أجساد هزيلة وأعين غائرة.. أطفال غزة أول ضحايا المجاعة
تاريخ النشر: 5th, May 2025 GMT
في أزقة قطاع غزة التي تحولت إلى ركام، وبين البيوت المدمرة والملاجئ المكتظة، تبرز مأساة إنسانية تتجاوز حدود الاحتمال، مأساة يدفع ثمنها الأضعف: أطفال القطاع.
وبعد شهرين من الحصار الإسرائيلي الكامل على تدفقات المساعدات الإنسانية، تتهاوى تدريجيا منظومة الحياة، وتلوح المجاعة كواقع لا مجرد احتمال.
ففي مستشفى بمدينة غزة، توفيت الطفلة جنان السكافي، ذات الأشهر الأربعة، بعد معاناة من سوء التغذية.
وتقول والدتها إن وزنها لم يتجاوز 2.8 كيلوغرام، وإنها لم تستطع تأمين الحليب أو الدواء الضروري لها في ظل انقطاع شبه تام للمواد الأساسية.
ولم تكن حالة جنان فريدة، بل واحدة من بين حالات متزايدة لأطفال في غزة يقضون نتيجة الجوع ونقص الرعاية الصحية.
وفي حي آخر من المدينة، ترقد الطفلة رهف، البالغة من العمر 12 عاما، وقد أنهكها الجوع وسوء التغذية حتى لم تعد قادرة على النهوض من فراشها.
وكانت والدتها، شروق أياد، تحدّق في وجهها العاجز وتقول بصوت مكسور: "تموت ابنتي أمام عيني، ولا أستطيع أن أفعل لها شيئا. لا دواء، لا غذاء، لا حتى ماء".
وحالة رهف أصبحت تجسيدا مؤلمًا لما تعيشه آلاف الأسر في قطاع غزة، حيث لم تعد الأمهات يملكن شيئا لحماية أطفالهن من الموت البطيء.
وفي مستشفى بمدينة خان يونس، يرقد الطفل أسامة، البالغ من العمر خمس سنوات، وقد برزت أضلعه بشكل مؤلم بسبب معاناته من سوء تغذية حاد.
وتقول والدته، منى الرقّب، إن وزن طفلها انخفض بشكل كبير بعد أكثر من خمسين يوما من الحصار الإسرائيلي الكامل، الذي منع دخول الغذاء والدواء إلى قطاع غزة، وتوضح أن "لا شيء متوفر، حتى أبسط المواد الأساسية إن وُجدت، تباع بأسعار خيالية".
وحالة أسامة ليست سوى مثال آخر على الواقع القاسي الذي يعيشه أطفال غزة، حيث يتحول الحصار من إجراء عسكري إلى سلاحٍ يحرم الأطفال من حقهم في الحياة، ويتركهم في مواجهة الجوع بلا حماية.
وتتوالى التحذيرات من منظمات الإغاثة الدولية من أن الاستجابة الإنسانية في غزة على وشك الانهيار الكامل، وأعلن برنامج الأغذية العالمي نفاد مخزوناته الغذائية، وأغلق 25 مخبزا كان يدعمها، إلى جانب توقف غالبية المطابخ المجتمعية.
ومع غياب هذه الخدمات، يُترك السكان لمصيرهم في مواجهة الجوع والعطش، وفي شوارع المدينة، أصبح مشهد الناس المتزاحمين حول شاحنات المياه القليلة مشهدا يوميا، وسط مشادات يائسة للحصول على القليل من الماء.
ويؤكد مسؤولون إنسانيون أن الأطفال هم الضحايا الأبرز للحصار المستمر، حيث يفتقرون إلى الغذاء العلاجي والأدوية الأساسية.
وفي ظل استمرار القصف، وغياب الغذاء، وتوقف الرعاية، لم يعد الموت في غزة نتيجة مباشرة للحرب فقط، بل للجوع والعطش وانهيار الأمل.
إعلان
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات سوء التغذیة قطاع غزة فی غزة
إقرأ أيضاً:
استشهاد يقين حمّاد الطفلة الفلسطينية الناشطة على مواقع التواصل
أفادت مصادر فلسطينية اليوم الجمعة باستشـهاد الطفلة الناشطة على مواقع التواصل الاجتماعي يقين خضر حماد، جراء قصف الاحتلال الإسرائيلي على دير البلح وسط قطاع غزة.
متابعة |استشــهاد الطفلة الناشطة على مواقع التواصل الاجتماعي "يقين خضر فتحي حماد" جراء قصف الاحتلال على دير البلح وسط قطاع غزة. pic.twitter.com/oD5HjFoyUZ
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) May 23, 2025
وقد تداولت منصات عدة خبر استشهاد الطفلة يقين، في حين ندد ناشطون بمقتلها، مشيرين إلى أن الاحتلال يواصل استهداف الطفولة، في ظل حرب الإبادة التي يشنها على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
القصفُ الإسرائيلي يُغيّب صوتاً جديداً من أصوات غزة..
استشهاد الطفلة الناشطة "يقين حمّاد" بقصف الاحتلال على دير البلح pic.twitter.com/2IXlgdVvlz
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) May 23, 2025
وكانت تقارير حقوقية وثقت مرارا استهداف الاحتلال وإعدامه أطفالا في غزة، واصفة تلك الممارسات بأنها انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني، بما يشكل جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
كما أكدت لجنة حقوق الطفل التابعة للأمم المتحدة في وقت سابق أن الحرب في قطاع غزة أودت بحياة المزيد من الأطفال بوحشية غير مسبوقة.
إعلانوأعلن المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في الأشهر الماضية أن الأطفال الذين قتلوا جراء الحرب بغزة تجاوزوا حصيلة عددهم في 4 سنوات من النزاعات بجميع أنحاء العالم.