ماذا بعد هذه الخراب؟ معشر أنصار الحرب !!!
تاريخ النشر: 8th, May 2025 GMT
عندما دعت القوى المدنية إلى إيقاف هذه الحرب اللعينة منذ الطلقة الأولى، إنما كانت تتوخّى خطورة الوصول إلى هذه المرحلة الحزينة من إزهاق أرواح المواطنين وتدمير البلاد وتشريد أهلها..!
ولكن للأسف كانت أبواق الحرب وجماعة الكيزان و(جنرالات التيه) يتهمون كل من يدعو إلى إيقاف الاقتتال بأنه من حواضن الدعم السريع.
ثم أضاف إليها البرهان وانقلابه عشرات المليشيات الأخرى..وها نحن نقف الآن على أعتاب الأهوال والفواجع التي نتجت عن مواصلة الحرب..وهاهي البلاد تدلف إلى مرحلة حرجة من هذه الحرب الفاجرة بمآلاتها القاتمة..! فهل تظل هذه الأبواق التي تنبح على ضلالها القديم..؟! أم أنها ترعوي وهي ترى ما وصل إليه الوطن مع جنرالات وحركات ومليشيات السجم والرماد، بعد أن بلغ حبل الأكاذيب والأوهام منتهاه، وانزلقت البلاد إلى مهاوٍ بعيد الأغوار حالكة السواد..الله وحده العليم بقرارها المُظلم وقاعها السحيق..!
لقد راحت السكرة وجاء وقت الفكرة..! فإلى أين يريدون أن ينتهوا بالوطن..؟! الناس لا ينتظرون خيراً من المليشيات وقوى الإرهاب والظلام أو الطامعين في اختطاف السلطة والمال..إنما ينظرون إلى ما تبقّى من جيش الوطن..الذي تم تمريغ مهامه وواجباته ومهنيته وقوميته في الوحل والخبوب بعد تنكّر قادته الحاليين لشرف الجندية وارتهنوا لجماعة سياسية منبوذة من خارجه..وسلموا رقابهم وقرارهم لها..حتى أصبحوا يتكعبلون في الظلام مثل (الذي يتخبّطه الشيطان من المس) وهم في غفلة عما يحيق بالشعب جراء التفريط المعيب والخفّة واللامبالاة والعنجهية والجهل الفاضح بالعواقب الوخيمة التي سوف يعاني منها الشعب نتيجة لأقوالهم وأفعالهم الطائشة..بل القوارع التي تُنذر بتفككه وانهياره..!!
يا دعاة مواصلة الحرب من جنرالات غفلة وحركات ارتزاق و(مقاولي أنفار) وصحفيين كومسنجية و(مثقفين عند الطلب)..هل هذا هو ما كنتم تنتظرونه من مواصلة الحرب..؟! استمرار الاقتتال حتى يصل التدمير والخراب إلى الموانئ والمطارات وخزانات الوقود وخطوط الكهرباء وإمدادات المياه ومنافذ القوت والمقوت والصادر والوارد وإغلاق البلاد على أهلها حتى تموت البقية الباقية بالداخل بـ(اسفكسيا الاختناق)..؟!
هل لا تزالون تتدثرون بجلود التماسيح والعنسيت والفقاريات وتشيحون بوجوههكم (الدهينة بالكريمات) عن الدماء والخراب الذي تسببتم فيه وانتم تهللون لهذه الحرب اللعينة..؟! هل لا يزال لديكم بقية من (مداد سوء) ومن حشرجات إسفيرية تدّخرونها (لما هو أسوأ) في قادمات الليالي..؟!
murtadamore@yahoo.com
المصدر: سودانايل
إقرأ أيضاً:
زيارة ترامب ماذا تحمل لأهل السودان؟
زيارة ترامب ماذا تحمل لأهل السودان؟
محمد الأمين عبد النبي
الزيارة المرتقبة للرئيس الأمريكي يوم الإثنين للمنطقة، لا شك أنها زيارة تاريخية ولها دلالاتها وسيكون لها ما بعدها، لا سيما وانها تمثل اول زيارة خارجية بعد إعادة انتخابه لتعزيز العلاقات من هذه الدول خاصة بعد الإعلان عن سياساته الإقتصادية التي كانت مفأجاة في لعدد من الدول الغربية.
تأتي الزيارة في ظل إحتدام التوتر في مناطق قوس الأزمات والتي تضم الي جانب الشرق الاوسط منطقة غرب المحيط الهندي ومنطقة القرن الإفريقي، ورغم أن دوافع الزيارة المعلنة تؤطيد العلاقات ولكنها لا تنفصل عن صراع النفوذ الدولي حول المصالح. ومن المؤكد أن التوترات والحروب ستكون عنواناً بارزاً في كيفية توحيد المواقف وتبادل الأدوار وتبادل المنافع وإنتاج صيغة للتعامل مع تطورات الأوضاع في المنطقة بحثاً عن رؤية مشتركة للاستقرار والفرص والاحترام المتبادل.
ومن نافلة القول أن السودان في قلب منطقة قوس الأزمات وضمن معادلة التنافس الدولي وبالتالي سيكون حاضراً خاصة بعد تطورات حرب المسيرات في بورتسودان والتي تهدد الملاحة البحرية في البحر الأحمر، عطفاً على تأثير الحرب وتمددها بصورة تمثل خطر على مستقبل استقرار الإقليم بأسره، خاصة البحر الأحمر والقرن الإفريقي ومنطقة الساحل والصحراء وحوض النيل.
الملاحظ تراجع الدور الامريكي في السودان كثيراً خلال الفترة الرئاسية الثانية للرئيس ترامب، مقارنة بالنشاط الكثيف للإدارة السابقة، مما أثار الشكوك حول تبني سياسة انكفائية لإدارة ترامب، او ترك الأمر للحلفاء الإقليميين، ولكن كل المؤشرات تؤكد بأن الشأن السوداني سيكون حاضراً سوى ضمن ملفات المصالح او الصراعات، عطفاً على أن حرب السودان ما عادت تحتمل التعامل معها وفق نظرية إدارة الصراع وتجنب فضه، بل ان تداعيات الحرب الوخيمة ومآلاتها الكارثية التي تنذر بإنهيار الدولة وتقسيم البلاد وأصبحت مهدد حقيقي وقد تتناثر نيرانها لتحرق المنطقة ضمن صراع المحاور إذا لم يتم إيقافها، ومن المتوقع ان تجد حرب السودان طريقها لاجندة مباحثات ترامب، وربما تمثل العودة لمنبر جدة الذي رعته الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية منصة يمكن البناء عليها، او ان يكون إتفاق المنامة الذي شارك فيه حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة وثيقة قابلة للتطوير والتوسعة، وعليه فإن مباحثات الرئيس ترامب في الرياض والدوحة وابوظبي لن تبدأ من الصفر وإنما تبنى على الجهود السابقة، خاصة وأن للدول الثلاث شواغل ترتبط بأمن البحر الأحمر لدى السعودية والصراع حكومة بورتسودان مع الأمارات او تأطير الدور القطري في تسهيل المفاوضات والضغط على دعاة إستمرار الحرب بإعادة النظر في مشروع عودة النظام المباد على فوهة البندقية، ولا شك ان هذه الشواغل ستكون محل إهتمام الولايات المتحدة، والأرجح أن لا تذهب المباحثات في اتجاه دعم إستمرار الحرب بل البحث عن مبادرة تفضي لانعقاد منبر للتفاوض والحل السياسي عبر هندسة جديدة تخاطب تطورات وتحولات الحرب ميدانياً وانسانياً وسياسياً.
صحيح ان الأوضاع في السودان تعقدت جداً بعد دخول الحرب عامها الثالث وزيادة كلفتها، وصحيح ايضا تعثر المبادرات والجهود الإقليمية والدولية، فقد ظهر تباين المواقف وتضارب المصالح بصورة اوضح في مؤتمر لندن الأخير، ولكن إمكانية التنسيق والتعاون بين الفواعل الإقليمية والدولية متوفرة، فقط تحتاج إلي مقاربة شاملة بضمانات أكبر تحقق المصالح وتتلافي المخاطر ضمن الاجابة على سؤال اليوم التالي.
تكتسب زيارة ترامب أهمية كبيرة، وربما أكبر لدى السودانيون الذين يبحثون عن بصيص آمل، وقد تحمل الزيارة هذا الأمل بفتح مسار الحل السياسي ووقف إطلاق النار والعدائيات توصيل المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين ودعم عملية سياسية مملوكة للسودانيين تضع مشروعاً حداً للمعاناة والمأساة وتمهد الطريق للحكم المدني الديمقراطي.
تفاءلوا بالخير تجدوه.
الوسومأفريقيا السودان الشرق الأوسط دونالد ترامب مؤتمر لندن محمد الأمين عبد النبي