وزيرة التضامن تشهد افتتاح فعاليات المؤتمر العام العاشر لمنظمة المرأة العربية
تاريخ النشر: 5th, May 2025 GMT
شهدت الدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي رئيسة المجلس الأعلى لمنظمة المرأة العربية في دورتها الحالية، افتتاح فعاليات المؤتمر العام العاشر لمنظمة المرأة العربية برئاسة جمهورية مصر العربية دولة رئاسة المنظمة في دورتها الحادية عشرة، حيث يقام المؤتمر تحت رعاية السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، وبحضور الدكتور بدر عبد العاطي وزير الخارجية والهجرة وشؤون المصريين بالخارج، والدكتورة حورية الطرمان وزيرة الدولة لشؤون المرأة بدولة ليبيا، والمستشارة أمل عمار رئيسة المجلس القومي للمرأة، والدكتورة فاديا كيوان مدير عام منظمة المرأة العربية.
ويقام المؤتمر العام العاشر لمنظمة المرأة العربية تحت عنوان " التواصل والتمكين والحماية للنساء والفتيات من العنف السيبراني والعنف الناتج عن وسائل التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي".
وشهد المؤتمر تكريم السفيرة مرفت التلاوي رئيسة المجلس القومي للمرأة السابقة تقديرا لمجهوداتها.
واستهلت وزيرة التضامن الاجتماعي كلمتها بتوجيه أسمي معاني الشكر للسيد رئيس الجمهورية لرعاية هذا المؤتمر المهم، والذي يعد ترجمة للإرادة السياسية لتمكين المرأة في كافة المجالات، معربة عن تشرفها لتناول قضية العنف والجرائم السيبرانية المتصاعدة ضد النساء والفتيات في عصر أحدثت فيه التكنولوجيا الرقمية تحولاً جذرياً في حياتنا، وفتحت آفاقاً غير مسبوقة للتواصل والمعرفة والتنمية، ولكن يبرز وجه آخر لهذه الثورة التكنولوجية، يتمثل في استخدامها كأداة لترسيخ التمييز وممارسة العنف، لاسيما ضد الفئات الأكثر عرضة للخطر، وفي مقدمتهن النساء والفتيات.
وأكدت الوزيرة، أن العنف السيبراني ضد المرأة ليس مجرد إساءة استخدام للتكنولوجيا، بل هو امتداد وتفاقم لأنماط العنف التي تعاني منها النساء في كافة أنحاء الدول، ويمثل ذلك انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان الأساسية، وتهديداً لكرامة المرأة وأمنها وسلامتها، كما تؤكد جمهورية مصر العربية التزامها الراسخ بحماية كافة مواطنيها، وتولي اهتماماً خاصاً لضمان أمن وسلامة المرأة والفتاة، بما في ذلك الفضاء الرقمي الذي أصبح جزءاً لا يتجزأ من واقعنا المعاصر.
وأشارت وزيرة التضامن الاجتماعي، إلى أن العنف السيبراني بأشكاله المختلفة، من التحرش الإلكتروني والابتزاز إلى نشر المعلومات الخاصة والتشهير، بات واقعًا مؤلمًا يطال العديد من النساء والفتيات، مخلفًا آثارًا نفسية واجتماعية وخيمة، مشددة على أن منظمة المرأة العربية، إيمانًا منها بدورها المحوري في الدفاع عن حقوق المرأة وتمكينها، تولي هذا الموضوع اهتمامًا خاصًا، ونحن هنا في جمهورية مصر العربية نؤمن إيمانًا راسخًا بأهمية حماية النساء والفتيات في كافة المجالات، بما فيها الفضاء الرقمي.
وأوضحت أن الإرادة السياسية لرئيس الجمهورية هي العامل الأساسي لتمكين المرأة في مصر والالتزام بتمكين المرأة ينعكس وفي جميع البيانات الرسمية، التي تذكر أن تمكين المرأة "واجب" لأنه حق من حقوقها، حيث خطت الدولة المصرية خطوات جادة وملموسة في سبيل مكافحة العنف السيبراني وحماية المرأة والفتاة من مخاطرة، كما تلتزم جمهورية مصر العربية، بموجب دستورها، بضمان المساواة بين جميع المواطنين وحماية حقوقهم وحرياتهم، وتعمل الدولة، من خلال مؤسساتها المختلفة، على ترجمة هذه الالتزامات إلى سياسات وبرامج تهدف إلى تمكين المرأة وحمايتها من كافة أشكال العنف والتمييز.
وحققت مصر تقدماً ملموساً حيث تسلط الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة المصرية 2030 الضوء على أهمية الرقمنة والتكنولوجيا والابتكار والشمول المالي منذ عام 2017، وتضمنت المبادرات والأطر الوطنية للتمكين والاستثمار في الفتيات أنشطة للتوعية بموضوعات التكنولوجيا والابتكار، فلدينا 36% خريجات التعليم العالي، و48%نسبة المرأة في البحث العلمي، و 40% نسبة النساء العاملات بقطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، و 50% القيادات النسائية بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، كما نفذت مصر برامج ومبادرات لتشجيع المرأة للدخول في مجالات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، والعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.
وبلغت إجمالي براءات الاختراعات خلال الـ 10 أعوام الماضية 965 منهم 131 من السيدات و318 السيدات والرجال معاً.. وتمت الشراكة لأول مرة مع المنظمة العالمية للملكية الفكرية "ويبو"، لتمكين رائدات الأعمال بالمجتمعات المحلية، وتم إطلاق منصة لتمكين المرأة تُقدم فرصًا تدريبية وجوائز لأفضل أفكار مبتكرة، وأطلقت مصر هاكثون تكنولوجي لمواجهة العنف ضد المرأة، بالإضافة إلي حملات التوعوية بالتعاون مع منصاتالتواصل الاجتماعي، لتوفير بيئة آمنة للمرأة.
وأوضحت وزيرة التضامن الاجتماعي، على الصعيد العالمي، يمثل العنف السيبراني ضد المرأة، خاصة المرأة في المناصب القيادية والحياة العامة يستهدفها في أوج نشاطها وتأثيرها، وتسعى حملات التشويه والتحريض إلي تقويض إنجازاتها.. ويتجاوز هذا العنف حدود الإيذاء النفسي ليشمل انتهاكًا صارخًا لخصوصيتها، من خلال أشكال مختلفة مثل اختراق حساباتها وسرقة بياناتها الشخصية ونشر محتوي شخصي دون رضاها، هذا التعدي على الخصوصية يترك ندوبًا عميقة ويحول الفضاء الرقمي، الذي كان من الممكن أن يكون أداة تمكين وتواصل، إلى ساحة للخوف والترهيب، وحالياً، يتزايد الاعتراف داخل المحافل الدولية بأن العنف ضد المرأة قد اتخذ أبعاداً جديدة وخطيرة في العصر الرقمي، فالأمم المتحدة، من خلال هيئاتها المختلفة، والمنظمات الإقليمية، تسلط الضوء بشكل متزايد على هذه المشكلة وتدعو إلى اتخاذ إجراءات لمواجهتها.
وتساهم المبادرات العالمية، مثل حملة الـ 16 يوماً لمناهضة العنف ضد المرأة في رفع مستوى الوعي بهذه القضية، بما في ذلك أبعادها الرقمية، وقد استحدثت لجنة خبراء اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة (سيداو) التوصية العامة رقم ٤٠ والمعنية بتعزيز قيادة المرأة، نصوصاً واضحة عن أثر العنف السيبراني ضد المرأة علي تراجع تولي المرأة مناصب قيادية وسياسية ومشاركتها في الحياة العامة، وجاء هذا التوجه إدراكا لأن العنف السيبراني، مثل التشهير والتحرش عبر الإنترنت، يمكن أن يؤدي إلى تقويض مشاركة المرأة في الحياة العامة، مما يثنيها عن السعي لشغل مناصب قيادية، كما تخلق هذه البيئة الرقمية المعادية صورة سلبية قد تؤدي الي تراجع شديد في ملف تمكين المرأة، وإدراكاً لخطورة التحديات التي يفرضها الفضاء الرقمي، بدأت مصر جهودها حين أصدرت مصر القانون رقم 175 لسنة 2018 بشأن مكافحة جرائم تقنية المعلومات، والذي دخل حيز التنفيذ في 15 أغسطس 2018، يمثل هذا القانون حجر الزاوية في الاستجابة التشريعية المصرية للجرائم السيبرانية، ويهدف إلى تحقيق عدة غايات أساسية، منها تنظيم الفضاء الرقمي وتعزيز الثقة في استخدام الخدمات الإلكترونية، حماية البيانات والمعلومات الشخصية والحكومية من الاختراقات والمخاطر الإلكتروني، توفير إطار قانوني فعال لمكافحة الجرائم الإلكترونية بمختلف أشكالها، حماية الحياة الخاصة وكرامة الأفراد من الانتهاكات التي تتم عبر الوسائل التقنية، وردع الاستخدام غير المشروع للتكنولوجيا للإساءة للآخرين.
وتعمل أجهزة إنفاذ القانون في مصر، بما في ذلك الإدارات المتخصصة في مكافحة جرائم الإنترنت، على تطبيق هذه القوانين وملاحقة مرتكبي الجرائم الإلكترونية، وتتوفر قنوات للإبلاغ عن هذه الجرائم، مثل الخط الساخن للمجلس القومي للمرأة، ويقود المجلس القومي للمرأة بالتعاون مع الحكومة ومنظمات المجتمع المدني بإطلاق حملات توعية تستهدف مختلف شرائح المجتمع لرفع الوعي بمخاطر العنف السيبراني وكيفية الوقاية منه والإبلاغ عنه، كما يتم تنفيذ برامج تدريبية لتمكين النساء والفتيات رقميًا وتعزيز استخدامهن الآمن للتكنولوجيا.
كما تحرص مصر على تبادل الخبرات وأفضل الممارسات مع الدول والمنظمات الإقليمية والدولية في مجال مكافحة العنف السيبراني وحماية المرأة، مشيرة إلى أن التصدي لظاهرة العنف السيبراني ضد النساء والفتيات ليس مسؤولية جهة واحدة، بل يتطلب تضافر جهود الحكومات، والمنظمات الدولية، وشركات التكنولوجيا، والمجتمع المدني، والمؤسسات التعليمية، والأفراد، لا يمكن تحقيق تقدم حقيقي دون نهج تشاركي وشامل، لذلك تدعو جمهورية مصر العربية الدول الشريكة إلى العمل معاً لتحقيق تعزيز الأطر القانونية لضمان حماية المرأة والفتاة من العنف الناتج عن التكنلوجيا، تبادل الخبرات وتنظيم برامج تدريب مشتركة للعاملين في قطاعات إنفاذ القانون والقضاء والنيابة العامة، لرفع كفاءتهم في التحقيق في هذه الجرائم، والتعامل مع الأدلة الرقمية بحساسية، وفهم احتياجات الضحايا وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي لهن.
والاستثمار في حملات توعية عامة وبرامج تعليمية تستهدف جميع فئات المجتمع، وخاصة الشباب، لتعزيز المواطنة الرقمية المسؤولة، والوعي بمخاطر الإنترنت، ونشر ثقافة المساواة بين الجنسين، وتحدي الصور النمطية والأعراف الاجتماعية المغلوطة التي تغذي العنف، إضافة إلى ذلك، تلعب شركات التكنولوجيا ومنصات التواصل الاجتماعي دوراً حاسماً في تشكيل البيئة الرقمية، كما أن دور المنصات يتجاوز كونها مجرد وسيط محايد، فخياراتها التصميمية وسياساتها تؤثر بشكل مباشر على سلامة المستخدمين، مما يستدعي تبني نهج استباقي يركز على دمج السلامة في كل مراحل تطوير المنتج والخدمة، وبالتالي تتحمل مسؤولية كبيرة في ضمان سلامة مستخدميها. لذلك ندعو هذه الشركات إلي تطبيق سياسات سلامة قوية وإنفاذ فعال واعتماد وتطبيق سياسات مجتمعية واضحة ومتاحة للجميع، تجرم صراحةً العنف والتحرش ضد المرأة بكافة أشكالهما، وضمان إنفاذ هذه السياسات بشكل صارم ومتسق، مع توفير آليات شفافة وفعالة للشكوى والطعن في القرارات.
ودمج اعتبارات سلامة المستخدمين، خاصة النساء والفتيات، في صميم تصميمات المنتجات والخدمات الرقمية وتطويرها، من خلال توفير أدوات تحكم قوية في الخصوصية، وخيارات متقدمة للحظر والتصفية، وآليات إبلاغ سهلة الاستخدام، وتطوير أنظمة إبلاغ سهلة الاستخدام، تراعي الحساسيات الثقافية، وتكون فعالة في التعامل مع البلاغات المتعلقة بالتعاون مع الحكومات والمجتمع المدني في مبادرات تهدف إلى تعزيز الوعي الرقمي، وتشجيع السلوك المحترم عبر الإنترنت، وتوعية المستخدمين بالمخاطر المحتملة وكيفية حماية أنفسهم.
وأكدت وزيرة التضامن الاجتماعي أننا نجدد الدعوة إلى شراكة قوية، وإلى التزام متجدد من كافة الأطراف الفاعلة - حكومات، وشركات تكنولوجيا، ومنظمات دولية، ومجتمع مدني، حيث إن التقدم المنشود لن يتحقق إلا من خلال تحمل المسؤولية المشتركة وتنسيق الجهود وتكامل الأدوار.
واختتمت وزيرة التضامن الاجتماعي كلمتها قائلة: "ولن نغفل في هذا المحفل، الحديث عن المعاناة الذي يمر بها أهلنا في غزة، أثر الحرب والأعمال العدائية واستهداف المدنيين. الذين يوجهون عوائقَ لا يمكن تجاوزها ويتلاشى الوصول إلى الرعاية الطبية، والخدمات وضروريات الحياة اليومية. ونكرر رفضنا القاطع للوضع اللاإنساني الذي يعيشه أهلنا في قطاع. إن استمرار الحصار وتدهور الأوضاع المعيشية والصحية يشكل وصمة عار على جبين الإنسانية جمعاء. ونكرر مطالبة المجتمع الدولي بالتحرك الفوري لرفع الظلم وتقديم الدعم اللازم لضمان حياة كريمة وآمنة لسكان القطاع".
وحرصت وزيرة التضامن الاجتماعي على ختم كلمتها بكلمات فخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، "إن ترحيل أو تهجير الشعب الفلسطيني هو ظلم لا يمكن أن نشارك فيه" وأن ثوابت الموقف المصري التاريخي للقضية الفلسطينية لا يمكن التنازل عنها".
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: وزيرة التضامن وزيرة التضامن الاجتماعي الدكتورة مايا مرسي منظمة المرأة العربية وزیرة التضامن الاجتماعی لمنظمة المرأة العربیة جمهوریة مصر العربیة النساء والفتیات لتمکین المرأة الفضاء الرقمی القومی للمرأة تمکین المرأة المرأة فی ضد المرأة أن العنف من خلال لا یمکن بما فی
إقرأ أيضاً:
التضامن الاجتماعي تشارك باحتفالية تمكين ذوي الهمم بالنيابة الإدارية
شاركت وزارة التضامن الاجتماعي، في احتفالية "جهود الدولة في تمكين الأشخاص ذوي الاعاقة"، التي نظمتها وحدة شؤون المرأة و حقوق الإنسان ذوي الاعاقة بالنيابة الإدارية.
حيث جاءت هذه الاحتفالية تحت رعاية وحضور المستشار عبد الراضي صديق رئيس هيئة النيابة الإدارية، بهدف استعراض جهود الدولة في تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة، وإدماجهم في جميع القطاعات المختلفة.
ومثل وزارة التضامن الاجتماعي، في الاحتفالية خليل محمد رئيس الإدارة المركزية لشؤون الأشخاص ذوي الإعاقة ، والذي توجه بخالص الشكر لوحدة شئون المرأة وحقوق الإنسان وذوي الإعاقة بهيئة النيابة الإدارية على دعوتها الكريمة، وعلى اهتمامها الواعي بهذا الملف الإنساني والمجتمعي بالغ الأهمية.
ونقل خليل، للحضور تحيات الدكتورة مايا مرسى وزيرة التضامن الاجتماعي وتمنياتها بلقاء ناجح ومثمر ومفيد.
وأكد رئيس الإدارة المركزية لشؤون الأشخاص ذوي الإعاقة ، أن ملف تمكين الأشخاص ذوي الاعاقة يعد أحد الملفات التي أولتها الدولة المصرية أهمية خاصة، باعتباره التزامًا وطنيًا وأخلاقيًا ودستوريًا، حيث كانت مصر من أولى الدول التي سارعت في التصديق على الاتفاقية الدولية لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، لتصبح بذلك ملزمة أمام المجتمع الدولي بتوفير سبل التمكين والدعم اللازم .
وتابع: كما نص الدستور المصري، في مادته (81) وعدد (9) مواد أخرى، على التزام الدولة بضمان حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، ثم كان صدور قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة رقم 10 لسنة 2018، ولائحته التنفيذية والذي أرسى قواعد واضحة لضمان حقوقهم في التعليم، والعمل، والصحة، والحماية الاجتماعية، والمشاركة المجتمعية، وجاءت رؤية مصر 2030 لتؤكد على أهمية العدالة الاجتماعية، وعدم ترك أحد خلف الركب.
وأضاف أن وزارة التضامن الاجتماعي، وبتوجيهات القيادة السياسية، تتبنى نهجًا شاملًا في تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة، يقوم على الدمج الكامل في المجتمع، وحماية الحقوق، وتوفير الفرص المتكافئة، ويأتي ذلك من منطلق الإيمان بأن الإعاقة لا تلغي القدرة، بل تحفز على الابتكار إذا توفر لها الدعم الحقيقي، وقد انعكس ذلك على سياسات وبرامج الوزارة، والتي عملت بشكل متكامل على تحويل النصوص إلى واقع ملموس، ومنها على سبيل المثال لا الحصر: ففي محور الحماية الاجتماعية استفاد أكثر من 1,26 مليون شخصاً من ذوي الإعاقة من برنامج الدعم النقدي المشروط “كرامة”، بإجمالي تكلفة سنوية تجاوزت 9.8 مليار جنيه مصري، وأن هذا الدعم ليس مجرد مساعدة مالية، ولكنه وسيلة لضمان الحد الأدنى من سبل العيش الكريم للفئات الأكثر احتياجًا.
وفي محور الخدمات المتكاملة، تم إصدار نحو 1,200,000 بطاقة إثبات الإعاقة والخدمات المتكاملة من خلال 225 مكتب تأهيل اجتماعي موزعين على مستوى الجمهورية، وهذه البطاقة التي تتيح لصاحبها التمتع بكافة الحقوق والخدمات المقررة قانونًا، سواء في الرعاية الصحية أو الدمج التعليمي أو الإعفاءات الجمركية او المواصلات العامة، كما أُطلقت حملات ميدانية للوصول إلى الأشخاص ذوي الإعاقة في منازلهم لتيسير استخراج البطاقة، بمشاركة آلاف المتطوعين والرائدات الاجتماعيات.
أما محور تكافؤ الفرص التعليمية، فتم تقديم الدعم لعدد (587) طالبًا وطالبة من الصم وضعاف السمع للعام الدراسي الحالي في عدد (13) جامعة مصرية من خلال توفير أجور لعدد (83) مترجمًا للغة الإشارة، بتكلفة سنوية قاربت (3) مليون جنيه، وقدمت الوزارة منحًا لطلاب الجامعات من ذوي الإعاقة البصرية لنحو 980 طالبًا كفيفًا، بواقع (500) جنيه شهرياً بإجمالي مبلغ وقدره 4.414.500 سنوياً تخفيفًا للأعباء عن الأسر.
كما تم إنشاء أول مكتبة إلكترونية بجامعة الزقازيق لخدمة (45) طالبًا ذوي إعاقة بصرية، والتعاون مع وزارة التربية والتعليم من خلال تطوير عدد (50) مدرسة وتذويدهم بغرف المصادر دعماً للتلاميذ من ذوى الإعاقة، وكذا تطوير مدرستي النور بالمنوفية والمعصرة وتذويدهم بأحدث أجهزة سطر برايل الإلكتروني، وتم رصد الطلاب ذوي الإعاقة من خلال وحدات التضامن الاجتماعي المنتشرة بالجامعات المصرية الحكومية لتحقيق الحماية الاجتماعية لهم وتقديم الدعم المادي والعمل على أزاله العوائق التي تحول بينهم وبين العملية الدراسية، فضلا عن سداد المصروفات الدراسية لما يقرب من 12 ألف طالب، وتوفير أجهزة مساعدة لنحو 2150 طالبًا بالجامعات إلى جانب توفير 2000 جهاز حاسوب ناطق للطلاب ذوي الإعاقة البصرية.
أما محور الرعاية والتأهيل للأشخاص ذوي الإعاقة،و الالتحاق بدور حضانات الأطفال ذوي الإعاقة فهناك 221 دار على مستوى الجمهورية تخدم ما يقرب من 6000 طفل سنويًا، ويبلغ عدد مؤسسات رعاية وتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة (141) مؤسسة على مستوى الجمهورية، لتقديم برامج (- تنمية المهارات والقدرات، رعاية الذات، التفاعل الاجتماعي، المهارات الاجتماعية) سواء الإقامة الداخلية أو بنظام التردد، أما مراكز التأهيل الشاملة، ولدينا عدد (27) مركز على مستوى الجمهورية تتوافر بها كافة الخدمات التأهيلية، بالإضافة إلى أقسام فنية للتأهيل المهني للشخص ذوي الإعاقة، (بالإضافة الى إنشاء (20) مركز تأهيل جديد بقرى “حياة كريمة”).
وهناك 73 مركز تدريب لغوي على مستوى الجمهورية، أما مراكز العلاج الطبيعي التابعة لإشراف الوزارة ومسند إدارتها للجمعيات الأهلية يبلغ عددها 65 مركزًا، وتم تم توفير أكثر من 4358 جهازًا تعويضيًا (أطراف صناعية، كراسي متحركة، سماعات طبية... وغيرها) من خلال الشراكات مع الجمعيات الأهلية، كما يتم توفير العصا البيضاء سنويا لذوى الإعاقة البصرية بالتنسيق مع قطاع حقوق الانسان بوزارة الداخلية، أما المنظومة الموحدة للأطراف الصناعية والأجهزة التعويضية (مراكز التجميع والمواءمة) وتنفيذا لتوجيهات السيد رئيس الجمهورية، بإنشاء مجمع صناعي للأجهزة التعويضية للأشخاص ذوي الإعاقة، فقد تم البدء في المرحلة الأولى فعلياً وتوقيع عقود تجهيز عدد (6) مراكز للتجميع والمواءمة بالمعدات والآلات في 9/4/2025 مع شركة أوتوبوك الألمانية من خلال هيئة الشراء الموحد في محافظات (الإسماعيلية – الشرقية بمركز الحسينية – أسيوط بمركز الفتح – البحيرة بمركز دمنهور – الأقصر بمركز أسنا – محافظة أسوان بمركز كوم أمبو)
أما محور التمكين الاقتصادي والتشغيل، فلقد حققت الوزارة خطوات ملموسة في هذا الإطار من خلال قيام وحدة التشغيل والتوظيف بوزارة التضامن الاجتماعي بالتنسيق مع وزارة العمل والمصانع والشركات لتشغيل الأشخاص ذوي الإعاقة وبلغ ما أمكن تشغيله خلال الفترة الماضية 19,800 شخص، كما يتم التنسيق مع مختلف المؤسسات والهيئات والمنظمات لتدريب الأشخاص ذوي الإعاقة على المهارات المستحدثة في القطاع المصرفي -وبناء الهوية الشخصية الاحتراقية - وكيفية كتابة السيرة الذاتية باحترافية - ريادة الاعمال – مهارات استخدام الحاسب الألى.
وأطلقت الوزارة الشبكة القومية لخدمات الأشخاص ذوي الإعاقة " تأهيل “بالتنسيق مع وزارتي الاتصالات والعمل لتكون منصة رقمية تربط بين الباحثين عن عمل وجهات التشغيل، وتقدم خدمات تأهيل وتدريب بشكل احترافي يساعدهم على دخول سوق العمل بثقة واستقلالية، بالإضافة إلى مشاريع التمكين الاقتصادي والتدريب الحرفي لشباب ذوي الإعاقة التي تقدمها وزارة التضامن الاجتماعي.
أما عن محور الدمج المجتمعي والإتاحة فلقد أطلقت الوزارة مبادرات مجتمعية مثل “أحسن صاحب”، التي ساهمت فى تعزيز المشاركة المجتمعية للأشخاص ذوي الإعاقة، من خلال أنشطة توعوية وثقافية وفنية ورياضية حيث انتشرت في 24 محافظة، بمشاركة 10,813 متطوعًا، ونتيجة للجهود المبذولة من الدولة التي تهدف إلى تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة من التنقل بحرية واستقلالية، وتعزيز مشاركتهم الكاملة في الحياة المجتمعية وبالتنسيق مع وزارة النقل فقد توفير سبل الإتاحة بـ 14 محطة سكة حديد 35 محطة مترو أنفاق وعربات خاصة بهم في وسائل النقل العامة بمساهمة قدرها ٥٣ مليون جنيه من صندوق عطاء الخيري.
وأشار رئيس الإدارة المركزية لشؤون الأشخاص ذوي الإعاقة أن وزارة التضامن لا تعمل وحدها، بل تؤمن بالشراكة مع المؤسسات الوطنية الرائدة مثل هيئة النيابة الإدارية، والمجتمع المدني، والأسر، ونعمل جميعًا من أجل هدف واحد وهو بناء بيئة داعمة، ومجتمع دامج لا يُقصي ولا يُهمّش ولا يترك أحدًا خلفه، لإننا نؤمن أن قوة المجتمع ومدى تحضره تُقاس بقدرته على تمكين أبنائه جميعًا، ولهذا نؤكد التزامنا بمواصلة الجهد، والعمل على تحويل الحقوق إلى واقع ملموس، يُترجم إلى كرامة وفرص وإنجاز.