غرامة أوروبية كبيرة على تطبيق تيك توك بسبب الخصوصية
تاريخ النشر: 5th, May 2025 GMT
في ضربة أوروبية لتطبيق "تيك توك"، فرضت هيئة حماية البيانات الأيرلندية (DPC) غرامة بلغت 530 مليون يورو على المنصة الشهيرة، بعد تحقيقات كشفت نقلًا غير قانوني لبيانات مستخدمين أوروبيين إلى الصين، في مخالفة صريحة للائحة العامة لحماية البيانات الأوروبية (GDPR).
ويعد قرار العقوبة على تطبيق "تيك توك" هو ثالث أكبر عقوبة تُفرض في تاريخ اللائحة الأوروبية منذ دخولها حيز التنفيذ في عام 2018.
وجاءت هذه الغرامة الضخمة في أعقاب كشف الهيئة الأيرلندية أن "تيك توك" أرسل بيانات شخصية لمستخدمين داخل الاتحاد الأوروبي إلى خوادم في الصين، دون اتخاذ التدابير الكافية لحمايتها من سلطات الرقابة الصينية.
وأشارت الهيئة إلى أن الشركة فشلت في تقييم المخاطر المترتبة على ذلك، خاصة في ظل القوانين الصينية التي تتيح للحكومة الوصول إلى بيانات الشركات الخاصة.
وأكدت الهيئة أن تيك توك لم يكن شفافًا مع المستخدمين بين عامي 2020 و2022، حيث لم يُطلعهم على أن بياناتهم قد تُنقل خارج أوروبا، إلى بيئة قانونية مختلفة جذريًا عن المعايير الأوروبية.
ولفتت إلى أن الشركة لم تُحدث سياسة الخصوصية إلا في أواخر عام 2022، حين بدأت بالامتثال نسبيًا للقواعد الأوروبية.
تفاصيل الغرامة والتحقيق
وفق بيان رسمي، قُسمت الغرامة إلى جزأين، الأول 485 مليون يورو بسبب عمليات النقل غير المشروعة للبيانات إلى الصين، والثاني 45 مليون يورو بسبب نقص الشفافية وعدم إبلاغ المستخدمين
وقال نائب مفوض الهيئة الأيرلندية، غراهام دويل، إن الهيئة "تأخذ على محمل الجد" اكتشاف وجود "بيانات محدودة لمستخدمين أوروبيين" على خوادم صينية، مشيرًا إلى أن تيك توك أكدت حذف تلك البيانات، لكن الهيئة لا تزال تفكر في اتخاذ إجراءات تنظيمية إضافية.
وأمهلت الهيئة الشركة ستة أشهر فقط لتعديل ممارساتها، أو تعليق عمليات نقل البيانات نهائيًا إلى الصين، في خطوة قد تؤثر جذريًا على أعمال التطبيق داخل أوروبا.
موقف الشركة وردها على القرار
من جانبها، رفضت شركة "تيك توك" نتائج التحقيق، وأعلنت عزمها الاستئناف الكامل ضد القرار. وقالت كريستين غران، رئيسة السياسات العامة للشركة في أوروبا:
"نشعر بخيبة أمل لأن هيئة البيانات لم تأخذ بجدية الضمانات التي نفذناها، في وقت نستخدم فيه نفس الآليات القانونية التي تعتمدها آلاف الشركات الأخرى".
وأشارت غران إلى استثمار 12 مليار يورو في مشروع "كلوفر" لإنشاء مراكز بيانات داخل الاتحاد الأوروبي، وهو ما اعتبرته التزامًا واضحًا بتخزين البيانات محليًا، وإن لم يكن كافيًا لتغيير قرار الهيئة.
كما نفت تيك توك تلقيها أي طلب من السلطات الصينية للحصول على بيانات المستخدمين الأوروبيين، مؤكدة أنها لم تقدم أي معلومات شخصية إلى بكين.
تأتي هذه التطورات في ظل تصاعد التوتر الدولي بشأن العلاقة بين شركات التكنولوجيا الصينية والحكومة الصينية، خاصة فيما يتعلق بأمن البيانات الشخصية.
وتزامن القرار الأوروبي مع حملات متزايدة في الولايات المتحدة وكندا واليابان ودول أوروبية أخرى للتحقيق في ممارسات "تيك توك"، بل والنظر في حظر استخدامه في بعض المؤسسات الحكومية.
وبينما يسعى "تيك توك" لإثبات استقلاله عن أي تأثير حكومي صيني، تزداد الضغوط الغربية عليه، ما قد يضع مستقبله في أوروبا على المحك.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي تكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا تيك توك غرامة الخصوصية غرامة الخصوصية تيك توك هيئة حماية البيانات الايرلندية المزيد في تكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا علوم وتكنولوجيا سياسة تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا تكنولوجيا سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تیک توک
إقرأ أيضاً:
خبير تربوي: الذكاء الاصطناعي يسهم في تسهيل المذاكرة وقد يقضي على الدروس الخصوصية قريبًا
أكد الدكتور عاصم حجازي، أستاذ علم النفس التربوي المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية بجامعة القاهرة، أن الذكاء الاصطناعي يمثل ثورة تكنولوجية هائلة يمكن للطلاب الاستفادة منها بشكل كبير في عملية المذاكرة، مشيرًا إلى أن استخدام هذه التقنيات الحديثة بشكل واعٍ يمكن أن يحدث تحولًا جوهريًا في أساليب التعلم، بشرط ألا يعتمد الطالب عليها بشكل مبالغ فيه، بل يستخدمها كوسيلة مساعدة تعزز قدراته وتدعمه في التحصيل الدراسي.
وأوضح أن من أبرز مزايا الذكاء الاصطناعي قدرته على تصميم خطط تعلم فردية تتناسب مع قدرات كل طالب، حيث يستطيع تحليل نقاط القوة والضعف واقتراح خطوات علاجية دقيقة تسهم في تحسين الأداء.
كما يمكنه تلخيص المقررات الدراسية وعقد المقارنات واستخلاص العلاقات بين المفاهيم وتقديم تفسيرات واستنتاجات تساعد على تعميق الفهم.
وأشار إلى أن الذكاء الاصطناعي قادر أيضًا على إنشاء خرائط ذهنية عادية وتفاعلية، مما يساعد الطلاب على تنظيم المعلومات وتثبيتها بشكل أفضل، إضافة إلى توليد الأسئلة وفقًا للمواصفات المعتمدة من وزارة التربية والتعليم، ووفق المستويات المعرفية المتنوعة، ما يوفر تدريبًا فعالًا على نمط الامتحانات.
وبيّن أن من ضمن الاستخدامات المهمة تحويل المحتوى الدراسي إلى صيغ متعددة تتماشى مع ميول وأساليب التعلم المفضلة لدى الطلاب، فضلًا عن إمكانية تنظيم الوقت وجدولة المهام بشكل أكثر كفاءة. كما يمكنه تحويل الدروس إلى محتوى تفاعلي، وتلعيب المناهج الدراسية لتصبح أكثر جذبًا وتحفيزًا.
وأكد الدكتور عاصم أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساهم في إعداد اختبارات محاكية لامتحانات نهاية العام، إلى جانب دعمه للتعلم التعاوني ومشاركة المعرفة، وإثراء المحتوى من خلال تقديم شروحات إضافية، بل ومحاكاة التجارب العلمية داخل معامل افتراضية توفر بيئة تعليمية غنية وآمنة.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن الذكاء الاصطناعي أصبح أداة تعليمية متقدمة تسهّل عملية المذاكرة وتوفر مساندة حقيقية للطلاب، متوقعًا أن يسهم تطوره المستمر في تقليل الاعتماد على الدروس الخصوصية، وربما القضاء عليها نهائيًا في المستقبل القريب.