البابا تواضروس: مصر متحفًا مفتوحًا يحمل تراثًا فريدًا من المعابد والآثار والأديرة والمكتبات
تاريخ النشر: 6th, May 2025 GMT
زار قداسة البابا تواضروس الثاني، والوفد المرافق لقداسته، متحف الكتب والسفر “أدليجات” في العاصمة الصربية بلجراد.
ويقام المعرض تحت عنوان: "الأديرة القبطية والأقباط في المطبوعات التاريخية الصربية"، ويحوي مقتنيات نادرة توثق التراث القبطي في صربيا ضمن مجموعات المتحف، موزعة على ١٩ غرفة تمثل ثقافات مختلفة حول العالم، بينها مصر وإثيوبيا.
تأتي زيارة قداسة البابا للمتحف وافتتاخ المعرض في إطار زيارة قداسة البابا لصربيا ضمن جولته الرعوية الحالية بإيبارشية وسط أوروبا التي بدأها يوم ٢٥ أبريل الماضي، حيث تعد زيارة صربيا المحطة الثالثة من محطات جولة قداسته بالايبارشية.
مصر أرض الفراعنةوأعرب قداسة البابا في كلمته عن سعادته بالزيارة، قائلاً: “أنا سعيد أن أكون معكم اليوم في متحف الكتب والسفر، جئت إليكم من أرض مصر، أرض الفراعنة، التي حملت الحضارات عبر العصور. مصر وطن عريق تعاقبت عليه حضارات متعددة؛ من الحضارة الفرعونية إلى القبطية، ثم الإسلامية والعربية، وصولاً إلى الحضارة الإفريقية وحضارات البحر الأبيض المتوسط والحضارة اليونانية الإغريقية، وهو ما صنع من مصر بوتقة غنية بالوحدة والتنوع في آن واحد. هذه الحضارات جميعها جعلت مصر غنية بتراثها وثقافتها. وأيضًا من أرض مصر التي تأسست على أرضها كنيستنا القبطية منذ القرن الأول الميلادي على يد القديس مارمرقس الرسول، وحافظت على تراثها، واللغة القبطية، والموسيقى، والأديرة التي ما زالت قائمة حتى اليوم شاهدة على إيمان الأجيال.
وقدم قداسته لمحة عن تاريخ الكنيسة القبطية، الذي بدأ إثر كرازة القديس مرقس الرسول في الإسكندرية، وفكرة الرهبنة التي بدأت على يد القديس الأنبا أنطونيوس الذي صار أبًا للرهبان في العالم كله. كما ألقى الضوء على رحلة العائلة المقدسة إلى أرض مصر، وما تركته هذه الزيارة من بركة عميقة وجعلت لمصر مكانة روحية خاصة، وخلال الحديث، وأوضح أن الكنيسة القبطية اليوم تخدم أبناءها في جميع قارات العالم.
وأضاف قداسته: “أدعوكم جميعًا لزيارة مصر، فمصر متحف مفتوح يحمل تراثًا فريدًا من المعابد والآثار والأديرة والمكتبات، يجمع بين الحضارة القديمة والروح المسيحية العريقة.”
وخلال الزيارة، أهدى قداسة البابا المتحف مجموعة من الكتب القبطية باللغة العربية والإنجليزية، أعرب عن سعادته بانضمامها إلى مقتنيات المتحف. كما اطلع على مجموعة مميزة من الكتب القبطية، إلى جانب مؤلفات عن شخصيات مصرية بارزة مثل نجيب محفوظ والدكتور زاهي حواس.
واختتمت الزيارة بجولة بين غرف المتحف المتنوعة، التي جمعت ثقافات من الهند والصين وإثيوبيا ومصر، في مشهد يعكس التلاقي الإنساني والثقافي بين شعوب العالم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: البابا تواضروس البابا تواضروس الثاني الكنيسة الكنيسة القبطية الأنبا أنطونيوس البابا تواضروس قداسة البابا متحف ا
إقرأ أيضاً:
وزيرا الثقافة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات يتفقدان متحف الأمير وحيد سليم لبحث الشراكة في مشروع تطوير ورفع كفاءة المتحف
تفقد الدكتور أحمد فؤاد هَنو، وزير الثقافة، والدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، متحف الأمير وحيد سليم بالمطرية، والتابع لقطاع الفنون التشكيلية برئاسة الدكتور وليد قانوش.
وذلك بهدف الوقوف على الحالة الراهنة للمتحف ومقتنياته، تمهيدًا لإطلاق مشروع شامل لتطويره ورفع كفاءته باستخدام أحدث سبل العرض التكنولوجية واستثماره كأحد الروافد الحيوية للفن ولثقافة المصرية.
متحف الأمير وحيد سليمحيث تفقد الوزيران القصر الممتد على مساحة 14000 متر مربع، ويضم حديقة واسعة يتوسطها مبنى القصر، وتزين الحديقة تماثيل رخامية تستقر على قواعد برونزية، وتفضي إلى استراحة فسيحة تعلوها خمسة أعمدة رخامية.
ويضم القصر مكتبة ضخمة تحوي العديد من الكتب النادرة، بالإضافة إلى مجموعة قيمة من التحف الفنية الفريدة، كما يحتوي المتحف على مسرح كبير في الحديقة، التي تضم مجموعة من النباتات النادرة، بالإضافة إلى نافورة تقع على الجانب الأيمن من القصر، والعديد من التماثيل النحتية الكبيرة
وأكد الدكتور أحمد فؤاد هَنو، وزير الثقافة، أن "متحف الأمير وحيد سليم" يمثل كنزًا فنيًا وتاريخيًا يستحق كل الاهتمام والرعاية، لافتًا إلى أن الشراكة مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مشروع تطوير ورفع كفاءة المتحف ستسهم في تحويله إلى مركز إشعاع ثقافي وفني يواكب أحدث المعايير العالمية، ويستفيد من التكنولوجيا الحديثة لتقديم تجربة فريدة للزوار، بما يعزز مكانة مصر على خريطة الفن والثقافة العالمية، حيث يأتي هذا المشروع تفعيلًا لرؤية وزارة الثقافة إزاء تعظيم الاستفادة من كنوزنا التراثية والفنية، وجعلها في متناول الجمهورمحليًا ودوليًا
ويُعد متحف الأمير وحيد سليم صرحًا تاريخيًا وفنيًا فريدًا، حيث كان في الأصل قصرًا للأمير يوسف كمال، الذي استخدمه كاستراحة خلال رحلات الصيد في منطقة المطرية التي كانت تتميز بحدائقها ومساحاتها الزراعية الشاسعة في مطلع القرن العشرين. وقد أهدى الأمير يوسف كمال هذا القصر للأميرة شويكار، والدة الأمير محمد وحيد الدين سليم، كهدية زواج، وخضع القصر لعملية إعادة بناء وتجديد واسعة في أربعينيات القرن الماضي بتكلفة بلغت نحو 150 ألف جنيه، وعند عودة الأمير وحيد سليم من فرنسا عام 1939، حيث كان يدرس هناك، أهدته والدته الأميرة شويكار القصر، كما قام الأمير بإثراء القصر بالعديد من التحف النادرة والتماثيل الفنية التي جعلت منه تحفة معمارية مميزة.
نشأة الأمير محمد وحيد الدين سليم
وبعد ثورة يوليو، تم تأميم القصر، وعاش الأمير محمد وحيد الدين سليم، فيه لسنوات عديدة كساكن فقط، على أن تؤول ملكية القصر للدولة بعد وفاته، وفي أعقاب وفاة الأمير في 19 ديسمبر 1995 عن عمر يناهز 75 عامًا، صدر قرار جمهوري رقم 376 لسنة 1996 بتحويل القصر إلى متحف عام 1998، ليصبح تابعًا لقطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة.