في خطوة لافتة تأتي في خضم توتر مستمر بين باريس والجزائر، وصل وفد برلماني فرنسي، الأربعاء 7 مايو 2025، إلى الجزائر، للمشاركة في فعاليات إحياء الذكرى الثمانين لمجازر الثامن من مايو 1945، وهي المحطة التاريخية الأليمة التي تمثل جرحًا عميقًا في الذاكرة الوطنية الجزائرية جرّاء القمع الدموي الذي مارسته فرنسا الاستعمارية آنذاك.



واستُقبل الوفد الفرنسي بمطار هواري بومدين الدولي من قِبل رئيس لجنة الشؤون الخارجية والتعاون والجالية في البرلمان الجزائري، محمد خوان، برفقة أعضاء من المجموعة البرلمانية للصداقة الجزائر–فرنسا، بقيادة رئيسها محمد بوعبد الله.

ومن المرتقب أن تستمر زيارة الوفد الفرنسي حتى الحادي عشر من مايو الجاري، حيث تشمل المشاركة في عدد من الفعاليات الرسمية والتاريخية المرتبطة بإحياء ذكرى المجازر التي وقعت عام 1945 في مدن سطيف وقالمة وخراطة، والتي أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف من الجزائريين المطالبين بالاستقلال، على يد الجيش الفرنسي.



سياق سياسي متأزم

تأتي هذه الزيارة في وقت تشهد فيه العلاقات الجزائرية الفرنسية فتورًا حادًا منذ عدة أشهر، على خلفية ملفات خلافية متراكمة، أبرزها الذاكرة الاستعمارية، والتصريحات السياسية المثيرة للجدل من الطرفين، إضافة إلى تباينات في المواقف الجيوسياسية بالمنطقة المغاربية والملف الأمني في الساحل.

وكانت الجزائر قد استدعت سابقًا سفيرها في باريس احتجاجًا على ما وصفته بتدخلات فرنسية غير مقبولة في شؤونها الداخلية، فيما تعثرت محاولات متكررة لإعادة الدفء إلى العلاقات الثنائية التي شهدت تقلبات كثيرة رغم الروابط التاريخية والمصالح المشتركة.

رمزية المشاركة وسط الاضطرابات

يرى مراقبون أن مشاركة الوفد البرلماني الفرنسي في ذكرى مجازر 8 مايو تمثل، رغم التوتر، بادرة رمزية تحمل أبعادًا دبلوماسية، تعكس محاولة فرنسية لتهدئة النفوس وتعزيز "دبلوماسية الذاكرة"، في ظل تعقيد الملفات العالقة بين البلدين.

ومع ذلك، فإن الزيارة قد تواجه استقبالًا شعبيًا وإعلاميًا متحفظًا في الجزائر، حيث تُعتبر مجازر 1945 واحدة من أبرز محطات الجرائم الاستعمارية التي لا تزال تطالب الجزائر باعتراف رسمي كامل بها وتعويضات رمزية ومادية.


المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية الجزائر فرنسا زيارة العلاقات فرنسا الجزائر علاقات زيارة المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

في ذكرى النصر.. زيلينسكي يهاجم موسكو: من ارتكبوا مجازر بوتشا سيتحدثون غدا عن جرائم النازية

في خطاب مصور من قلب العاصمة الأوكرانية كييف، وجه الرئيس فولوديمير زيلينسكي رسالة قوية بمناسبة يوم النصر على النازية، وصف فيها العرض العسكري المرتقب في موسكو بأنه "عرض للخوف". اعلان

ظهر زيلينسكي في الفيديو وهو يسير في شارع خريشاتيك الرئيسي وسط كييف، مستخدما وضعية السيلفي، مشيرا إلى الحياة التي عادت إلى المدينة بعد أن كانت خاوية في الساعات الأولى من الهجوم الروسي الشامل على أوكرانيا في 24 شباط/ فبراير 2022. 

وقال: "ذلك اليوم كان الشارع فارغا تماما. لا سيارات، ولا أشخاص. أما اليوم، فالحياة عادت إلى هنا، كما ترون. قبل ثلاث سنوات، كنت قد سجلت هنا كلمة بمناسبة يوم الاستقلال، وكان خلفي حطام آليات روسية محترقة. وهذا هو العرض الوحيد الذي يمكن للشر أن يقيمه هنا".

وسجل زيلينسكي كلمته يوم الأربعاء، في السابع من أيار/ مايو، وسط شوارع كييف المزدحمة بالناس، دون أن تفرض أي تدابير أمنية مشددة، في مشهد يعكس حياة طبيعية نابضة.

ويأتي ذلك في تناقض صارخ مع الأجواء المشددة في العاصمة الروسية موسكو، التي تشهد استعدادات غير مسبوقة لعرض النصر في 9 مايو، تشمل تعطيل الإنترنت وشبكات الهاتف المحمول في وسط المدينة.

وفي مقارنته بين كييف وموسكو، قال الرئيس الأوكراني: "هنا ساحة الاستقلال، وهناك ساحة الخوف". وأضاف مهاجمًا العرض العسكري الروسي: "سيكون هناك طوابير من الدبابات، وجبال من القتلى، وجماهير مصطنعة. إنهم يعيدون ما فعله النازيون. غدا سيتحدث من ارتكب مجازر بوتشا عن جرائم النازية، ومن حاصر ماريوبول سيذكر بحصار لينينغراد".

Relatedالكرملين: أوكرانيا تواصل محاولاتها ضرب منشآت البنية التحتية المدنية في روسيابايدن يصف مقاربة ترامب تجاه روسيا بـ"الاسترضاء" في أول مقابلة بعد مغادرته البيت الأبيضخبير أوكراني عن صفقة المعادن: أكثر من 60% من الموارد توجد في أراض تحتلها روسيا

يأتي ذلك في وقت تشهد فيه موسكو استنفارًا أمنيًا واسعًا بعد سلسلة من هجمات الطائرات المسيرة هذا الأسبوع، ما أدى إلى تأخير أكثر من 100 رحلة جوية يوم الخميس، وتسبب بإلغاء عدد كبير من الرحلات، خصوصًا عبر الخطوط الجوية التركية من وإلى مطار "فنوكوفو".

الكرملين أكد أن الإجراءات الأمنية ستستمر حتى 10 مايو، مبررًا الأمر بوجود "جيران خطرين"، بحسب المتحدث دميتري بيسكوف.

ورغم التوترات، من المرتقب أن يحضر 29 زعيمًا دوليًا العرض في موسكو، من بينهم الرئيس الصيني شي جينبينغ والرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا. أما من أوروبا، فيقتصر الحضور على الرئيس الصربي ألكسندر فوتشيتش ورئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيكو.

انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة

مقالات مشابهة

  • مجازر مايو 1945.. يوم كافأت فرنسا الجزائريين بدفنهم في قبور جماعية
  • بين الذاكرة والاستعراض.. روسيا توجّه رسائل القوة في ذكرى النصر الثمانين
  • في ذكرى النصر.. زيلينسكي يهاجم موسكو: من ارتكبوا مجازر بوتشا سيتحدثون غدا عن جرائم النازية
  • زيارة لافتة.. وفد برلماني فرنسي بالجزائر يشارك في ذكرى مجازر 8 ماي 1945
  • "8 ماي 1945": فيما يحتفي العالم بـ "عيد النصر".. الجزائر تستحضر جراح الثامن من أيار
  • الأرشيف الوطني ينظم معرضا حول جرائم الاستعمار الفرنسي بالجزائر 1830-1962
  • منتخب غامبيا يفوت رحلة التحاقه بالجزائر لمواجهة محليي الخضر
  • المجاهد محمد شريف عباس: رئيس الجمهورية رفع سقف الذاكرة الوطنية عاليا
  • الجزائريون يحتفلون بالذكرى الـ80 لمجازر 8 ماي 1945