في ظل التطورات المتسارعة التي يشهدها قطاع غزة، تتزايد المخاوف من تداعيات كارثية على الأوضاع الإنسانية والسياسية، مع تصاعد الجهود الدبلوماسية لإنهاء الحرب وتحقيق هدنة إنسانية.

وفي هذا السياق، برزت مواقف وتحليلات عدد من الخبراء والمراقبين، محذرين من خطورة المرحلة الحالية، ومشددين على أهمية دعم المبادرات الإقليمية والدولية لتفادي المزيد من التصعيد والدمار.

دعم المقترح المصري مفتاح الهدنة وتفادي كارثة إنسانية في غزة

حذّر الكاتب الصحفي ثائر نوفل أبو عطيوي، المحلل السياسي الفلسطيني، من خطورة المرحلة الراهنة التي يمر بها قطاع غزة، مؤكدًا أن الرؤية المستقبلية للقطاع تعتمد بشكل كامل على دعم المقترح المصري لإنجاز صفقة تبادل خلال الأيام القليلة المقبلة، تمهيدًا لإعلان هدنة إنسانية مؤقتة تفتح الباب أمام مفاوضات نهائية لإنهاء الحرب بشكل دائم.

أضاف أبو عطيوي في تصريحات خاصة لـ "الفجر" أن الجهود المصرية تتصدر المشهد الدبلوماسي حاليًا من خلال وساطتها الفاعلة لوقف التصعيد الإسرائيلي ووقف العمليات العسكرية، محذرًا من أن فشل هذه المفاوضات قد يقود إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة في غزة، خاصة مع الخطط العسكرية الإسرائيلية التي تهدف إلى دفع سكان القطاع للنزوح نحو الجنوب، وحشرهم في منطقة عازلة واحدة، بالتزامن مع محاولات الاحتلال لبسط سيطرته الكاملة على القطاع.

وأوضح أبو عطيوي: "الوضع الإنساني في غزة يزداد سوءًا مع مرور كل يوم، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والدواء والمياه، جراء استمرار الحصار وإغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات الإنسانية، ما ينذر بكارثة حقيقية إذا ما استمرت العمليات العسكرية وتوسعت".

ثائر أبو عطيوي 

وأشار أبو عطيوي إلى أن نجاح المفاوضات الحالية ضرورة قصوى قبل زيارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى دول الخليج في الثالث عشر من الشهر الجاري، لافتًا إلى أن إسرائيل، وفقًا لتصريحاتها الرسمية، ستتجه نحو التصعيد العسكري وتوسيع عملياتها العسكرية إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق قبل هذه الزيارة، وهو ما يعني الدخول في مرحلة جديدة عنوانها "التهجير القسري والتفريغ السكاني للقطاع".

وقال أبو عطيوي: "المفاوضات الجارية في القاهرة تمثل الفرصة الأخيرة للطرفين – حماس وإسرائيل – لدعم جهود الوسطاء، خاصة مصر، لمنع انزلاق الأوضاع نحو المزيد من المآسي والكوارث. غزة لا تحتمل المزيد من النزوح والدمار، والمجاعة باتت شبحًا حقيقيًا يهدد حياة السكان".

وأكد أبو عطيوي أن استمرار التصعيد الإسرائيلي والعدوان المستمر يقتل أي أمل في أفق سياسي قريب لإنهاء الحرب، مشددًا على أن المفاوضات الحالية تمثل نافذة الأمل الوحيدة لإنقاذ غزة من أسوأ كارثة إنسانية قد تواجهها في تاريخها، مطالبًا كافة الأطراف بالتعاطي الإيجابي مع المبادرة المصرية وتحقيق المصلحة المشتركة للجميع.

وفي سياق متصل، أشار أبو عطيوي إلى أن الأوضاع الإقليمية والدولية غير المستقرة تؤثر سلبًا على فرص نجاح المفاوضات، محذرًا من أن تصاعد التوتر العسكري بين الهند وباكستان قد ينعكس سلبًا على الجهود الدولية الرامية لدعم صفقة التبادل. وقال: "في حال اندلاع صراع موسع بين الهند وباكستان، ستتغير أولويات القوى الإقليمية والدولية، وسيدفع شعبنا الفلسطيني – وخصوصًا في قطاع غزة – ثمنًا باهظًا لهذا التوتر".

ونوّه أبو عطيوي إلى أن أي تصعيد إقليمي أو دولي ستكون له تداعيات مباشرة على مشاريع اقتصادية ناشئة، خاصة مشروع الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا وإسرائيل، الذي يحظى باهتمام دولي وأميركي باعتباره شراكة استراتيجية كبرى.

وختم أبو عطيوي تصريحه بالتأكيد على أن "الظروف الدقيقة التي تمر بها غزة تتطلب من الجميع تغليب لغة العقل والحوار، ودعم الوساطة المصرية، باعتبارها الطريق الوحيد لتجنب سيناريوهات أكثر دموية ومعاناة".


خطة إدارة غزة أميركيًا محاولة لإعادة إنتاج "ريفيرا ترامب" وتوسيع الاستيطان

من جانبه قال الخبير في الشؤون الدولية، هاني الجمل، إن الطرح الذي ناقشته الولايات المتحدة وإسرائيل بشأن تولي إدارة قطاع غزة بشكل مؤقت يعيد إلى الأذهان تصريحات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عن تحويل غزة إلى "ريفيرا جديدة" في الشرق الأوسط. وأكد الجمل أن هذه الخطة تكشف عن النهج الحالي لإسرائيل، الذي يقوم على توسيع الاستيطان، حيث تسعى للاستحواذ على نحو 60% من أراضي القطاع، مع إقامة مناطق عازلة واسعة النطاق.

أضاف الجمل فب تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن إسرائيل تحاول عبر هذه المكتسبات، التي حققتها خلال 18 شهرًا من الحرب على غزة، إضفاء شرعية على الوضع القائم، من خلال طرح فكرة وجود "حاكم أميركي" للقطاع، يتم تعيينه عبر لجنة إسناد دولية، بعيدًا عن أي تمثيل فلسطيني مباشر. وأشار إلى أن الخطة تتضمن أيضًا استقطاب قوى متعددة الجنسيات إلى جانب القوات الأميركية، في محاولة لشرعنة الوضع الراهن، وصولًا إلى هدف رئيسي هو نزع سلاح حركة حماس وتقزيم دور السلطة الفلسطينية.

هاني الجمل 

وشدد الجمل على أن هذا الطرح يمثل انتقاصًا واضحًا من حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم بأنفسهم، مضيفًا: "القضية الفلسطينية منوطة بالفلسطينيين أولًا، وهناك بالفعل تحركات عربية، خاصة بقيادة مصر، لطرح بدائل أكثر قبولًا، مثل تشكيل لجنة إسناد مجتمعية من التكنوقراط لإدارة القطاع مؤقتًا لمدة ستة أشهر، بالتوازي مع تأهيل كوادر السلطة الفلسطينية لإدارة القطاع وفقًا لاتفاقات أوسلو".

وبيّن الجمل أن هذه المبادرات العربية والدولية تهدف للحفاظ على الفلسطينيين في أراضيهم ومنع تهجيرهم القسري، وإعادة إعمار غزة، مشيرًا إلى أن الطرح الأميركي الإسرائيلي يصطدم بمواقف دولية واضحة، كان آخرها الموقف الفرنسي والبريطاني والألماني، الرافض لعمليات التهجير القسري، والمندد بما وصفوه بـ "الإبادة البشرية الممنهجة" التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني.

وأكمل الجمل: "تسعى إسرائيل والولايات المتحدة من خلال هذه الخطط إلى استباق المؤتمر الدولي المرتقب في السادس من يونيو، والذي قد يشهد اعترافًا إضافيًا من فرنسا وبريطانيا – وكلاهما عضوان دائمان في مجلس الأمن – بدولة فلسطين، وهو ما سيعزز الموقف الفلسطيني دوليًا".

وكشف الجمل عن تقرير صادر عن الكونغرس الأميركي أشار إلى أن القوات الأميركية فشلت حتى الآن في إنشاء ممر أو ميناء بحري قبالة غزة، رغم إنفاق نحو 31 مليون دولار، وتعرض 62 جنديًا أميركيًا للإصابة خلال المحاولات، مما يعرقل إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع.

وختم المتخصص في الشؤون الدولية تصريحه بالقول: "هذه الخطة تنقل الولايات المتحدة من دور الوسيط إلى طرف مباشر في الصراع العربي الإسرائيلي، ما يهدد بتقويض التوازنات الإقليمية، ويقصي الرباعية الدولية، ويضعف فرص التوصل إلى حل سياسي شامل. كما يواجه المقترح رفضًا دوليًا وعربيًا وشعبيًا واسعًا، ولن يجد أرضية قابلة للتطبيق".

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: غزة المبادرة المصرية الهدنة الإنسانية صفقة التبادل التصعيد الاسرائيلي النزوح الكارثة الانسانية الاحتلال المفاوضات الوساطة المصرية دونالد ترامب حماس اسرائيل التهجير القسري ريفيرا ترامب الاستيطان حاكم أمريكي السلطة الفلسطينية لجنة إسناد التكنوقراط إعادة إعمار غزة الإبادة البشرية الاعتراف بدولة فلسطين الكونغرس الأمريكي المساعدات الانسانية الميناء البحري الصراع العربي الإسرائيلي الرباعية الدولية التوازنات الإقليمية

إقرأ أيضاً:

مستقبل سياحي أكثر ابتكارًا.. منتدى TOURISE يُطلق لجنته الاستشارية لإعادة رسم ملامح القطاع

أعلن منتدى TOURISE، المنصة العالمية الرائدة التي أطلقتها وزارة السياحة في المملكة العربية السعودية، عن تشكيل لجنته الاستشارية التي تضم ممثلين عن قطاعات متعددة، سيتولون توجيه المسار الإستراتيجي للمنتدى والمشاركة في إعداد أجندة نسخته الأولى، التي ستحتضنها الرياض خلال الفترة من 11 - 13 نوفمبر، لتكون محطة محورية في رسم ملامح مستقبل قطاع السياحة العالمي من قلب المملكة.
ويرأس وزير السياحة أحمد بن عقيل الخطيب، لجنة المنتدى الاستشارية التي تضم أربعة عشر عضوًا من نخبة القادة والخبراء العالميين، يمثلون طيفًا واسعًا من القطاعات الحيوية، من بينها السياحة، والتقنية، والطيران، والترفيه، والتعليم، والاستدامة، والإعلام، ويعد هذا التنوع مصدر قوة يعكس شمولية اللجنة وعمق رؤيتها، ما يجعلها واحدة من اللجان الأكثر تكاملًا وتأثيرًا في قطاع السياحة العالمي.
أخبار متعلقة بأشد العبارات.. المملكة تستنكر مطالبة الكنيست الإسرائيلي بفرض السيطرة على الضفة الغربيةشنايدر إلكتريك تطلق العلامة التجارية "لوريتز نودسون" في السعودية لدعم تحول المملكة في مجالي إدارة الطاقة والتحول الرقمي"الرصد الفضائي للأرض" منصة وطنية تعزز مكانة المملكة في قطاع الفضاء .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } مستقبل سياحي أكثر ابتكارًا.. منتدى TOURISE يُطلق لجنته الاستشارية لإعادة رسم ملامح القطاعسياحة مستدامةونوّه وزير السياحة، بأهمية الخطوة وأثرها المرتقب في قطاع السياحي العالمي، قائلاً: "يتماشى تشكيل المجلس الاستشاري الجديد مع دور TOURISE في قيادة التعاون العالمي متعدد القطاعات، ويضمن تشكيل المجلس الاستشاري توحيد وجهات نظر متنوعة من ممثلين عن مختلف الجهات ضمن منظومة السياحة العالمية، سيكون لخبرات أعضاء المجلس ونهجهم المبتكر إسهام كبير في جعل طموح TOURISE واقعًا ملموسًا، ليصبح المنتدى منصة محفزة للابتكار والاستثمار والاستدامة في السياحة لعقود قادمة".
من جهتها، قالت الرئيسة التنفيذية للمجلس العالمي للسفر والسياحة (WTTC)، عضو اللجنة الاستشارية لـTOURISE، جوليا سيمبسون: إن انضمامها إلى اللجنة الاستشارية يعكس ثقتها بأهمية التعاون بين القطاعات لدفع النمو المستدام وتعزيز الابتكار ووضع معايير جديدة للسفر المسؤول، مضيفة أن" TOURISE أكثر من مجرد قمة، بل هي في جوهرها حافز للتحول العالمي في القطاع السياحي".
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } مستقبل سياحي أكثر ابتكارًا.. منتدى TOURISE يُطلق لجنته الاستشارية لإعادة رسم ملامح القطاع
وسيعمل أعضاء اللجنة بشكل وثيق لدعم التوجهات الإستراتيجية ووضع الرؤى العالمية لمنتدى TOURISE، مع التركيز على معالجة القضايا الأكثر تأثيرًا على القطاع دوليًا، مثل تعزيز العدالة ضمن القطاع، وضمان التمثيل الشامل لمختلف المناطق الجغرافية حول العالم، ودعم جهود تنويع القطاع السياحي بما يرسّخ القيمة المضافة التي يقدمها المنتدى على الأمد الطويل، ويدعم دوره كونه منصة عالمية للتأثير والتغيير في مستقبل السياحة.
ومن المقرر أن يجمع أعضاء المجلس الاستشاري بصورة منتظمة في الفترة التي تسبق قمة TOURISE، لتقديم المشورة بشأن برنامج المنتدى ورؤيته وفعالياته، بما يسهم في جعل المنتدى مؤسسة قادرة على قيادة التحول العالمي في القطاع السياحي.

مقالات مشابهة

  • خريطة العام الدراسي الجديد 2025-2026 في المدارس والجامعات المصرية
  • الصيانة الدورية لمكيفات الهواء ضرورة وليست رفاهية: بكتيريا خطيرة تهدد صحة الرئة
  • تحذير عاجل من قيادة الجيش اللبناني من خلال تحركات غير محسوبة النتائج
  • سنة النبي في صلاة الفجر.. ما السور التي كان يقرأها الرسول بعد الفاتحة؟
  • أبو الغيط يرفض ويدين خطة إسرائيلية لإعادة احتلال قطاع غزة
  • ما أبرز ملامح الخطة التي تناقشها حكومة نتنياهو لـإعادة السيطرة على غزة؟
  • تحركات حكومية لتوفير 20 مليون دولار لإعادة تشغيل مصافي عدن
  • تحركات أمريكية بريطانية لدعم البنك المركزي وواشنطن توجه رسالة خاصة للحكومة اليمنية
  • مستقبل سياحي أكثر ابتكارًا.. منتدى TOURISE يُطلق لجنته الاستشارية لإعادة رسم ملامح القطاع
  • الجيش البريطاني يستعين بشركة طيران أمريكية خاصة لمراقبة قطاع غزة