الخرطوم- بعد أسابيع من "دحر" الجيش السوداني قوات الدعم السريع من وسط البلاد والخرطوم، أخذت الحرب منحى جديدا بانتقالها من غرب البلاد إلى شرقها، حيث استهدفت مسيّرات منشآت مدنية وعسكرية في بورتسودان العاصمة الإدارية المؤقتة.

وكشفت مصادر رسمية للجزيرة نت أن الجهات التي تقف خلف الدعم السريع تسعى إلى فرض معادلة رعب، والانتقام لخسائر كبيرة تعرضت لها في مطار نيالا (جنوب دارفور)، وتعطيل تحركات الجيش نحو إقليم دارفور، وإرغام الحكومة على التفاوض مع الدعم السريع.

وظلت بورتسودان أكثر مناطق السودان أمنا وصارت عاصمة إدارية مؤقتة عقب اندلاع الحرب بالخرطوم في منتصف أبريل/نيسان 2023، واتخذها رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش عبد الفتاح البرهان مقرا له عقب خروجه من مقر قيادة الجيش.

كما أن موقعها الجغرافي، بين ساحل البحر الأحمر وسلسلة من المواقع الجبلية المرتفعة، يجعلها محصنة من أي اقتحام أو هجوم عسكري بري.

البرهان نجا سابقا من محاولة اغتيال بمسيّرة جنوب غربي بورتسودان (مجلس السيادة)

وحاولت قوات الدعم السريع في فترة سابقة استهداف بورتسودان عبر مسيّرات انقضاضية صغيرة تحمل كمية محدودة من المتفجرات، لكن مضادات الجيش دمرتها قبل وصولها إلى المدينة. كما نجا البرهان من محاولة اغتيال عبر مسيّرة خلال حضوره مراسم تخريج دفعات من طلاب الكليات الحربية والبحرية والجوية بمنطقة جبيت على بعد حوالي 100 كيلومتر جنوب غربي بورتسودان.

وشنت هذه القوات، منذ مطلع العام الجاري، هجمات بطائرات مسيّرة إستراتيجية على مواقع مدنية وعسكرية في ولايات شمال ووسط وشرق السودان، ألحقت أضرارا طالت محطات الكهرباء والمطارات المدنية والقواعد العسكرية.

وخلال الأيام الثلاثة الماضية، استهدفت مسيّرات انقضاضة وإستراتيجية المستودعات الإستراتيجية للمشتقات النفطية، ومحيط الميناء الجنوبي في بورتسودان، ومحطة كهرباء ميناء بشائر، ومحيط مطار بورتسودان، ومستودعات شركة النيل للبترول، وقاعدتي فلامنغو البحرية وعثمان دقنة الجوية العسكريتين، وفندقا بجوار القصر الرئاسي.

 

لماذا استهدفت مسيّرات الدعم السريع بورتسودان هذه المرة؟

تُعد بورتسودان مركزا للعمليات الإنسانية ومقر البعثات الدبلوماسية ومنظمات الأمم المتحدة، وفيها الميناء البحري الأساسي وثاني أكبر مطار دولي في السودان بعد الخرطوم.

إعلان هل هناك دوافع سياسية أو عسكرية وراء الهجمات الجوية على العاصمة الإدارية وتدمير منشآت الطاقة والكهرباء؟

تكشف مصادر رسمية للجزيرة نت أن الجهات الخارجية التي تقف خلف قوات الدعم السريع استهدفت من قصف بورتسودان تحقيق عدة أهداف في وقت واحد أبرزها:

الانتقام لقصف الجيش مطار نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور السبت الماضي، مما أدى إلى تدمير مستودعات أسلحة وذخائر وغرف تحكم، وسيطرة على المسيّرات وأجهزة تشويش ودفاع جوي، وتدمير طائرة رابضة بأرض المطار كانت تستعد للإقلاع بعدما تحولت المدينة إلى مركز لوجيستي محصن للدعم السريع.
وأدى القصف أيضا لمقتل عناصر أجنبية من خبراء تشغيل المسيّرات والدفاع الجوي وأجهزة التشويش، وعشرات من ضباط ومقاتلي الدعم السريع كانوا في طريقهم للعلاج في دولة أجنبية. كذلك أربك ترتيبات تجري في نيالا لإعلان حكومة موازية بعدما باتت غير محصنة من الطيران وغير آمنة رغم ضخ مبالغ مالية ضخمة لبناء قدرات للدفاع الجوي وأنظمة تشويش ومخابئ تحت الأرض للمسيّرات. خلق أزمات كبيرة تستدعي تدخلا دوليا في البلاد، وتعطيل قوات الجيش المتحركة نحو دارفور لفك الحصار عن الفاشر وتحرير عواصم ولايات دارفور الأخرى بعد فشل قوات الدعم السريع في السيطرة على الفاشر بعد عام من حصارها ومهاجمتها 208 مرات. فرض معادلة رعب وإظهار الحكومة السودانية بموقف الضعف وشل حركتها، وبث روح جديدة وسط قوات الدعم السريع بعد هزائمها في وسط السودان والخرطوم، وحمل الحكومة على التفاوض عبر ضغط داخلي ودولي لضمان مستقبل سياسي وعسكري للدعم السريع وتحقيق مصالح رعاتها، وذلك مع اقتراب زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب للمنطقة في أواخر الشهر الجاري. هل يمكن أن تدفع التطورات العسكرية الجديدة أطراف الأزمة إلى طاولة المفاوضات بعد توقف عملية السلام؟

يرى الباحث السياسي محمد علاء الدين أن جلوس الحكومة السودانية وقوات الدعم السريع بات أبعد من أي وقت مضى، لأنه من الصعب تحقيق سلام في ظل سياسة لي الذراع والابتزاز العسكري لأنه سيصبح استسلاما وليس سلاما.

إعلان

ويقول الباحث للجزيرة نت إن صناعة السلام تتطلب خلق مناخ إيجابي وتوفر الإرادة أو وصول الأطراف المتحاربة إلى توازن ضعف، أو تدخل قوى دولية لديها ثقل وضمانات بفرض مساومة تحقق مكاسب لأطراف النزاع، وكل ذلك غير متوفر حاليا.

كيف ترى قيادات القوى السياسية النسخة الجديدة من الحرب في بلادها؟

استنكر زعيم حزب الأمة مبارك الفاضل المهدي استهداف المنشآت المدنية، ويرى أن ما حدث في بورتسودان سيكون له تبعات سياسية واقتصادية ودبلوماسية.

ويعتقد المهدي أن المعارك تحولت إلى حرب استنزاف للضغط على البرهان من أجل العودة إلى طاولة المفاوضات مع الدعم السريع، وكان يمكن لرئيس مجلس السيادة تجنب ما يحدث لو وافق على عملية السلام بعد استعادة الجيش ولايات وسط البلاد الخرطوم.

من جانبه، قال الرئيس المفوض لحزب المؤتمر الوطني الحاكم سابقا أحمد هارون في بيان إن "العدو يستطيع النيل من بعض منشآت شعبنا ومقدراته المادية، ولكنه لن يستطيع النيل من عزته وكرامته وعزمه في الدفاع عن سيادته".

أما رئيس الوزراء السابق وزعيم التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة "صمود" عبد الله حمدوك، فوصف في تغريدة عبر منصة إكس تطورات مسار الحرب بأنها خطيرة، وأن السودان يتجه نحو المجهول، وناشد قيادتي الجيش والدعم السريع لوقف فوري للقتال، ودعا القوى الدولية والإقليمية إلى تكثيف الضغط على طرفي الصراع لإنهاء الحرب.

لم وجدت الهجمات على منشآت بورتسودان اهتماما دوليا وإقليميا؟

يقول المحلل السياسي فيصل عبد الكريم للجزيرة نت إن السودان لديه ساحل على البحر الأحمر يمتد أكثر من 700 كيلومتر، وأي تطور عسكري في البحر الأحمر يمكن أن يؤثر على أمن الدول المتشاطئة، كما تمر عبره 14% من التجارة الدولية وتتأثر به بطريقة مباشرة السعودية ومصر، لذا نددت عدة دول عربية وأفريقية والأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وجامعة الدول العربية وواشنطن، بقصف بورتسودان.

إعلان

ويتوقع المحلل أن تُحرك التطورات الجديدة قوى دولية وإقليمية لتهدئة الحرب في السودان عبر اتصالات مع الخرطوم والجهات التي تتهمها بالوقوف خلف الدعم السريع والعواصم الفاعلة في المشهد السوداني، وإنعاش عملية السلام حتى لا تتحول الأزمة إلى حرب إقليمية في منطقة مضطربة وقابلة للاشتعال.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات قوات الدعم السریع للجزیرة نت مسی رات

إقرأ أيضاً:

الإمارات.. عامان من دبلوماسية السلام في مواجهة أطماع وتضليل «سلطة بورتسودان»

أبوظبي/وام

شكلت مواقف دولة الإمارات العربية المتحدة الدبلوماسية تجاه الصراع الذي تشهده جمهورية السودان الشقيقة منذ منتصف أبريل من العام 2023، تجسيداً لسياستها وجهودها المخلصة للبحث عن حل سياسي كفيل بتجنيب الشعب السوداني الشقيق المآسي والمعاناة الإنسانية، وهو ما يتسق مع المواقف العربية والدولية.

وعلى النقيض من ذلك اختارت القوات المسلحة السودانية ومن يمثلها، معاداة الإمارات والتنصل من المسؤولية عبر تلفيق الاتهامات المغرضة في محكمة العدل الدولية قبل أن تدحض المحكمة ذلك وتقرر شطب القضية، لتواصل السلطة العسكرية المتورطة في صراع أهلي هناك تهربها من مساعي وجهود السلام مقررة قطع العلاقات الدبلوماسية مع دولة الإمارات.

وردت الإمارات بوضوح تام أن السودان وشعبه الكريم بحاجة إلى قيادة مدنية ومستقلة عن السلطة العسكرية تضع أولويات الشعب الشقيق في المقام الأول، قيادة لا تقتل نصف شعبها وتجوّع وتهجّر النصف الآخر.

وأوضحت الإمارات أنها لا تعترف بقرار سلطة بورتسودان، باعتبار أن هذه السلطة لا تمثل الحكومة الشرعية للسودان وشعبه الكريم، وأن البيان الصادر عما يسمى مجلس الأمن والدفاع لن يمس العلاقات الراسخة بين دولة الإمارات وجمهورية السودان وشعبيهما الشقيقين.

وأكدت الإمارات موقفها الثابت بعدم تقديم أي دعم عسكري لأي طرف في النزاع الدائر في السودان، وهو الموقف الذي أبلغته للأمم المتحدة، وأيد صحته خلو تقرير لجنة خبراء الأمم المتحدة حول نظام العقوبات في السودان من أي اتهامات ضد الإمارات.

ومنذ عامين وأكثر، تتمسك الإمارات بموقفها الثابت من الصراع العبثي الذي يشهده السودان الشقيق، والذي دعا ودعم على الدوام الحلول السلمية التي تحفظ وحدة البلاد وتحقن دماء أبناء الشعب الواحد، وهو ما أكدته الجهود الدبلوماسية التي بذلتها الإمارات منذ بداية الأزمة إلى الآن، والتي يستعرضها التقرير التالي.

مع اندلاع الصراع في منتصف أبريل من العام 2023 في السودان الشقيق سجلت الإمارات موقفها الواضح ودعت أطراف النزاع كافة إلى التهدئة وضبط النفس وخفض التصعيد والعمل على إنهاء هذه الأزمة بالحوار.

- إجلاء العالقين

دشنت الإمارات خلال المدة من 29 أبريل ولغاية 2 يونيو 2023 سلسلة من رحلات الإجلاء لرعاياها ورعايا الدول الصديقة العالقين في السودان بهدف حماية المدنيين وعدم الزج بهم في هذا الصراع الذي تصاعدت وتيرته خلال تلك الفترة.

وبلغ عدد طائرات الإجلاء الإماراتية 10 طائرات حملت 997 شخصاً من رعايا نحو 26 جنسية مختلفة، تم توفير أوجه الرعاية كافة لهم طوال فترة تواجدهم في دولة الإمارات إلى حين عودتهم إلى دولهم، وحرصت الدولة على إعطاء الأولوية في عمليات الإجلاء للفئات الأكثر احتياجا من المرضى والأطفال وكبار السن والنساء.

- تضامن مع السعودية

ومع تصاعد مظاهر الانفلات الأمني، أدانت الإمارات في 3 مايو 2023 بشدة اقتحام الملحقية الثقافية للمملكة العربية السعودية الشقيقة في العاصمة السودانية الخرطوم، من قبل مجموعة مسلحة قامت بالتخريب والاستيلاء على بعض ممتلكاتها، مشددة على أهمية حماية المباني الدبلوماسية حسب الأعراف والمواثيق التي تحكم وتنظم العمل الدبلوماسي، ومستنكرة هذه الأعمال الإجرامية، ومؤكدة رفضها الدائم لجميع أشكال العنف والإرهاب.

- إعلان جدة

ورحبت الإمارات في 12 مايو 2023 بإعلان كل من المملكة العربية السعودية الشقيقة، والولايات المتحدة الأمريكية الصديقة، توقيع ممثلي القوات المسلحة، وقوات الدعم السريع، في جدة على إعلان الالتزام بحماية المدنيين في السودان بموجب القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان لتسهيل العمل الإغاثي وتلبية الاحتياجات الطارئة للمدنيين.

وأثنت الإمارات على الاتفاق الذي يقضي بوقف إطلاق النار لمدة 10 أيام لتمكين إيصال الإمدادات الإغاثية والمساعدات الإنسانية، والذي يمهد الطريق لإنهاء الأزمة وتجنيب الشعب السوداني الشقيق المزيد من المعاناة.

- أصدقاء السودان

وفي 7 يونيو 2023، أعرب بيان مجموعة أصدقاء السودان الذي ضم كلا من (الإمارات، وفرنسا، وألمانيا، والنرويج، والمملكة العربية السعودية، والسويد، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية، والاتحاد الأوروبي) بصفتها أعضاء في المجموعة، عن قلقها العميق بشأن العنف المستمر والوضع الإنساني الكارثي في السودان، بما في ذلك التقارير المتعلقة بانتهاكات القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان، فضلاً عن نهب الإمدادات الإنسانية على نطاق واسع.

وحث البيان الأطراف المتحاربة بشدة على وقف القتال والهجمات على المدنيين، والموافقة على وقف إطلاق نار فعال ومستدام، لضمان وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن وسريع ودون عوائق واحترام القانون الدولي الإنساني، والعمل من أجل العودة إلى العملية السياسية.

- قمة جوار السودان

ورحبت الإمارات في 14 يوليو 2023 بالبيان الختامي الصادر عن قمة جوار السودان الذي عقد في القاهرة، والذي أكد على أهمية حماية السودان والحفاظ على مقدراته ومنع تفككه، ودعا إلى الاحترام الكامل لسيادته وسلامة أراضيه، وعدم التدخل في شؤونه الداخلية.

- الاتحاد الإفريقي

وشاركت الإمارات في 15 نوفمبر 2023 في الاجتماع الافتراضي الوزاري لمجلس الأمن والسلام للاتحاد الإفريقي لبحث تطورات الأوضاع في جمهورية السودان، مؤكدة موقفها الثابت المتمثل في ضرورة الوقف الفوري لإطلاق النار كمطلب رئيسي والعمل على إيجاد حل سلمي للأزمة بين الأطراف المعنية، وضرورة تعزيز الجهود الرامية إلى دعم العملية السياسية، وتحقيق التوافق الوطني نحو تشكيل الحكومة، بما يعزز أمن واستقرار السودان، ويلبي تطلعات شعبه الشقيق في التنمية والازدهار.

- دعم دبلوماسي متواصل

ورحبت الإمارات في 9 مارس 2024 بقرار مجلس الأمن الدولي الذي يدعو إلى وقف إطلاق النار في السودان خلال شهر رمضان، في ظل استمرار تدهور الوضع الإنساني، وشاركت في 14 أبريل من العام نفسه في اجتماعات المؤتمر الدولي الإنساني بشأن السودان التي عقدت في العاصمة الفرنسية باريس بهدف دفع مبادرات السلام الخاصة به قدماً.

وأكّدت الإمارات التزامها بدعم الجهود الدولية لوقف فوري ودائم لإطلاق النار، وإيجاد حل سلمي للأزمة، ومواصلة مساندة الشعب السوداني وتعهدت بتقديم 100 مليون دولار أمريكي دعماً للجهود الإنسانية في السودان ودول الجوار.

وشهدت الاجتماعات اعتماد وثيقة إعلان مبادئ لدعم حل الصراع الدائر منذ أبريل 2023، إلى جانب تعزيز الجهود الإنسانية والدبلوماسية للتصدي للتحديات الإنسانية التي يواجهها الشعب السوداني.

وأعربت الإمارات في 27 أبريل 2024 عن قلقها العميق إزاء تصاعد التوترات في منطقة الفاشر في شمال دارفور والتهديد الذي تشكله على المدنيين السودانيين، داعية جميع الفصائل المسلحة، بما في ذلك قوات الدعم السريع، والقوات المسلحة السودانية، إلى إنهاء القتال، والعودة إلى الحوار والامتثال لالتزاماتها.

- دعم إنساني

وقعت الإمارات في 26 يونيو 2024 ثلاث اتفاقيات مع الشركاء الرئيسيين في الأمم المتحدة لدعم الجهود الإنسانية في السودان، تضمنت مذكرات تفاهم بين دولة الإمارات وكل من مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، وبرنامج الأغذية العالمي، ومنظمة الأغذية والزراعة، إضافة إلى خطاب نوايا مع منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف)، وذلك بهدف الحد من الأزمة الإنسانية في السودان ودعم الأشخاص الأكثر تأثراً بالحرب.

وفي 30 يونيو 2024 دعت الإمارات في بيان هام، تضمن رسالة الدولة إلى مجلس الأمن الدولي، إلى اتخاذ إجراءات عاجلة من أجل تجنب حدوث مجاعة وشيكة في السودان، مؤكدة دعمها لجميع المبادرات الرامية إلى تحقيق وقف إطلاق النار، والعودة إلى الحكومة المدنية، بما يشمل توجيه دعوة رسمية لجميع الأطراف المعنية، والأطراف المتحاربة للمشاركة في محادثات جدة.

وأعربت الإمارات في 16 يوليو 2024 عبر بيان مشترك مع 14 دولة شقيقة وصديقة، عن بالغ القلق إزاء ما خلص إليه تقرير التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي (IPC)، المنشور بتاريخ 27 يونيو 2024، والذي أشار إلى مواجهة السودان «بعد 14 شهرا من الصراع» مستوى غير مسبوق من انعدام الأمن الغذائي يؤثر على 25.6 مليون شخص في 14 منطقة معرضةً لخطر المجاعة.

وشاركت الإمارات في 25 يوليو 2024 في خلوة الوسطاء بشأن الوضع في السودان التي انعقدت في جيبوتي بحضور 32 دولة ومنظمة إقليمية ودولية، حيث تم البحث في المبادرات والجهود الدولية الرامية إلى إحلال السلام في هذا البلد وخلق رؤية مشتركة لها.

وفي 6 أغسطس 2024 أعربت الإمارات عن قلقها البالغ إزاء الأزمة الإنسانية المتفاقمة في السودان وانعدام الأمن الغذائي الشديد الذي يؤثر على أكثر من 25 مليون مواطن سوداني، وذلك عقب إعلان المجاعة في أجزاء من شمال دارفور، وخاصة في مخيم زمزم الذي يؤوي أكثر من نصف مليون نازح.

وأدانت الإمارات استخدام المجاعة كسلاح في الحرب، مشيرة إلى أن حرمان المدنيين من الوصول إلى المساعدات الإنسانية، وشن الهجمات بشكل عشوائي، يجعل من المستحيل على السكان طلب المساعدة، وهو ما يعتبر انتهاكا واضحا للقانون الدولي الإنساني.

- اجتماعات سويسرا

وشاركت الإمارات في المحادثات بشأن السودان في سويسرا التي جرت خلال الفترة من 14 إلى 23 أغسطس 2024، وعقدت بدعوة من قبل الولايات المتحدة واستضافتها كل من المملكة العربية السعودية والاتحاد السويسري.

وأكدت الإمارات أن الوضع الإنساني في السودان خرج عن مستوى التحمّل، مشددة على أهمية أن تكون فرق الإغاثة قادرة على توصيل المساعدات إلى المحتاجين أينما كانوا.

- متحدون من أجل السلام

وفي 26 سبتمبر 2024، شاركت الإمارات في الاجتماع الوزاري تحت شعار «متحدون من أجل السلام في السودان» الذي استضافته ألمانيا وفرنسا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ79، حيث أكد المشاركون التزامهم بدعم مبادرات السلام، ودعوتهم إلى تسهيل وصول المساعدات الإنسانية.

ودعت الإمارات الأطراف المتحاربة في السودان إلى ضرورة التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار وإنهاء الحرب، وبذل الجهود للعودة لمسار العملية السياسية للتوصل إلى تسوية دائمة، والسماح بوصول المساعدات دون عوائق وبشكل آمن، والامتثال بموجب القانون الإنساني الدولي.

- اعتداء سافر

وأدانت الإمارات في 29 سبتمبر 2024 بشدة الاعتداء الذي استهدف مقر رئيس بعثة الدولة في الخرطوم، من خلال طائرة تابعة للقوات المسلحة السودانية، والذي أدى إلى وقوع أضرار جسيمة في المبنى، مطالبةً القوات المسلحة بتحمل المسؤولية كاملةً عن هذا العمل الجبان.

ولاقى الاعتداء على مقر رئيس بعثة الدولة في الخرطوم إدانة واسعة من نحو 100 دولة، إلى جانب عدد من المنظمات الدولية، أعربت جميعها عن تضامنها مع دولة الإمارات في هذا الاستهداف الغاشم.

وفي 3 نوفمبر 2024، أعربت الإمارات عن قلقها البالغ إزاء تصاعد أعمال العنف في السودان، ولا سيما التي طالت مدنيين من النساء، والأطفال، وكبار السن في ولاية الجزيرة، وأسفرت عن مقتل وإصابة عدد منهم.

وحثت الإمارات الأطراف السودانية المتحاربة على العودة إلى الحوار، واحترام التزاماتها وفق إعلان جدة، وللآليات التي اقترحتها «مجموعة العمل من أجل تعزيز إنقاذ الأرواح والسلام في السودان - ALPS» المتعلقة بتسهيل وصول المساعدات الإنسانية بشكل آمن وعاجل ودون عوائق.

ورحبت الإمارات في 28 ديسمبر 2024، بالجهود الدبلوماسية لجمهورية تركيا الصديقة لإيجاد حل للأزمة الراهنة في السودان، والتي تمثل أيضاً أولوية لدى دولة الإمارات، مبدية أتم الاستعداد للتعاون والتنسيق مع الجهود التركية والجهود الدبلوماسية كافة لإنهاء الصراع في السودان وإيجاد حل شامل للأزمة.

وأشارت الإمارات إلى أن غياب القوات المسلحة السودانية عن محادثات السلام الأخيرة التي شاركت فيها دولة الإمارات إلى جانب عدد من الدول والمنظمات الإقليمية والدولية عبر منصة ALPS في جنيف يعد تجاهلاً صارخاً لمعاناة الشعب السوداني الشقيق، وعدم الرغبة في التعاون والانخراط في محادثات السلام لإنهاء الأزمة وتحقيق السلام الدائم.

- استهداف المستشفى السعودي

وأدانت الإمارات في 26 يناير 2025 بشدة استهداف المستشفى السعودي في مدينة الفاشر بغرب السودان، والذي أسفر عن مقتل وإصابة عدد من الأشخاص الأبرياء، ما يُشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الإنساني الدولي.

- المؤتمر الرفيع من أجل السودان

وعقدت الإمارات وجمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية والاتحاد الإفريقي والهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد) في 14 فبراير 2025 «المؤتمر الإنساني رفيع المستوى من أجل شعب السودان» في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.

وهدف المؤتمر إلى حشد الجهود الإقليمية والدولية لمواجهة الأزمة الكارثية في السودان، وإطلاق دعوة قوية وموحدة لهدنة إنسانية خلال شهر رمضان، وفي هذا الصدد، عبرت العديد من الدول عن دعم دعوة دولة الإمارات إلى هدنة إنسانية ووقف الحرب خلال الشهر المبارك.

- خطة الاحتياجات الإنسانية

وفي 20 فبراير 2025 شاركت الإمارات في الإطلاق المشترك بين المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، لخطة الاحتياجات الإنسانية والاستجابة للسودان لعام 2025، والخطة الإقليمية للاستجابة للاجئين في السودان.

وأدانت الإمارات في 9 مارس 2025 بأشد العبارات حادثة الاعتداء على طائرة تابعة لقوات حفظ السلام في جنوب السودان (يونميس)، وعلى قوات دفاع شعب جنوب السودان في ولاية أعالي النيل، ما أدى إلى مقتل أحد أفراد القوة الدولية وعدد من القوات الحكومية فضلاً عن إصابة اثنين من طاقم الطائرة.

وشاركت الإمارات في 13 مارس 2025 بصفتها مانحاً إنسانياً رئيسياً لشمال إفريقيا في الاجتماع الثالث لكبار المسؤولين الإنسانيين التابع للاتحاد الأوروبي حول السودان، والذي استضافته بروكسل.

- رفض الاعتداءات في دارفور

وفي 13 أبريل 2025 أدانت دولة الإمارات واستنكرت بشدة الهجمات المسلحة على مخيّمي زمزم وأبوشوك قرب مدينة الفاشر في دارفور، وعلى فرق وكوادر الإغاثة العاملة في المنطقة، والتي تسببت في مقتل وإصابة مئات من الأشخاص الأبرياء، في انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي.

وأدانت وزارة الخارجية، في بيان لها، بشدة، أعمال العنف ضد العاملين في مجال العمل الإنساني الذين يكرسون حياتهم لخدمة المحتاجين، وأكدت أن استهداف موظفي الإغاثة يعد انتهاكا صارخا للقانون الإنساني الدولي الذي يكفل حماية العاملين في القطاع الطبي وفرق الإغاثة والإنقاذ، وشددت على أهمية احترامهم وحمايتهم وعلى ضرورة ألا يكونوا أهدافاً في الصراعات.

وأظهرت الإمارات طوال فترة الأزمة التزاما أخلاقيا وإنسانيا بدعم الشعب السوداني والتخفيف من معاناته، حيث قدّمت 600.4 مليون دولار لدعم الاستجابة الإنسانية، ليصل ما قدمته دولة الإمارات خلال العشر سنوات الماضية إلى 3.5 مليار دولار من المساعدات الإنسانية للشعب السوداني، ما يؤكد التزامها الراسخ بتقديم الدعم للمحتاجين خلال الأزمات.

مقالات مشابهة

  • الجيش يتقدم غرب السودان ويصد مسيّرات شرقه
  • الدعم السريع تقصف سجنا شمال كردفان وتقتل 21 سودانيا
  • 21 قتيلا في هجوم لـ"الدعم السريع" على سجن شمال كردفان
  • الإمارات.. عامان من دبلوماسية السلام في مواجهة أطماع وتضليل سلطة بورتسودان
  • الإمارات.. عامان من دبلوماسية السلام في مواجهة أطماع وتضليل «سلطة بورتسودان»
  • السودان.. الجيش يواجه مسيّرات الدعم السريع ومجلس الأمن يطالب بوقف القتال
  • السودان.. مقتل 8 مدنيين بينهم أطفال بنيران الدعم السريع
  • الدعم السريع يقصف بورتسودان لليوم السادس.. وجيش السودان يتصدى
  • السودان.. ميليشيا الدعم السريع تستهدف بورتسودان بطائرات مسيرة
  • «سلطة بورتسودان».. مناورات هزيلة لإفشال جهود السلام