمر واجب شرعا؟، أن العلماء استدلوا بهذا الحديث على جواز خدمة المرأة أهل زوجها وأولاده وأخواته، وأنَّه لا حرج على الرَّجُل إذا قصد ذلك من امرأته، ما دامت العادة جارية بذلك؛ لذا لم ينكره النبي صلى الله عليه وسلم، لكن هذه الخدمة غير واجبة عليها، وإنَّما تفعلها برضاها.
و بين الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء، متحدثا عن حكم خدمة الزوجة لأهل زوجها، أن هذه الأسئلة تعبر عن رغبة في إيصال رسالة للغير، وخاصة من الزوجة إلى الزوج.
وتابع أمين الفتوى بدار الإفتاء في حكم خدمة الزوجة لأهل زوجها ، قائلاً: دعونا نخرج من حكم الوجوب لخدمة الزوجة أم زوجها، إلى مرحلة الاستحباب لخدمة أم الزوجة، فللمرأة أن تتذكر أنها ستكون يوما من الأيام كبيرة في السن وتحتاج من يخدمها، منوها بأن "صنائع المعروف تقي مصارع السوء".
و أكد أن خدمة أم الزوج ليست واجبة على الزوجة، ولكن هناك رفعة قد تحصل للمسلم بطاعة قد لا تحصل له بصلاة أو صيام، فعلى المرأة أن تغتنم هذه المنحة الربانية التي اختصها الله بها بخدمة أم الزوجة.