استكمل مجمع البحوث الإسلامية فعاليات الأسبوع السابع للدعوة الإسلامية بجامعة الإسكندرية، والذي تعقده اللجنة العليا للدعوة تحت عنوان: (الأمن الفكري.. ضرورته وسُبُل تحقيقه). 

كنز اليوم.. علي جمعة يحدد 5 أمور يجب مراعاتها عند مطالعة التراثوزير الثقافة يدعو إلى تحرك دولي لوضع أطر تنظيمية لحماية التراث من مخاطر الذكاء الاصطناعي

وناقش اليوم الثالث دور التراث الإسلامي في تحقيق الأمن الفكري،  في إطار توجيهات فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر، ومتابعة الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر، والدكتور محمد الجندي أمين عام المجمع، بترسيخ الوعي المجتمعي، وتعزيز الأمن الفكري لدى الشباب، وتحقيق التواصل الفعَّال مع طلاب الجامعات.

وقدم اللقاء الدكتور، إبراهيم الجمل مدير منطقة وعظ الإسكندرية، حيث تحدث عن دور الأزهر الدعوي والتوعوي وملامسته اليومية لقضايا المجتمع، والعمل المستمر للمشاركة في تقديم حلول فاعلة لللتحديات التي يتعرض لها الناس خاصة الشباب.

وقال الدكتور علي المهدي، أمين سر الأمانة لهيئة كبار العلماء، إن شباب الجامعات معقد الأمل في بناء الأوطان، لذا يجب علينا الاعتناء بهم وتقديم النصح لهم لبناء مستبقل مشرق وواعد، مبينا أن التراث هو مجموعة العلوم التي أنتجها العقل المسلم في  توضيح الأوامر التي أنزلها الله لعباده، وهو أداة لضبط الفهم وصيانة البشر من الوقوع في التفسيرات الخاطئة، فدوره أنه موجه للبشرية إلى مقصد ومراد الله.

وشدد على أنه من الخطأ التعامل المباشر مع التراث، لحاجته إلى علماء متخصصين، كما أن تجارب البعض في تناول التراث كان خبيثا وحاول التغيير في تشريعات الله الواضحة والمقررة والمجمع عليها بدعوى التجديد أو المعاصرة.

وبيّن أمين سر الأمانة لهيئة كبار العلماء أن التراث الإسلامي يُعدّ منبعًا غنيًا بالقيم والمفاهيم التي تسهم في بناء الإنسان فكريًا وروحيًا، وتؤسس لأمن فكري متين يحصن الأفراد والمجتمعات من الانحراف والتطرف، وذلك من خلال ترسيخه العقيدة الصحيحة؛ فالتراث الإسلامي– من قرآن وسنة وأقوال العلماء– عمل على تأصيل العقيدة السليمة القائمة على التوحيد والوسطية، وهو ما يعزز الاستقرار النفسي والفكري لدى الإنسان، فضلا عن نشره مفاهيم الاعتدال والتسامح، فقد اهتم العلماء عبر العصور بتفسير النصوص تفسيرًا متزنًا، فنبذ الغلو والتشدد، مما جعله يخلق بيئة فكرية قائمة على الحوار واحترام الآخر.

من جانبه أوضح الدكتور حسن يحيى، الأمين العام المساعد للجنة العليا للدعوة بمجمع البحوث الإسلامية، أن كُتب التراث كُتب ثقافة وفكر ورسمت خارطة طريق للعالم الإسلامي منذ القدم وما زالت تقدم الكثير للجيل المعاصر فهي صالحة لكل زمان ومكان، مشددا على أن قضايا الشباب إذا تم ملاحقتها ومتابعتها بدقة واهتمام استطعنا أن نبني مستقبلا مشرقا واقتصادا قويا بسواعدهم الفتية، مؤكدا أنه لا يمكن تحقيق أمن فكري حقيقي بمعزل عن العودة إلى التراث الإسلامي بفهم معاصر ومتجدد، يستخلص منه الثوابت، ويواكب المتغيرات، لبناء إنسان سوي ومجتمع آمن وأمة واعية.

وفي ذات السياق أوضح الدكتور يوسف المنسي، عضو أمانة اللجنة العليا للدعوة، أن هناك معلومة مغلوطة بأن التراث المقصود به التراث الفقهي والشرعي فحسب بل تراثنا عظيم ومتعدد في الكثير من المجالات، فتراثنا في العلوم الشرعية والعربية والطبية والهندسة والمعمار، فالتراث الإسلامي لم يكن فقط ناقلاً للمعرفة القديمة، بل طوّرها وأضاف إليها، وكان جسرا حضاريا بين الشرق والغرب، وأسهم في قيام النهضة الأوروبية الحديثة.

وأكد عضو أمانة اللجنة العليا للدعوة، أن التراث الإسلامي ليس فقط سجلًا للماضي، بل هو مرجع حيّ يقدم حلولًا فكرية لحماية الفرد والمجتمع من التطرف والانحراف والضياع الفكري، فهو أداة قوية لتحقيق الأمن الفكري والاستقرار المجتمعي، ولم يكن التراث سببا في يوم من الأيام في قيام الحروب أو سفك الدماء؛ بل عصمها ونشر تعاليم الإسلام السمحة، ودعا إلى الحوار والسلام، فنحن أحوج ما يكون إلى تراثنا العظيم.


ويتضمَّن الأسبوع الدعوي عددًا مِنَ الندوات واللقاءات الفكرية التي تُعقَد على مدار خمسة أيام، وتشمل العناوين التالية: (الأمن الفكري.. مفهومه وأهميَّته)، و(الخطاب الديني والأمن الفكري.. كيف نصنع خطابًا دينيًّا مُؤثِّرًا؟)، و(التراث الإسلامي ودَوره في تحقيق الأمن الفكري)، و(دَور المؤسسات التعليمية في تعزيز الأمن الفكري.. الواقع والمأمول)، و(وسائل التواصل الاجتماعي وأثرها على الأمن الفكري).

طباعة شارك الأزهر علماء الأزهر مجمع البحوث الإسلامية الشباب التراث التغيير

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الأزهر علماء الأزهر مجمع البحوث الإسلامية الشباب التراث التغيير التراث الإسلامی العلیا للدعوة الأمن الفکری أن التراث

إقرأ أيضاً:

قاتل زوجته هل يحق له أن يرثها ؟.. عالم بالأزهر يجيب

ورد الى الدكتور عطية لاشين، أستاذ الفقه بجامعة الأزهر وعضو لجنة الفتوى بالجامع الأزهر الشريف، سؤال مضمونه: قتل الزوج زوجه، ويطالب بميراثه منها فهل له ذلك ؟

وأجاب عطية لاشين عن السؤال قائلا: ان الله تعالى قال ى كتابه الكريم: (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم ).

وروت كتب السنة ان النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث : الثيب الزاني، والنفس بالنفس ،والتارك لدينه المفارق للجماعة ).

وتابع: إن الله خلق السماوات والأرض وقدر فيها أقواتها أقوات كل كائن حي يعيش على ظهرها لا يموت أي كائن حي إلا بعد أن يستوفي رزقه المقسوم له وأجله المقدر له بعلم الله عز وجل قال تعالى: (وما كان لنفس ان تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا )وقال صلى الله عليه وسلم :(اتقوا الله وأجملوا في الطلب ولا تطلبوا رزق الله بمعصيته ).

اما فيما يخص واقعة السؤال فإنه يعرف المانع شرعا بأنه ( مايلزم من وجوده عدم الحكم، ولا يلزم من عدمه وجود ولا عدم لذاته )أي إذا وجد المانع انعدم الميراث ،وإذا انعدم المانع فقد يوجد الميراث وقد لا يوجد.

هل القاتل يرث

وأشار الى أن أهل العلم بالمواريث اتفقوا على ان القتل يمنع ميراث القاتل من المقتول للأدلة الآتية:

اولا من السنة قول الرسول صلى الله عليه وسلم : (ليس لقاتل ميراث ).

ثانيا الأدلة العقلية:

١- القاعدة الفقهية قاضية بأن (من استعجل شيئا قبل أوانه عوقب بحرمانه ).

والقاتل بقتله مورثه قد استعجل إرثه منه فيعاقب بحرمانه من الميراث الذي استعجله.

٢- إذا لم يمنع القتل القاتل ميراثه من مورثه الذي استعجل قتله لكان ذلك ذريعة للوصول إلى تركات المورثين وتملكها والانتفاع بها فتسود الفوضى دنيا الناس ،ويكثر القتل بين الورثة ،ويشترط للوصول إلى الغايات أن تكون وسائلها مشروعة والقتل غير مشروع فلا يوصل صاحبه إلى الميراث.

٣- القتل في حد ذاته جريمة يعاقب عليها الشرع أشد العقاب، ومعصية يجازى عليها بأشد العذاب ومن ثم فلا يكون من المستساغ عقلا بله الشرع ان يكون ارتكاب الجريمة، واقتراف المعصية طريقا ووسيلة إلى تملك الأموال والانتفاع بها.

طباعة شارك هل القاتل يرث المواريث القتل الميراث عطية لاشين

مقالات مشابهة

  • قاتل زوجته هل يحق له أن يرثها ؟.. عالم بالأزهر يجيب
  • ميسي يقترب من التجديد مع إنتر ميامي بشرط رفع الراتب
  • تصرف نبوي عظيم الأجر يجهله البعض .. أمين الإفتاء يكشف عنه| فيديو
  • هربًا من تذكرة السفر.. رجل يقطع طريق العودة بسرقة 8 سيارات!
  • أستاذ بالأزهر: النبي جسَّد الرحمة كقيمة دعوية وإنسانية شاملة
  • الدكتور علي عثمان شحاتة: الشدائد يجب أن تدفعنا إلى الرحمة وليس القسوة
  • أستاذ بالأزهر: انتشار الرحمة فى المجتمع يخفي 90% من مشاكلنا
  • من واقع تجارب.. كيف تؤسس مشروعا ناجحا؟
  • تحقيقُ المخطوطات العُمانيّة النّادرة.. مشروعٌ وطنيٌّ يبرز قوة التراث الفكري في سلطنة عُمان
  • مد فترة التقديم لمسابقة «السنة النبوية» بالأزهر حتى 15 يوليو بسبب كثافة الإقبال