دراسة تكشف ارتباطا غير متوقع بين الدوالي ومشكلات الذاكرة
تاريخ النشر: 8th, May 2025 GMT
كوريا ج – كشفت دراسة حديثة عن علاقة مثيرة للاهتمام بين الإصابة بالدوالي الوريدية وزيادة خطر التدهور المعرفي والخرف.
وتعتمد هذه النتائج على تحليل بيانات طبية شاملة من نظام التأمين الصحي الكوري الجنوبي، حيث تم تتبع الحالة الصحية لنحو 400 ألف مشارك لمدة تجاوزت 13 عاما.
وتظهر الدوالي الوريدية، تلك الأوردة المتضخمة والمتعرجة التي تظهر غالبا في الساقين، كعلامة على ضعف الدورة الدموية الوريدية.
وتتراوح تقديرات انتشارها عالميا بين 2% إلى 73% حسب المنطقة الجغرافية، وقد تمتد تأثيراتها إلى ما هو أبعد من المظهر الجمالي وعدم الراحة الجسدية، حيث تشير الدراسة الجديدة إلى أن التغيرات الوعائية المصاحبة للدوالي تشبه تلك المرتبطة بالشيخوخة وأمراض التنكس العصبي، ما يفتح الباب أمام فرضية جديدة حول عوامل خطر الخرف.
وعند متابعة المشاركين على المدى الطويل، لوحظ أن المصابين بالدوالي الوريدية كانوا أكثر عرضة بنسبة 13.9% للإصابة بالخرف بمختلف أنواعه. وتكشف البيانات التفصيلية أن هذه الخطورة تزداد بشكل ملحوظ بين فئات معينة، خاصة الرجال المدخنين الذين يستهلكون الكحول بانتظام. لكن المفاجأة كانت في عدم وجود ارتباط واضح بين الدوالي وأنواع محددة من الخرف مثل مرض ألزهايمر أو الخرف الوعائي عند تحليل البيانات بدقة.
ومن النتائج اللافتة أن علاج الدوالي لم يظهر تأثيرا كبيرا على خطر الخرف العام، لكنه ارتبط بانخفاض ملحوظ في حالات الخرف الوعائي تحديدا. وهذا الاكتشاف يثير تساؤلات مهمة حول الآليات المحتملة التي تربط بين صحة الأوردة ووظائف الدماغ، وإن كانت الدراسة تحذر من التعميم المفرط نظرا لطبيعتها الرصدية التي لا تسمح بإثبات علاقات سببية مباشرة.
وتواجه هذه الدراسة بعض القيود المهمة، أبرزها عدم القدرة على تحديد شدة حالات الدوالي بدقة، واقتصار العينة على فئة عمرية معينة (40 سنة فما فوق)، بالإضافة إلى احتمال تأثير عوامل أخرى لم يتم قياسها مثل التاريخ العائلي للخرف أو الاختلافات في نمط الحياة بين المناطق الحضرية والريفية.
وعلى الرغم من هذه التحفظات، تقدم الدراسة رؤى قيمة تضيف بعدا جديدا لفهمنا لعوامل خطر الخرف، وتؤكد على أهمية الاهتمام بصحة الجهاز الوريدي كجزء من النهج الشامل للحفاظ على الصحة العقلية مع التقدم في العمر. كما تبرز الحاجة إلى مزيد من الأبحاث المعمقة لفك الشيفرة البيولوجية التي قد تربط بين هذه الحالة الوريدية الشائعة وصحة الدماغ على المدى الطويل.
نشرت الدراسة في مجلة PLOS One.
المصدر: نيوز ميديكال
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
إقرأ أيضاً:
دراسة : الجوز يُسهم في خفض الالتهابات وتقليل خطر الإصابة بسرطان القولون
كشفت دراسة جديدة نُشرت في مجلة "Cancer Prevention Research"، عن نتائج واعدة تُظهر أن تناول الجوز يوميًا قد يحدّ من الالتهابات ويقلل خطر الإصابة بسرطان القولون، وذلك عبر آلية بيولوجية قابلة للقياس لدى البشر.
وتُعد هذه الدراسة من أوائل التجارب السريرية التي تربط بين استهلاك الجوز وتأثيرات مضادة للسرطان في القولون.
ووفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)، تم تسجيل أكثر من 141 ألف حالة إصابة بسرطان القولون والمستقيم في عام 2021، وتُوفي نحو 53 ألف شخص بسببه في 2022.
وتشير تقديرات الجمعية الأمريكية للسرطان إلى تسجيل أكثر من 107 آلاف إصابة جديدة في عام 2025، إلى جانب قرابة 47 ألف وفاة نتيجة المرض.
وتعزو الدراسة الفضل في هذه الفوائد الصحية للجوز إلى مركبات طبيعية تُعرف باسم "الإيلاجيتانينات"، التي تقوم بكتيريا الأمعاء بتحويلها إلى جزيئات قوية مضادة للالتهابات تُعرف بـ"اليوروليثين"، وتحديدًا "اليوروليثين أ".
قاد الدراسة البروفيسور دانيال روزنبرج، أستاذ علم الصيدلة البيئية في جامعة كونيتيكت، بدعم من المعهد الأمريكي لأبحاث السرطان، ولجنة الجوز في كاليفورنيا، والمعهد الوطني للسرطان.
شملت التجربة السريرية 39 مشاركًا تتراوح أعمارهم بين 40 و65 عامًا، وجميعهم مصنفون ضمن الفئات المعرضة لخطر الإصابة بسرطان القولون.
وقد طُلب منهم الامتناع عن تناول الأطعمة الغنية بالإيلاجيتانين قبل إدخال الجوز إلى نظامهم الغذائي اليومي لمدة ثلاثة أسابيع، حيث خضعوا لمراقبة دقيقة لمؤشرات الالتهاب عبر تحليل عينات الدم والبول والبراز، إضافة إلى فحص سلائل القولون باستخدام تنظير عالي الدقة.
ووجد الباحثون أن المرضى الذين أنتجت أجسامهم كميات أكبر من "اليوروليثين أ" بعد تناول الجوز، شهدوا انخفاضًا ملحوظًا في مؤشرات الالتهاب، خصوصًا من يعانون من السمنة، كما سجّلوا ارتفاعًا في هرمون "الببتيد YY"، المرتبط بانخفاض خطر الإصابة بسرطان القولون والمستقيم.
وأظهرت تقنيات التصوير الدقيقة لأنسجة سلائل القولون أن ارتفاع مستويات "اليوروليثين أ" ارتبط بانخفاض ملحوظ في بروتينات مؤشرة على تقدم السرطان، مثل بروتين الفيمنتين، ما يشير إلى أثر وقائي للجوز في مواجهة تطور المرض.
وتعزز هذه النتائج ما توصلت إليه دراسات سابقة على الفئران، خصوصًا أبحاث البروفيسور ماساكو ناكانيشي، التي مهدت الطريق للتجربة البشرية الحالية.
وقال روزنبرج: "تُظهر دراستنا أن مكملات الجوز الغذائية يمكن أن ترفع مستويات اليوروليثين لدى الأشخاص الذين يملكون ميكروبيومًا مناسبًا، ما يسهم في تقليل الالتهاب وربما الوقاية من السرطان"، مضيفًا: "تناول حفنة من الجوز يوميًا قد يوفر فوائد صحية طويلة الأمد مع آثار جانبية شبه معدومة".