دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- من حذاء يُقذف في الهواء، ومسافر يؤدي شقلبات عبر بوابة المغادرة، إلى صوت سيلين ديون الذي يصدح في أرجاء صالة المطار، أصبح الرقص هو الصيحة الجديدة في عالم السفر.

ويظهر المسافرون على منصات التواصل الاجتماعي، خلال تمايلهم، والتفافهم، وتدحرجهم في منطقة استلام الحقائب، وأروقة المطار، وعبر البوابات، حيث يحققون ملايين المشاهدات على منصات التواصل الاجتماعي خلال هذه العملية.

بدأ ذلك في الخريف الماضي، عندما كان الراقص ومصمم الرقصات بليك ماكغراث ينتظر رحلته بمطار دالاس فورت وورث الدولي في مدينة دالاس بولاية تكساس الأمريكية.

تذكّر ماكغراث أنه في إحدى المرات صوّر صديقه نفسه وهو يرقص في المطار، حيث شعر فجأة بالإلهام، وقرر أن ينهض على قدميه، ويقوم ببعض الحركات الاستعراضية.

وكان لديه الأغنية المثالية في ذهنه، أي أغنية سيلين ديون "It’s All Coming Back to Me Now"، إذ قال ماكغراث إنه كان اختيارا مثاليا، لأنها "أغنية درامية وعاطفية يعرفها الجميع".

يظهر في مقطع الفيديو، ومدته 21 ثانية (صوّرته مساعدة ماكغراث)، الراقص وهو يدخل إلى المشهد متدحرجًا على حقيبته ذات العجلات، وعلى عنقه وسادة السفر. ثم يرمي الحذاء الرياضي ليقوم بعدة حركات دوران، قبل أن يتدحرج بشكل درامي على الأرض، بينما تصل أغنية ديون إلى ذروتها.

وأوضح ماكغراث لـCNN: "سيطر عليّ أسلوب الرقص الحر، وبدأتُ أقفز، وأقوم بحركات بهلوانية".

تردّد ماكغراث في نشر الفيديو عبر "تيك توك" و"إنستغرام" على الفور، لكن مساعده نظر إلى الوقت ونبّهه إلى أنهما يجب أن يتوجها إلى البوابة.

وتابع ماكغراث: "ركضنا نحو البوابة، وقالوا لنا: 'أوه، نعم، البوابة أُغلقت للتو. الطائرة غادرت'".

لم تكن هذه هي النتيجة المثالية. لكن عندما نشر ماكغراث الرقصة لاحقًا على "تيك توك"، وضع للفيديو عنوانا مناسب: "أبدعت في هذا الفيديو على تيك توك، لكن أضعت رحلتي"، وكتب في الوصف: "هل كان الأمر يستحق؟؟؟؟"

Credit: Courtesy Blake McGrath

وكان رد الإنترنت مدويًا بـ"نعم"، إذ بدأ فيديو رقص ماكغراث في المطار يحقق انتشارًا كبيرًا على الفور.

اليوم، نال الفيديو 6.7 مليون مشاهدة، وما زال العدد يتزايد. وقد أصبحت الرقصة علامة مميزة لماكغراث، حيث أعاد أداء الحركات، مع بعض التعديلات، داخل مطارات مختلفة وخلال مناسبات متعددة.

ألهم ماكغراث سيلًا من مقاطع الفيديو المقلدة، حيث يظهر راقصون من جميع أنحاء العالم وهم يشغّلون أغنية سيلين ديون، بينما يرقصون في أرجاء صالات المطارات. ويشعر ماكغراث بسعادة خاصة عندما يرى الأطفال يشاركون في هذا الاتجاه. بل إنه ساعد راقصة صغيرة باسترجاع حذائها في إحدى المرات.

يعمل ماكغراث حاليًا على شراكة مع شركة طيران لم يُعلن عنها بعد. وغالبًا ما تتفاعل مطارات حول العالم مع مقاطع الفيديو المنتشرة له، وتشجعه على المجيء والرقص في مطاراتها، بما في ذلك مطار شيفول في أمستردام، حيث علّق مسؤول رسمي على أحد منشوراته عبر "تيك توك" قائلًا: "إذًا، متى ستسافر إلى أمستردام؟"

ولا يتبع ماكغراث قواعد السلوك المعتادة في المطارات أثناء رقصه، إذ يترك حقيبته من دون رقابة ليستكمل روتينه.

وقال متحدث باسم مطار شيفول في أمستردام لـCNN إن موظفي المطار يقدّرون إيجابية وإبداع الراقص، مضيفًا: "ماكغراث مرحب به دائمًا في مطار شيفول، ونرحب أيضَا بالمسافرين الآخرين، ليرقصوا قليلًا في مطارنا".

ولا تزال الأغنية غير الرسمية لرقصات المطار هي "It’s All Coming Back to Me Now" (وقد أعادت سيلين ديون نشر الفيديو الأصلي، وهو أمر اعتبره ماكغراث "رائعًا جدًا")، رغم أنه جرب أيضًا استخدام مقاطع موسيقية أخرى في روتينه، بما في ذلك أغنية لويتني هيوستن تحمل اسم "Run to You".

ولا يكاد يصدق مدى انتشار هذه الصيحة والطريقة التي تم تبنيها عبر الإنترنت، إذ قال: "لقد جلب هذا الأمر لي الكثير من الفرح حول العالم، وهو أمر رائع فعلًا".

رغم أن الكثير من الناس قد ساروا على خطى ماكغراث، إلا أنه يشعر بالارتياح لأنه حتى الآن، لم يسمع عن أي شخص فاتته رحلته بسبب الرقص.

وأضاف مازحًا: "أعتقد أن الناس أكثر حرصًا على الوقت مني. هذه ليست من نقاط قوتي. عادةً ما أترك الأمور حتى اللحظة الأخيرة".

لكن، ما السبب تحديدًا وراء انتشار صيحة الرقص في المطارات على "تيك توك"؟

ربما بسبب مهارات الرقص المبهرة التي تُعرض في هذه المقاطع. أو ربما بسبب إمكانات الرقص التي لم تُستغل حتى الآن لأغنية سيلين ديون القوية، أو ربما هو التباين بين رتابة المطار واستعراضات الرقص. 

بينما تحصد هذه الفيديوهات ملايين المشاهدات على الإنترنت، نادرًا ما يُظهر المسافرون في خلفية فيديوهات ماكغراث أي اهتمام بحركاته الاستعراضية. 

وبالنسبة لمكغراث والراقصين في المطار، فإن جزءًا من متعة هذه الصيحة يكمن في عدم القدرة على التنبؤ ببيئة المطار.

Credit: Courtesy Saindy Pyles and Blake McGrath

ولا يقتصر هذا التحدي على الراقصين فحسب، إذ قامت المصورة سيندي بايلز، بالنهوض للرقص مؤخرًا بمطار هارتسفيلد جاكسون الدولي في أتلانتا.

وقضت بايلز عدة أسابيع بمشاهدة رقصات المطار عبر حسابها على "تيك توك"، وعندما وصلت إلى المطار، كانت تأمل أن تتمكن من رؤية راقصة ترقص بحرية.

وكان هدف بايلز بذلك اليوم في مطار هارتسفيلد جاكسون الدولي يتمثل بـ"التقاط حذاء شخص يرقص".

لكن عندما وصلت إلى البوابة، لم تُلاحظ أي أثر لأي حذاء رياضي يطير في الهواء.

وتذكرت قائلةً: "بما أنني لم أرَ شيئًا، قلتُ لنفسي: دعوني أرقص. لذا، طلبتُ من زوجي تصويري. لم يكن يعلم ما أحاول إقناعه به، وكان يشعر ببعض الإحراج، بصراحة".

وأضافت: "كنت متحمسة لأني سأرقص. لقد جلب لي ذلك السعادة بالتأكيد. أحب الرقص... كان الرقص في المطار تجربة جديدة بالتأكيد، لكنها كانت ممتعة. لقد أحببت الأمر".

أما بالنسبة لماكغراث، فإنه يأمل أن تشجع هذه الصيحة على "أن نتصرف بأسلوب طفولي متى شئنا"، معربًا عن سعادته بأن الرقص العفوي في المطار أصبح أسلوبه المميز.

نشر الثلاثاء، 06 مايو / أيار 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: سیلین دیون فی المطار فی مطار تیک توک

إقرأ أيضاً:

عارضات لا وجود لهنّ.. الذكاء الاصطناعي يقتحم عالم الموضة

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- أثار عدد أغسطس/ آب 2025، من مجلة فوغ الأمريكية عناوين الصحف، ليس فقط بسبب غلافه الذي تصدّرته الممثلة آن هاثاواي التي عادت إلى دائرة الضوء بعد تصويرها لجزء ثانٍ من فيلم The Devil Wears Prada، بل لسبب آخر: إعلانات شركة الأزياء الأمريكية Guess. 

للوهلة الأولى، لا يبدو أنّ هناك ما يثير الانتباه: امرأة ذات بشرة بيضاء، وشعر أشقر مموّج، ووجنتين متوردتين، وأسنان مثالية تكشف عنها بابتسامة عريضة، تعرض فستانًا مخطّطًا طويلًا مع حقيبة يد متناسقة. وفي صورة أخرى، ترتدي بدلة قصيرة مطبّعة بالزهور مع رباط يحدد خصرها.

لكن في سطر صغير مطبوع على الصفحة، يتبيّن أن العارضة أُنشِئت باستخدام الذكاء الاصطناعي. وقد طوّرت الحملة وكالة سيرافين فالورا، وهي وكالة تسويق بريطانية تعتمد على الذكاء الاصطناعي، تأخذ من لندن مقرًّا لها، سبق وأن ظهر عملها في مجلات مثل Elle وThe Wall Street JournalوHarper's Bazaar. 

وقد أشعل النقاش حول الصور المولَّدة بالذكاء الاصطناعي مستخدم تيك توك @lala4an، إذ حصد مقطع الفيديو الذي نشره عن إعلان Guess أكثر من 2.7 مليون مشاهدة.

أثار استخدام عارضات الذكاء الاصطناعي في الحملة، التي نُشرت في مجلة فوغ ومجلات أخرى، جدلا كبيرا. Credit: Seraphinne Vallora

أثار ظهور عارضات ذكاء اصطناعي في مجلة فوغ جدلاً واسعًا حول تأثير ذلك على العارضات الحقيقيات اللواتي يسعين لتمثيل أكبر وتنوّع أوسع، وعلى المستهلكين، خصوصًا الشباب الذين يواجهون معايير جمال غير واقعية.

وعلّق أحد مستخدمي تيك توك: "الأمر جنوني، فليس هناك نقص في الأشخاص الراغبين بالعمل في عرض الأزياء"، ليُضيف آخر: "كنا نقارن أنفسنا بعارضات معدّلات بالفوتوشوب.. والآن بنساء لا وجود لهن"؟ 

أعرب البعض عن قلقهم من أن الاستخدام المتزايد لعارضات الذكاء الاصطناعي قد يدفع العارضات المحترفات الحقيقيات إلى فقدان وظائفهن.Credit: Seraphinne Vallora

دعا البعض إلى مقاطعة Guess وفوغ، فيما لم ترد Guess على طلب CNN للتعليق. وأكدت كوندي ناست أنّ عارضة الذكاء الاصطناعي لم تظهر من قبل في المحتوى التحريري لفوغ، لكن نسخًا دولية مثل فوغ سنغافورة عرضت شخصيات افتراضية في أعداد سابقة.

"ما زلنا نوظف عارضات"

ترى فالنتينا غونزاليس وأندريا بيتريسكو، المؤسِّستان (25 عامًا) لوكالة سيرافين فالورا، أن الجدل حول حملة Guess في غير محلّه. وقالت بيتريسكو في مقابلة مع  CNN: "يظن الناس أن هذه الصور صُنعت بالكامل بالذكاء الاصطناعي، وهذا غير صحيح. لدينا فريق عمل، وما زلنا نوظف عارضات حقيقيات."

وأضافتا أنّ مؤسس Guess، بول مارسيانو، تواصل معهما لإنشاء عارضات ذكاء اصطناعي للعلامة. وبعد مراجعة تصاميم عدّة، اختار مارسيانو عارضة شقراء رقمية (فيفيين) وأخرى سمراء (أناستاسيا) لتطويرهما، وظهرت الاثنتان في إعلانات Guess التي نُشرت في فوغ ومجلات أخرى، بحسب غونزاليس.

ولإنشاء الحملة، استعانت الوكالة بعارضة حقيقية تم تصويرها على مدار أسبوع وهي ترتدي أزياء Guess في الاستوديو. وأوضحت غونزاليس أن هذه الصور ساعدت على تحديد كيف سيبدو اللباس على العارضة الافتراضية: "كنا بحاجة لمعرفة الوضعيات التي تبرز المنتج بأفضل شكل، وكيف يظهر على امرأة حقيقية. لا يمكننا إنشاء صورة من دون فكرة واضحة عن الزوايا الأكثر جاذبية."

وأوضحت بيتريسكو أنّ الذكاء الاصطناعي يمنح الشركات خيارات أكثر، ويوفر الوقت والمال مقارنة باستخدام عارضة حقيقية. وأوضحت أن سيرافين فالورا بدأت كعلامة مجوهرات، لكن بسبب نقص الميزانية لتوظيف عارضات، ابتكرتا عارضة افتراضية خاصة بهما.

مقالات مشابهة

  • رامي صبري ينشر صورا من رحلته إلى الأردن
  • رهف القحطاني تنهار باكية: أُسدد ديونًا لا ذنب لي فيها ..فيديو
  • الداخلية تكشف حقيقة سرقة شخص بالإكراه: الفيديو خارج مصر
  • الفستان الأسود القصير: صيحة عمرها أكثر من 70 عامًا والنجمات يعشقنها!
  • نيمار يخطف الأنظار برقصة مميزة مع ابنته والأخيرة تشاركه الرقص ببراءة .. فيديو
  • عارضات لا وجود لهنّ.. الذكاء الاصطناعي يقتحم عالم الموضة
  • عاجل: حتى منصة التتويج.. عبد المحسن من توغو يروي لـ "اليوم" رحلته مع القرآن
  • شاهد بالفيديو.. أخذت تتفاعل في الرقص.. سيدة سودانية تفاجئ المعازيم وتقتحم “صيوان” فرح بأحد الأحياء وهي راكبة على ظهر “حمار”
  • حجز تحفظي على شركة تأجير كبرى بسبب ديون بالملايين
  • دعوات للنزول إلى المطار.. والسبب مسؤول