مطار صنعاء الدولي.. تاريخ من الاستهدافات والإغلاقات
تاريخ النشر: 6th, May 2025 GMT
مطار صنعاء هو المطار الرئيسي في اليمن، ومنفذه الأساسي لنقل مساعدات أممية وأخرى لمنظمات دولية مثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة أطباء بلا حدود، إضافة إلى نقل الموظفين الأمميين. ويقع في منطقة الرحبة شمال العاصمة صنعاء على بُعد حوالي 13 كيلومترا.
النشأة والتأسيستأسس مطار صنعاء الدولي في سبعينيات القرن العشرين، في إطار جهود الحكومة اليمنية آنذاك لإنشاء بوابة جوية دولية تربط البلاد بالعالم الخارجي.
وقد تم تصميمه بسعة وخدمات محدودة للغاية ليتناسب مع واقع اليمن آنذاك، إذ كانت الحركة الجوية شبه معدومة، وعدد الطائرات محدودا للغاية، وكان عدد الرحلات الأسبوعية التي تقلع منه قليلا جدلا، كما كان مشهد الطائرات في السماء نادرا، لكنه ظل على حاله دون تطوير أو تحديث لما يزيد عن 30 عاما.
ولم يشهد المطار أي توسعة أو تطوير طوال هذه السنوات، بل تدهور في جميع الجوانب نتيجة الإهمال وسوء الإدارة.
الاستهدافات
منذ اندلاع الحرب في البلاد بعد سيطرة جماعة الحوثيين على العاصمة وعلى مؤسسات الدولة عام 2014، تعرض مطار صنعاء للقصف مرات عدة ما أدى إلى إغلاقه فترة طويلة منذ عام 2016، جراء خلاف بين الحكومة اليمنية الشرعية وجماعة الحوثيين.
إعلانوقد فُرض حظر للحركة الملاحية في المطار في أغسطس/آب 2016، مع إبقاء الرحلات الإنسانية التابعة للأمم المتحدة ومنظمات أخرى، بما في ذلك أطباء بلا حدود والصليب الأحمر.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2018، استضافت العاصمة السويدية ستوكهولم مفاوضات بين الحكومة اليمنية والحوثيين برعاية الأمم المتحدة، وجرى النقاش حول ملفات عدة بينها إعادة فتح مطار صنعاء.
وقد رفضت جماعة الحوثي شروط الحكومة اليمنية المتمثلة في إخضاع الطائرات التي تنطلق من المطار للتفتيش في مطار عدن أو سيئون.
بعد فشل المفاوضات، كثف المبعوث الأممي إلى اليمن حينئذ مارتن غريفيث مشاوراته مع الحكومة اليمنية والحوثيين بهدف حل أزمة إغلاق المطار، والتي تسببت في معاناة ملايين اليمنيين الراغبين في السفر.
كما توسطت سلطنة عُمان عام 2021 لحل ملفات الصراع في اليمن، بما في ذلك مطار صنعاء الدولي.
وأعلنت جماعة الحوثيين في سبتمبر/أيلول 2020 إغلاق مطار صنعاء الدولي أمام الرحلات الأممية، بسبب نفاد الوقود المخصص له، وأكدت أن إغلاق المطار أمام المسافرين فاقم الوضع الإنساني وأدى إلى وفاة 80 ألف مريض كانوا بحاجة إلى السفر للعلاج.
وفي أواخر ديسمبر/كانون الأول 2024 استهدفت إسرائيل ميناء الحديدة ومطار صنعاء بغارات عدة، أدت إلى إصابة أحد أفراد خدمة الأمم المتحدة لنقل المساعدات الإنسانية (يونهاس)، التي يديرها برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة.
وعلى إثر الاستهداف، علّقت خدمة "يونهاس" رحلاتها إلى مطار صنعاء الدولي بشكل مؤقت، وحذرت من أن أي تعطيل لعمل المطار أو ميناء الحُديدة قد يؤدي إلى شلل العمليات الإنسانية في اليمن.
وأعلن الحوثيون أن الغارات الإسرائيلية على مطار صنعاء ومنشآت في الحديدة أدت إلى مقتل 6 أشخاص وإصابة 40 آخرين.
وفي السادس من مايو/أيار 2025 قفص الجيش الإسرائيلي منطقة مطار صنعاء ومناطق أخرى حيوية في العاصمة اليمنية.
إعلانوذكرت القناة 12 الإسرائيلية بأن الضربات طالت مدارج الطيران وبرج المراقبة في المطار، إلى جانب منشآت حيوية تشمل محطة كهرباء، وخزانات وقود، وفي الوقت ذاته، قال الجيش الإسرائيلي إنه أخرج المطار عن الخدمة بشكل كامل.
وجاء القصف الإسرائيلي ردا على استهداف الحوثي لمطار بن غوريون الإسرائيلي في تل أبيب قبلها بيوم، ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مصدر عسكري قوله، إن منظومتي "ثاد" الأميركية و"حيتس" الإسرائيلية فشلتا في اعتراض الصاروخ اليمني، في وقت توجه فيه ملايين الإسرائيليين إلى الملاجئ.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات مطار صنعاء الدولی الحکومة الیمنیة
إقرأ أيضاً:
شاهد | مطار صنعاء يستأنف رحلاته المدنية .. صمود جوي في وجه العدوان (صور)
يمانيون../
في مشهد يرمز إلى عودة الحياة المدنية رغم استمرار العدوان، استأنف مطار صنعاء الدولي اليوم السبت، نشاطه الجوي برحلة مدنية قادمة ومغادرة، بعد عشرة أيام من التوقف القسري جراء غارات صهيونية استهدفت البنية التحتية للمطار في عدوان سافر.
استئناف الرحلات لم يكن مجرد حدث لوجستي، بل مثّل بحسب الجهات الرسمية في صنعاء، رسالة سياسية وصمودية، أعادت التأكيد على قدرة اليمن على الصمود في وجه الحرب والحصار، وعلى تمسكه بحق الملاحة الجوية المدنية رغم ما يتعرض له من استهداف مباشر.
فقد أقلّت أولى الرحلات القادمة من مطار الملكة علياء الدولي بالأردن 138 مسافراً، بينما غادرت نفس الطائرة وعلى متنها 144 راكباً نحو العاصمة الأردنية، في خطوة عكست التفاعل الشعبي والإنساني مع استئناف النشاط الجوي.
وفي تصريح له أوضح نائب وزير النقل والأشغال العامة – رئيس الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد، يحيى السياني، أن عودة الرحلات الجوية تمثل رداً عملياً على محاولات العدوان تعطيل الحياة المدنية.
وأكد أن مطار صنعاء الدولي جاهز فنياً وتشغيلياً، وأنه يوفّر خدماته وفق أعلى المعايير الدولية المعتمدة من منظمة “الإيكاو”، في رسالة موجهة للمجتمع الدولي مفادها أن المطار ليس هدفاً عسكرياً، بل مرفق مدني يجب حمايته وضمان استمراريته.
وأشار السياني كذلك إلى أن حركة استقبال ومغادرة المسافرين تمت بسلاسة وانسيابية، وفق الإجراءات المعتادة في المطارات الدولية، وهو ما يكشف عن الجاهزية الكاملة للطواقم التشغيلية والفنية بالمطار، رغم ما تعرضت له من ضغوط أمنية وهجمات متكررة خلال السنوات الماضية.
من جانبه، اعتبر القائم بأعمال رئيس مجلس إدارة الخطوط الجوية اليمنية، خليل جحاف، أن استئناف الرحلات لا يُقرأ فقط كنجاح لوجستي، بل هو خطوة استراتيجية في سياق كسر الحصار الجوي المفروض على اليمن منذ سنوات. وكشف أن الشركة ستسير رحلتين يوميتين من وإلى مطار صنعاء خلال الأيام القادمة، ما يمثل مؤشراً على عودة تدريجية للحركة الجوية وفتح نافذة تنفس إنساني لشعب يعاني من عزلة خانقة.
وفي هذا السياق، أكد مدير مطار صنعاء الدولي، خالد الشايف، أن فرق العمل الهندسية والفنية في المطار تعمل بكفاءة عالية، وأن أنظمة التشغيل والسلامة في المطار تلتزم بالمعايير الدولية، الأمر الذي يعزز من ثقة المسافرين والمجتمع الدولي في قدرة المطار على أداء مهامه المدنية دون انقطاع.
كما عبر المسافرون القادمون والمغادرون عبر مطار صنعاء عن ارتياحهم الكبير لإتمام إجراءات السفر بمرونة واحترام، مشيدين بحُسن المعاملة من قبل الكوادر العاملة في المطار، وبالخدمات المقدّمة التي وصفت بأنها “إنسانية ومهنية رغم التحديات”.
وكان في استقبال الرحلة الأولى عدد من مسؤولي الهيئة العامة للطيران المدني ووزارة النقل، يتقدمهم وكيل الهيئة عارف مصلح، والوكيل المساعد لقطاع المطارات يحيى الكحلاني، في دلالة على الأهمية الرمزية والعملية لهذا الاستئناف، الذي يتجاوز البعد الخدمي ليحمل دلالات سيادية ومقاوِمة.
وتُمثّل عودة النشاط الجوي إلى مطار صنعاء الدولي أكثر من مجرد عملية نقل مسافرين؛ إنها إعلان سياسي بامتياز عن فشل العدوان في إخماد صوت الحياة المدنية في اليمن. كما تعكس استمرارية المطار رغم كل محاولات الإغلاق أو الاستهداف، قدرة مؤسسات الدولة على التحدي والبقاء في إطار منظومة متكاملة من السيادة والاستقلال الوطني.
هذه العودة، وإن كانت جزئية، تُعيد إلى الواجهة تساؤلات عن دور المجتمع الدولي في حماية المطارات المدنية، وتدفع نحو مطالبات شعبية بفتح أوسع للمجال الجوي أمام الرحلات الإنسانية والتجارية.