"مؤتمر الاستدامة والبحث العلمي" يوصي بتعزيز الشراكات بين الباحثين والقطاعات الإنتاجية والتنموية
تاريخ النشر: 7th, May 2025 GMT
مسقط- الرؤية
اختُتمت، أمس الأربعاء، فعاليات "مؤتمر البحث العلمي والاستدامة: رؤية نحو التغيير"، والذي عُقد في القاعة الكبرى بمركز جامعة السلطان قابوس الثقافي، تحت رعاية الأستاذ الدكتور عامر بن سيف الهنائي نائب رئيس الجامعة للدراسات العليا والبحث العلمي. بمشاركة نخبة من الباحثين وصناع السياسات والممارسين.
وتضمنت فعاليات اليوم الختامي مجموعة من الأوراق العلمية والعروض التقديمية التي تناولت العوامل المشتركة بين البحث العلمي والسياسات والتطبيق، ومن بين الموضوعات التي نوقشت إدارة الطاقة المستدامة في قطاع الصناعات الدوائية، مع التركيز على تحسين عمليات التجفيف، كما تناولت ورقة علمية أخرى الحاجة إلى سياسات متكاملة تعزز رفاه الإنسان وتقوي قدرات الفئات النازحة والمتنقلة، وهو موضوع يعكس أولوية عالمية ملحة.
وكان للذكاء الاصطناعي حضور بارز ضمن جلسات اليوم؛ إذ قُدمت دراسة تطبيقية تناولت دوره كأداة لبناء بنية أساسية للبحث العلمي، وتيسير الوصول إلى المعارف، وتعزيز سلوكيات استخدامها بشكل أكثر فاعلية، خاصة في المؤسسات الأكاديمية العربية، بما يخدم أهداف التنمية المستدامة.
وفي محور التعليم، ناقش المشاركون الانتقال من المدارس الإيكولوجية إلى الجامعات الإيكولوجية، التي تهدف إلى تربية أجيال تركز على الخضرنة والتنمية المستدامة، مسلطين الضوء على ممارسات الاستدامة في البيئات الأكاديمية. كما قدمت إحدى الأوراق رؤية شاملة حول العلاقة بين الأمن الغذائي والأمن الصحي والصراعات المسلحة في الدول العربية، داعية إلى تصور استراتيجي جديد لرفاه الفرد العربي.
وقد أولى المؤتمر اهتمامًا خاصًا بالأنظمة الصحية؛ إذ تناولت إحدى الأوراق تحليلًا دقيقًا لميزانيات وإنفاق النظام الصحي في فلسطين خلال الفترة من 2000 إلى 2024، مشيرة إلى الفجوات والفرص المتاحة للإصلاح. كما ناقشت ورقة أخرى أساليب وسياسات الشراكة بين القطاعين العام والخاص في مجال الرعاية الصحية، وتكامل ذلك مع دراسة حالة من تونس تناولت حقوق المياه وتغير المناخ والعقد الاجتماعي المتغير.
وفي محور التقنيات الحديثة، عُرضت ورقة بحثية حول ربط الواقع البحثي بالتطبيق العملي من خلال تطوير الطب القائم على القيمة باستخدام البيانات الواقعية وتحليلات الذكاء الاصطناعي. وركزت دراسة محلية على دور المشاركة المجتمعية في الحفاظ على الموارد الطبيعية، مستعرضة حالة نظام الأفلاج في محافظة الداخلية كنموذج للاستدامة البيئية.
كما ناقش المؤتمر سبل تحسين إدارة القبول في مؤسسات التعليم العالي من خلال دمج الذكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات، بهدف تعزيز الإدارة المستدامة للموارد والتخطيط المؤسسي بعيد المدى.
وخلص المؤتمر إلى العديد من التوصيات، إذ أكد الدكتور سليمان بن داوود السابعي عميد الدراسات العليا، أهمية تعزيز الشراكات المستدامة بين الباحثين والقطاعات الإنتاجية والتنموية، داعيًا إلى مراجعة شاملة للنماذج الحالية للتعاون بين الجامعات والقطاعات الصناعية والخدمية، واعتماد أفضل الممارسات مثل تنظيم زيارات ميدانية منتظمة، وإنشاء قواعد بيانات تفاعلية ومحدثة، ووضع خطط عمل واضحة ومستدامة تضمن تحقيق أثر اقتصادي ومعرفي واجتماعي في سياق التنمية المستدامة، وضرورة تصميم مشاريع بحثية تطبيقية تشاركية بين الجامعات والقطاعات المختلفة، تهدف إلى معالجة التحديات الواقعية باستخدام بيانات وموارد فعلية، ما يسهم في إنتاج حلول علمية قابلة للتطبيق تدعم السياسات العامة والاستراتيجيات المؤسسية.
واختتم السابعي كلمته بالتأكيد على أهمية تطوير كفاءات الباحثين في تحويل المعرفة إلى قيمة اقتصادية مستدامة، من خلال إنشاء برامج تدريبية موجهة ومستدامة تُمكّن الباحثين وطلبة الدراسات العليا من تسويق المعرفة وتحويل مخرجات أبحاثهم إلى منتجات وخدمات ذات قيمة مضافة ومستدامة، وكذلك تجديد التأكيد على الدور الحيوي للبحث العلمي في دفع عجلة التنمية المستدامة، والدعوة إلى تعزيز تكامل الجهود بين الأوساط الأكاديمية والمجتمع لمواجهة التحديات العالمية المشتركة.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
اختتام فعاليات مؤتمر تنظيم الاتصالات لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا بالقاهرة
اختتمت اليوم فعاليات مؤتمر تنظيم الاتصالات لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، والذي تنظمه شركة OOKLA العالمية بالتعاون مع الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، وذلك خلال الفترة من 6-8 مايو 2025. ويهدف المؤتمر إلى تعزيز التعاون بين الهيئات التنظيمية، وممثلي الحكومات، وخبراء قطاع الاتصالات من مختلف دول المنطقة والعالم، من خلال مناقشة أبرز التوجهات العالمية في مجال الاتصالات، واستعراض أفضل الممارسات التنظيمية، ومواكبة التطورات التقنية المتسارعة. كما ركز المؤتمر على سبل تحسين جودة الخدمات المقدمة للمستهلكين والمؤسسات، وتعزيز كفاءة البنية التحتية الرقمية، واستعراض أحدث منهجيات لقياس أداء الشبكات وتجربة المستخدمين لخدمات الاتصالات.
وخلال فعاليات المؤتمر، أكد الجهاز القومي لتنظيم الاتصالات أن استضافة هذا الحدث الإقليمي المهم في القاهرة تعكس ثقة المجتمع الدولي في التجربة المصرية بمجال تنظيم قطاع الاتصالات، كما تسلط الضوء على الجهود التي تبذلها الدولة في دعم التحول الرقمي وتعزيز البنية التحتية للاتصالات بما يتماشى مع رؤية مصر 2030. كما استعرض الجهاز ما حققته مصر في هذا الإطار، من نشر شبكات الاتصالات، وتوفير خدمات رقمية متطورة، وتنفيذ مبادرات قومية مثل "حياة كريمة" التي تستهدف تعزيز وصول الخدمات الرقمية إلى المجتمعات الريفية والمحرومة، من خلال توصيل الألياف الضوئية للمنازل، والتوسع في إنشاء أبراج المحمول، بالإضافة إلى تعزيز الشراكة بين القطاعين العام والخاص لتقديم حلول اتصالات مبتكرة.
هذا وقد انعقدت فعاليات المؤتمر على مدار ثلاثة أيام، بمشاركة نخبة من المتحدثين والخبراء من داخل وخارج المنطقة، وذلك بهدف تبادل الخبرات، ودعم التوجه نحو مستقبل رقمي أكثر شمولًا وكفاءة.