في يومها العالمي.. شجرة الأركان نظام بيئي واقتصادي فريد
تاريخ النشر: 10th, May 2025 GMT
في عام 2021، أقرت الجمعية العامة للأمم المتحدة تخصيص يوم 10 مايو/أيار يوما عالميا لشجرة لأركان، ليتم الاعتراف بالقيمة البيئية والصحية والتنموية العالية لهذا النوع من الأشجار الغابية التي تعد نظاما بيئيا واقتصاديا متكاملا.
وتعد شجرة الأركان (أركانيا سبينوزا) نوعا متوطنا من الأشجار الغابية توجد في محمية في جنوب غرب المغرب، وتنمو هذه الشجرة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة، وهي قادرة على الصمود في بيئة قاسية في ظل ندرة المياه، وخطر التعرية والتربة الفقيرة.
وتختصر شجرة الأركان نظاما بيئيا واقتصاديا فريدا ومتكاملا، فهي من النوع المحدد للنظام البيئي للغابات الغني بالنباتات المستوطنة، وللتنمية الاجتماعية والاقتصادية.
وتلعب شجرة الأركان دورا حيويا في الحفاظ على التوازن البيئي، إذ تنمو جذورها في عمق كبير للوصول إلى منافذ المياه، وتسهم في حماية التربة من التلف والتعرية وتحد من التصحر، وفق الخبراء.
ويمكن أن تتحمل شجرة الأركان درجات حرارة تصل إلى 50 درجة مئوية، وقد يصل ارتفاعها إلى 10 أمتار وتصل دورة حياتها إلى 200 عام، لذلك "تُعد رمزا للخلود وللمقاومة، وذات قيمة رمزية وعاطفية قوية لدى المجتمعات المحلية" في المغرب، حسب منظمة الأمم المتحدة.
إعلانكما تسهم الشجرة في الحفاظ على التنوع البيولوجي، ولغاباتها منتجات حرجية وفواكه وأعلاف، كما أن أوراقها وثمارها صالحة للأكل وذات قيمة عالية، وتشكل احتياطي علف حيوي لقطعان الماشية في فترات الجفاف، وتستخدم الأشجار حطبا ووقودا للطبخ والتدفئة.
ولا يستخدم النظام الفريد القائم على زراعة الغابات والمراعي إلا الأنواع المتكيفة محليا وأنشطة الرعي ويعتمد على الإدارة التقليدية للمياه بطريق خزانات مياه الأمطار المحفورة في الصخور، وهو ما يسهم بالتالي في التخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معه، فضلا عن الحفاظ على التنوع البيولوجي.
تتعدد استخدامات شجرة الأركان وغاباتها في المغرب، التي تمتد على مساحة تفوق 830 ألف هكتار، فهي مورد اقتصادي مهم، فضلا عن دورها في تحسين التكيف مع المناخ، وتحقيق الأبعاد الثلاثة للتنمية المستدامة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، على المستوى المحلي.
كما تقوم بدور أساسي كمورد اقتصادي في تعزيز فرص العمل المحلية. ففي جنوب غرب المغرب، المشهور بغابات الأركان الشاسعة، تُقدّر الأمم المتحدة أن هذه الأشجار تُوفر فرصا اقتصادية لـ3 ملايين شخص بشكل مباشر أو غير مباشر.
وتُستخدم ثمارها في استخراج زيت الأركان، الذي كان يستعمل لقرون في الطب الشعبي وفي المطبخ المغربي، وهو زيت غني بالفيتامينات الطبيعية والدهون الأساسية ومضادات الأكسدة.
وبات زيت الأركان يستعمل بشكل كبير في مستحضرات التجميل، وتنتج المغرب سنويا ما يزيد عن 5 آلاف طن من زيت الأركان، ويتم تصدير معظمه إلى مختلف مناطق العالم.
تشير منظمة الأمم المتحدة إلى أن هذه المنطقة الفريدة، (جنوب غربي المغرب) التي تزرع فيها أشجار الأرگان منذ عقود طويلة، تجمع بين التنوع البيولوجي الزراعي والنظم البيئية المرنة والتراث الثقافي الثمين.
كما اعترفت منظمة الأغذية والزراعة (فاو) في ديسمبر/كانون الأول 2018 بالنظام الزراعي والرعوي المعتمد على أشجار الأركان في المغرب بوصفه نظاما تراثيا زراعيا ذا أهمية عالمية.
إعلانورغم الاهتمام الذي تحظى به شجرة الأركان وموائلها تبقى تعاني، بحسب الخبراء، من التأثير السلبي للتغيرات المناخية، ومن ظاهرة الاستغلال المفرط، والرعي الجائر خلال فترات الجفاف.
كما لا تزال مهددة نتيجة إزالة الغابات وتفاقم الجفاف وارتفاع درجات الحرارة. ولذلك، صنّفت اليونسكو منطقة الأركان في جنوب غرب المغرب محمية للمحيط الحيوي، وأدرجتها في قائمة التراث العالمي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات طبيعة وتنوع التنوع البیولوجی
إقرأ أيضاً:
قيادي بالجبهة الوطنية: قرار احتلال غزة جريمة مكتملة الأركان وخطر على أمن المنطقة
أدان عادل مأمون عتمان، القيادي بحزب الجبهة الوطنية، بشدة قرار المجلس الوزاري الإسرائيلي بوضع خطة لاحتلال قطاع غزة بالكامل، معتبرًا أن ما تقوم به إسرائيل يمثل استمرارًا لمنهج الاحتلال القائم على العنف والدمار، وتكريسًا لسياسة التطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني.
وقال عادل مأمون عتمان إن هذا القرار يأتي ضمن سلسلة من الإجراءات الإجرامية التي تستهدف إنهاء الوجود الفلسطيني في قطاع غزة، ومحاولة فرض واقع جديد بالقوة العسكرية، بعيدًا عن أي التزام بالقانون الدولي أو المبادئ الإنسانية، ما يؤكد أن إسرائيل لا تسعى إلى سلام، بل إلى استئصال شعب بأكمله.
وأكد أن موقف الدولة المصرية، الذي عبّرت عنه وزارة الخارجية بوضوح وقوة، يعكس الإرادة الشعبية المصرية والعربية في مواجهة الغطرسة الإسرائيلية، مشددًا على أن محاولات فرض سياسة الحصار والتجويع والقتل الممنهج بحق الفلسطينيين لن تخلق أمنًا ولا استقرارًا، بل ستؤدي إلى مزيد من الانفجار في المنطقة.
وأضاف القيادي بحزب الجبهة الوطنية:" استمرار صمت المجتمع الدولي على هذه الجرائم هو تواطؤ غير مباشر، بل وتواطؤ مفضوح، على المنظمات الدولية ومجلس الأمن أن يتوقفوا عن الاكتفاء بالتنديد، وأن يتخذوا خطوات عملية للجم آلة الحرب الإسرائيلية ومحاسبتها على الجرائم المرتكبة بحق الأبرياء".
وشدد عتمان على أن القضية الفلسطينية ستبقى حية في وجدان الأمة العربية، وأن مشاريع الاحتلال والتصفية لن تنجح مهما بلغت من شراسة، مؤكدًا أن حل الدولتين هو الطريق الوحيد لتحقيق السلام الحقيقي، بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود يونيو 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وتابع:
"لن يكون هناك استقرار في الشرق الأوسط ما دامت هناك حقوق مسلوبة وأرض محتلة. وعلى كل القوى السياسية والحقوقية أن توحد جهودها لكشف جرائم الاحتلال، ومساندة صمود الشعب الفلسطيني في نضاله المشروع من أجل الحرية والاستقلال".