هجوم بمسيرات يستهدف أكبر قاعدة بحرية في السودان
تاريخ النشر: 7th, May 2025 GMT
الخرطوم - استهدف هجوم بمسيّرات الأربعاء قاعدة فلامنغو في بورتسودان، أكبر قاعدة بحرية في السودان، بحسب ما أفاد مصدر عسكري وكالة فرانس برس، في اليوم الرابع من الهجمات ضدّ المدينة التي تضمّ المقرّ الموقت للحكومة الموالية للجيش.
ومنذ نيسان/أبريل 2023، يشهد السودان صراعا داميا بين قائد الجيش الجنرال عبد الفتاح البرهان، الحاكم الفعلي للبلاد منذ انقلاب عام 2021، ونائبه السابق الجنرال محمد حمدان دقلو، قائد قوات الدعم السريع.
وبورتسودان المدينة الشرقية التي تمرّ عبرها المساعدات الإنسانية والتي تضمّ وكالات الأمم المتحدة ونزح إليها آلاف المهجّرين السودانيين، ظلّت نسبيا بمنأى من الحرب. وهي تحتضن المقر المؤقت للحكومة التي جعلتها العاصمة المؤقتة في أعقاب اندلاع الحرب.
لكنّ المدينة تتعرّض بصورة يومية منذ الأحد لهجمات بطائرات مسيرة.
وقال المصدر العسكري طالبا عدم نشر اسمه إن "مسيّرات هاجمت قاعدة فلامنغو البحرية والمضادّات الأرضية تتصدّى لها"
وسمع مراسل لوكالة فرانس برس لنحو نصف ساعة دوي مضادّات أرضية وانفجارات متتالية مصدرها شمال مدينة بورتسودان حيث القاعدة البحرية.
ويوم أمس، طالت ضربات نسبها الجيش إلى قوات الدعم السريع مطار بورتسودان، وهو آخر المطارات قيد الخدمة للنقل المدني في البلد وقاعدة عسكرية ومحطة كهرباء ومستودعات وقود.
- "محور العمليات الإنسانية" -
وألحقت هذه الضربات أضرارا ببنى تحتية استراتيجية في بورتسودان التي تضم أكبر ميناء في البلد الواقع في الشرق الإفريقي.
وعلى بعد حوالى 600 كيلومتر إلى الجنوب، "استهدفت ثلاث مسيّرات منشآت للمطار" في مدينة كسلا المحسوبة على الجيش بالقرب من الحدود من اريتريا، وفق ما أفاد مصدر أمني الأربعاء.
وأوقعت الحرب في السودان عشرات آلاف القتلى وأدّت لتهجير 13 مليون شخص وتسبّبت بـ"أسوأ كارثة إنسانية" في العالم، بحسب الأمم المتحدة.
ولم تعلّق قوات الدعم السريع على الهجمات التي طالت بورتسودان هذا الأسبوع على بعد حوالى 650 كيلومترا من أقرب موقع لها على تخوم العاصمة الخرطوم.
وتصل إلى بورتسودان الغالبية العظمى من المساعدات الإنسانية إلى السودان الذي أعلنت المجاعة في بعض أجزائه ويعاني نحو 25 مليونا من سكانه من انعدام الأمن الغذائي الشديد.
وتزداد المخاوف من أن يتسببّ قصف المدينة في توقّف تدفّق المساعدات الإنسانية.
وأعرب توم فليتشر، المسؤول عن الشؤون الإنسانية وتنسيق الإغاثة في حالات الطوارئ في الأمم المتحدة، عن "بالغ القلق إزاء الضربات بالمسيّرات في بورتسودان، محور عملياتنا الإنسانية وبوابة دخول أساسية للمساعدات".
- "رابط حيوي" -
وتعتبر الأمم المتحدة بورتسودان بمثابة "رابط حيوي للعمليات الإنسانية".
وقد حذّرت الوكالة الأممية من "معاناة إنسانية جديدة في خضمّ ما هو أصلا أكبر أزمة إنسانية في العالم".
وأتى هجوم الأربعاء غداة إعلان السودان قطع علاقاته الدبلوماسية مع الإمارات العربية المتّحدة التي اعتبرها "دولة عدوان" واتهّمها بتزويد قوات الدعم السريع بأسلحة متطورة تم استخدامها في الهجمات الأخيرة على بورتسودان.
ولطالما نفت الإمارات مدّ قوات الدعم السريع بالدعم، بالرغم من صدور تقارير من خبراء أمميين ومسؤولين أميركيين سياسيين ومنظمات دولية تفيد عكس ذلك.
ومنذ خسارة الدعم السريع مواقع عسكرية في الخرطوم ووسط السودان، زاد اعتمادها على الطائرات المسيّرة والمدافع البعيدة المدى. وهي تستخدم طائرات مُسيّرة بدائية الصنع وأخرى متطورة، يتهم الجيش الإمارات بتزويدها إيّاها.
ويقضي الهدف من هذه الاستراتيجية بقطع إمدادات الجيش، بحسب خبراء.
وقد قسّمت الحرب السودان بين مناطق في الوسط والشمال والشرق يسيطر عليها الجيش وأخرى في الجنوب تحت قبضة قوات الدعم السريع التي تسيطر على منطقة دارفور (الغرب) بالكامل تقريبا.
المصدر: شبكة الأمة برس
إقرأ أيضاً:
تصعيد جديد في السودان.. ضربات بمسيّرات تستهدف مستودعات وقود وقاعدة بحرية
أفادت مصادر محلية سودانية، فجر الخميس، بأن طائرات مسيّرة استهدفت مستودعات وقود في مدينة كوستي الواقعة جنوب البلاد، ما أدى إلى اندلاع حرائق كبيرة في المنطقة.
وأكد مصدر عسكري لوسائل الإعلام أن ميليشيات الدعم السريع نفذت الهجوم باستخدام ثلاث طائرات مسيرة، مشيرًا إلى أن المستودعات المستهدفة كانت منشآت استراتيجية لتخزين الوقود.
في السياق ذاته، أعلن الجيش السوداني عن تعرض مدينة بورتسودان، شمال شرق البلاد، لهجمات بمسيّرات خلال ساعات الليل، مشيرًا إلى أن إحدى الضربات استهدفت قاعدة بحرية في المدينة الساحلية الواقعة على البحر الأحمر.
وفي سياق متصل، ردت الإمارات رسميًا على قرار مجلس الأمن والدفاع السوداني بقطع العلاقات الدبلوماسية معها وإعلانها “دولة عدوان”، مؤكدة أنها لا تعترف بشرعية “سلطة بورتسودان” التي اتخذت هذا القرار.
وأعلنت وزارة الخارجية الإماراتية أنها لا تعترف بقرار سلطة بورتسودان، مشيرة إلى أن هذه السلطة لا تمثل الحكومة الشرعية للسودان وشعبه، وأكدت في بيان لها أن “البيان الصادر عن ما يُسمى مجلس الأمن والدفاع لن يمس العلاقات الراسخة بين دولة الإمارات وجمهورية السودان وشعبيهما الشقيقين”.
وشددت الوزارة على أن قرار سلطة بورتسودان، أحد الأطراف المتحاربة في السودان، بقطع العلاقات مع الإمارات جاء كرد فعل بعد يوم واحد فقط من رفض محكمة العدل الدولية الدعوى المقدمة من قبل السلطة السودانية في بورتسودان.
كما رفضت الإمارات التصريحات المشينة الصادرة عن سلطة بورتسودان، مؤكدة أنها “مناورة للتهرب من مساعي وجهود السلام”. وأضافت أن “السودان وشعبه بحاجة إلى قيادة مدنية ومستقلة عن السلطة العسكرية، قيادة لا تقتل نصف شعبها وتجوّع وتهجّر النصف الآخر”.
وأوضحت الخارجية الإماراتية أن الإمارات تقف إلى جانب الشعب السوداني، وبشكل خاص مع الجالية السودانية الكبيرة المقيمة على أرضها. وأكدت أن هذه الجالية لن تتأثر بالقرارات الأخيرة.
كما جددت الإمارات تأكيدها على أنها في مقدمة دول العالم في دعم السودان على مدى العقود الخمسة الماضية، وأنها لن تتوانى عن تقديم يد العون للشعب السوداني الشقيق.
منذ أبريل 2023، يشهد السودان حربًا أهلية دامية بين القوات المسلحة السودانية بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، مما أدى إلى مقتل عشرات الآلاف وتشريد أكثر من 12 مليون شخص، بالإضافة إلى أزمة إنسانية وصفتها الأمم المتحدة بأنها الأسوأ عالميًا.
واتهمت الحكومة السودانية المتمركزة في بورتسودان الإمارات بدعم قوات الدعم السريع بالأسلحة والتمويل، مما يطيل أمد الحرب ويُفاقم الأزمة الإنسانية، خاصة في دارفور. وفي مارس 2025، رفع السودان دعوى أمام محكمة العدل الدولية يتهم فيها الإمارات بالتواطؤ في “إبادة جماعية” ضد قبيلة المساليت بدارفور، لكن المحكمة رفضت الدعوى في 5 مايو الجاري لعدم اختصاصها.
جاء قرار السودان بقطع العلاقات مع الإمارات في 6 مايو، بعد هجمات بطائرات مسيرة استهدفت بورتسودان، وهي العاصمة المؤقتة للحكومة. وقد اتهمت الحكومة السودانية الإمارات بتزويد قوات الدعم السريع بهذه الأسلحة. في المقابل، رفضت الإمارات الاعتراف بشرعية القرار، معتبرة أن سلطة بورتسودان تمثل طرفًا في الصراع وليست الحكومة الشرعية.