إيكواس تهدد عسكريا وفرنسا تؤزم الوضع سياسيا والنيجر تتأهب.. هل تندلع الحرب؟
تاريخ النشر: 27th, August 2023 GMT
نفى الأكاديمي والمحلل السياسي علي يعقوب أن يكون هناك أي تصعيد عسكري من قبل قادة الانقلاب في النيجر، بل وصف ما يقومون به بمحاولة الدفاع عن الانقلاب.
ورأى -في حديثه لبرنامج "ما وراء الخبر" (2023/8/26)- أن حالة التأهب القصوى للجيش في النيجر بسبب توقع هجوم عسكري من مجموعة دول غرب أفريقيا (إيكواس) والقوات الفرنسية، وذلك بعد أن حذر رئيس مجموعة إيكواس -الرئيس النيجيري بولا أحمد تينوبو- قادة الانقلاب من تحرك ما سماها أطرافا خارجة عن سيطرة إيكواس للتدخل في النيجر، في حال أصر "الانقلابيون" على رفض التجاوب مع مقترحات المجموعة.
وحسب مراسل الجزيرة، فإن قيادة أركان الجيش في النيجر أمرت بوضع القوات المسلحة في حالة تأهب قصوى. وذلك في تصعيد عسكري يأتي غداة تصعيد سياسي وُجه ضد فرنسا، وصل إلى حد طلب وزارة خارجية النيجر من السفير الفرنسي مغادرة البلاد، على إثر رفضه دعوة لمقابلة المجلس العسكري، وبسبب تصرفات صدرت من باريس تتعارض مع مصالح النيجر، حسب وصف الوزارة.
طرد السفير الفرنسيوبشأن مغادرة السفير الفرنسي النيجر، أوضح رئيس المعهد الأوروبي لدراسات الأمن والاستشراف إيمانويل ديبوي أن السلطات الجديدة في النيجر تريد النقاش مع السفير الفرنسي، لكن باريس لا تعترف بشرعية هذه السلطات، وهو الأمر الذي يمنح فرنسا حرية القرار بإبقاء سفيرها في النيجر وتجاهل مطالب سلطات الانقلاب.
كما شدد ديبوي على أن فرنسا تعتمد على مبدأ حقها في الاستمرار في عملها الدستوري في النيجر، خاصة أن السفير الفرنسي قدم ورق اعتماده أمام الرئيس محمد بازوم وليس المجلس الحالي، لافتا إلى أن فرنسا لا تعترف إلا بالانتخابات الرئاسية التي أجريت منذ سنتين في النيجر.
وشدد على أن فرنسا تريد حلا دبلوماسيا للأزمة في النيجر من خلال الوساطة الدبلوماسية، نافيا أن تكون باريس تفضل التدخل العسكري، ولكنها تسعى لعودة بازوم لممارسة صلاحيته التي منحه إياها الشعب، على حد قوله.
وكانت وزارة خارجية النيجر قد نفت في وقت سابق طلبها من سفراء الولايات المتحدة وألمانيا ونيجيريا مغادرة البلاد، كما حدث مع السفير الفرنسي. بدورها، ردت الخارجية الفرنسية على إجراءات نيامي بقولها إن الانقلابيين في النيجر لا يملكون سلطة تسمح لهم بطلب مغادرة السفير الفرنسي.
القوة أم الدبلوماسية؟أما عن أسلوب واشنطن في التعامل مع أزمة النيجر، فأشار الضابط السابق في قوات النخبة الأميركية شون ماكفيت إلى أنه مختلف عن الأسلوب الفرنسي، موضحا أن أميركا تفضل الحل الدبلوماسي ولا تنحاز للتدخل العسكري، على خلاف إيكواس وفرنسا.
وأضاف أن أميركا ترى أن انسحابها من النيجر سيترك فراغا ستعمل روسيا ومجموعة فاغنر على ملئه، كما حدث سابقا في مالي والسودان وبوركينا فاسو.
من جهة أخرى، كشفت وسائل إعلام في نيجيريا تفاصيل جديدة عن الاجتماع المغلق الذي عقده رئيس نيجيريا (الرئيس الحالي لمجموعة إيكواس) مع وفد الوساطة من العلماء الذي غادر إلى نيامي للمرة الثانية. ونُقل عن تينوبو تحذيره من أن عدم تجاوب قادة الانقلاب في النيجر مع إيكواس سيفتح الباب لتحرك أطراف أخرى خارجة عن سيطرة المنظمة.
كما حمّل الرئيس النيجيري تينوبو المجلس العسكري المسؤولية عن تعريض شعب النيجر للخطر، وطالب بالتزامات من المجلس العسكري لاستعادة النظام الدستوري في النيجر قبل فوات الأوان. وكشف كذلك عن ضغوط يتلقاها، تتمثل في مكالمات هاتفية مكثفة بشأن استعداد بعض الدول للتدخل عسكريا، مؤكدا أنه ما زال يعمل على ثني هذه الأطراف ومجموعة إيكواس عن استخدام القوة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: السفیر الفرنسی فی النیجر
إقرأ أيضاً:
كيف يعزّز فشل إسرائيل العسكري في غزة من مكاسب حماس الاستراتيجية والدولية؟
قال المحامي والضابط في جيش الاحتلال الإسرائيلي، موريس هيرش، إنّ: "الاحتلال لا يُخفي وأوساطه الأمنية والعسكرية أن استمرار الحرب على غزة طيلة هذه المدة دون القضاء على حماس، يشكّل خيبة أمل كبيرة، رغم ما يتم تكراره من مزاعم دعائية فارغة".
وعبر مقال، نشره معهد القدس للشؤون الأمنية والخارجية، أوضح هيرش، أنّ: "الحركة تمتلك لاستراتيجية متعددة الطبقات، وصلت أخيرا إلى تشويه سمعة جيش الاحتلال الإسرائيلي على الساحة الدولية، وفي الوقت ذاته الحفاظ على سلطتها في غزة، مع تأمين موارد إعادة الإعمار الدولية".
وتابع المقال الذي ترجمته "عربي21" بالقول: "رغم أهداف الاحتلال المُتمثّلة بتفكيك القدرات العسكرية والحكومية لحماس، فإن الضغوط الدولية أجبرته على السماح لها بمواصلة وظائفها الحكومية، لتوزيع المساعدات الإنسانية، وإبقاء الأسرى في غزة تأمين وجودي لها".
وأبرز: "لن يتم إطلاق سراحهم بالكامل إلا من خلال المفاوضات وحدها، التي أسفرت حتى الآن عن إطلاق سراح أسراها الكبار، وعددهم 2144 مقابل إطلاق سراح بعض الأسرى".
"عندما نفذت حماس هجوم الطوفان كان لها عدة أهداف، تحققت كلها تقريباً، أهمها قتل أكبر عدد من الجنود والمستوطنين، وأسرهم، واستخدامهم أوراق مساومة لضمان إطلاق سراح أسرى فلسطينيين، ومثّل قتل عشرات آلاف الفلسطينيين في غزة، مناسبة لتشويه سمعة الاحتلال، وإدانته في الساحة الدولية، وإعادة إشعال النقاش العالمي حول الدولة الفلسطينية، واعتراف العالم بها" استرسل المقال ذاته.
وتابع: "في نهاية المطاف، سعت الحركة للبقاء على قيد الحياة بعد الحرب، والحفاظ على مكانتها الحاكمة في المجتمع الفلسطيني، والتمتع بثمار الجهود الدولية الحتمية لإعادة بناء غزة".
وأشار إلى أنه: "منذ البداية، أدركت حماس أنها لا تستطيع مجاراة القوة العسكرية للاحتلال، وأدركت جيداً أن ردّه سيكون ساحقاً، لكنها عملت على تحويل هذا الردّ العنيف إلى أصل استراتيجي يمكن استخدامه ضده، عبر الاستعانة بحلفائها وأصدقائها حول العالم، أولهم الأمم المتحدة ومؤسساتها في غزة، وبدأت بإصدار قرار تلو الآخر لإدانة الاحتلال..".
وأوضح أنّ: "الحليف الثاني للحركة هو المحور الإيراني لمساعدتها في التصدّي للعدوان الاسرائيلي، حيث انضم حزب الله والحوثيون بسرعة لمهاجمة الاحتلال، وأطلق الحزب أكثر من عشرة آلاف صاروخ وقذيفة وطائرة بدون طيار، ما تسبّب بأضرار واسعة النطاق، وإجلاء أكثر من 140 ألف مستوطن، وجمع الحوثيون بين الهجمات المباشرة على الاحتلال، وتعطيل حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر، فيما هاجمت إيران، دولة الاحتلال بمئات الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار".
وأضاف: "الحليف الثالث لحماس هي مجموعات إسلامية، منتشرة في مختلف أنحاء العالم، حيث نجحت الحركة بحشد الدعم الشعبي، وملايين المتظاهرين ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي، ومهاجمته، والضغط على حكوماتهم لفرض عقوبات عليه".
وأكد أنّ: "الحركة شوّهت سمعة الاحتلال، وانضمت إليها هيئات الأمم المتحدة، بما فيها الجمعية العامة ومجلس حقوق الإنسان وسلسلة من: المقررين الخاصين، ومحكمة العدل الدولية، وصولا لإصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ووزير الحرب آنذاك، يوآف غالانت، بوصفهم مجرمي حرب".
وأردف: "فرضت العديد من حكومات العالم، بما فيها إدارة الرئيس السابق جو بايدن، وبريطانيا، وكندا، وهولندا، وأستراليا، ودول أخرى، حظراً كاملاً أو جزئياً على تصدير الأسلحة أو المكونات للاستخدام العسكري للاحتلال".
ولفت أنّ: "هدفا آخر من أهداف حماس في طريقه للتحقق من خلال تزايد عدد الدول المعترفة بفلسطين، بلغ عددها تسعة، وهي: أرمينيا، سلوفينيا، أيرلندا، النرويج، إسبانيا، جزر البهاما، ترينيداد، وتوباغو، جامايكا وبربادوس، مع احتمال انضمام فرنسا وبريطانيا لها".
وختم بالقول إنّه: "إذا استمرت الأحداث في مسارها الحالي، فلا شك أن حماس ستنتصر في الحرب، وتحقّق كل أهدافها من الهجوم، وسيكون هذا بمثابة كارثة بالنسبة للاحتلال".