يريد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إعادة توطين الصناعات بمختلف أشكالها في الولايات المتحدة الأمريكية، وفرض على الدول كلها ضرائب تجارية "لا تستثني" أحدا، وليست صناعة الأفلام بمنأى عن قرارات ترامب الذي أعلن فرض رسوم جمركية بنسبة 100 بالمئة على جميع الأفلام المنتجة خارج الولايات المتحدة، معتبرا أن الأمر "يمس الأمن القومي الأمريكي".



ما اللافت في الأمر؟

الإنتاج المرئي (سينما وتلفزيون) هو عبارة عن خليط معقد من استثمارات الشركات والعمالة من مصادر عالمية والإيرادات متعددة الجنسيات، ومن غير الواضح كيف سيتم فرض مثل هذه التعرفة، إلى جانب أن الأفلام هي ملكية فكرية وليست سلعا، ولا تخضع حاليا لقوانين التعرفات الجمركية.

على من سيفرض ترامب التعرفة؟

تفاصيل هذه الخطوة غير واضحة. ولم يذكر بيان ترامب ما إذا كانت التعريفة ستطبق على شركات الإنتاج الأمريكية التي تنتج أفلاما في الخارج، أم على الأفلام نفسها، ولم يوضح إذا ما كانت ستنطبق على خدمات البث مثل "نتفلكس" أو دور العرض.



لكن صحيفة الغارديان البريطانية ترى أن هدف ترامب ليس الأفلام الأجنبية في حد ذاتها، بل الاستعانة بمصادر خارجية للإنتاج من قبل استوديوهات هوليوود التي استخدمت لعقود من الزمن استوديوهات ومواقع خارجية لخفض التكاليف.

ماذا قالوا؟

◾قال ترامب إن صناعة السينما الأمريكية "تحتضر بسرعة كبيرة" بسبب المزايا التي تقدمها دول أخرى لجذب صانعي الأفلام الأمريكيين.

◾قالت فيليبا تشايلدز، رئيسة اتحاد البث والترفيه والاتصالات والمسرح في بريطانيا إن تعرفة ترامب يمكن أن توجه ضربة قاضية للصناعة البريطانية التي تعافت للتو من آثار جائحة كورونا.

◾قالت كارولين دينيناج، رئيسة لجنة الثقافة والإعلام والرياضة في البرلمان البريطاني إن جعل صنع الأفلام في المملكة المتحدة أكثر صعوبة ليس في مصلحة الشركات الأمريكية.

◾قال ماثيو دينر، الرئيس التنفيذي لمنتجي الشاشة في أستراليا: من غير الواضح ما يعنيه هذا الإعلان من الناحية العملية أو كيف سيتم تطبيقه وتنفيذه، لكن ليس هناك شك في أنه سيرسل موجات صدمة في جميع أنحاء العالم.

مؤخرا 

أعلن ترامب، تعيين الممثل الأمريكي ميل غيبسون، إلى جانب جون فويت، وسيلفستر ستالون، سفراء خاصين إلى عاصمة صناعة السينما الأمريكية هوليوود.

ويرى ترامب أن هوليوود أصبحت مكانا مليئا بالمشاكل ويعول على هؤلاء الثلاثة لإعادتها إلى "العصر الذهبي"، وربما يميل ترامب إلى تقليل المحتوى الداعم للمثلية الجنسية، وتحويل الجنس في السينما الأمريكية.



وأكد أن سفراءه "سيعملون كمبعوثين خاصين؛ بهدف إعادة هوليوود التي خسرت الكثير من أعمالها على مدى السنوات الأربع الماضية، لصالح الدول الأجنبية إلى سابق عهدها، لتصبح أكبر وأفضل وأقوى من أي وقت مضى".

وأوضح "هؤلاء الأشخاص الثلاثة الموهوبون للغاية سيكونون عيني وأذني، وسأقوم بتنفيذ ما يقترحونه".

أين تصنع الأفلام؟

تصنع الكثير من الأفلام الأمريكية خارج البلاد، فالإصدار الأخير من أفلام توم كروز الشهيرة "المهمة المستحيلة" تم تصويره في الغالب في المملكة المتحدة، في استوديوهات "لونغ كروس" في ساري ومنطقة البحيرة، وفي مالطا والنرويج وجنوب إفريقيا، وعلى متن حاملة طائرات أمريكية ترسو في إيطاليا. 

كما تم تصوير فيلم "نهوض فارس الظلام" أحد أشهر أفلام "باتمان" في الهند، والمملكة المتحدة، وإيطاليا، إلى جانب الولايات المتحدة الأمريكية.

في نيوزيلندا على سبيل المثال، تقدم خصومات وحوافز لهوليوود، وحققت صناعة السينما مليارات الدولارات من عائدات السياحة مدفوعة بأفلام "سيد الخواتم" و "الهوبيت"، التي تضمنت مناظر البلاد الخلابة.

ما هي مساهمة الأفلام بالاقتصاد؟

في عام 2023، حققت صناعة الأفلام الأمريكية فائضًا تجاريًا قدره 15.3 مليار دولار، مع صادرات بلغت 22.6 مليار دولار.

وبلغ إجمالي إيرادات شباك التذاكر في الولايات المتحدة لعام 2023 حوالي 9 مليارات دولار، وهو أعلى مستوى منذ جائحة كوفيد-19، لكنه لا يزال أقل بنسبة 20% من مستويات ما قبل الجائحة في عام 2019، التي بلغت 11.4 مليار دولار.



لكن إذا أضفنا للأرقام السابقة، المنتجات مثل الألعاب والسلع الخاصة بأفلام معينة، ومنصات البث، والتوزيع، فإن الرقم يصل إلى 42 مليار دولار.

بينما بلغت إيرادات شباك التذاكر في الصين لعام 2023 حوالي 7.75 مليار دولار أمريكي.

وبلغ إجمالي إيرادات شباك التذاكر في السينما الهندية "بوليوود" حوالي 1.47 مليار دولار في 2023، وهو أعلى رقم في تاريخها، رغم أنها الأكثر إنتاجا للأفلام عالميا، لكن أسعار التذاكر في الهند رخيصة، إلى جانب محدودية التوزيع العالمي. 

الخلاصة

تعني الأرقام السابقة أن إنتاجات هوليوود لا تزال تسيطر على سوق السينما، على الأقل إلى ما قبل تعرفة ترامب على الأفلام.

وربما يتدخل لاحقا ترامب في محتوى الأفلام ليشجع المنتجين على التقليل من الأعمال التي تسلط الضوء على المثلية الجنسية، وتحويل الجنس، لصالح إنتاجات تحمل صورة محافظة أكثر، وربما يحصلون مقابل ذلك على إعفاءات ضريبية.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية ترامب ضرائب رسوم سينما هوليوود امريكا سينما ضرائب هوليوود رسوم المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة ملیار دولار التذاکر فی إلى جانب

إقرأ أيضاً:

ترامب يوقع على مشروع قانون الإنفاق والضرائب وسقف الدين الأمريكي

وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مشروع قانون الإنفاق الحكومي الذي أقره كلا مجلسي الكونغرس سابقا، والذي يتضمن خفض الضرائب ورفع سقف الدين العام.

وصرح ترامب في حديقة البيت الأبيض الجنوبية قبل التوقيع: "هذا أكبر مشروع قانون من نوعه في التاريخ. لم يحدث شيء مماثل من قبل". وأكد أن الوثيقة تنص على "أكبر تخفيض ضريبي في التاريخ الأمريكي"، معتبراً أن إقرار المشرعين له يمثل "أعظم انتصار".

ويتضمن المشروع الذي أعد بمبادرة من إدارة واشنطن - ويطلق عليه ترامب اسم "مشروع القانون الموحد الكبير الجميل" - تخفيضات كبيرة في الضرائب والإنفاق الحكومي في عدة مجالات، بينما يزيد الإنفاق في المجال الدفاعي خاصةً على نظام الدفاع الصاروخي "القبة الذهبية". كما يشمل إجراءات لتشديد الرقابة الحدودية مع زيادة الإنفاق في هذا القطاع.



وصوت مجلس النواب الأمريكي، الخميس، لصالح المضي قدما في إجراءات سن مشروع قانون الرئيس دونالد ترامب الشامل لخفض الضرائب والإنفاق.

وقالت وكالة أنباء “أسوشيتد برس” إن الجمهوريين في مجلس النواب دفعوا بمشروع قانون الرئيس دونالد ترامب الخاص بالتخفيضات الضريبية البالغة 4.5 تريليون دولار وتخفيضات الإنفاق إلى الموافقة النهائية في الكونجرس يوم الخميس، متغلبين على انتكاسات متعددة للموافقة على حزمة سياسته الرئيسية في ولايته الثانية قبل الموعد النهائي في الرابع من حزيران/ يوليو الماضي.

وجاء التصويت المتقارب بموافقة 218 صوتا مقابل رفض 214 بتكلفة سياسية محتملة باهظة، حيث انضم جمهوريان إلى الديمقراطيين المعارضين.

وعمل قادة الحزب الجمهوري طوال الليل وضغط الرئيس نفسه على عدد قليل من المتشككين للتخلي عن معارضتهم وإرسال مشروع القانون إليه ليوقعه ليصبح قانونا.

وأخر زعيم الأقلية الديمقراطية حكيم جيفريز من نيويورك التصويت من خلال احتفاظه بالكلمة لأكثر من ثماني ساعات بخطاب حطم الرقم القياسي ضد مشروع القانون.

وقال رئيس مجلس النواب مايك جونسون، الجمهوري من لويزيانا: "لدينا عمل كبير لإنجازه. بمشروع قانون واحد كبير وجميل سنجعل هذا البلد أقوى وأكثر أمانًا وازدهارًا من أي وقت مضى".

 ويخفض القانون برامج الأمان الصحي والغذائي ويلغي عشرات من حوافز الطاقة الخضراء، حيث سيقلص نحو تريليون دولار من برنامج التأمين الصحي "ميديكيد" للأفراد ذوي الدخل المنخفض وذوي الإعاقة وبرامج الرعاية الصحية الأخرى.

مقالات مشابهة

  • قانون ترامب الكبير والجميل يخصص 45 مليار دولار لاحتجاز المهاجرين
  • 17.9 مليار متر مكعب إجمالي إنتاج الغاز الطبيعي بنهاية أبريل
  • ترامب: اتفاق محتمل بشأن غزة الأسبوع المقبل
  • ترامب يوقع على مشروع قانون الإنفاق والضرائب وسقف الدين الأمريكي
  • أستراليا تتوقع بقاء التعريفة الجمركية الأمريكية الأساسية بنسبة 10%
  • تراجع السياحة بالولايات المتحدة وتوقعات بخسارة 29 مليار دولار هذا العام
  • تعهد أمريكي بإزالة سوريا من قوائم الإرهاب.. نخبرك قصتها كاملة
  • مجلس النواب الأمريكي يقر مشروع قانون ترامب للضرائب
  • مكالمة مرتقبة بين ترامب وبوتين اليوم
  • النفط يهبط مع عدم اليقين بشأن الرسوم الجمركية وترقب زيادة إنتاج أوبك بلس