تشهد سلطنة عُمان وروسيا حراكاً متزايداً في بناء الشراكات الاقتصادية مؤخراً، ويعد منتدى الأعمال العُماني–الروسي أحد المحطات الاستراتيجية لاستكشاف فرص التعاون التجاري والاستثماري، لاسيما مع جمهورية داغستان التي تُعد من أكثر الأقاليم الروسية نموًا في القطاعات الزراعية والثروة الحيوانية، وكان المنتدى منصة عملية جمعت رجال الأعمال والمسؤولين من الجانبين لاستعراض الإمكانات، وتوقيع مذكرات تفاهم، وبحث سبل تحويل الفرص النظرية إلى شراكات واقعية.

وأكّد سعادة الشيخ فيصل بن عبدالله الرواس رئيس مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عُمان أن هناك العديد من الفرص الاستثمارية المتاحة في كلا البلدين، لافتا أن المنتدى كان إحدى المحطات التي تسهم في تعزيز التبادل التجاري وتوسيع آفاق التعاون الاقتصادي بين الجانبين، مشيرا إلى وجود شراكات قائمة بالفعل بين شركات عُمانية وأخرى روسية، بعضها يمتلك فروعًا في جمهورية داغستان، وهو ما يُعد أساسًا متينًا لتوسيع التعاون الاقتصادي خلال المرحلة المقبلة، لافتا أن هناك قطاعات ذات أولوية في التعاون منها السياحة، والأمن الغذائي، والصناعات التحويلية.

من جهته قال حمد بن علي الحجري عضو مجلس إدارة فرع غرفة تجارة وصناعة عمان بمحافظة شمال الشرقية إن وفد جمهورية داغستان زار محافظة شمال الشرقية، واطّلع على عدد من الفرص الاستثمارية المتاحة في مجالات السياحة، والزراعة، والثروة الحيوانية، وأكد أن الوفد لديه الرغبة في الاستثمار بهذه القطاعات، لافتا أن سلطنة عمان أول دولة خليجية يزورها الوفد الداغستاني.

كما أوضح الحجري أن قرار رفع التأشيرات عن لمواطني البلدين ساهم بشكل ملموس في تسهيل حركة التبادل بين البلدين، مشيرا إلى عدد من الاستثمارات الروسية في سلطنة عمان بينها مشروع لإنشاء 8 فلل في صلالة عبر شركة محلية، وهذا ليدل على توجه متصاعد من المستثمرين الروس نحو السوق العُمانية، كما أكد أن زيارة الوفد إلى سلطنة عمان فتحت مجالات واعدة للاستثمار خاصة في قطاع الثروة الحيوانية، حيث أجرى الوفد لقاءات مباشرة مع عدد من تجار المواشي وبحث إمكانيات الشراكة والتعاون، كما أبدى الجانب الداغستاني اهتمامًا خاصًا بالاستثمار في زراعة محاصيل معينة، لاسيما الخضروات والفواكه، نظرًا للطلب المتزايد على هذه المنتجات.

من جهته أكّد إسرافيل حاجموراد رئيس وكالة ريادة الأعمال والاستثمار في جمهورية داغستان أن بلاده ترى فرصًا حقيقية للتعاون الاقتصادي مع سلطنة عُمان، خصوصًا في قطاعي الزراعة والسياحة، مشيرًا إلى أن داغستان تمتلك إمكانات كبيرة في هذين المجالين، وقال حاجموراد إن جمهورية داغستان تُعد من أبرز المناطق الزراعية في روسيا، حيث تنتج أكثر من 35% من اللحوم الروسية، ويتم تصدير جزء كبير منها إلى دول مثل إيران وأذربيجان والإمارات، مشيرًا إلى أن هذا الإنتاج يمكن أن يُوجه أيضًا لتلبية احتياجات السوق العُمانية، خاصة في مجالي اللحوم والخضروات.

وأضاف حاجموراد أن قطاع السياحة في داغستان يشهد نموًا ملحوظًا، حيث استقبلت الجمهورية أكثر من مليوني سائح خلال العام الماضي، من بينهم زوار من سلطنة عُمان، وهو ما يعكس الاهتمام المتزايد بداغستان كوجهة سياحية، مؤكدا أن داغستان تتمتع بطبيعة متنوعة تشمل الشواطئ والجبال والمناطق الخلابة، ولدينا رغبة حقيقية في تطوير هذا القطاع من خلال شراكات استثمارية دولية.

وفيما يتعلق بفرص الاستثمار بين البلدين، أشار حاجموراد إلى إمكانية التعاون في مجال إنشاء وتطوير الفنادق والبنية التحتية السياحية، مؤكدًا استعداد داغستان لتوفير الأراضي والمواقع المناسبة للمستثمرين العُمانيين، مع إمكانية التوسع في قطاعات صناعية أخرى في المستقبل، حيث تزخر داغستان بالعديد من المواد الصناعية الخام والتي من الممكن أن تفتح آفاقاً للتبادل التجاري بين البلدين بما يسهم في تطور القطاع الصناعي لديهما.

كما أشاد أحد ممثلي القطاع الخاص الروسي بعمق العلاقات الاقتصادية المتنامية بين سلطنة عُمان وروسيا الاتحادية، مؤكدًا أن جمهورية داغستان تُعد من أبرز الأقاليم الروسية الواعدة للاستثمار، خاصة في قطاع الثروة الحيوانية، الذي يشهد نموًا متسارعًا ويُعد من ركائز الاقتصاد المحلي، وأوضح أن داغستان سجلت في عام 2024 أرقامًا لافتة في الإنتاج الزراعي والحيواني، حيث تجاوز إنتاج اللحوم والدواجن 270 ألف طن، فيما بلغ إنتاج الحليب نحو 952 ألف طن، إلى جانب 254 مليون من إنتاج البيض، وهو ما يعكس تطور البنية التحتية لهذا القطاع وتوافر فرص تصديرية واعدة.

وأشار إلى أن صادرات داغستان من الأغنام قد تضاعفت مؤخرًا لتتجاوز 120 ألف رأس، يُصدَّر معظمها إلى دول مجاورة مثل أذربيجان وجورجيا وإيران، في حين يُنظر إلى السوق العُمانية باعتبارها وجهة جديدة واعدة لهذه المنتجات، لا سيما في ظل تنامي الطلب على اللحوم عالية الجودة في منطقة الخليج.

وأكد المتحدث أن اتفاقية الإعفاء المتبادل من التأشيرات بين سلطنة عُمان وروسيا أسهمت في تسهيل حركة رجال الأعمال والمستثمرين، إذ تتيح الإقامة لمدة 30 يومًا لكل زيارة وبحد أقصى 90 يومًا سنويًا، وأضاف أن هذه الخطوة ساهمت في تحفيز المستثمرين من داغستان على زيارة السلطنة واستكشاف فرص التعاون في مجالات الزراعة والثروة الحيوانية، مشيرًا إلى وجود توجه حقيقي للاستفادة من الإمكانات التي توفرها السوق العُمانية، في ظل بيئة استثمارية جاذبة واستقرار اقتصادي وتشريعي.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: جمهوریة داغستان السوق الع مانیة ع مانیة

إقرأ أيضاً:

الشيباني: زيارة الشرع لفرنسا "نقطة تحول" بالنسبة إلى سوريا

اعتبر وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني زيارة الرئيس أحمد الشرع إلى فرنسا "نقطة تحول" بالنسبة لبلاده.

وقال الشيباني عبر حسابه على منصة "إكس": "شكلت الزيارة التاريخية إلى باريس رفقة فخامة الرئيس أحمد الشرع، نقطة تحول في ملف رفع العقوبات المفروضة على سوريا، وتعزيز الأمن الإقليمي، وخلق بيئة دائمة للسلام والاستثمار التجاري في المنطقة".

وأوضح أن "نجاح هذه الزيارة لا يقتصر على المستوى السياسي فقط، بل يعكس أيضا الإرادة المستمرة في تعزيز بناء علاقاتنا الدولية على أسس قوية من التعاون المشترك والاحترام المتبادل مع الجميع".

ونشرت رئاسة الجمهورية السورية، ليل الأربعاء الخميس، "رسالة شكر" من الشرع للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بعد زيارته لباريس.

وجاء في رسالة الشرع: "أعبّر عن تقديري العميق لما تميزت به اللقاءات من روح إيجابية ورغبة صادقة في تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، لا سيما ما يتعلق بإرساء دعائم السلام والاستقرار في المنطقة والعالم".

وأضاف: "كما أكدت حرص الجمهورية العربية السورية على توطيد علاقات الصداقة مع الجمهورية الفرنسية والعمل المشترك في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية بما يخدم مصالح الشعبين الصديقين".

لقاء الشرع وماكرون

خلال مؤتمر صحفي جمعه في باريس بالشرع، قال الرئيس الفرنسي إن الاستقرار في سوريا عامل أساسي لأمن وهدوء المنطقة.

وأكد ماكرون على وجوب حماية جميع السوريين، لافتا إلى أن سوريا لن تتمكن من استعادة الاستقرار دون انتعاش اقتصادي.

وأشار ماكرون إلى أهمية التعاون مع سوريا لمواصلة التصدي لتنظيم داعش الإرهابي، مؤكدا على أن وجود داعش في سوريا تهديد للسلام والأمن الدوليين.

وتابع قائلا: "عرضتُ على الشرع التعاون مع قوات سوريا الديمقراطية من أجل التصدي لداعش"، لافتا إلى أن باريس ستدعم تنفيذ أي اتفاق بين السلطات السورية والإدارة الكردية.

وشدد على السعي إلى "رفع تدريجي لعقوبات الاتحاد الأوروبي عن سوريا وسنضغط على واشنطن لاتباع هذا المسار أيضا"، داعيا واشنطن إلى الإسراع في رفع العقوبات عن سوريا.

مقالات مشابهة

  • المتحف المصري الكبير يستقبل رئيس جمهورية جزر القمر ووزيرة التعليم اليابانية
  • المتحف المصري الكبير يستقبل رئيس جمهورية جزر القمر ووزيرة التعليم والثقافة اليابانية
  • رئيس سلامة الغذاء يبحث مع مسئولي الصحة والزراعة بجنوب أفريقيا سبل التعاون المشترك
  • مساعد وزير الصناعة والثروة المعدنية للتخطيط والتطوير يبحث فرص التعاون في مجال التصنيع المتقدم مع جمهورية النمسا
  • سلطنة عُمان وجنوب أفريقيا تبحثان التعاون الثنائي
  • ولي عهد أبوظبي يبدأ الأحد زيارة رسمية إلى جمهورية كازاخستان
  • بعد زيارة اليوم.. تاريخ العلاقات المصرية الروسية
  • الوزير الأول يستقبل من قبل رئيس جمهورية سيراليون.
  • الشيباني: زيارة الشرع لفرنسا "نقطة تحول" بالنسبة إلى سوريا