تلعب المحيطات دورا كبيرا في دورة ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، ويُعد تحديد كمية الكربون المحبوسة فيه أمرا بالغ الأهمية لفهم تغير مناخ الأرض. ومع ذلك، فإن قياس ومراقبة العمليات المحيطية على نطاق واسع يمثل تحديا للعلماء.

وطور باحثو معهد أبحاث المحيطات والغلاف الجوي (MBARI) وعلماء من جامعة ولاية فلوريدا طريقة جديدة لتحليل بيانات الأقمار الصناعية للتنبؤ بشكل أفضل بكميات الكربون نشرت في مجلة "رسائل البحوث الجيوفيزيائية" (Geophysical Research Letters).

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4علماء يضعون خريطة للبلاستيك بالمحيطات والنتائج صادمةlist 2 of 4علماء يقترحون محاصيل معدلة وراثيا لخفض انبعاثات الكربونlist 3 of 4لأول مرة من 100 سنة.. لقطات لحبار ضخم غامض في أعماق المحيطlist 4 of 4ارتفاع قياسي لمستوى سطح البحر والعلماء يحذرونend of list

واعتمد الباحثون على مجموعة من التقنيات المتقدمة في موقع أبحاث قبالة سواحل وسط كاليفورنيا، لمراقبة قاع البحر العميق. وقد ساعدت البيانات الوفيرة من هذا المرصد طويل الأمد الباحثين على فهم كيفية انتقال الكربون من السطح إلى أعماق البحار.

ويمكن لتيارات المحيطات أن تحمل العوالق النباتية مئات الكيلومترات بعيدا عن الشاطئ، وتستهلك الكائنات البحرية تلك العوالق ناقلة الكربون عبر الشبكة الغذائية كغذاء ونفايات.

وإلى القعر تهوي العوالق النباتية الميتة والنفايات الغنية بالكربون في الأعماق، كجزء من مضخة بيولوجية قادرة على حبس الكربون في أعماق البحار لآلاف السنين.

إعلان

واعتمد الفريق نموذجا مستمدا من الأقمار الصناعية، يرسم خريطة لتعاقب العوالق وانبعاثها إلى الدورة المحيطية السطحية بعد ارتفاع مياه المحيطات الساحلية، وصُمم النموذج في البداية لتتبع البؤر الحيوية الساخنة حيث تتجمع الكائنات البحرية.

وبدلا من الاعتماد على بيانات لون المحيط لتقدير انبعاثات الكربون، يُدمج هذا النهج الجديد دور العوالق الحيوانية، ودرجة ازدهارها بفعل التيارات المحيطية. وقد حققت هذه الطريقة أداء جيدا كنماذج تعتمد على لون المحيط أو الرصد طويل الأمد للكربون المتساقط على قاع البحر العميق.

ويُظهر نجاح هذا الطريقة إمكانية تمثيل تصدير الكربون تمثيلا جيدا من الفضاء دون الحاجة إلى لون المحيط، وذلك باستخدام نموذج العوالق ومسارات التيارات المحيطية الملتقطة بالأقمار الصناعية.

وتُقدم هذه النتائج رؤى جديدة عن العوامل التي تتحكم في تصدير الكربون، وكيفية تمثيله من الفضاء، وأنماطه المكانية والزمانية في منطقة محيطية خصبة.

وتؤثر شبكة معقدة من العوامل الفيزيائية والبيولوجية على دورة الكربون في المحيطات. ويُظهر استخدام بيانات الأقمار الصناعية عن الرياح والتيارات إمكانات واعدة لتقدير انبعاثات الكربون في المحيطات، مما يوفر منظورا مكملا للنماذج التي تستخدم لون المحيط المرئي من الفضاء.

ويعتبر المحيط وكائناته الحية جزءا أساسيا من دورة الكربون على الأرض. إذ يذوب ثاني أكسيد الكربون في المحيط، وتحوله الكائنات البحرية إلى مواد عضوية تغوص لاحقا في الأعماق، ويمكن لذلك أن يحبس الكربون من الغلاف الجوي في أعماق المحيط، وهي عملية تُعرف باسم "تصدير الكربون".

وتُحوّل العوالق النباتية الدقيقة الشبيهة بالنباتات في المياه السطحية للمحيط ثاني أكسيد الكربون إلى كربون عضوي عبر عملية التمثيل الضوئي. ويمكن للعلماء استخدام بيانات ألوان المحيطات الملتقطة عبر الأقمار الصناعية لتقدير إنتاجية العوالق النباتية.

إعلان

وبما أن القياسات المباشرة لانبعاثات الكربون نادرة، لذا اضطر العلماء إلى الاعتماد على النماذج وبيانات الأقمار الصناعية لفهم الأنماط واسعة النطاق في العلاقة بين المحيط والكربون.

وقالت مونيك ميسي، كبيرة الباحثين وقائدة فريق تكامل البيانات وعلم المحيطات متعدد التخصصات في معهد أبحاث المحيطات في ماريلاند: "نحن بحاجة ماسة إلى أدوات لرصد العلاقة بين المحيط والكربون على نطاق عالمي. وبالاستفادة من مجموعات متنوعة من البيانات، حددنا مسارا جديدا للمضي قدما لتحسين تقديرات انبعاثات الكربون من الفضاء".

وتعتبر المحيطات "رئة الكوكب"، إذ تنتج 50% من الأكسجين الذي نحتاجه، وتمتص 25% من جميع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون، وتلتقط 90% من الحرارة الإضافية الناتجة عن هذه الانبعاثات، وهي بذلك تعد حاجز ا حيويا ضد آثار تغير المناخ.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات بيئي ثانی أکسید الکربون الأقمار الصناعیة انبعاثات الکربون الکربون فی لون المحیط من الفضاء

إقرأ أيضاً:

باحثو “كاوست” يخوضون رحلة بحثية علمية في أعماق المحيطات

المناطق_واس

خاض باحثو جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية “كاوست” الرحلة الأولى لمؤسسة “أوشن كويست” حول القارة الأفريقية، عبر سفينة الأبحاث المتطورة “RV OceanXplorer”، التي تعد نقطة تحول في استكشاف أسرار البحار والمحيطات، وإبراز التزام المملكة بتأهيل الكفاءات والمواهب العلمية الوطنية، وتعزيز التعاون في الأبحاث العلمية على الصعيد الدولي، بما يتماشى مع أهداف رؤية المملكة 2030.

وانطلقت المرحلة الأولى من الرحلة البحثية البحرية من “موروني” بجزر القمر، واستكشفت المحيط الهندي جنوبًا حتى “كيب تاون” جنوب أفريقيا، مع التركيز على تقييم التنوع البيولوجي عبر العديد من الجبال البحرية، واستمرت المرحلة الثانية المخصصة للمهنيين الناشئين في علوم المحيطات، شمالًا إلى خليج “والفيس” في ناميبيا ثم إلى “مينديلو” في كابو فيردي، وأنجزت المرحلة الأخيرة من العمل العلمي.

أخبار قد تهمك محافظ جدة يشهد توقيع اتفاقية لـ”كاوست” لدعم الابتكار في قطاع الأغذية 24 أبريل 2025 - 9:45 مساءً “الغطاء النباتي” يُعزز الشراكات البحثية مع “كاوست” وجامعة جدة بمتنزه وادي قديد الوطني 17 فبراير 2025 - 1:44 مساءً

ونفذ فريق “كاوست” البحثي الذي ضم الطالبين في مرحلة الدكتوراه بمختبر الميكروبيوم البحري أحمد السقاف، وعلي الأبيض، والطالب مرتضى المال الله الذي يدرس درجة الدكتوراه في هندسة وعلوم الأرض، أبحاثًا حيوية في التنوع البيولوجي، ودراسة الجبال البحرية، والتحليلات الكيميائية، مما أتاح لهم اكتساب مهارات عملية قيّمة.

وأجرى الفريق أبحاثًا حول تكوّن الجبال البحرية في المحيط الهندي، إضافة إلى فهم الظواهر الجيولوجية المماثلة في المياه السعودية، مما قاد التعرف على رسم خرائط أعماق المحيط وجمع العينات لتزويد الفريق بالخبرة الميدانية الحقيقية لاستخدامها في الأبحاث داخل المملكة.

يذكر أن هذه الرحلة تؤكد التزام “كاوست” بتطوير المواهب العلمية الوطنية وتعزيز موقع المملكة كدولة رائدة في مجال الأبحاث البحرية، إلى جانب كونها توفر فرصة فريدة للعلماء السعوديين لتوسيع آفاقهم والإسهام في أبحاث على مستوى عالمي، وتعد تجربة استثنائية تساعد على تشكيل مستقبل الشباب السعودي في علوم البحار واستكشاف المحيطات.

مقالات مشابهة

  • البيئة: إصدار خريطة طريق لإزالة الكربون في 4 قطاعات صناعية
  • علماء يطورون نموذجاً لمحاكاة المناخ العالمي والمحيطات
  • قسنطينة: تسمم عجوز بغاز أحادي أكسيد الكربون
  • القوى الناعمة في الميدان الرياضي.. الأهلي نموذجاً
  • «سبيس 42» و«غيتهاوس ساتكوم» تطوران تقنيات الاتصال بين الأجهزة والأقمار الصناعية
  • رئيس هيئة الاستشعار من البعد يبحث سبل التعاون مع وفد ياباني رفيع المستوى
  • عودة وحش أعماق المحيط الهادئ.. ماذا ينتظر البشر؟
  • باحثو “كاوست” يخوضون رحلة بحثية علمية في أعماق المحيطات
  • من كاوست إلى أعماق المحيط: شباب سعودي يشارك في رحلة علمية حول إفريقيا