موقع النيلين:
2025-08-09@14:13:49 GMT

لماذا الهجوم على بورتسودان الآن؟

تاريخ النشر: 8th, May 2025 GMT

قال تحليلي: لقد ذقتم سلمنا.. والآن ستذوقون حربنا
بيان مجلس الأمن والدفاع السوداني الأخير ليس مجرد تصريح؛ بل هو إعلان حرب صريح ومباشر على دولة الإمارات العربية المتحدة. لم يترك البيان مجالًا للتأويل، بل عبّر عن نقلة استراتيجية حاسمة: الانتقال من سياسة ضبط النفس إلى مرحلة الرد بالمثل. والتحول من موقع الدفاع إلى الهجوم.


لماذا تأخر الرد السوداني؟
الرد على التدخلات الإماراتية تأخر كثيرًا، وكان يفترض أن يأتي خلال الشهرين الأولين من الحرب، حين كانت الإمارات تمد مليشيا الدعم السريع بالسلاح والمسيّرات علنًا، وتستخدم موانئها ومطاراتها كقواعد خلفية للحرب على السودان. إلا أن طبيعة الدولة السودانية، ما بعد الثورة والانقسام، فرضت نوعًا من التريث الذي تم تفسيره – خطأً – على أنه ضعف أو تواطؤ.
لماذا الهجوم على بورتسودان الآن؟
الإمارات اختارت بورتسودان لهجومها الأخير لأسباب استراتيجية دقيقة:
1. الإعلان السوداني عن حصوله على منظومة دفاعية متقدمة:
قبل أسبوعين فقط، لمح رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، إلى قرب انتهاء خطر المسيّرات، ما يعني ضمنيًا أن السودان حصل على تكنولوجيا دفاع جوي متطورة من إحدى الدول الكبرى – ربما الصين أو روسيا. الإمارات أرادت أن تضرب قبل أن تُنشر هذه المنظومات ويُحصّن السودان .
2. مقتل ضباط إماراتيين في نيالا:
تشير معلومات مؤكدة إلى مقتل وإصابة عدد من العناصر العسكرية الإماراتية الذين كانوا يشاركون في غرفة عمليات الدعم السريع في نيالا. رد الفعل الإماراتي كان عاطفيًا، غير محسوب، ومشحونًا برغبة انتقامية.
هل نجحت الإمارات؟
لا.
الهجوم على بورتسودان لم يحقق أهدافه. لم يُصب الميناء، ولم تتعطل عمليات القيادة أو الحكومة، ولم يُحدث الهجوم أي أثر عسكري نوعي. بل على العكس، أعطى السودان الذريعة التي كان ينتظرها ليحرر خطابه، ويكشف للعالم حقيقة الدور الإماراتي – ليس فقط كداعم غير مباشر، بل كطرف مشارك فعلي في الحرب.
ماذا يعني ذلك للإمارات؟
الإمارات ذاقت السودان في زمن السلم فاستفادت، والآن ستذوقه في زمن الحرب.
حين كانت العلاقات دافئة، استثمر السودان في الأمن الغذائي الإماراتي، وفتح موانئه وأسواقه لها.
والآن، في زمن المواجهة، السودان لن يتردد في استعمال كامل أدواته – من الإعلام الدولي، إلى فضح شبكات التسليح، وحتى ضرب المصالح الإماراتية خارج حدودها إن لزم الأمر.
الخطوة التالية: تصفية الوجود الاقتصادي الإماراتي في السودان
رد السودان لن يكون فقط عسكريًا أو دبلوماسيًا، بل سيمتد إلى الجبهة الاقتصادية. من المنتظر أن تبدأ الحكومة السودانية في مراجعة جميع الاستثمارات والمشاريع التي تمتلك فيها الإمارات حصصًا مباشرة أو عبر شركات واجهة.
أبرز هذه المشاريع:
– ميناء أبو عمامة – بورتسودان: مشروع مموّل إماراتيًا بقيمة 6 مليارات دولار، وتملك فيه موانئ أبوظبي نسبة 70%.
– شركة “دال” وشراكاتها مع “الدار العقارية” الإماراتية: مساهمات إماراتية تقدر بمئات الملايين في مجالات الأغذية والعقارات.
– صادرات اللحوم والماشية: حيث تستحوذ الإمارات على أكثر من 60% من صادرات السودان الحية، وتدير عبر شركاتها سلاسل توريد كاملة من المزارع إلى موانئ التصدير.
– مشروع القمح في ولاية نهر النيل: استثمار إماراتي مع شركة الظاهرة الزراعية، يسيطر على أكثر من 35 ألف فدان.
– الطيران المدني والمجال اللوجستي: عبر اتفاقيات وقعت مع شركة “جي 42” وشركات طيران إماراتية كانت تسعى لإدارة وتشغيل مطارات سودانية.
الخطوة القادمة، التي تلوّح بها الحكومة ضمنيًا، ستكون تصفية هذه الحصص وفتح الباب أمام مراجعة العقود المشبوهة. هذه الخطوة إن تمت، ستحرم الإمارات من أهم أدوات نفوذها غير العسكري في السودان.
تمرد داخلي مرتقب في الإمارات؟
الضغوط تتصاعد داخل الإمارات:
– كلفة الحرب على السودان باهظة سياسيًا وماليًا.
– أبناء زايد يتعاملون مع ملفات تتجاوز قدراتهم الإقليمية.
– هناك استياء متصاعد داخل المؤسسات الإماراتية من الزج بسمعة الدولة في نزاعات دموية لا مصلحة مباشرة لها فيها.
من المتوقع أن تبدأ أصوات معارضة داخل الإمارات، سواء داخل العائلة الحاكمة أو من النخب التجارية والإعلامية، تطالب بكبح جماح المغامرات العسكرية، وتحديدًا الانسحاب من حرب السودان.
الخلاصة:
لقد تغيرت قواعد اللعبة.
منذ اليوم، لن تكون الإمارات قادرة على اللعب من خلف الستار. لقد انتقلت المعركة إلى العلن، والسودان، الذي صبر كثيرًا، قرر أن يرد.
وإذا كانت الإمارات قد جربت صبر السودان… فلتتوقع الآن أن تذوق بأسه.
ودي طوبتي
وبذكركم
وليد محمد المبارك
وليد محمدالمبارك احمد

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

بوتين يستقبل محمد بن زايد في موسكو وسط تنامي العلاقات الإماراتية -الروسية

تأتي هذه الزيارة في ظل مسار متصاعد للعلاقات الثنائية بين الإمارات وروسيا، شمل مجالات متعددة أبرزها الاقتصاد والطاقة والتعاون السياسي. اعلان

استقبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يوم الخميس، رئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد في الكرملين، في إطار زيارة رسمية إلى روسيا.

وأفادت مصادر رسمية بأن مراسم استقبال رسمية أُجريت للشيخ محمد بن زايد لدى وصوله إلى مطار فنوكوفو في موسكو، حيث عُزف النشيدان الوطنيان للبلدين، واصطفت ثلة من حرس الشرف، كما صافح عدداً من كبار المسؤولين الروس.

ورافق رئيس الدولة وفد رسمي ضم عدداً من كبار المسؤولين الإماراتيين، من بينهم الشيخ حمدان بن محمد بن زايد آل نهيان، نائب رئيس ديوان الرئاسة للشؤون الخاصة، والشيخ محمد بن حمد بن طحنون آل نهيان، مستشار رئيس الدولة، إلى جانب وزراء ومسؤولين في قطاعات الأمن والاقتصاد والاستثمار والتكنولوجيا.

Related قمة مرتقبة بين بوتين وترامب.. وموسكو تتحفّظ على مقترح لقاء ثلاثي مع زيلينسكيزعيم المعارضة الإسرائيلية يلتقي وزير خارجية الإمارات في أبوظبي لبحث وقف إطلاق النار في غزةمن البحرين الى الإمارات.. تعرّف إلى خريطة الانتشار العسكري الأميركي في الشرق الأوسط

سياق الزيارة وتطور العلاقات

تأتي هذه الزيارة في ظل مسار متصاعد للعلاقات الثنائية بين الإمارات وروسيا، شمل مجالات متعددة أبرزها الاقتصاد والطاقة والتعاون السياسي، وذلك بعد عدد من اللقاءات الرسمية والاتفاقيات التي وُقّعت خلال السنوات الأخيرة.

ووفق بيانات رسمية، بلغت قيمة التجارة غير النفطية بين البلدين نحو 11.5 مليار دولار في عام 2024، بزيادة قدرها 5% مقارنة بعام 2023. كما سجّل الربع الأول من عام 2025 نموًا لافتًا في هذا المجال بنسبة 76.3% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، و55.6% مقارنة بالربع الأخير من 2024.

إلى جانب التعاون الاقتصادي، تشمل الشراكة بين الجانبين مجالات أخرى تتصل بالتبادل الثقافي والمعرفي، فضلًا عن التنسيق في بعض القضايا الدولية مثل مكافحة الإرهاب والتغير المناخي، وفق ما تشير إليه التصريحات الرسمية من كلا البلدين.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • الإمارات.. قواعد اشتباك جديدة في الحرب مع السودان
  • المنصوري ينفي حمله الجنسية الإماراتية ويؤكد تمسكه بحقيبة “الثروة الحيوانية”
  • رغم الحظر: ذهب السودان يطير إلى الإمارات.. ما الذي يحدث ومن المستفيد من استمرار الحرب؟
  • الحرب الاقتصادية بدأت: الإمارات تتخذ إجراءً آخر ضد السودان.. إليكم التفاصيل
  • قيادات حكومية من 17 دولة تطّلع على التجربة الإماراتية في الجاهزية الحكومية وإدارة الأزمات
  • “الاتحاد لحقوق الإنسان” ترفض ادعاءات “بورتسودان”.. وتدعو المجتمع الدولي لتكثيف جهوده لحماية المدنيين ووقف الإفلات من العقاب
  • بوتين يستقبل محمد بن زايد في موسكو وسط تنامي العلاقات الإماراتية -الروسية
  • أكاذيب «سلطة بورتسودان».. محاولات يائسة لتغطية الإخفاقات الداخلية
  • الإمارات تمنع الطائرات السودانية من الهبوط في مطاراتها
  • السودان يواجه كارثة «الكوليرا».. أكثر من 2300 إصابة جديدة و21 وفاة في يوم واحد